أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد خداش - جسد المراة - غابة من الاسئلة- عاصفة من الحنين














المزيد.....

جسد المراة - غابة من الاسئلة- عاصفة من الحنين


زياد خداش

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


منذ فترة طويلة وانا افكر بالكتابة عن هذا الموضوع ، في كل مرة ابدا فيها بكتابة نص هذه الزاوية ، اشعر اني مطالب بامر قوى غامضة داخلي بالكتابة عنه ، لم احدد بعد بالضبط ماهية هذه القوى ، لكني استطيع ان اخمن انها ما يشبه تجمع اصوات متفرقة ومتباعدة زمنيا ومكانيا و غاضبة تتمترس باصرار في انسجة روحي ، هل في كتابة هذا المقال ما يقترب من اعتذار او اعتراف او تطهر؟؟ لا ادري ، ساعتبر ذلك موضوعا اخر ، وسأبدأ من من حكاية صغيرة روتها لي شاعرة كندية من اصول عربية < كنت اتحدث على الماسنجر مع احد الادباء العرب ، كنت مبهورة بااكتشاف عنوان هذا ا الاديب الذي تتزاحم الناس على نيل ابتسامته وصوته ، لم يمض ربع ساعة على بداية حديثنا حتى بادرني الاديب بطلب صاعق بعيد تماما عن سياق حديثنا وهذا ما ارعبني : هلا وصفت لي جسدك يا سيدتي ، اعتقدت في البداية انه يمزح ، لكنه اصر على ذلك ، فوقعت في حيرة وارباك ، لا اتذكر اني احستهما في حياتي ابدا ،في لحظة تذكرت كلام صديقتي عن ان الرجل هو الرجل سواء كان بستانيا او ملكا او شاعرا او حدادا او الها ، فوجئت بنفسي اقول للاديب العربي : هل تريد حقا ان تعرف تفاصيل جسدي؟ فاجاب متلهفا : نعم
اذن انت تريد ان ترى اللحم ؟؟ سالته ، نعم نعم بالضبط ، اجاب ، انتظر اذن لثوان ساضع صورة اللحم على طرف مربع الماسنجر ، فوجىء الاديب الذي تتزاحم البلاد على نيل ابتسامته وصوته بصورة خروف كبير مذبوح ومعلق على حبل ، سـألني مندهشا : ما هذا ؟؟ يبدو انك <اخطأت ، لم اخطىء ابدا ، انت تريد {لحما وانا اريتك اللحم
حين يشتهي رجل عابر جسد امراة عابرة ، فهو يشتهي لحمها بالتاكيد لا فكرتها او اسلوبها في التفكير او ثقافتها ، لكن السؤال الاهم هنا هو : كم هي نسبة الرجال الذين يمتلكون رؤيا ما او افق ؟؟ اقول ذلك حتى لا يبدو الموضوع وكأنه ندب لضحالة فكر المراة ، وحدها في بلاد كل شيء فيها ضحل وفقير وممل ومعدني ، بما فيها من رجال وشوارع ومدارس ومؤسسات ونساء ، جسد المراة : هذا الكائن الحائر المتورط في ذاته ، الحامل لبذور الخطيئة ، المشكوك به منذ الشهقة الاولى ، المراقب ، المطارد ، المرغوب بمجانية ، الحامل لسر رشاقة الكون ولسر انحطاطه في نفس اللحظة هذا الجمال الصامت او الذكي او الهارب او الميت ، من يستطيع ان يحيط به او يقبض على لغزه ؟ هل تعرف المراة لغز جسدها؟
لا اظن ذلك ، فهو يشكل كائنا منفردا ، يعيش بعيدا في ارض خاصة به ، وهو يملك عقلا وذهنا وقلبا ، ويمارس الحلم والرؤيا ، ويعاني من الضجر احيانا ، و ويشتاق للسفر والماء ،
كيف يمكن ان نفهم الم امراة وهب جسدها نفسه الى جسد رجل مخادع ؟؟
يذهب الرجل الى بيته ، يداعب اطفاله وينام مع امراته ويشرب القهوة صباحا ويطل من الشرفة صباحا ليطمئن على اصص ورد نسي ان يسقيه ، لكنه لا يتذكر انه كان في الليل الفائت يكذب على جسد امراة وعلى جسده هو وعلى جسد العالم ،
هو لا يتذكر ان ثمة انسانا يتعذب بسببه الان ويبكي بصمت او بصوت عال في غرفة ما في مدينة ما , اصص الورد الناشف في الشرفة، تثير حزن الرجل ، وتجعله ينهض قلقا ، لائما نفسه على الاهمال ، لكن حديقة من الورد امتصها حتى اخرها هذا الرجل امس ليلا لا تثير فيه ادنى ندم او ادنى حزن ،
بحب جسد المراة ان يلتصق بجسد رجل اخر ، التصاق التداخل والتماهي بشرط واحد هو ان يعرف جسد الرجل ان لهذا الجسد الانثوى ملحقات اخرى وتوابع مثل : العقل والقلب وا لذهن والذاكرة وان ثمة متع اخرى تستطيع المراة ان تتقاسمها مع الرجل ، مثل ا الاختلاف الجميل مع الرجل في تفسير نهاية رواية مثلا ،

: جسد المراة - غابة متداخلة من الاسئلة

هل تستطيع المراة ان تكون دون جسدها ؟؟

هل تستطيع ان تقدم مادة اغراء وابهاج اخرى للرجل لو كانت بلا جسد انثوي؟؟

هل يستطيع هذا الجسد المعذب والمعذب بفتح الذال وكسرها ان يجبر الرجل على الاعتراف اولا بعقله وامنه الذاتي وكرامته ؟؟
منذور للسقوط هذا الجسد الرائع ، منذور للضياع والالم ، في بلاد غريبة قاسية تحتفل الان بالسماح للمراة بحق الترشح والانتخاب

هل يمكن ان يتغير قدر هذا الجسد؟

نعم بالامكان

فقط حين تمتلك المراة حقها في الضحك بحرية

كما تشتهي

دون ان تضع يدها على فمها

ودون ان يهمس رجل لصديقه الجالس بجانبه

ثمة عاهرة تجلس ورائنا


ششششش ، صمتا يا سادة صمتا فالرجل مهموم ويتقلب في فراشه ، لقد ماتت وردات شرفته لانه اهمل سقايتها



#زياد_خداش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريبات واقفات على حافة العالم
- مينودراما _امراة سعيدة - على مسرح القصبة برام الله - جماليات ...
- حين روى عطش توفيق عطشي
- صورة المراة في منهاج اللغة العربية للصف الثامن في فلسطين
- الشعر في غزة ، الموت في غزة
- دوائر اختي الناقصة
- ملامح جديدة في صورة المراة العربية
- قصة قصيرة : حشرة عمياء يقودها طفل
- نساء فلسطينيات مكللات بالتعب والبياض
- في مديح المراة الطفلة


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد خداش - جسد المراة - غابة من الاسئلة- عاصفة من الحنين