أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيام محى الدين - * إسرائيل عند نشوب الحرب *















المزيد.....

* إسرائيل عند نشوب الحرب *


هيام محى الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* إسرائيل عند نشوب الحرب *
بعد انتهاء حرب أكتوبر 1973 شكلت الحكومة الإسرائيلية لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة أسباب فشل الجيش الإسرائيلي وهزيمته برئاسة القاضي أجرانات والتي صور تقريرها بعنوان " التقصير " وما نشر من هذا التقرير يبدأ بإثبات إهمال أجهزة المخابرات الإسرائيلية لمعلومات هامة تلقتها وسقوطها في خديعة موعد نشوب القتال الذي حدده الجيش الإسرائيلي ومخابراته بناء على معلومات من مصدر موثوق به في مصر في الساعة السادسة من مساء السبت 6 أكتوبر 1973 مما أخر إعلان حالة التعبئة العامة في إسرائيل ولم يصل الاحتياطي إلى حصون خط بارليف إلا مساء الأحد 7 أكتوبر حيث كان الأمر قد انتهى وسقطت معظم نقاط خط بارليف القوية في يد القوات المصرية.
ففي حوالي الساعة الثانية والنصف ظهر السادس من أكتوبر انطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب وعرف الشعب الإسرائيلي عن يقين أن الحرب قد نشبت وأذيع أول بيان للمتحدث العسكري في الثالثة يقول: ابتداء من الساعة 1400 = 2 مساء تهاجم القوات المصرية والسورية سيناء وهضبة الجولان في الجو والبر وبعد سلسلة من الغارات الجوية على مواقعنا ومعسكراتنا بدأت القوات المترجلة في هجوم بري وقد عبرت القوات المصرية قناة السويس في عدة أماكن وبدأت القوات السورية هجوم مدرعات ومشاة على طول الخط في هضبة الجولان وتعمل قوات الجيش الإسرائيلي ضد المهاجمين وتجري في المنطقتين معارك في الجو والبر ، وقد كان الإسرائيليون شعباً وحكومة وجيشاً واثقين حتى هذه اللحظة أنهم سيحققون نصراً كاسحا على العرب في خلال يومين أو ثلاثة كما فعلوا في حروبهم السابقة خاصة حرب 1967 وفي الساعة الرابعة عقد موشي ديان مؤتمراً صحفياً صرح فيه بأن اكتمال وصول قوات الاحتياط مساء اليوم التالي سوف ينهي الحرب لصالحهم خلال يومين أو ثلاثة ولم يدرك ديان أن قواته في خط بارليف تعاني عجزاً في المدفعية والهاونات التي كان معظمها بعيداً في وسط سيناء مما صعب من مهمة القوات الإسرائيلية الأمامية التي وجدت نفسها أمام طوفان هائل من المشاة المصريين الذين كانوا يستخدمون تكتيكاً بارعاً مبتكراً فقد حاصرت قلة منهم الحصون وأسكتتها بينما اندفع الباقون بين الثغرات الفاصلة بينها إلى داخل سيناء لإنشاء رؤوس الكباري وتحديد مناطقها المبدئية ، وقد كان هذا الإهمال لسلاح المدفعية ناتجاً عن الغرور الإسرائيلي الذي اعتمد بصورة كلية على الطيران والمدرعات ؛ فلم يكد عبور القوات المصرية للقناة يبدأ حتى أصدر الجنرال مندلر أوامره لمدرعاته بالاندفاع في اتجاه القناة بسرعة فائقة واثقاً أن دباباته سوف تكنس المشاة المصريين ، ولكن المفاجأة أذهلتهم حين صمد المشاة أمام الدبابات وهاجموها من مسافات قصيرة بقذائف آر. بي. جي 7 ومن مسافات أطول هاجموا الدبابات بصواريخ مالوتكا التي لا تزيد وحدتها المقاتلة عن جنديين فقط ولم تستطع الدبابات الإسرائيلية التعامل بنجاح مع هذا التكتيك نتيجة النقص في عدد المدافع والهاونات ، وفشل التعامل بالرشاشات مع الجنود المصريين نتيجة لبراعتهم في الاحتماء من طلقاتها خلف الكثبان الرملية وفي حفر فردية وزوجية سريعة الإنشاء علاوة على اصطياد الدبابات من مسافات بعيدة عن مدى رشاشاتها بصواريخ مولتكا ، فلقيت المدرعات الإسرائلية هزيمة ساحقة وغير متوقعة ولحقت بها خسائر فادحة.
أما سلاح الجو الإسرائيلي الذي اعتبره قادة إسرائيل ذراعهم الطويلة فقد تم تحجيمه ومنعه ليس من الهجوم على قوات العبور فقط ولكن من الاستطلاع الجوي قبل الحرب أيضاً من خلال حائط الصواريخ الشهير فقد أسقط هذا الحائط عشرات الطائرات الإسرائيلية عام 1970 وأسقط سنة 1971 أغلى طائرة استطلاع الكتروني إسرائيلية من طراز " استراتوكروزو " في سيناء وقتل جميع ركابها وكانوا نخبة من العلماء والمتخصصين في الحرب الإلكترونية مما كان له رد فعل عنيف في إسرائيل ، ولم تعلن مصر أو إسرائيل وقتها عن هذه الحادثة. وعند نشوب الحرب أصدر الجنرال ( باني بيليد ) أوامره إلى طائراته في الثانية والنصف ظهر السادس من أكتوبر بمحاولة منع المصريين من عبور القناة بأي ثمن ، ولكن هذه الطائرات في الثانية والنصف ظهر السادس من أكتوبر بمحاولة منع المصريين من عبور القناة بأي ثمن ، ولكن هذه الطائرات التي كانت محملة بالصواريخ استعداد للقيام بضربة إجهاض ضد التحضيرات الهجومية في مصر وسوريا اعتمادا على أن الحرب ستنشب في السادسة مساء اضطرت إلى إلقاء ذخيرتها في البحر لكي يمكنها القيام بالمهمة الاعتراضية الجديدة ، وكانت المهمة صعبة ، فقد تداخل الجنود المصريون بين المواقع الإسرائيلية وأصبح من الصعب التمييز بين الفريقين ، ورغم تجنب الطائرات الإسرائيلية خلال 200 طلعة التعامل مع حائط الصواريخ وحصر غاراتها على فرق العبور الخمس شرق القناة فقط أسقطت الدفاعات المصرية ست طائرات منها خلال ساعة واحدة ولم تستطع الغارات الجوية الإسرائيلية تدمير أي معبر من المعابر رغم تركيزه الشديد على ذلك حيث استخدم سلاح الدفاع الجوي المصري إلى جانب حائط الصواريخ سام 2 ، سام 3 ، سام 6 على الضفة الغربية للقناة صواريخ الكتف سام 7 " ستريلا " والمدافع المضادة من عيار 23مم ثنائية المواسير ورباعية المواسير " شيلكا " مما أرغم الطائرات الإسرائيلية على الانسحاب شرقاً بعدما منيت بخسائر فادحة وفشلت في منع العبور أو تدمير الجسور ، وفي الخامسة مساء نفس اليوم أصدر " بيليد " أمره إلى طيارية بتحاشي الاقتراب من القناة لمسافة تقل عن 15 كم شرقاً والتقطت أجهزة التنصت المصرية الأمر. وتمت إقامة المعابر وعبور الدبابات المصرية إلى الشرق في الساعات الخمس التالية حيث تم عبورها في العاشرة مساء.
لقد أردت بهذا الطواف السريع بأحداث اليوم الأول للحرب من خلال رؤية العدو الإسرائيلي وبياناته العسكرية ومؤتمراته الصحفية واعترافه بأوجه القصور والتقصير الناتجة عن غروره واعتماده على تجارب الحروب السابقة وإغفاله للقدرة اللمصرية والذكاء العسكري استراتيجياً وتكتيكياً للعقل المصري فاستهان بهذه القدرات فلقى أكبر هزيمة عرفها منذ إنشاء دولته ، وعلينا ألا نسقط في فخ الاستهانة بالعدو أو الرفع غير المنطقي لقوته وقدراته ، وأن نتعامل في كل معاركنا السياسية والعسكرية بموضوعية وجدية واستعداد لكي نحقق لمصر النصر الكامل ونستعيد أمجادها الخالدة كما فعلنا في أكتوبر 1973م رمضان 1393هـ.
هيام محي الدين



