أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الديماني - الحرب الإلكترونية على إسرائيل : الأبعاد و الدلالات















المزيد.....

الحرب الإلكترونية على إسرائيل : الأبعاد و الدلالات


مصطفى الديماني

الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف العالم منذ القدم مجموعة من الأزمات و الصراعات الدولية ,حيث لم تخلو حقبة تاريخية من الحروب , التي غذتها في كثير من الأحيان الأطماع الإستعمارية لبعض الدول , و أفرزتها أزمات دبلوماسية و إقتصادية و سياسية و إيديولوجيا أحيانا أخرى ...

و تعد الحروب النقيض الحتمي للسلام و الأمن , و وسيلة لتنفيذ سياسة الدول بواسطة العنف و الاكراه , خاصة بعد فشل الوسائل الدبلوماسية و السلمية , بإعتبارهذه الأخيرة الية للتخفيف من شدة التوترات , و فض النزاعات الحاصلة بين الاطراف في الفترات المتميزة بالشك و الحذر .

إن الحرب بمفهومها التقليدي , قد عرف تطورا سريعا تزامنا مع التقدم الحاصل في الوسائل و المعدات المستخدمة في العمليات العسكرية , و لعل أبرز العوامل المساهمة في ذلك التغير , ذاك التطور الهائل الذي جاءت به الثورة التكنولوجيا و المعلوماتية و بصورة لم يسبق لها مثيل.

و تتعدد أشكال الحروب و أنواعها و وسائلها , حيث لم يعد مفهوم الحرب مقتصرا على الحروب النظامية العسكرية التي تنشأ بين دولتين أو أكثر , بل أصبحنا أمام حروب جديدة كتلك التي تشنها منظمات ارهابية , إضافة الى الحروب الإعلامية و المعلوماتية , أي أن الدولة القومية لم تعد مهددة من طرف الدول فقط , بل قد يكون أمنها في خطر أمام بضعة أفراد ينتمون الى عدة دول مختلفة .

و تعد الحرب الإلكترونية ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية الراهنة, بإعتبارها ذلك الوجه السلبي لإستخدام التطبيقات التكنولوجيا و المعلوماتية , بل أضحت من بين المخاطر و التهديدات الأمنية الجديدة , والتي تتجاوز في تداعياتها و أبعادها الحدود السياسية و الجغرافيا للدول.

ومنه فالأمن بمفهومه الكلاسيكي , لم يعد قادرا عن التعبير بصدق عن كافة التحديات و التهديدات , التي اصبحت تلقي بظلالها و إشكالاتها على مستقبل الأمن القومي للدول.

في الايام القليلة الماضية –الاسبوع الاول من ابريل 2013-, عاشت اسرائيل على إيقاع الاختراقات الإلكترونية , والتي شنها شباب ينتمون الى عدة بلدان منها المغرب و تونس و ليبيا و فلسطين و الأردن و باكستان و أمريكا...
فرغم البعد الجغرافي , إلا أن العالم الإفتراضي و الهدف المشترك قرب و وحد بين هؤلاء المجموعات التي من بينها مجموعة " أنونيموس"« Anonymous » و مجموعة أشباح المغربية , الفلاكة التونسية , موريتان هاكر تايم و غزة هاكر تايم....

حيث قامت هذه الجيوش الإلكترونية بإختراق العديد من المواقع الإلكترونية الإسرائيلية, من أبرزها : موقع الكنيست الإسرائيلي و وزارة الاستخبارات , و رئاسة الوزراء وموقع وزارة الأمن... , إضافة الى 20000 حساب الفايسبوك و3000 حساب مصرفي في مختلف البنوك الإسرائلية.

و قد يعتبر البعض ان هذه الحرب الجديدة المعلنة من هؤلاء القراصنة, لا تخرج عن إطار اللهو و الهواية و البحث عن الشهرة . في حين أنها تحمل في طياتها رسائل ذات طابع سياسي في غاية من الأهمية , سواء تلك الموجهة لإسرائيل باعتبارها هدفا رئيسيا لها, أو تلك الموجهة لدول العالم العربي الاسلامي خاصة و للمجتمع الدولي عامة .

حيث شكلت هذه الحرب الإلكترونية ,التي لا تقل في خطورتها و تداعياتها من التهديدات العسكرية التقليدية , مناسبة للقائمين بها في تجديد رفضهم التام و المطلق للانتهاكات الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني , وسياسة إزدواجية المعايير التي يتبناها مجلس الأمن الدولي في الصراع العربي / الإسرائيلي .
فاختراق العديد من المواقع الرسمية لإسرائيل , هو بمثابة رسالة تحذيرية لهذه الاخيرة لعلها تعيد النظر في سياستها التوسعية و الوحشية التي تمارسها ضد إرادة الشعب الفلسطيني , و الغير أخذة بعين الإعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني.
كما تعد هذه الحرب الإلكترونية التي قامت بها مجموعة الهاكرز , محطة لتذكير في عدم جدوى السلاح النووي لمواجهة هذه الأنواع من الحروب , ويكمن ذلك في غياب إمكانية الردع في مثل هذه الحالات , بسبب كون مصدر الهجوم افراد و جماعات تنتمي الى العديد من الدول , مما يصعب معه احتواء هذا التهديد و القضاء عليه .

