أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - على حسن السعدنى - كيلاني الأعرابي














المزيد.....

كيلاني الأعرابي


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 18:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم يكن هو المقصود بالتجنيد لصالح المخابرات، إلا أن "فكرة مجنونة" خطرت ببال الضابط، جعلته يستميل "الابن" بدلاً من "الأب"، ويدرب "صبي" لم يتجاوز عمره حينها 11 عامًا ليكون عينًا لرجال المخابرات داخل معسكرات جيش الاحتلال الإسرائيلي بسيناء، وكانت الخطة تكمن في "بيضة".

"صالح عطية - أصغر جاسوس بالعالم".. كانت حياته كلها تدور في فلك رعاية أغنام والده "الشيخ عطية" البدوي السيناوي، إلا أن طفولته تفتحت على مرار "نكسة 67"، وشعر أن هناك خطرًا يحدق بهم، وتمنى حينها أن يكبر ليطرد هؤلاء الجنود العابثين بأراضي قريتهم، والمنكلين بكل من يحاول مقاومتهم.

في 1968، جاء لسيناء أحد ضباط المخابرات المصرية يدعى "كيلاني"، متنكرًا في زي أعرابي يتاجر في المخدرات، وافتعل حيلة "العطش و الإعياء" بجوار بئر مياه ملاصق لدار "الشيخ عطية"، فاستضافه الشيخ وأكرمه، وكان هدف الضابط "تجنيد الشيخ" ليكون مرسالاً لهم بالمعلومات عن تحركات جنود الاحتلال وغيرها من الأمور، لكن "الشيخ عطية" كان حريصًا في الحديث مع الأغراب، وكان "الصبي صالح" يقوم بخدمة الضيف الأعرابي ويلاعبه؛ فخطر ببال "كيلاني" أن يستهدف "الطفل"، فلن يشك به أحدًا، وبالفعل لقنه دروسًا بسيطة في التخابر وكيفية الحصول على المعلومات.

رحل "الأعرابي تاجر المخدرات" عن "دار الشيخ عطية"، واتفق سرًا مع "الطفل صالح" أن يلتقيا عند إحدى الصخور الكبيرة بالصحراء قرب الشاطئ في يوم معلوم، وفي الموعد؛ جاء الضابط ولم يأت الطفل.

شعر "كيلاني" بأن الخطة فسدت وأن الطفل لن يأت، وساوره الشك كثيرة، إلا أن وجهه تهلل بعد رؤية خيال بعيد نحيف يجري وسط الرمال حاملاً "فرخة" وبعض "الأغنام" تسير من خلفه، ولما سأله الضابط عن سبب تأخيره، أجاب "صالح": "استنيت الوقت المناسب عشان محدش يشوفني و يكشفني"، واستشعر الصبي الصغير خطورة و سرية دوره، وهنا فكر الضابط في "حيلة" تسمح للصبي بحرية أكبر في التحرك دون أن يكشفه أحد.

"الدجاجة التي تبيض ذهبًا".. كانت مهمة "صالح" هي تربية دجاج والدته "الست مبروكة" ورعي أغنام والده "الشيخ عطية"، وفكر "الضابط كيلاني" أن "تجارة البيض" داخل معسكر جنود الجيش الإسرائيلي ستمكن "صالح" من الدخول والخروج وجلب المعلومات، وكانت فكرة عبقرية، استطاع من خلالها "صالح" من تكوين بعض الصداقات مع جنود الاحتلال، وتحدثوا معه ولم يشكوا في براءته، أو أنه يعي جيدًا ما يقولون، لكن "صالح" كان "ريكوردر" يحفظ ويسجل كل ما يسمعه أو تراه عيناه داخل المعسكر، وكان أقرب الجنود صداقة منه، جندي ذا أصل يمني يدعى "جعفر".

لأكثر من مرة، تعرض "صالح" للضرب والركل وتحطيم بضاعته القليلة من "البيض" و"لبن الماعز"، إلا أن "المخابرات" كانت تمده بمزيد من "كراتين البيض" لمزيد من التردد على المعسكر، ومزيد من الأخبار، وكان يبيع البيض مقابل "معلبات اللحوم والسردين والمربى".

استطاع "صالح" الحصول على معلومات من خلال الرؤية عن أماكن المدافع الثقيلة وأماكن حقول الألغام ومخازن الذخائر والأسلحة، وتردد رجال المخابرات في استخدامه لزرع "أجهزة تصنت" داخل إحدى مكاتب المعسكر، وكانت ترى أنها مجازفة خطيرة بحياة الصبي، لكن "صالح" قبل المجازفة دون تردد، ونجح في لصق أجهزة التصنت في "أرجل السراير والمكاتب"، إلا أن دوره انتهى عند هذا الحد، وقامت المخابرات بتهجيره هو وأسرته في سبتمبر 1973 قبل 20 يوم من اندلاع الحرب.

استقرت أسرة "الشيخ عطية" مؤقتًا في "ميت أبو الكوم - قرية الرئيس السادات"، واندلعت الحرب، لتنتقل الأسرة بعدها للقاهرة، ويعلم "صالح" و أسرته خطورة وأهمية دوره في التمهيد للعمليات العسكرية في موقع عمله، واستدعته المخابرات فذهب إليها هو ووالده، وعندما دخلها، ليكتشف أن "الأعرابي كيلاني" هو "ضابطًا بالمخابرات"، بعدها يكرمه "السادات" ضمن من ساهموا في "نصر أكتوبر"، ويدور الزمان، ويصبح "صالح عطية" ضابطًا بالجيش هو الآخر كما كان قدوته "كيلاني الأعرابي.. الضابط".





#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة الانتصار فى عيد الغفران
- نهاية الكبوس
- حرب اكتوبر سهم العرب
- أشتون وارق زيارتها لمصر
- على حسن السعدنى يكتب : استراتيجيات الوقاية
- السادات بطل الحرب ورمز السلام
- يوم الكرامة والميدان
- علامات استفهام التقارب الايرانى الامريكى
- رؤساء النيل
- جمال عبد الناصر حاكم للتاريخ
- طلقة المرزوقى
- هل تسير تونس على الناهج المصرى
- مصر تتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
- نهج جيفارا
- قالوا عن جمال عبد الناصر
- السياسى غاندى
- عبد الناصر رجل الشعب 43عاماً على رحيله( ملف كامل)
- امرأة الثورة
- تحليل لما يدور بعقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
- الفكرى السياسى الخليجى تجاة سوريا ( تحليل )


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - على حسن السعدنى - كيلاني الأعرابي