#هيام_محى_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الثالث هل هو الحل !؟
- الكلمة الطيبة سلاح الصلاح
- ** أوباما والأزمة السورية **
- * دستورنا الجديد *
- الأزمة السورية المشكلة والحل
- المهندس هشام نجار تحاوره الصحفية والإعلامية هيام محى الدين
- * ماذا يريد الإخوان *
- الشرق الأوسط بين جبهتين
- الصفعة السعودية وسقوط المشروع الأمريكي
- بطولات خالدة
- الجمعية العمومية للشعب المصري ونضج الوعي السياسي
- الإعلام والمجتمع


المزيد.....




- مليارديرات وميليشيات وحقوق تعدين.. من قلب صفقة ترامب الجديدة ...
- مسؤول في -حماس- يوضح لـCNN مدى -جدية واستعداد- الحركة لاتفاق ...
- المحكمة العليا البريطانية ترفض دعوى لوقف تزويد إسرائيل بقطع ...
- ما تداعيات الحكم الجديد الصادر بحق المحامية التونسية سنية ال ...
- قراصنة يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب وأميركا تتهم إير ...
- وفد أوروبي بكفر مالك يدعو لوقف اعتداءات المستوطنين بالضفة
- نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا ثلاثيا وواشنطن تؤكد أولوية صفقة ...
- -لسنا جمهورية موز-.. كيف قوبلت دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياه ...
- المقاومة ترفع تكلفة -عربات جدعون- والاحتلال يمهّد للانسحاب
- لماذا تتركز كمائن المقاومة في -عبسان الكبيرة- بخان يونس؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيام محى الدين - * إسرائيل عند نشوب الحرب *