أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - محاولات ذبح حكومة الجعفري على أساس الهوية















المزيد.....

محاولات ذبح حكومة الجعفري على أساس الهوية


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 08:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


2005-05-22
محاولات الذبح على أساس الهوية لهذه الحكومة قد بدأت بالفعل من قبل أن تشكل، وهذا يذكرني بحكاية قديمة حدثت لي مع بعثي، أتذكر كنت في السنة الثالثة من الدراسة في كلية الهندسة بجامعة بغداد، وكانت الأيام الأولى للبعث الهمجي في الحكم، تحديدا العام 1970 ، وقتها، وبقرار سياسي من الحكومة، قررت جامعة بغداد زيادة بعض الدروس لطلاب هندسة النفط، وهي علم المعادن وهنسة المناجم، لكي يمكن لنا العمل في صناعة إستخراج المعادن كالكبريت والفوسفات التي نشأة للتو آن ذاك، كان الأستاذ المحاضر في علم المعادن هو الدكتور عبد الرزاق الهاشمي، البعثي المعروف، كان وقتها رئيسا لمؤسسة المعادن، ليس لكفائته بالطبع، ولكن كونه بعثيا، حيث كان حديث العهد بالتخرج ولا يمتلك أية خبرة في ذلك المجال. عموما أستاذي هذا الذي لم أتعلم منه حرفا واحدا سوى أنه زاد من حقدي على البعث، كان قد حكم علي أن يكون السعي السنوي من الدرجات هو صفر، أي كان من المفروض أن أحصل على درجة كاملة في الإمتحان النهائي لكي أنجح، وهذا مستحيل طبعا، لأن من أعطاني الصفر من دون أي امتحان أو نشاط صفي، هو نفسه من سيصحح الإجابة في الامتحان النهائي، في الواقع لم يكن عبد الرزاق اكثر من مدعي علم، لأنه لم يكن يعطي دروسا في علم المعادن أصلا لكي يمتحن الطلبة، فكان الأساس هو التقدير على أسس لا يعرفها سوى الهاشمي وحده آن ذاك، نصيبي منها هو الذبح على أساس الهوية، لم تكن هويتي المذهبية وقتها تهمه كثيرا، ولكن هوية أخرى، وهي الهوية السياسية، حيث كنت أصنف من ألد أعادء البعث سياسيا، فكانت درجات الطلبة تتراوح بين السبعين والثمانين، إلا درجة واحدة فقط وهي صفر، وكانت كما ذكرت من نصيبي، إنها حقا لقسمة ضيزا!!! ولولا مشيئة الله، وهو أن شقيق خطيبته كان صديقا حميما، فتوسط لي، ولكن كان وعد الهاشمي هو أنه سوف يصحح إجابتي على أساس ما سأكتب وليس الحكم الكيدي المسبق. ومع ذلك لم يصيبني اليأس ودرست علم المعادن لوحدي مستعينا بكتب كلية العلوم ونجحت في الدور الثاني بعد ان أوفى بوعده، وربما كانت هي المرة الأولى والأخيرة التي يفي هذا الرجل بوعده، وأعتبر نجاحي كان رغما عنه، وربما كان انتصارا على البعث أيضا.
قصة حكومة الجعفري لم تختلف كثيرا عن قصتي مع هذا البعثي الذي يذبح على أساس من الهوية، فقد تذكرت هذه القصة وأنا أراقب المشهد الجديد الملوث بتفجير أعداد هائلة من السيارات المفخخة، والعبوات الناسفة والقتل على الهوية وتهجير الناس من مدنهم وقراهم تحت تهديد اسلاح، والتصريحات النارية والاتهامات التي أقل ما يقال عنها أنها باطلة، كل هذا قبل أن تؤدي الحكومة القسم، وحتى أني سمعت من يقول إن الحكومة قد فشلت تماما وهي لم تبدأ بعد!!! ولا أحد يعرف وقتها من هم الوزراء! بل كان هناك شك بإمكانية تشكيل الحكومة لكثرة العراقيل التي وضعت بوجهها، وبعد أن تشكلت، ولم يمضي على تشكيلها أكثر من اسبوعين، أو ثلاثة، نسمع ونقرأ تقارير، بعضها صادر من أمريكا، وبالطبع كل الجوقة الإعلامية العربية، وحتى أني قرأت تحليلات سياسية لعراقيين يمكن أن نعتبرهم الأقرب للتيار الديني المسيطر على حكومة الجعفري، كانت غاية بالتشاؤم، وكأن نهاية العالم قد حلت، وخصوصا بعد التصريحات المتشنجة لرئيس هيئة علماء المسلحين والمفخخين والخاطفين والقتلة والسفلة في العراق.
من هذه التقارير، واحد لبول ريشتر يشاركه عربي اسمه أشرف خليل من لوس أنجلس تايمس نشرته الشرق الأوسط أمس يقول فيه، في أطار مواجهة تمرد متزايد وحكومة ضعيفة في العراق، غيرت الحكومة الأمريكية مسارها في العراق بإتجاه مشاركتها في عملية إدارة البلاد!!!! لا ادري كيف استطاع كتاب هذا المقال أن يستنتجا بأن الحكومة ضعيفة وهي لم تبدأ بعد؟!؟! والأدهى من ذلك يوحي لك أن هذا الإستنتاج هو ما توصلت إليه الحكومة الأمريكية لكي لا يبقى للقارئ شك بأن عهد هذه الحكومة قد انتهى من قبل أن يبدأ!؟ ولم يكتفيا بذلك فيقولا، يأتي هذا التغيير في وقت تتلاشى فيه الثقة في الحكومة المنتخبة وتزايد تشاؤم المسؤولين الأمريكيين بخصوص مدى سرعة تمكن أجهزة الأمن العراقية من تحمل مسؤولية جهود مكافحة التمرد!!!!!!
