أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيام محى الدين - الصفعة السعودية وسقوط المشروع الأمريكي














المزيد.....

الصفعة السعودية وسقوط المشروع الأمريكي


هيام محى الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت ثورة الشعب المصرى الأسطورية في 30 يونيو 2013 وقرار الجيش المصري في 3 يوليو بإنهاء حكم الإخوان وعزل الرئيس انفجاراً مدوياً نسف الخطة الأمريكية لصناعة شرق أوسط جديد عن طريق ما سمته " كوندا ليزارايس " الفوضى الخلاقة والتي كانت تتمثل في تفتيت المنطقة وتشجيع الصراعات الدينية والمذهبية والعرقية والأيديولوجية والتصاعد بها إلى درجة الاقتتال الطائفي والانقسام الحاد بين شعوب المنطقة وبين عناصر الشعب الواحد وتقسيم دول المنطقة إلى دويلات مفككة الأوصال تخضع للسيطرة الأمريكية الكاملة وقد اكتشفت الولايات المتحدة حليفها القادر على وضع سياستها هذه على أرض الواقع ممثلاً في تيارات التأسلم السياسي والتطرف الديني وبالمرونة المعروفة للسياسة الأمريكية أصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم فالدولة العظمى ليس لها صديق دائم ولا عدو دائم وإنما لها مصالح محدودة لا دخل للعواطف أو المبادئ بها ، فرغم أن هذه التيارات بطبيعة فكرها ومبادئها وتكوينها تيارات فاشية معادية بطبيعتها للديمقراطية والحرية إلا أن الإدارة الأمريكية لا تجد أي حرج في التحالف معها لتحقيق أهدافها في المنطقة وقد بدأت الخطة الأمريكية في إعادة صياغة المنطقة بالعراق للقضاء على ثاني جيش عربي يهدد مصالحها في المنطقة ويهدد حليفتها الرئيسية فيها " إسرائيل " وبعد أن دمرت العراق وقسمته إلى ثلاث دويلات استخدمته كحقل تجارب لإثارة الصراع المذهبي الدامي بين السنة والشيعة ، وكانت نتائجه مرضية للسياسة الأمريكية إلى حد كبير ، وكان الدور على السودان لتقسيمه على أساس ديني وعرقي وإثارة الفوضى في القسمين ، ثم انتفضت الشعوب العربية ضد طغيان وظلم حكامها فيما سمى بثورات الربيع العربي على يد شباب واع مثقف وطني ينشد الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ،فسارعت الولايات المتحدة لدفع حلفائها الجدد في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا لركوب الموجة الثورية والوثوب إلى الحكم لتنفيذ الأهداف الأمريكية في المنطقة فقد اكتشف الأمريكيون انعدام الإحساس الوطني والقومي لدى هذه التيارات واستعدادها الكامل للتفريط في الثوابت الوطنية لأنها تنتمي إلى فكر أسمى يتنكر ويرفض الوطنية والقومية ، ولا قيمة عنده للأرض وحدود الأوطان وآمالها وطموحاتها فهو أكثر الأفكار مناسبة لتحقيق الخطة الأمريكية كما أنه فكر يقوم على الانغلاق والتطرف والاستعداد لاستخدام العنف والإرهاب ، لذا كان سقوطه المدوي في مصر ضربة صاعقة أربكت المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي كان قد اقترب كثيراً من تحقيق أهدافه ، وراحت السياسة الأمريكية تتخبط في محاولات يائسة لإنقاذ حلفائها بتحريض العالم ضد الثورة المصرية وتأجيل ومهاجمة الإجراءات المصرية لإعادة الأمن والاستقرار وبدأت في دفع تركيا وقطر وحلفائها الأوربيين لتهديد مصر وتأييد العنف والإرهاب والفوضى فيها ، والتغاضي عما تقوم به جماعات وتيارات الإسلام السياسي من إرهاب ممنهج ومنظم ومسلح. وخلال هذا الارتباك والتخبط الذي أصاب السياسة الخارجية الأمريكية نسى الأمريكيون أن الدولة التي يعتبرونها حليفتهم الكبرى في المنطقة " المملكة العربية السعودية " قد كشفت مخططهم منذ سنوات ، وأن أجهزة المخابرات السعودية وضعت يدها على الخطة الأمريكية وترتيب وسائلها التنفيذية في دول المنطقة وأدركت لماذا أراد الأمريكيون تفكيك مصر أولاً وإثارة الفوضى فيها ثم الانتقال بالخطة بعد ذلك إلى المملكة نفسها ودول الخليج فإذا كان تفكيك مصر يعد الجائزة الكبرى لإسرائيل وإنهاء كاملا للقضية الفلسطينية على حساب الأرض المصرية في سيناء فإن تفكيك المملكة وأثارة الفوضى فيها يعد الجائزة الكبرى للولايات المتحدة نفسها ، وأنه في حالة تفكك مصر وسيطرة تيارات الإرهاب الفاشي المتأسلم عليها ، لن تجد المملكة لها سنداً ولا نصيراً من أشقائها حين يتم تنفيذ نفس التخطيط عليها ، وشاركتها الإمارات العربية مبكراً في هذه الرؤية ، وكانت المملكة تعلم عن يقين مدى ارتباط المصريين وحبهم للحرمين الشريفين وحرصهم على أمن ووحدة السعودية ، فقام الأمير بندر بن سلطان بزيارة لروسيا الاتحادية لجلسة مباحثات مع الرئيس بوتين ورفض طلب " أوباما " بعدها بزيارته في البيت الأبيض لتبرير الزيارة ، ثم كانت الصفعة المدوية التي وجهها بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للنفاق السياسي الأمريكي وتأكيده وقوف المملكة إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب فقد وصفت المملكة ما تقوم به جماعة الإخوان وحلفاؤها من عنف وتعذيب وقتل وحرق وتدمير بالوصف الدقيق الصحيح ووضعت الولايات المتحدة في مأزق تاريخي بجعلها دولة داعمة ومؤيدة ومساندة للإرهاب مما جعل حلفاء أمريكا الأوربيين يتراجعون في فوضى مخجلة ، وبدأ التأييد العالمي للإجراءات المصرية يطل براسه على استيحاء من تخاذلهم السابق ، وكانت الصفعة السعودية الشجاعة تحولا جذرياً يعيد عصر الملك فيصل بن عبد العزيز وموقفه العظيم سنة 1973 ، وفي هذه المرة لن تستطيع الولايات المتحدة بسهولة رأب الصدع الذي أصاب سياستها الخارجية ومشروعها التدميري وأستطيع أن أرى بوضوح عودة الشعور الوطني الفياض ، والإيمان القومي ، وثقة شعوب المنطقة بنفسها واستعادة عصر العزة والكرامة والشموخ والصمود ، وتوحد الشعوب العربية ضد المخطط الاستعماري الأمريكي ، وإذا أرادت الشعوب فإن إرادتها من إرادة الله سبحانه وتعالى ولإعزاء للسيد أوباما في مأتم شرق الأوسط الجديد وفوضاه الخلاقة.
هيام محي الدين



