أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حامد الحمداني - أمريكا وعالمها الجديد!!















المزيد.....

أمريكا وعالمها الجديد!!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 301 - 2002 / 11 / 8 - 01:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يخطئ الحاكمون بأمرهم في الولايات المتحدة إذا اعتقدوا أن بإمكانهم إخضاع الشعوب بالقوة المسلحة ، مهما بلغ جبروت الولايات المتحدة ، ومهما ملكت من مختلف الأسلحة الفتاكة ، ومهما امتلكت من الأموال والطاقات والتكنولوجيا.

إن الولايات المتحدة ،بعد أن حققت انتصارها في حرب الخليج الثانية   [عاصفة الصحراء ] وبعد أن انهار ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي ، وبعد أن سقط الاتحاد السوفيتي ، وقد غدت القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، قد أخذها الغرور، واعتقدت أن بإمكانها أن تفرض هيمنتها على العالم أجمع ،ولا سيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الإجرامية، والتي استغلتها الولايات المتحدة لتنفيذ مخططها الهادف للهيمنة على العالم ، فأخذت تتصرف في مجلس الأمن وكأنه منظمة تابعة لها ، متجاهلة حتى القوى الكبرى الأخرى التي تمتلك حق النقض ، تارة بالضغوط الاقتصادية والسياسية ، وتارة أخرى بالتهديد حتى وصل الأمر بالرئيس بوش إلى أن يهدد وجود الأمم المتحدة نفسها إن هي لم تنصاع إلى  مطالبه فيما يخص الحرب التي تزمع شنها على العراق .

إن عالم اليوم ليس عالم النصف الأول من القرن العشرين ، حيث كانت الشعوب والبلدان نهباً للقوى الإمبريالية التي استخدمت القوة العسكرية الغاشمة للسيطرة على مقدرات الشعوب ، ونهب ثرواتها وخيراتها فالشعوب لم تسكت على الضيم والعبودية والاستغلال الاستعماري البشع ، وأخذت على عاتقها مهمة الكفاح من أجل التحرر من ربقة المستعمرين ، ومقدمة التضحيات الجسام من أجل الحرية ، ودفعت ثمناً باهضاً من دماء بنيها ، لكنها حققت حريتها واستقلالها ، ولو بدرجات متفاوتة .

لقد تغير العالم اليوم ، وأصبحت الشعوب أكثر وعياً ، وذاقت طعم الحرية ، وهي اليوم اشد إصراراً على الحفاظ على حريتها واستقلالها ، والذود عنه حتى النهاية . وسوف تضطر لخوض معارك الحرية من جديد كما خاضتها في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين .

ولا أخال أن أحداً يعتقد بأني عندما اقف ضد الحرب التي تزمع الولايات المتحدة شنها على العراق فإني أدافع عن نظام الطغيان والفاشية في بغداد  فما من أحد يحمل ذرة من الوطنية والإخلاص لقضية الشعب المبتلي بهذا النظام القمعي الدموي إلا ويتمنى زواله  بأسرع ما يمكن ، فما عاناه شعبنا خلال العقود الثلاث الأخيرة من هذا النظام ما لا يمكن  تحمله أو تصوره .

لكن القضية هي أن أحداً  لا يستطيع أن يقدر مدى الخراب والدمار الذي سيحل بالوطن ، ولا مدى التضحيات التي سيدفعها شعبنا من دماء المواطنين ، والنظام العراقي يدرك جيداً أن الحرب ستعني نهايته، وهو بلا شك سيستخدم كل ما عنده من أسلحة ، والطامة الكبرى ستحل لو استعمل السلاح الكيماوي أو البيولوجي ، فسيكون رد الفعل الأمريكي ماحقاً وبكل أنواع الأسلحة المتاحة ، وما أكثرها ، وما أشدها فتكاً ، ثم ما هو ذنب الشعب العراقي لتحمل مآسي ومصائب حرب جديدة ، من قتل وخراب ودمار ، فقد كفاه حروباً ودماراً منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا . فهل استشاره دكتاتور العراق عندما شن الحرب على الجارة إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة ؟ أم عندما غزا الكويت وعمل فيها تدميراً ونهباً وقتلاً ؟ أم في خوضه ما دعاها بأم المعارك !! مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب ؟ وهذا هو شعبنا اليوم يعاني من ابشع الحروب وحشية ، حرب التجويع والإذلال ، وتهديم البنية الاجتماعية وتمزيقها ،وتحول إلى شعب فقير وهو يعيش في وطن يطفو على بحر من النفط !!!

ولا شك أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن كل ما جرى ، فهي تعلم حق العلم أن الحصار المفروض على العراق لم ينل من الطغمة الحاكمة في بغداد ، وأن الشعب هو وحدة من تحمل ولا زال كل المآسي والويلات والجوع والفقر وشتى الأمراض التي لم يعرفها من قبل ، ومع ذلك فقد أصرت الولايات المتحدة على استمرار الحصار منذ آب 1990 وحتى يومنا هذا . فكيف نصدق اليوم أن الولايات المتحدة  تهدف من وراء حربها تخليص الشعب العراقي من حكم الطاغية صدام حسين وزمرته؟

ثم من يستطيع أن يضمن أن الولايات المتحدة ستمنح شعبنا الحرية وتشيد نظاماً ديمقراطياً تعددياً ، وتعيد بناء البنية التحتية التي ستدمرها الحرب؟

 و ليست السياسة الأمريكية تتعلق بالعراق فحسب ، بل هي تتعلق بمستقبل البشرية عامة ، فقد تصبح الحرب التي تخطط لها الولايات المتحدة على العراق سابقة خطرة تحمل المآسي والويلات إلى الكثير من الشعوب .