لدي أسئلة كثيرة على هذه العبارة، كيف تلاشت الثقة بمن لم يبدأ بعد؟! وهل الحكومة الأمريكية لا تعرف أن الحكومة تشكلت حديثا؟ وهل يمكن تحميل وزر الضعف في أجهزة الأمن على الحكومة الجديدة وهي موروثة من الحكومة السابقة بمباركة أمريكا؟ وهل الحكومة الأمريكية بهذا التطير لكي تصدر حكما كهذا؟ وهل أن أمريكا غافلة عن السبب الحقيقي لتصاعد العمليات الانتحارية والعنف المسلح بأشكاله المتنوعة وأنه كان نتيجة لسياستها التي حاولت تطبيقها في العراق أيام الحكومة السابقة؟ حتى عبد الباري عطوان لم يستطيع أن يكتب بهذه السذاجة، بل وحتى المبتدئ في لعبة السياسة والإعلام المرتزق ان يكون بهذه السذاجة ليضع استنتاجات بهذه الخطورة عن شيء لم يحدث بعد وبهذه الطريقة، التي أقل ما يقال عنها، أنها ذبح بطريقة همجية على أساس الهوية، أو منح الدرجات للطلبة على طريقة عبد الرزاق الهاشمي.
الأدهى من ذلك هو تلك التصريحات الخبيثة للضاري وإلقاء التهم على الآخرين، في الوقت الذي راجعت فيه حصيلة الإرهاب خلال شهر واحد فقط للعمليات التي قام بها جماعة الضاري، من خلال التقرير الذي أعده الأرشيف العراقي في الدنمارك، وجدت إن المستهدف من هذه العمليات القذرة هو الشعب ولا يمكن أن نسمي ذلك مقاومة، لأن كل كلمة من التقرير كانت تقطر دما لعشرات الأبرياء من أبناء شعبنا، كل هذه الجرائم قد أرتكبها جماعة الضاري بحق الشعب العراقي خلال شهر واحد يسبق تشكيل حكومة الجعفري، تلك التي كنت أول منتقديها، حتى شعرت بالإثم لأني فعلت ذلك رغم قناعتي بما كتبت، لأنه لا يتعدى النقد البناء والعلمي من أجل انجاح العملية السياسية في العراق.
إنهم يلقون بكل أسلحتهم في المعركة القائمة منذ سقوط نظامهم البعثي الهمجي ولحد الآن من طرف واحد فقط، ولم يدخروا وسيلة لجر الطرف الآخر للمعركة، حتى أنهم على وشك ان يموتوا غيضا لأن الآخرين يتمسكون بكل هذا الصبر على مرتكبي تلك الجرائم، ولا أدري كيف لم يمت مسئول الوقف السني من شدة الغيظ، وهو الشيخ الذي بلغ من العمر أرذله، فنراه ينتفض من شدة الغيظ لأنه لم يستطيع لحد الآن من جر العراق إلى حرب طائفية‍‍؟
في الواقع إني أراهم يتفجرون داخليا من شدة الغيظ والشعور بالخيبة بعد كل هذا الذي فعلوه، ولم يجدي نفعا، فقد رفضوا الحكومات جميعها مدعين أنها غير شرعية، ويوم طلبوا منهم أن يشاركوا بالانتخابات، أبوا ذلك، مدعين أنها هي الأخرى غير شرعية، وهددوا بالويل والثبور لكل من يشارك بها، ونفذوا الكثير من العمليات الغادرة الجبانة بحق من يشارك بالانتخابات، ولكنها نجحت وحققت للعراق أول حكومة شرعية، وحين تشكلت الحكومة راحوا يطالبون بحصة الأسد منها بالرغم من أنهم لم يشاركوا، ومازالوا يرفضون الطرف الآخر الذي قبل المشاركة بالعملية السيساية، وبقوا يعملون بكل الوسائل المتاحة من أجل جر العراق لحرب طائفية، وبعد أن بلغ بهم اليأس من جر العراق إلى هذه الحرب، راحوا يطلبون العون من اسرائيل، فقد صور لهم خيالهم المريض من أنهم سوف يعودون للسلطة من خلال إسرائيل، لأنها صاحبة الكلمة الفصل بالنسبة لأمريكا كما يعتقدون، في الوقت الذي جلس الأب في مؤتمر صحفي ليحمل به كل الجرائم التي أقترفوها على عاتق الضحية، كان الإبن يجلس في قطر مع الإسرائيليين ليقدم لهم العراق بالكامل مقابل وعد للوصول إلى السلطة من جديد، مجرد وعد. بذات الوقت نراهم يأتمرون من اجل المشاركة بالعملية السياسية التي مازالوا يرفضوها! كيف يمكن لنا أن نفسر هذا الأمر؟
إن هذا التخبط، لايدل على قوة، بل العكس هو الصحيح، فإن هذه الفئة الظالة قد خسرت كل أوراقها ولم يبقى لها سوى الانتحار، ولا أعتقد أن مشهد الانتحار سوف يكون جميلا على الناظر.










