أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسن عبد الحافظ - حمَّام شعبي














المزيد.....

حمَّام شعبي


محمد حسن عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 19:25
المحور: الادب والفن
    


...........
وعرفت إن الحمام الشعبي ورا الفندق
وانا لما اسمع "شعبي" من هنا.. أجري واتنطط زي العيال من هناك

مشيت حسب الوصفة الساهلة على الساعة 7 بالليل
وخدو لبالكو إن الدنيا هتشتي بعدها بساعتين

وصلت للباب المكتوب عليه بخط مميز على خلفية زرقا "حمام شعبي"
كان موارب
مفتوح نص فتحة يعني
لقيت ست أربعينية
بدينة بس جلد وشها ناشف
فين عبال ما عرفت ان اللمبة النيون اللي وراها هي السبب

حسيت إن ما فيش حد معاها
وأصلاً ما شفتش بني آدم ماشي في الشارع
غير اتنين بيتخانقوا من عمال الفندق
وكان بينهم وبين بعض ييجي 20 متر
مش فاكر من خناقتهم غير ان واحد منهم قال للتاني بغضب: انت بتتفرعن عليًّ؟
وكام كلمة كدا إيقاعهم تهديد ووعيد
والتاني بيقول له: يا عم روح
المهم ان دي كانت أول مرة أعرف إن الفَرْعَنَة وصلت للمحيط

الست كانت قاعدة على كنبة يا حضرات
وانا حاولت أتجرأ وكدا
والحقيقة إني كنت مكسوف ..
ولسه باتكسف على فكرة

مش عارف طلبت منها أستحمى ازاي!
مش فاكر قلت لها ايه بالظبط
بس اللي فاكره
إنها شاورت لي على أوضة بابها ستارة قماش مزركش
وقالت لي اقلع جوَّه
واستناني

تلات أربع كلامها ما كنتش فاهمه
وانا باحاول أفسر وأأول
دي كانت تاني زيارة للمغرب
كان في نوفمبر (نونبر بالمغربي) 99
وما كنتش لسه ضليع في اللهجة
لكن دَابَا، بحول الله، نْدِيْرُو حوارات زوينة بالدارجة
وأحلى لفظ حبيته: كنبغيك بزاف
مع إنها كلمة حرام
عاوز تقول كلام في الحلال؟!
قول: جي طم .. جا دور .. لا مور .. لا فاش كري .. كدا يعني

المهم دخلت الأوضة..

جو ألف ليلة وليلة يا عم
الحمام الشعبي بقى
والبخار طالع من الحيطان
ونور اللمبة بقوة ربع لمبة جاز
وما فيش منفذ ولا طاقة
والصمت هو أعلى صوت ممكن تسمعه

المهم إنه طقس سحري

قلعت هدومي
وطبعًا فضلت بالأندر
وما اعرفش ليه قلبت معاي صعيدي على نياته
وقلت لنفسي: اسمع الكلام ونفزه بالحرف الواحد
هي قالت لك اقلع هدومك جوَّه
وما قالتش خليك بالأندر
رحت إيه..

تمام الله ينور عليكم
.. رحت خالعه

بس احترت أفضل واقف؟
ولا اقعد على القيشاني؟
ولا ألبد في زاوية والزق في الحيط؟

الزاوية دي بيسموها "زنقور" في الصعيد
أنا ركنت في زنقور يا اختي
وطبعًا غطيت على العورة بكفوفي لاتنين
أي والله زمبؤولك كدا.. لاتنين
وانتظرت الست تيجي

وفجأة
صوت خروشة الستارة خضني
وخلو بالكو إن الإضاءة نص شمعة
مع حركة البخار
والصمت
فالجو قلب جن وعفاريت
ونسبة 110 % من المصريين عندهم تصورات سحرية عن الجن المغربي
وعن الشيخ المغربي اللي منتظرينه يطلع الخبايا المدفونة تحت البيت بسبعة متر ونص

اتخضيت لما الست رفعت الستارة
واتخضيت أكتر لما زعقت وقالت كلام ما فهمتش نصه
بس النص اللي فهمته كان كفاية علشان افهم إنها معترضة على العورة
مع إني مغطيها بإيديا لاتنين والله

دلقت الست البؤين في وشي وطلعت
وانا بالبس الأندر فاكر اني قلت لنفسي كلام كتير
بس مش فاكر منه ولا كلمة الصراحة
اللي فاكره إن بعد شويه رفعت الستارة تاني بحنيه
ودخلت بهدوء
ومسكت الكوز
ودلقت علي راسي واكتافي ميه دافية
وبعدين إدتني بشكير أبيض
بس رجعت بسرعة خدته تاني
ولفتني بيه
وطلعنا برَّا
لغاية ما وصلنا عند استاند مفروش بمشمع أبيض
شاورت لي أتفرد عليه ازاي
ومسكت الليفة
المحرشفة دي
وهاتك يا دعك
حسيت إنها بتطلَّع من ضهري ملح مجروش
وترجع تدعكني بيه تاني
وهي في رحلة الدعك دي
كانت بتحكي عن دعكتها في الحياة
رحلتها للخليج (يمكن الكويت)
وعن شغلها هناك
وعن إن معظمهم كانوا بيفهموها غلط
وإنها بتحب مصر
وصعايدة مصر

أصل فُـتُّـكُـو في الكلام:
علشان أداري كسوفي..
قلت لها وانا طالع من أوضة الحموم:
سامحيني الله يرحم والديكِ أنا صعيدي
والمغاربة
والمغربيات بالذات
عندهم برضو تصورات أسطورية عن الصعايدة
خصوصًا بعد نبيل الحلفاوي مَ عمل دور "إمعلا قانون"
بس الموضوع دا مش أوانه دلوقتي
المهم إن الست ابتسمت وانا باتأسف لها بالصعيدي
وقلعت التكشيرة المقندلة اللي كانت لابساها على وشها
وحسَّها اتغير واتحسن كتير عن الأول
بقي زي صوت زينات صدقي وهي بتقول: يا ندااامه.
وشغلت مزيكا مغربية
وفضلت تحكي وتدعك
تدعك وتحكي
لغاية ما سخسخت
قالت لي، وانا عَ الباب، وصوت المطر برَّا، وضحكتها بترن جوَّا: إنت نِعِسْتْ وشَخَّرْتْ وأَنِسْتْ وشرَّفت.



#محمد_حسن_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الميمون
- في تجسير العلاقة بين الثقافة الشعبية والإعاقة
- نص بلا عنوان
- إضاءات3
- سحر السخرية المصرية
- إضاءات4
- حكاية 2
- عن نصر حامد أبو زيد
- مناسك 7
- إضاءات 2
- إضاءات 1
- مناسك 6
- حكاية 1
- في الأصولية وقضايا المرأة
- في المرحلة الانتقالية
- في الأصولية والأصوليين
- في انتظار القطار
- في الاحتجاج بالجسد
- في تناسل المقدس
- رسالة إلى شباب مصر على الفيس بوك


المزيد.....




- الأدب الروسي يحضر بمعرض الكتاب في تونس
- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسن عبد الحافظ - حمَّام شعبي