أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - الطموح والخيال في فكر القاعدة














المزيد.....

الطموح والخيال في فكر القاعدة


حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل تيار أو تشكيل أو تنظيم سياسي هدف من وراء وجوده أيا كان هذا التيار أو التنظيم أو التشكيل وأيا كان شكله وصفته ونوعه وعمله ومجاله ومنهجه وطريقته وبرنامجه لا بل حتى لو لم يكن يملك برنامج عمل فأنه لديه هدف بمحصلة الأمور,ومن خلال ذلك بأستطاعتنا أن نسأل أي منها ما هو هدفك أذا لم يكن معروفا ولم تطرحه,وبين التيارات السياسية الكثيرة والمختلفة التي تعمل على الأرض العربية هناك تيار مؤثر وقوي ومكمن هذا التأثير والقوة لم يأتي لكونه يملك قاعدة شعبية عريضة ولا لكون طروحاته مقنعة ولا لبرنامجه السياسي الناجح ولكن لمنهج وطريقة هذا التيار في تحقيق هدفه إذ أختار العنف والقتل والترهيب والتدمير طريقا له لبلوغ هدفه,أنه تنظيم القاعدة:فهذا التنظيم الذي أنشأته المخابرات الباكستانية بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية لقتال القوات السوفيتية التي كانت تحتل افغانستان يمثل مثار جدل من عدة نواح,فبعد انتفاء الهدف الذي انشأ من اجله كيف تغير الهدف وهل يمكن أن يتغير مرة أخرى؟وهل لا يزال يحظى بدعم مخابرات دول معينة؟والى أين يمكن أن يمضي؟
يتمتع هذا التنظيم بعدة خصائص تعطيه قوة منها:اولا عالمية هذا التنظيم فهو تنظيم دولي عابر للحدود لا يعترف بالجنسيات لذلك يستطيع تجنيد الافراد في أي بلد كان ومن أي جنسية كانوا,ثانيا تغير التكتيكات التي يتبعها بتنفيذ عملياته بسرعة كبيرة أسرع من المؤسسات الأمنية والعسكرية في الدول التي تعتمد بيروقراطيات معقدة وروتين يستغرق وقت لتغيير التكتيكات للمواجهة,ثالثا منهجه فهو يتخذ القتل والعنف والتدمير والتفجير والتخريب طريقا للوصول الى هدفه ويمتلك زمام المبادرة بسبب هذا المنهج الدموي ففي فكره وفلسفته لا يقيم وزنا ولا تقديرا للحياة لذلك فهو يقتل أفراده بعمليات انتحارية ليقتل الأخرين وهذا مكمن خطورته حيث يصعب التعامل معه والسيطرة عليه طالما لا يقيم وزنا للحياة وأفراده مخدرون بأفكاره التي يستميتون بكل بساطة لأجلها.
تمكن تنظيم القاعدة بالتحالف مع نظام طالبان من أن يقيم نظاما حاكما في أفغانستان كما انه أستوطن بقوة في دول اخرى كالعراق وسوريا وباكستان واليمن والصومال وبدرجات أقل في مالي وليبيا ومصر والجزائر,ويستغل هذا التنظيم في تجنيد الأفراد الجهل والتخلف اولا وحالة الأنكسار والذل وفقدان الثقة بالنفس لدى الشباب المسلم بسبب الهوان الذي تعيشه الدول الاسلامية مستغلا جانب العاطفة الدينية والحمية على المقدسات والرغبة بتغيير الواقع ثانيا والأضطرابات والأوضاع غير المستقرة سياسيا التي تعيشها تلك الدول ثالثا,كما كان لهذا التنظيم صدى عالمي كبير و سبب النفور من الأسلام والمسلمين بسبب منهجه الدموي وذلك بعدما تبنى هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة وهجمات لندن ومدريد وغيرها.
والهدف الذي يطرحه هذا التنظيم هو طرد المحتل الأجنبي والقضاء على الحكومات العربية والأسلامية العميلة للغرب وأقامة الدولة الأسلامية التي تطبق الشريعة الأسلامية كاملة,وهذه الدولة الأسلامية هي الدولة بالشكل الذي وضعوه هم والشريعة الأسلامية التي يقصدونها هي الشريعة بحسب فهمهم المتشدد للأسلام فتنظيم القاعدة ومن يؤمن بفكره من عموم المسلمين قلة قليلة جدا قد تكون أعشار من الواحد بالمئة في حين ترفض الغالبية الساحقة من المسلمين هذا الفكر المتطرف وهنا نكون أمام تساؤل هو من يمثل الدين الأسلامي؟هل يعقل أن يكون هؤلاء القلة القليلة؟لقد وصلت أفكار هذا التنظيم لمعظم المسلمين لكن الغالبية منهم رفضتها ورفضتها بشدة فهذا التنظيم يحمل فكرا ظلاميا متخلفا قد تجاوزته الأنسانية منذ قرون,وطموح وسعي هذا التنظيم لتحقيق هدفه يصطدم بعقبات كثيرة منها أن المسلمين أنفسهم يرفضونه لا بل يعادون أفكاره المتطرفة والمشوهة فيرى معظمهم أن افكاره تعارض روح الأسلام وتشوهه,ويصطدم بالانسانية التي تجاوزت هكذا طروحات متخلفة ودخلت البشرية مراحل متقدمة من المدنية والتحضر مدفوعة بالعولمة والثورة المعلوماتية والاتصالاتية فيكاد يعسر تصور بلدا أو مدينة متحضرة تقبل أن تحكم بفكر وشريعة هذا التنظيم حتى لو كانت مسلمة,ويصطدم بالواقع السياسي العالمي فمن المستحيل أن يقبل المنتظم الدولي الحالي أن يوجد كيان كهذا بينه لأنه سيكون كالسرطان لذلك نرى كل العالم يرفض تنظيم القاعدة ويرفض فكره وأفعاله وأن أمكانية أن يكون دولة يحكمها بفكره هذا ممكنة فقط أن تكون في عالم ثاني أو زمان ثان.
لذلك يتوجب على هذا التنظيم أن يعيد النظر بفكره وفلسفته وبالتالي بهدفه وطريقته ومنهجه لبلوغ هدفه كي يكون هذا التنظيم واقعيا وألا فأنه لن يحقق شيئا ألا المزيد من القتل في صفوف الناس ومزيد الخراب والدمار ومزيد من الحقد والكراهية دون أن يحقق شيئا على الأرض وهذا لا بمصلحته ولا بمصلحة الاخرين فما فائدة أن تستمر بتفخيخ افرادك وتفجيرهم وقتلهم وقتل الآخرين اذا كنت تعلم أن هدفك مستحيل أن يتحقق؟.



