أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مصطفى الديماني - الدبلوماسية الدولية في عالم يتغير














المزيد.....

الدبلوماسية الدولية في عالم يتغير


مصطفى الديماني

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 09:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تعتبر العلاقات الدولية تلك العلاقة التي تنشأ بصورة أو بأخرى ، بين الدول ومختلف أشخاص القانون الدولي ، سواء في حالات التعاون والتضامن أو في حالات الإضطراب و الصراع الدولي بكل حساباته المتناهية الحساسية و التعقيد.
و تعد الدبلوماسية أحد اَليات تعزيز العلاقات بين مختلف الفاعلين الدوليين، بل تشكل إحدى أهم وسائل تحقيق التسوية السلمية للنزاعات الدولية ، عن طريق المفاوضات و المساعي الحميدة إضافة إلى الوساطة.
و لازال العديد يخلط بين مفهومي "السياسة الخارجية " و "الدبلوماسية " على أنهما شيء و احد ، و هذا غير صحيح ، لكون السياسة الخارجية للدول عبارة عن خطة إستراتيجية لتوجهاتها العابرة للحدود ، أما الدبلوماسية فليست مجرد أداة لتنفيذ تلك السياسات فقط بل تعمل على إعدادها و وضع لبناتها الأساسية و تبيان معالمها.
لقد عرفت الدبلوماسية تطورا من حيث آلياتها ومفاهيمها ومجالات عملها و الفاعلين فيها ، حيث إنتقلت من دبلوماسية مؤقتة إلى دائمة ، و من دبلوماسية سرية إلى دبلوماسية علنية ، و من دبلوماسية ثنائية إلى دبلوماسية متعددة الأطراف . و من بين العوامل المساهمة في هذا التطور تنامي المطالبة بالديمقراطية في الخطاب الدولي ، علاوة على دور و تأثير وسائل الإتصال و التكنولوجيا في تسهيل العمل الدبلوماسي .
أدى بروز فاعلين دوليين جدد إلى جانب الدول في الساحة الدولية ، إلى توسيع مدلول الدبلوماسية الدولية لتشمل التفاعلات التي تنشأ بين الدول و المنظمات الدولية بشقيها الحكومية و الغير الحكومية في زمن السلم و الحرب.
و تظهر أهمية الدبلوماسية في حجم عدد العاملين في السلك الدبلوماسي ، حيث تزايد عدد الموظفين على إختلاف درجاتهم و رتبهم وصفاتهم ، خلافا لما كان سائدا في القديم و الذي كانت معه الدبلوماسية حكرا على الأمراء و الملوك أو بعض النخب.
لقد تأثرت الدبلوماسية الدولية بالعديد من المتغيرات العالمية الجديدة ، فتنامي المطالبة بالديمقراطية في عالمنا المعاصر إنعكس إيجابيا على الممارسة الدبلوماسية ، حيث هذه الأخيرة لم تعد مجالا محفوظا لرؤساء الدول ، مما نتج عنه ظهور قنوات جديدة و فاعلين جدد في العمل الدبلوماسي كالبرلمان و الحكومة و المجتمع المدني ، الأحزاب السياسية ، الإعلامي ، و الجامعي بل المواطن ...الذين يعملون على الدفاع عن مكتسبات وطنهم و تحقيق توجهاته في الخارج في مختلف الميادين السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية...
و في عصر العولمة ، لم يعد معيار قياس قوة هذه الدولة أو تلك بمدى إمتلاكها للقوة العسكرية أم لا فقط ، بل أصبح للدبلوماسية نصيب في أن تكون إحدى المرجعيات الواقعية و معيارا لقياس قوة الدولة في النظام الدولي. ويرى بعض الباحثين أن الدولة التي لا تمارس دبلوماسية فعالة و جيدة ، تستجيب لحجم التحديات التي تطرحها السياسة الدولية الراهنة ، يمكن أن تكلف هذه الدولة تبعات وخيمة أكثر مما تخلفها الخسائر العسكرية في ساحة الحرب.
أما فيما يتعلق بارتباط الدبلوماسية بشبكة الإتصالات الدولية ، فقد ساعدت هذه الأخيرة على التأثير في فعالية العمل الدبلوماسية ، فقد يتم عقد صفقات معينة أو تحقيق مصالح قومية كبرى و حل أزمات عن طريق إجراء إتصال فقط بالطرف الآخر ، دونما الحاجة الى السفر أو إيفاد بعثة دبلوماسية خاصة التي غالبا لها تكلفة من الناحية الزمنية و الإقتصادية وهذا النوع من الممارسة اطلق عليه "بدبلوماسية الهاتف " .
في نفس السياق ، تقوم وسائل الإعلام الدولية بتتبع مجمل الأحداث الدبلوماسية و نقلها بشكل مباشر ، مما جعل مراقبة العمل الدبلوماسي و نتائجه متاحا للمواطن العادي ، حيث خرج من إطاره السري الضيق إلى العلنية و الوضوح ( بإستثناء بعض المواضيع نظرا لحساسيتها و خصوصيتها ) ، مما جعل العديد من الدول خاصة المتقدمة منها تضع طموحات و اَمال الشعوب على رأس أولوياتها في الممارسة الدبلوماسية و إضفاء الشرعية عليها.
ومن جهة أخرى فوسائل الإعلام –خاصة التابعة للدولة - إضافة إلى دورها أعلاه ، فهي كذالك أصبحت تقوم بنوع من الدبلوماسية الناعمة إزاء بعض الأحداث و تسويقها بصورة جيدة تخدم المصلحة القومية للدولة .
و اذا كانت الدول العربية قد عرفت حراكا اجتماعيا لم يسبق له مثيل , بفعل استغلال الشباب العربي لمواقع التواصل الإجتماعي بالإضافة إلى العوامل الداخلية الأخرى , الذي كان من نتائجه إسقاط انظمة سلطوية و إستبدادية و شمولية فقدت شرعيتها منذ زمن بعيد , فهو حراك يهيمن في اغلبه مطالب داخلية للشعوب العربية , كالمطالبة بالديمقراطية و الحرية و العيش الكريم و إحترام حقوق الإنسان ... حيث لم يتم رفع شعارات ذات بعد خارجي مثل تحقيق الوحدة العربية أو تحرير فلسطين باعتباره مطلبا قوميا ، ومنه المطالبة بإضفاء الشرعية على الدبلوماسية العربية و توجهات سياسيتها الخارجية !!!



#مصطفى_الديماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك العربي وتحديات العدالة الإنتقالية


المزيد.....




- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مصطفى الديماني - الدبلوماسية الدولية في عالم يتغير