أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالسلام سامي محمد - نحن و مصيدة الامام و الملا !!! / قصة واقعية / القسم الاءول















المزيد.....

نحن و مصيدة الامام و الملا !!! / قصة واقعية / القسم الاءول


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


كان ابائنا و اجدادنا على صفاء نياتهم و طيبة اخلاقهم الى جانب بساطة و سذاجة افكارهم ,, فالحب والتسامح و حسن السلوك كان من ديدنهم والجهل و التخلف من سمات عصرهم ,, اما رجل الدين فكان له نفوذه الكبير في المجتمع و كلمته القوية المؤثرة في الناس بمختلف شرائحها و احترامه الكبير و المبالغ فيه عند الجميع ,, و كان بل و لا يزال يمرر مصالحه الدنيوية الخبيثة باءسم الدين و يستغل غباء و جهل الناس و المجتمعات و يلعب بهم لعبة الذئاب مع قطيع الماشية و الاءغنام او بالاحرى لعبة اللاعب المتقن مع كرة القدم ,, و كل منهم حسب درجة خباثته و كبر مطامعه وجشعه و حجم شهواته المادية و الجنسية ,, و رغم معرفة البعض لممارساتهم الدنيئة و حيلهم و الاعيبهم المتعددة الا ان الجهل و الغباء لا زال يسيطر على افكارالكثيرين الذين ينظرون اليهم بقدسية كبيرة و احترام فوق العادة و يضعون و بمحظ ارادتهم رباط اعناقهم في اياديهم الخبيثة ,, ولا يدرك خباثة نواياهم و ازدواجية افكارهم بصورة جيدة الا ذلك الذي عاشرهم عن قرب و راقب افعالهم بدقة او دخل معهم بصورة مباشرة او غير مباشرة في شراكة حقيقية ,, حيث اءن طمعهم و جشعهم و غرائزهم الحيوانية لا تعرف حدودا للسيطرة والتحكم و لا مجالا للاءصلاح و الاءشباع .
اما قصتنا الواقعية معهم فهي كالاتي,, عندما كنا في مقتبل العمر انا و اخواني ,, كنا غالبا نقضي اوقاتنا الفراغ بعد الخروج من المدرسة او اثناء العطل الرسمية في العمل مع الوالد لمساعدته في دكان الاقمشة ,, لحسن الحظ كان وضع الوالد المادي جيدا الى حد ما مقارنة بالوضع المادي لعامة الناس ,, ففي العقدين الخامس و السادس من القرن المنصرم و ما قبلها كان الفقر و الجهل و المرض سمة من سمات العصر,, فحتى الدخل الشهري للموظف و العامل والذي كان يعمل لفترة طويلة و بكل تاءن و اخلاص فكان من الصعب عليه سد رمقه و رمق عائلته و الوفاء بحاجياته اليومية ,, و لهذا فكان من الصعب على اءكثرية الناس و افراد عوائلهم الظهور بمظهر خارجي لائق و جميل ,, فعلى سبيل المثال كانت الاحذية و الالبسة تتعرض للتصليح والترقيع الدائمي بل و حتى للتوريث من شخص الى اخر و من جيل الى جيل ,, ناهيك عن تفشي ظاهرة الجوع و فقر الدم و انعدام الادوية و العقاقير و كثرت تفشي و انتشار الاءوبئة و الامراض المختلفة والموت المبكر و خاصة عند الاءطفال و النساء ,, اما بالنسبة الى السوق و التسويق والمعاملات التجارية ,, فكانت معظم عمليات البيع و الشراء في الاسواق و المحلات تجري و تتم بالدين او بالاقساط ,, و نادرا ما كنا نرى و نتلمس قيام الزبون شراء حاجياته و حاجيات عائلته اليومية بصورة نقدية ,, فالتداول النقدي كانت ظاهرة غريبة على المجتمع او غائبة تقريبا و في كل مكان ومنه في محلنا التجاري للاءقمشة كما اسلفت ,, الا ان العقد السابع شهد تغيرا ملموسا نحو الافضل للاءمور ,, فحصل تغيرا ايجابيا في الوضع المادي و المعيشي و الصحي لاءكثرية الناس في كل من كوردستان و العراق ,, و خاصة بعد عودة