إن تعطيل العديد من المواقع الاسرائيلية الرسمية و مواقع التواصل الاجتماعية , يجعل إسرائيل بما تمتلكه من قدرات نووية , و بما تتمتع به من تقدم في مجال المعلوماتية و التكنولوجيا , في موقع ضعف أمام مواطنيها والعالم برمته, الذي من معالمه التشكيك في قدرتها – إسرائيل – على الحفاظ على أمنها المعلوماتي ..

لقد ساهمت شبكة الاتصالات الدولية , المتمثلة في الانترنت في التقريب بين المنخرطين خلال عمليات الاختراق , عبر السرعة في تلقي المعلومة و توجيه الضربات بشكل فعال للهدف , ومنه تشكيل جيش إلكتروني يهدد الامن القومي الإسرائيلي في الصميم .
و اذا كانت الدول العربية قد عرفت حراكا اجتماعيا لم يسبق له مثيل , بفعل استغلال الشباب العربي لمواقع التواصل الإجتماعي , و الذي كان من نتائجه إسقاط انظمة سلطوية و إستبدادية و شمولية فقدت شرعيتها منذ زمن بعيد , فهو حراك تهيمن في اغلبه مطالب داخلية للشعوب العربية , كالمطالبة بالديمقراطية و الحرية و العيش الكريم و إحترام حقوق الإنسان ... حيث لم يتم رفع شعارات ذات بعد خارجي مثل تحقيق الوحدة العربية أو تحرير فلسطين بإعتباره مطلبا قوميا .
فإستمرار الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية , و تواطؤ العديد من الدول من بينها العربية مع الإحتلال , ساهم في خلق المزيد من السخط و عدم الرضى على السياسات الخارجية للدول العربية ازاء هذه القضية , والتي لا تستجيب لطموحات الشعوب. و منه فالأقطار العربية اصبحت مطالبة بإضفاء الشرعية على سياساتها الخارجية , و عدم اتباع سياسة الإستبعاد و التهميش التي لا تتأتى و مبادئ الديمقراطية .
فمجموعة هذه الجيوش الإلكترونية قامت بدور و عمليات , عجزت الجيوش العربية و الإسلامية من تحقيقها على أرض الواقع أو على الأقل في العالم الافتراضي . حيث ألحقت بإسرائيل خسائر مالية و اقتصادية كبيرة ,التي كان من أسبابها تعطيل للخدمات التي تتيحها تلك المواقع الإلكترونية .وفرض حصار إلكتروني و عزلة عن العالم الخارجي .
فاذا كانت دول العالم العربي الإسلامي تبرر إخفاقها في إلحاق أضرار لسلطات الإحتلال الإسرائيلي , بكونها لا تتوفر على الإمكانيات و الوسائل لتحقيق ذلك الهدف , ففي عصر تغلب عليه شبكات الإتصالات الدولية , يصبح من المستحيل ممكنا عن طريق إستثمارثمارالتطبيقات المعلوماتية في هذا المجال.
و ختاما يمكن القول , أن تحقيق الأمن المعلوماتي لجميع الدول أصبح مطلبا ملحا في العقود الأخيرة , بفعل تنامي الحروب الإلكترونية التي تغذيها الثورة المعلوماتية , حيث لم يعد معها سيادة الدول حصنا منيعا للاحتماء من تحدياتها و مخاطرها و تداعياتها السياسية والاقتصادية و النفسية ...



#مصطفى_الديماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية الدولية في عالم يتغير
- الحراك العربي وتحديات العدالة الإنتقالية


المزيد.....




- فيديو مزعوم لـ-تدمير موقع أثري في سوريا-.. هذه حقيقته
- صورة مستشفى فرنسي تظهر في تدشين مشروع بالجزائر وتثير موجةَ س ...
- ثلاثة أسئلة محورية بعد تسريب بيانات أفغانية أشعل عملية إجلاء ...
- إسرائيل تقصف دمشق والمنصات تنتفض غضبا مطالبة بوحدة الصف
- نيجيريا تكرّم الرئيس السابق بخاري بدفن رسمي وحداد وطني
- لحظات مخزية.. أمنستي: قرار الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل -خي ...
- بعد انسحاب الحريديم من الحكومة.. نتنياهو يخسر الأغلبية ولا ي ...
- هيئة الغذاء والدواء الأميركية تحذر.. ميزة قياس ضغط الدم في - ...
- احتجاز إيران ناقلة نفط مُهرب في خليج عُمان يثير تفاعلا على ا ...
- حملة إعلانات تدعو الإسرائيليين إلى عدم التجسس لحساب إيران


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الديماني - الحرب الإلكترونية على إسرائيل : الأبعاد و الدلالات