#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مارتن لوثر وحركته وأثرها السياسي
- النظام الرئاسي بوابة لحل معضلة العراق
- جامعة الدول العربية بين الفشل والتقويم
- الثورة الفرنسية..بحث في الأسباب والنتائج
- الثورة الانجليزية..الأسباب والنتائج
- الحركة الصهيونية بين الأشتراكية والرأسمالية
- حول الفكر السياسي الشيعي
- الحرية في العالم العربي بين الأسلامية والليبرالية
- من يحاسب الرقيب؟
- مظاهرات المنطقة الغربية في العراق
- غياب الهوية الوطنية العراقية
- العراق جبهة المواجهة في الصراع الأقليمي
- روسيا والصين والهند نحو توازن قوى عالمي جديد
- هل اصبحت مفاتيح اللعبة بيد تركيا


المزيد.....




- فيديو.. سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل
- ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
- حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
- حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
- قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
- مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-
- تقرير إسرائيلي يكشف -العقبة الرئيسية- أمام اتفاق غزة
- مصادر مصرية: رد حماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة ...
- رد فعل أولي.. كيف تفاعلت إسرائيل مع رد حماس على مقترح غزة؟
- فيديو.. عشرات القتلى والمفقودين بعد فيضانات مدمرة في تكساس


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حبيب المالكي - الطموح والخيال في فكر القاعدة