السلام والاءمن و الاءمان الى ربوع الوطن جراء قيام قيادات كل من نظام البعث الحاكم والحركة الكوردية بالتوقيع على هدنة السلام المؤقتة و ابرام اتفاقية 11 اذار عام 1970 ,, و من خلال عودة الاءوضاع السياسية الى حالتها الطبيعية , اءزدهرت الزراعة و التجارة و السياحة بسرعة في كوردستان و العراق , اما بالنسبة للبناء و العمران فكان الازدهار بالمستوى غير المطلوب ,, كما سادت ظاهرة التجارة غير الشرعية في المدن و المناطق الواقعة و القريبة الى حدود دول الجوار ومنها مدينتنا الحدودية زاخو . و نشطت حركة الاسواق و البيع و الشراء جراء دخول بضائع مختلفة ومنها اقمشة مهربة و غير متوفرة الى الاسواق و منها محلنا التجاري , و عن طريقها زادت مبيعاتنا اليومية من الاقمشة و ازدهرت تجارتنا القائمة و معها الوضع المالي للعائلة بشكل سريع و ملموس ,, وعلى اثرها بادر الوالد الى توسيع رقعة تجارته و الدخول في الشراكة مع الاخرين ,, و في تلك الاثناء بالذات و لسوء الحظ شاءت الاءقدار ان يتعرف على عمي احد الملالي المعممين من خلال صاحبه امام الجامع الكبير ثم عن طريق عمي على الوالد ايضا ,, وكان عمي يقيم غالبا كل من صلاة المغرب و العشاء في الجامع المذكور مما حدى بالامام و الملا الى التقرب اليه و توثيق العلاقة معه لخلق واءنتهاز فرصة من الفرص لاءستغلاله و الاءستفادة منه و من وضعنا المالي الجيد انذاك ,, و بعد فترة قصيرة اقترح الامام على عمي نيته زيارة والدي في المنزل بعد الانتهاء من صلاة المغرب ,, ففرح عمي لهذه المبادرة العظيمة من شخص امام المسجد ,, و اتفق الامام و الملا معه على اءن يكون موعد تلك الزيارة قريبا او الافضل يوم غد و ذلك لشدة اعجابه بالعائلة و بوالدي و بسلوكه و اخلاقه !!! ,, و في تلك الاثناء كان عمي يقيم مع اخيه الاكبر اي مع الوالد في نفس المنزل ,, و في نفس الليلة هرع عمي الى البيت ليخبر والدي و والدتي بذلك الخبر الجميل و بتلك المفاجئة الرائعة من الامام الموقر !!! و نظرا للاعتبار الكبير والقيمة العظيمة التي تبديه و تظهره عائلتنا المتدينة الساذجة الغبية الكريمة لشخص رجال الدين !! هرعت الوالدة و اسرعت للقيام باءخذ الاءستعدادات اللازمة ابتداءا من تلك اللحظة لاءستقبال الضيوف النجباء العظام غدا ,, وعندما وقعت انظارها على كل من الديك و الدجاجة التي كانت تربيها في حوش المنزل ,, اسرعت و في نفس اليوم و بقلب مفجوع بالحزن و الاءسى على مطاردتهما من كل صوب و حدب بغية القاء القبض عليهما ,, و بعد نجاح محاولاتها الكثيرة في القبض على كلا المسكينين اللذان تحولا تقريبا الى فرد من افراد العائلة الغبية ( نظرا لفترة اءقامتهما الطويلة بين احضان العائلة الظالمة ),, فما كانت للسكينة الحادة المصقولة الا و ان تقوم بفعل جريمتها النكراء بحقهما ليتحولا خلال لحظات الى كائنات عجيبة و رهيبة تدمى و تقفز باحثة عن رؤوسها المبتورة و لتصبحا خلال لحظات ضحية من ضحايا زيارة كل من الامام وصاحبه الملا المرتقبة وغنيمة و قربانا لمائدتهما الفخمة المستقبلية ,, كيف لا ,, و ما المانع من قطع اعناق الاخرين !! اءذا كان من وراء ذلك نيل حسن رضى حضرة معالي امام الجامع الكبيرالطاهرالمطهر و حسن خاطر مرافقه و يده اليمنى حضرة الملا الملتحي المعمم المعصوم من الخطايا و الذنوب !! , واللذان يبدو عليهما وكاءنما سخرا كل طاقاتهما