أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رينا ميني - أكذوبة الرأي العام














المزيد.....

أكذوبة الرأي العام


رينا ميني

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 09:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


إنّ تعريف الراي العام هو أنّه التعبير عن آراء جماعة من الأشخاص إزاء قضايا ومسائل أو مقترحات معينة تهمّهم، سواء أكانوا مؤيدين أو معارضين لها، بحيث يؤدّي موقفهم بالضرورة إلى التأثير السلبي أو الإيجابي على الأحداث بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة في لحظة معينة من التاريخ. وهذا التعريف إن صحّ تطبيقه فهو قادر على تغيير أحداث برمّتها وحتى تقرير مصير شعوبٍ وأمم.
اتُّخِذ الرأي العام سلاحاً في أمور مفصلية عديدة حتّى أنّه استُخدِم أحياناً في أمور احتكامية تخصّ قضايا مدنية وجزائية، فغالباً ما سمعنا في أروقة المحاكم كلمة "قضية رأي عام" حيث أن السلطة الرابعة أي الصحافة هي أسرع ساعٍ للبريد يوصل المعلومات والأخبار بسرعة البرق ومع دخول الإنترنت إلى عالمنا أصبحنا نتبلّغ الخبر لحظة وقوعه.
إنمّا هذا الرأي العام هو حبرٌ على ورق وهو كسواه خاضعٌ لمخططات وأجندات مختلفة فتارةً يجتاح كالمدّ شواطئ الأصوات وتارةً ينحسر كالجزر في الحناجر.وفي كلتا الحالتين لا تأثير له على أيّة مجريات بل أصبح في ساعات مدّه ضجيجاً يلوّث الأذان كنعيق الغربان.
كانت وما زالت نظرية سلاح الرأي العام تثبت فشلها في العديد من الأزمات التاريخية التي أدّت إلى تخلّف أمم وضياع شعوبٍ ومقتل ملايين البشر على امتداد التاريخ. فأين كان هذا الرأي العام في ظلّ حكم السلطنة العثمانية التي استمرت ما يزيد عن 4 قرون، 400 سنة من الظلم والإستبداد والتهجير والمجازر البشعة التي بقيت غصّة في قلوب من عاشوها وذكرى مستمرة لمن سمع عنها؟ وما كان رأي هذا الرأي العام عندما وقعت الشعوب في نفس الفخ مرّة أخرى بُعيد إتفاقية "سايكس- بيكو" التي شرزمت الدول وأخضعتها لإمرتها مدى الحياة؟ وكيف لم يحرّك الرأي العام ساكناً أمام "وعد بلفور" الذي طرد أمّة بأسرها من موطنها ليقدّمه لأناسٍ لا وطن لهم، وماذا يفعل الآن بعد مرور ستون عاماً على ضياع فلسطين حيث الموت فيها هو خبزها اليومي؟
وإن كانت الأمثلة التي أذكرها تختصّ بسياساتٍ زواريبها متشعّبة كالمتاهة فهل يستطيع حضرة الرأي العام أن يبدي رأيه بموت الإنسان في الصومال لا بالرصاص والقذائف بل بالجوع والمرض؟ وإن قيل أنّ المساعدات والمعونات تهبّ لنجدتهم بسبب وساطة المذكور فسأجيب بأنّها وساطة إلهية رحيمة أكبر من ظلم البشر. فلو كان المأسوف على شبابه فاعلاً لكانت الصومال على الأقل تحيا حياة كريمة كغيرها من الدول، ولما كان الجهل استفحل في أفغانستان والسعودية وباكستان ولما كانت دولةٌ راقية كإيران انحدرت إلى التعصب، ولما كانت سوريا تتمزّق اليوم على يد الرأي العام نفسه كما سبقتها العراق ولا كانت إفريقيا قارّة الذهب تتخبط في الفقر والعوز.
يقول ماركس أنّ "الدين هو أفيون الشعوب" ولكنّي أغالطه وأقول أنّ أكذوبة الراي العام هي هذا الأفيون الضارب في عقول البشر حتى أغشاهم في سباتٍ لا استفاقة منه.



#رينا_ميني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا؟
- حنين
- محكوم بجرم المحبة
- هلوسات
- جرى الدمع
- الإنسان يفرّق
- روح ولا جسم
- ما بين الثرى والثريا
- المشرّدون...إلى متى؟
- كدت أنساك
- رسالة الى البحر
- مريم
- فريسة رجلٍ
- قطعة سما
- كن إنساناً
- عندما يبوح القلم
- محطة قطار
- ما بعد الكلام
- ما بعد الكلام
- لن ننساك..


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رينا ميني - أكذوبة الرأي العام