أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالسلام سامي محمد - لا يغير الله ما بقوم حتى ...... !!!















المزيد.....

لا يغير الله ما بقوم حتى ...... !!!


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين حين و اخر نسمع ببعض الروايات و الاحاديث الغريبة و العجيبة من اخواننا المسلمين البسطاء فكريا سواءا الساكنين منهم في بلاد الغرب الكافرة !! او المقيمين في اوطانهم المبتلية بالفقر و الفتنة و الفساد, كما نسمع و بشكل خاص تلك الاحاديث من ملاليهم و شيوخهم و ائمتهم الصالحين !! من خلال خطبهم اليومية و الاسبوعية التي يلقونها في المساجد و الجوامع , او من خلال لقاءاتهم الكثيرة مع وسائل الاءعلام و القنوات الفضائية الشرقية المسمومة المختلفة , نسمع منهم باءستمرا باءن سبب رقي و ازدهار المجتمعات الغربية و عدالة انظمتها يرجع الى اءلتزام هذه الاخيرة بتطبيق ما ورد من حكمة و موعظة و علم و ثقافة و عدالة و نزاهة و حرية و مساواة في القران الكريم و الشريعة الاسلامية , كما انهم يفسرون دوما باءن ابتعاد مجتمعاتهم و انظمتهم الفاسدة و حكامهم و شعوبهم عن الدين و الشعائر الدينية و اءنشغالهم الكبير بمسائل دنيوية جانبية غير مجدية هي التي ادخلتهم و ادخلت شعوبهم في هذه الحالة التعيسة المتدنية التي لا يحسد عليها حاسد !!! , هذا هو التفكير و الاعتقاد السطحي السائد لدى الكثير من افراد الجالية المسلمة في بلاد الغرب و الكثير من اخواننا المسلمين و اءئمتهم و علمائهم داخل اوطانهم او خارجها , و هذا هو الاعتقاد السائد غير المستند الى اءية حقيقة علمية و موضوعية لديهم بماهية الاسباب الكامنة وراء تخلف مجتمعاتهم الشرقية الاءسلامية و تقدم المجتمعات الانسانية الاخرى !!! فكل فكرة جميلة و مثمرة , و كل نظرية علمية جديدة , و كل عمل مفيد و بناء ,و كل اختراع و اكتشاف ناجح و جديد يظهر في هذا العالم , و كل تقدم و تطور يحرزه الغير فاءن الاسلام حسب اعتقادهم يقف من وراء ذلك , كما ان معظم مصائب الافراد و الجماعات و الشعوب و الاقوام , السابقة او الحالية, و كل ماسي الدنيا و العالم , و جميع الكوارث الطبيعية و الاصطناعية , و كل انواع الظلم و التعسف التي الحقت بالبشرية و تلحق بها يظنون ان الدافع من ورائها هو اهمالها و تجاهلها للقيم الدينية الغيبية و ابتعادها عن شرائع الله السماوية المقدسة . اءي قصر في النظر , و اي تحجر في الافكار و العقول , و اي تحليل غير علمي و غير منطقي هو هذا !!! و اذا اخذنا بنظر الاعتبار صحة افتراضاتهم باءن اسباب تقدم و ازدهار المجتمعات الغربية تعود الى الاسلام , يعني ذلك ان الغرب تخلت عن عقيدتها المسيحية كليا منذ زمن بعيد و بالتحديد منذ قيام الثورة الفرنسية عام 1789 , اي ان تلك الثورة التاريخية العظيمة - التي برزت فيها العقد الاءجتماعي , و رفعت من شعار الحرية و العدالة و المساواة و الديمقراطية و حقوق الشعب و المواطنة , و الغاء الملكية المطلقة و الاءمتيازات الاءقطاعية للطبقة الارستقراطية , و مواجهة النفوذ الديني القوي لرجال الدين الكاثوليك - مبدئا لها كانت افكارها مستنبطة و وقائعها مستمدة من القران الكريم و الشريعة الاسلامية , و هذا يعني ايضا باءن منظري و فلاسفة الغرب وعلى وجه التحديد منظر و فيلسوف الثورة الفرنسية جان جاك روسو و كل من سبقوه و اءتوا من بعده لابد وان تخلوا عن عقيدتهم الدينية المسيحية و استندوا في فلسفتهم الفكرية على شريعة و فلسفة و عقيدة الاسلام و افكار شيوخها و فقهائها و ملاليها , كما يعني ذلك ان اختراع الالة البخارية على يد العالم الانكليزي جيمس واط , و التحولات العلمية و التقنية و المواصلاتية و انتشار خطوط الكهرباء و البرق و الهاتف و سكك الحديد و قيام الثورة الصناعية و الاقتصادية و التحولات الاجتماعية الاخرى في اوربا كانت جميعها بسبب دخول هذه الشعوب و علمائها و مفكريها