فها هو الرئيس بوش يقسم العالم إلى قسمين [ إما معنا أو ضدنا ] وبهذه البساطة يعتبر يوش أن كل من لا يدعم سياسته وحروبه هو بالضرورة ضد الولايات المتحدة ، كما أنه أخذ على عاتقه تحديد محاور الشر !! وتحديد المنظمات الإرهابية على هواه ،ودون تمييز بين الكفاح من أجل الحرية والتحرر من الاحتلال كما هو الحال في فلسطين ، ودون الرجوع  إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، بل لقد هدد الأمم المتحدة  بأنها  ستكون كسابقتها عصبة الأمم ،والتي انهارت على يد دكتاتور ألمانيا[هتلر].

 كم اتهمها مرة أخرى بأنها قد أصبحت مجرد مجلس للنقاش ، وهدد مجلس الأمن مرة أخرى بأنه إما أن يصوت على مسودة القرار الأمريكي أو أنه سيتخذ قرار الحرب دون الرجوع إليه .

إن الولايات المتحدة إذا كانت تبتغي قيام نظام عالمي جديد تسوده قيم الحرية والعدالة والديمقراطية فعليها أن تعمل من أجل إصلاح الأمم المتحدة وإجراء تغييرات جذرية في ميثاقها الذي وضعته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية منذ أكثر من نصف قرن ، وضمنت لنفسها امتيازات تمكنها من تقرير مصائر الشعوب وأعطت لنفسها حق النقض لكي تمنع صدور أي قرار لا توافق عليه .

كما أن السلطة الحقيقية في المنظمة الدولية ينبغي أن تكون للهيئة العامة للأمم المتحدة ، وأن يكون مجلس الأمن مسؤولاً أمامها ويستمد سلطته منها ، وأن يكون مجلس الأمن ملزماً بتنفيذ قراراتها ، وأن يلغى حق النقض .

كما أن القانون الدولي هو الآخر بحاجة إلى إعادة النظر فيه بما يتلاءم مع عصرنا الحاضر، ويلبي طموحات الشعوب في إقامة نظام عالمي جديد تسوده قيم الحرية والديمقراطية بكل تفاصيلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وأن يتضمن القانون الدولي بنداً ُيلزم كافة الدول المنضوية تحت راية الأمم المتحدة تطبيق شرعة حقوق الإنسان الذي أقرته المنظمة الدولية ، وأن تجعل تطبيقه شرطاً أساسياً لاحتفاظ كل دولة بعضويتها في الأمم المتحدة ، وأن تناط مهمة مراقبة تطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وسائر القوانين الدولية بمحكمة دستورية عليا تابعة للأمم المتحدة ، مع تفعيل محكمة جرائم الحرب التي أقرتها الأمم المتحدة ، وأن يسري حكمها على جميع الدول دون استثناء لتكون رادعاً لكل من تسول له نفسه انتهاك حقوق الإنسان واقترف الجرائم بحق الشعوب .

هذا هو السبيل لخلق عالم جديد ، وهو ما تصبو إليه الإنسانية جمعاء ، ولا شك أن الولايات المتحدة قادرة على أن تحقيق ذلك إن هي شاءت . وستلقى الدعم الشامل من جميع الشعوب ، فهل تراها فاعلة ؟



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- الأسرار الخفية وراء انقلاب 17 تموز 1968
- هذا هو الطريق نحو عالم جديد
- الأهداف الخفية وراء الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي
- في ذكرى وثبة كانون المجيدة عام 1948:
- الهجوم الرجعي في الموصل وهجمة الاغتيالات
- أضواء على محاولة انقلاب العقيد الشواف
- هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟


المزيد.....




- زعيم حزب المعارضة: جنوب إفريقيا ستشكل حكومة ائتلافية في -فصل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد 35 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان (ف ...
- وزراء دفاع الناتو يتفقون على فرض قيود جديدة ضد روسيا
- البيت الروسي في فلسطين يقيم فعاليات -يوم روسيا- (صور + فيديو ...
- مساعدات عسكرية من ألمانيا لأوكرانيا تتضمن دفاعا جويا ودبابات ...
- صحة غزة تعلن الحصيلة اليومية لضحايا الحرب في القطاع
- -الناتو-: اتفاق على خطة لإدارة إمدادات الأسلحة إلى كييف وخلا ...
- المهندس المصري الذي رفض أن يتقاضى أجرا مقابل توسعة الحرمين ا ...
- الإعلام الصيني يتحدث عن تأثير العملية العسكرية الخاصة في تطو ...
- -يديعوت أحرنوت-: ممثل مصري يجسد شخصية النبي داوود في مسلسل ج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حامد الحمداني - أمريكا وعالمها الجديد!!