و جهودهما النفسية و البدنية و سخرا كل لحظة من لحظات وقتهما و حياتهما في سبيل نشر و اعلاء مباديء السماء ,, واللذان يبدو عليهما ايضا و كاءنما تنازلا و منذ لحظة الولادة عن كل ما في هذه الدنيا من نعمة و خيرات و شهوات و ملذات و كل ذلك فقط في سبيل اعلاء كلمة الحق و اهداء الناس الى سراط مستقيم ,, !!! و في اليوم الثاني مساءا حضرت الوالدة رز البسمتي الفواح المحسن وقطع طرية و كبيرة من فخذ الغنم وكل من لحم الحيوانين المسكينين الديك و الدجاج لتطبخ منها و عليها ارقى وجبة طعام وقعت عليها انظاري في حياتي !! ليس هذا فقط و انما الى جانب انواع المقالي و اليخنات و الزلاطات الطرية المختلفة و كميات كبيرة من اللوز و الزبيب و الشعرية المقلي و المحمص لتزين بها مواعين الرز المغطاة باللحم المشكل اللذيذ ,, نعم كان كل شيء معد و مخطط له بشكل حرفي و دقيق من قبل الوالدة ,, و في المساء استقبل الوالد ضيوفه الكرام في الوقت المحدد و بداءنا و بعدها بدقائق بالتحرك في جلب مواعين الماءكولات الشهية المعدة بكل مهنية و حرفية ,, و قبل قيام الوالد بلحظات بدعوة الضيوف الكرام بالتفضل الى المائدة الوسيعة و الكبيرة,, استفسر الامام امكانية القيام باءداء صلاة جماعية للعشاء ليبارك للبيت واهلها بالصلاة و الدعاء بالخير و البركة و الرزق الحلال ,, و على الفور و دون ابداء اية معارضة قبل الجميع عرضه الرائع و المبارك , اما نحن ( اي انا و اخواني) و الذين و الحمد لله ليس لهم المام باءتجاه الكعبة و علاقة بالصلاة فبادرنا من طرفنا باءحضارالمستلزمات الضرورية اي السجاجيد لاءقامة صلاة العشاء عليها من قبل كل ذلك الجمع الكبير و الجمهور الغزير و الوفير الوافدين من كل جهة و زاوية و الحاضرين كذلك من العائلة و الجيران و الاقرباء للاستمتاع بحديث و نصائح و ارشادات الامام و رؤية وجه جنابه المشرق و صاحبه الملا المحترم ,, و بداء الامام كعادته بدوره القيادي و الريادي في تولي مراسيم الصلاة و كان يليه مباشرة صاحبه الملا الملتحي و بعدها جمع من الرعية من المصلين كبارا و صغارا و بذلك ظلت المائدة في انتظار اءهلها و تحول المنزل مباشرة من مكان للراحة و الاستراحة الى مسجد صغير و الى مكان للدعاء و العزاء و الصياح و التبجيل و التكبير و التذكير بالموت و يوم الحشر و القيامة و طلب العفو و الرحمة و المغفرة و التهجم على الزناديق والكفار و النيل من الملحدين و الخنازير ,, و بعد الانتهاء من الصلاة استدعى الامام الحاضرين ومن دون اخذ اذن او راءي مسبق من احد و لا حتى من والدي الجميع الى التفضل الى المائدة و المباشرة بتعبئة الكروش و التلذذ باءكلات العائلة المتدينة الساذجة و نعمة رزق العزيز الجبار القهار و كاءن الاءمام هو صاحب المنزل الحقيقي و الاخرين هم الضيوف !!! ....
البقية تتبع و لنا لقاء اخر ....



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتبقى كوردستان و العراق وطن الجميع
- عبدي قتك و المعاون الصارم / قصة واقعية
- لا يغير الله ما بقوم حتى ...... !!!
- لماذا نحن في الحضيض !!!
- سنبقى ابد الدهر قردة ,, ما لم نغير من سلوكنا !!!!
- النفط و الكباب !!!!
- حين تموت القضية !!!!
- شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالسلام سامي محمد - نحن و مصيدة الامام و الملا !!! / قصة واقعية / القسم الاءول