و مخترعيها و بمحض ارادتهم في الدين الجديد و بالرغم من انكارهم لذلك !!!! , الدين الذي لا يشك ادعياءه و تابعيه و مريديه باءنه قام فعلا بفتح ابواب الحكمة و العقل و العدل و القيم و الاختراعات العلمية الكثيرة و الهائلة واءبواب التقدم و الرقي على مصراعيها امام هذه الشعوب الكافرة !! , و يفهم من ذلك ايضا باءن جميع الكنائس و المعامل و المصانع و منظمات المجتمع المدني و الدوائر الحكومية و الخدمية و الوزرات و البرلمانات الغربية و المدارس و روضات الاطفال و المعاهد و الجامعات و الهيئات و المنظمات ترتكز في عملها و مناهجها الدراسية و العلمية و التعليمية و التربوية و الخدمية و الصناعية حتى الان على الاءسس و الاساليب التربوية و التعليمية و مناهج المعتقد الاسلامي لا غيرها !!!! نقول لاءدعياء هذه النظرية المشوهة و المعوقة و الخاطئة و العرجة و لهذا العقل المنغلق المتقوقع المتحجر , باءن الديانة المسيحية و لحسن الحظ هي و لحد الان موجودة و قائمة في اوربا و هي الديانة السائدة للمجتمعات الغربية ( مع اننا كمسلمين قائمين في هذه البلدان لا نحس بذلك ابدا ), و نقول لهم ايضا ان كنتم تريدون سماع اراء مختلفة , فاءن السبب الرئيسي وراء تقدم هذه المجتمعات و الشعوب تكمن في بروز افكار فلسفية تحررية جديدة لفلاسفة اوربيين عظام تمكنوا بحكم دهائهم تعرية الافكار اللاهوتية القديمة البالية و فضح افكار الشعوذة و الخرافات التي كانت سائدة و مفروضة على المجتمعات الغربية في القرون الوسطى و ما قبلها و التي كانت تفرض من قبل الطبقات الارستقراطية الحاكمة و المدعومة من قبل الكنيسة و رجالها على الجميع و بدون استثناء و بقوة الحديد و النار , تلك الافكارالغيبية المتخلفة مضيفا اليها عامل الظلم و الاضطهاد الطبقي و الفكري و التعسف كان بمثابة المانع الاءكبر لعدم تبلور و انتشار افكار الفلاسفة التحررية الموجودة انذاك و عدم تحرر و نهوض المجتمعات و الشعوب الغربية لمئات من السنين , لكن و بالرغم من حالة التعسف الكبيرة و القيود المفروضة على كل فكر جديد ومستنير, فاءن شعوب اوربا ادركت و احست بمشكلتها الاساسية و رفضت على نفسها الانصياع و الخضوع لتلك الحالة المزرية و الى الابد و بداءت تبحث و تنحاز الى الافكار الجديدة المناهضة لاءفكار العبودية و الاستغلال و اخذت على عاتقها مسؤولية نشر تلك الافكار بين الناس و بين صفوف الفقراء و المعدومين و بادرت بتحفيز الجماهير الشعبية الواسعة لتنظيم نفسها و تعبئة قواها و التصدي بنجاح لعرش الحكام المستبدين من الطبقات المالكة و الحاكمة في اءول ثورة طبقية تحررية لها قامت بها شعوبها عبر اندلاع الثورة الفرنسية الشهيرة عام 1789, و بعد نجاح هذه الثورة الجماهيرية في فرنسا و انتقال مضمونها الانساني الى الشعوب الاوربية الاخرى التهمت نيران الثورات العادلة واحدة تلو الاخرى بعروش حكام اوربا المستبدين في البلدان المجاورة و بها تمكنت اوربا و الغرب من الانتقال النوعي من مرحلة العبودية المقيتة الى مرحلة تاريخية جديدة , وبفضل قوة التمرد الكبيرة التي كانت سائدة في المجتمعات الاوربية بسبب سوء احوالها المعيشية و الحياتية انذاك نمت و تقوت في نفوس ابنائها الاءيمان و الجراءة ايضا للتصدي و مواجهة و ردع اية محاولة تريد و تنوي ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء و الى الحالة القديمة السابقة , وبذلك تمكنت الشعوب الاوربية من سد الابواب و الى الابد على تلك الفترة التاريخية السوداء التي مرت بها شعوبها لمئات من السنين , تلك الفترة التي اتسمت بالظلم و القهر و الرعب و التعسف و الفقر و الجوع و المرض على ايادي القياصرة و النبلاء و بدعم و مساندة الكنيسة القوية كما ذكرت , و بعد الانتهاء من تلك الفترة المظلمة اصبحت مساءلة فصل الدين عن الدولة ضرورة حياتية ملحة و قابلة للتحقيق في جميع بلدان اوربا , و جدير ذكره ايضا اءن