#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رأى منكم تلك المقاومة الشريفة؟
- كل ما أرجوه أن لا يصدر الجلبي عفوا عن الملك
- الأعداء الجدد للبعث سوف يقلبون المعادلة
- بالرغم من أنهم كانوا، ومازالوا، الأوفى للوطن
- الجعفري والمسيرة وسط حقول الألغام
- حتى الشعلان تعَرَق خجلا من تصريحات النقيب
- الهروب للأمام لم يعد مجديا
- زيارة رامسفيلد تعيد الصراع للمربع الأول
- سقوط النظام الدكتاتوري، هل هو احتلال أم تحرير؟
- هل هي حقا محاصصة طائفية وقومية؟
- النظرية العلاوية في السياسة
- على ذمة المنجمين، غرة ربيع الأول آخر موعد لتشكيل الحكومة
- حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة
- أغلال الحرية والديمقراطية في العراق
- هل ستمضي العملية السياسية كما أريد لها؟
- كان على الجميع أن يتوقعوا تأخير تشكيل الحكومة
- مازق الدكتور الجعفري بتشكيل الوزارة
- الثورة اللبنانية بقيادة منظمات المجتمع المدني
- القوات المسلحة هي كلمة السر لتحالفات الفترة الانتقالية
- مشاهد الانتخابات ليست مجرد مشاهد رومانسية


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - محاولات ذبح حكومة الجعفري على أساس الهوية