#هيام_محى_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطولات خالدة
- الجمعية العمومية للشعب المصري ونضج الوعي السياسي
- الإعلام والمجتمع


المزيد.....




- بعمر 79 عاما.. أمريكية تهجر صخب نيويورك لتعيش الحلم الفرنسي ...
- الرئيس بزشكيان أصيب في الهجوم على مركز القيادة وإسرائيل خططت ...
- استحواذ -نخبوي- على المناصب القيادية العليا.. حتى في ألمانيا ...
- دراسة حديثة: الشمبانزي تتبع صيحات الموضة تماماً كالبشر
- -زلة لسان- ترامب حول لغة رئيس ليبيريا تثير جدلا وحكومة منروف ...
- نتنياهو: إيران لا تزال تحت المراقبة ونظامها في ورطة كبيرة
- وزير الطاقة الإسرائيلي: غزة يجب أن تبقى مدمرة لعقود
- كل الشكر لكل من ساعدنا وتضامن معنا في استعادة منزلنا المحجوز ...
- رسوم ترامب الجمركية الجديدة.. تداعيات وتوعد بالمزيد بحلول ال ...
- -لن يُحاسب-، عندما تفقد عاملات في منظمّات حقوقيّة الإيمان با ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيام محى الدين - الصفعة السعودية وسقوط المشروع الأمريكي