أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - حلقة ثالثة - نماذج من شعر الأطفال التتار














المزيد.....

حلقة ثالثة - نماذج من شعر الأطفال التتار


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 22:38
المحور: الادب والفن
    



نماذج من شعر الأطفال التتار
-3-
ترجمة
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

في رحلتنا مؤخرا لمدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، التقينا برئيس الكونغرس التتاري العالمي والنائب في البرلمان، الدكتور رينات زاكيروڤ-;---;--، وأهدانا كراسا “صفحات سحرية” يحتوي على نماذجَ من شعر تتري للأطفال بلغات ثلاث، التترية والروسية والإنكليزية وفيه أيضا شريط دي ڤ-;---;--ي دي. ارتأيت نقل هذه النماذج من الإنكليزية للعربية.

المطرُ والشمسُ

قالتِ الشمسُ: إنى متألقةٌ على الدوام
لأني سأتوهّجُ ولن أغرُبَ أبدا

قال المطرُ: سأهطِلُ كلَّ يوم
رطبةً ستُصبحُ الأرضُ السوداء لأني باكٍ في طريقي
أجابتْه الشمسُ: إنّك مبلّلٌ جدا
تنْهمر وكلُّ شيء يتّسخُ

ظهرتِ المستنقعاتُ هنا وهتاك
كلّ ما تجيدُ فعلَه نشر الوسَخ في كل مكان

وجرّاء كل هذه الرطوبة يتعفّنُ المحصولُ
وكلّ الناسِ تتمنّى أن تتوقّفَ
ثمّ ردّ المطرُ: أنتِ تُصبحين ساخنةً
تحرِقين المحصولَ وتدمّرين الكثير

إغتاظتِ الشمسُ من هذه الألفاظ
وزال عنها غضبُها وشدّة حرّها

أضافت، أُعطي الفاكهةَ مُهلةَ للنضوج
بفضلِ سُطوعي كلّ الطبيعة مُزْدانة

إنّك تُساعدينها في النضوج، قال المطرُ
إلا أنني من يمُدّها بالماء

إن لم أنهَمرْ تبدأ الحدائقُ بالذُّبول
والمروجُ والأراضي الخضراء

بعدَ تجادُل الشمسِ والمطرِ لساعات
وإهانة وتشويه الواحد للأخرى

تصالحا وجاءا بصفقة
ألا يذمَّ الواحدُ الثانية

هكذا انتهى الجدال
وقرّرا التناوبَ

عندها قالتِ الشمسُ: الآن دوري في السُّطوع
وأنتَ ستُمطرُ بدورِك مع جزيل الامتنان

منذ ذلك اليوم فصاعداً عملَ المطرُ والشمسُ
دون أي تشويشٍ وفق الاتّفاق


الجدّ الأبيض


الثلجُ يتهاطلُ، كلُّ العالَم أبيضُ كالثلج
الساحةُ والشارع والسطح أبيضُ ساطع
الكلّ مكتسٍ بالبياض، والآن جدُّنا يعود
جالباً معه مجموعة متنوّعة من الألعاب

نحن فرحون ونقول: الشكرُ لك يا جدَّنا
أطال اللهُ عمرَك لسنينَ كثيرة
الجدُّ المسكين، عند هُطول المطر أو شروقِ الشمس
في كلّ الأوقات يأتي لنا بالفرح والانفعال والبهجة


مساء شتوي

يا أطفال، يا لها من مُتعة في هذه الليلة الشتوية
دافئةٌ، نارُ الفُرن متوهّجة
إنك جالسٌ بحزم، غير وجِل منَ البرد
أنتَ سعيدٌ، لا همّ في الدنيا

ولا أحدَ منكم عرَفَ الكرَبَ أبدا
إنك متربّعٌ على عرْش الجمال، لا شيءَ يُكدّرك
مُنغمسٌ في حكايات أمِّك
أنتَ لا تشعُر بالليل ولا بعواصفِ الشتاء

دعِ الرياحَ العاتيةَ تهُبّ، دعِ الثلجَ يهطِل
دعِ السطحَ القشّي يتطاير إثرَ كل ضربة
لا طائرَ يُغامرُ في الخروج خوفاَ من الصقيع
لكنّك على ما يُرام، تشعُر بالدفء، بلا همّ ولا غمّ

لكن أحيانا يطرأ على عقلك الحسّاس
لا يتمتعُ الجميعُ بمثل هذه السعادة
هنالك في العالَم بعضُ الأطفال اليتامى
لا أرضَ لهم، لا والدين، لا مأوى

في ليالي الشتاء، لا أملَ لهم
وجناتُهم وأنوفُهم متجمدةٌ من الزمْهرير
سيُحالفهمُ الحظُّ إن لم يتجمّدوا حتى الموت
البعضُ حقا سيلْقى نهايةً كهذه

إذا رأيتَ في وقت ما مثلَ هؤلاء الأطفال الفقراء
عيونُهم تذرِفُ الدموعَ، حزانى، يعوزهمُ الكثيرُ
يا أطفالي، قدِّموا لهم حبَّكم ودفئَكم!
واسوهُم بالكلماتِ اللطيفة الناعمة

قريتي (مقتطف)

على قمّة الجبل تقعُ قريتي (أوْل، aul)1)
هنالك جدولُ الماء النقيّ البارد
أحسّ بمذاقه وأعرف كلَّ جزء فيه
أُحبّ هذا المكانَ بكلّ روحي وفؤادي

عندما أتذكّرُ ذلك، تنهمِرُ الدموع
تبقى سنو الطفولة في الذاكرة إلى الأبد حيّة
كيف أنا وشقيقي كنا نحرُثُ الحقلَ
ونبذُرُ بذورَ الحِنطة والشعير

ما زلتُ غريباً في هذا العالَم، ولكنْ من ليس بغريب؟
ما زلتُ بحاجةٍ لتعلّم الكثير، ورؤية الكثير
مع ذلك أعرِفُ أقدسَ قاعدة
الحفاظُ على قريتي في الذاكرة



----
1. نمط قروي جبلي في القوقاز حيث البيوت متلاصقة، السطح ترابي أو من الشجيرات وفيه ثقب لتسريب دخان الموقد.



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقة ثانية من الشعر التتري للأطفال
- أُحبّكَ يا حبيبي
- نماذج من الشعر التتري للأطفال -١-;--
- مقدسيلن
- الضحك إكسير الحياة
- ما اسمها؟
- نظرة شمولية لواقع المرأة العربية
- جندي في سلاح البحرية الأمريكية يعتدي على مهاجر إفريقي
- ميثولوجيا ناقة صالح في‏ ‬-;-القرآن
- بعد ثماني عشرةَ سنةًً من الزواج
- المزارع والساعة اليدوية، قصّة أخلاقية
- قازان عاصمة جمهورية تتارستان ولؤلؤتها
- حول تعليم عرب ال 48 العبرية
- عن غسان كنفاني
- أحبّ لأخيك ما تحبّه لنفسك
- أواحدة أم أربع؟
- بيضة كولومبس
- حارس أطلق النار فقتل يهوديا صاح “الله أكبر” في حائط المبكى
- المسيح في‏ ‬-;-القرآن
- أصل اللفظة “حنفية”


المزيد.....




- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - حلقة ثالثة - نماذج من شعر الأطفال التتار