الشعوب الاوربية وصلت الى هذه المرحلة المتقدمة من التطور من خلال تاريخها النضالي الطويل و عن طريق التضحيات الجسام التي قدمتها على درب التحرر من العبودية المقيتة و كذلك من خلال الاستفادة من تجاربها المريرة و حروبها التاريخية الدموية الكثيرة و المدمرة , و بعد اجتيازها لتلك المراحل الصعبة و الدموية , فما كانت لها الا و ان تدخل و عبر ابواب مفتوحة في عصر جديد يبشرها بغد افضل و مستقبل مشرق و زاهر , فاءنطلقت شعوبها و دخلت معترك الحياة من خلال التسلح بالعلم و المعرفة و اتباع اساليب و مناهج تربوية و تعليمية متقدمة ساعدتها في تطوير ذاتها و رفع قدراتها و بناء انظمتها السياسية المتقدمة و تطوير مؤسساتها المختلفة و ترسيخ حقوق المواطنة و الاءستناد الى الديمقراطية كنهج بديل و عادل لاءقامة انظمة حكم اكثر انسانية و عدالة يكون فيها حرية التعبير و المعتقد و قيمة الانسان و احترام كرامته من مبادئها واولوياتها الاساسية !!!! , اي و باءختصار شديد ان اوربا تطورت من خلال الكفاح و التضحيات و النضال و الالهام بالافكارالعصرية الجديدة و فصل الدين عن السياسة و العمل المضني و الاستناد الى العلم و المعرفة في بناء مجتمعاتها المتطورة , و ليس كما نسمع دائما من اخواننا المسلمين و ائمتهم و فقهائهم المعافين المخلصين !!! , لاءنه اذا اعتبرنا ان الفضل يعود للاسلام في تقدم هذه المجتمعات فمعناه ان الصومال والسودان و افغانستان و باكستان و السعودية و العراق و ايران و جميع الدول الاسلامية الاخرى التي تبنت الاسلام كمعتقدها الديني الاول و اصبح الاسلام الدين الرئيسي في بلادها و منذ اكثر من 1400 عام فما كانت عليها في هذه الحالة الا و ان تتقدم على جميع دول العالم و منها العالم الغربي والصين و اليابان و كوريا الجنوبية و غيرها, لكن العكس هو الصحيح كما يتبين ذلك من الحقائق فما زالت الدول الاسلامية و شعوبها و انظمتها و من خلال دعم كبير من فقهائها الفطاحل و شيوخها العظام تؤمن بالشعوذة و الخرافات و تكرس الجهل و الاءمية و الايدولوجيات العنصرية و الطائفية و المذهبية و العرقية و القومية القاتلة و المدمرة بين صفوف مجتمعاتها كما كان عليه الوضع سابقا في اوربا في القرون الوسطى و ما قبلها , فلم يجد العلم و المعرفة و الكرامة و الحرية و العدالة و المساواة و احترام حقوق الانسان و لحد الان اي مكان له في هذه المجتمعات , فحكام المنطقة و شيوخها وائمتها و ملاليها ما فكروا يوما و على مدى التاريخ الطويل الا بمصالحهم الخبيثة و في منافسة بعضهم البعض في اعداد و اشكال و الوان و انواع الجواري و ايجاد اسماء عصرية و طرق جديدة للنكاح و النبوغ في اصدار الفتاوى التكفيرية و الجنسية و التحريض على القتل و الحروب و الغزوات و سرقة المال العام و اللحاق بالفتن و الفساد و تكريس الطائفية و المذهبية وسحق كل ما يتعلق بحرية و كرامة و تقدم الانسان و البلاد , و لهذا فعلى كل من يدعي باءن الاسلام هو من وراء كل هذا التطور الحاصل في الغرب , فعليه ان يطلع و يفهم و يدرس اولا و بصورة حيادية و نقدية و موضوعية تاريخ الشعوب المتقدمة و يقارنها بتاريخ شعوبنا المسلمة و حكامها و افكار علمائها و شيوخها التي اخذت من بول البعير اساسا للعلم و التجربة في الوصول الى تحضير الادوية الشافية لعلاح جميع الاءمراض و الاءوباء البسيطة منها و الخبيثة , ثم بعدها يمكن له فهم و ادراك الحقائق والاجابة على السؤال التالي : لماذا تطورت و تتقدم شعوب العالم و لماذا ظلت و ستظل شعوبنا المسلمة في هذه الحالة الماءساوية القذرة ....



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحن في الحضيض !!!
- سنبقى ابد الدهر قردة ,, ما لم نغير من سلوكنا !!!!
- النفط و الكباب !!!!
- حين تموت القضية !!!!
- شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالسلام سامي محمد - لا يغير الله ما بقوم حتى ...... !!!