أياد السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 12:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وثيقة الحجي خضيّر للشرف الوطني
يحار المرء أحياننا بوصف مشاعره خصوصا حين تكون هذه المشاعر مقرونة بالاحباط واليأس والخذلان , وليس من باب المبالغة إذا قلنا إنّ عامة أبناء الشعب العراقي محبطون وحائرون و يائسون من تجاوز هذه المحنة وهذا الوضع المزري الذي دفع بهذه المجاميع من الذئاب المتوّحشة للتسلط على رقاب الناس .
وموضوع وثيقة الحجي خضيّر للشرف الوطني تذّكرني بوثيقة المقبور صدّام للشرف القومي والعديد من وثائق الشرف التي وقّعها المتقاتلون أثناء فترة الاقتتال الشيعي السني في العراق , فالعنوان فقط هو القاسم المشترك لكل هذه الوثائق الخالية من الشرف .
فالشريف يندفع تلقائيا للعمل الشريف والمخلص دون الحاجة لاي توقيع أو أي وثيقة , وإذا ما أراد السياسيون اثبات شرفهم واخلاصهم للوطن , فبإمكانهم أن يترجموا هذا الشرف إلى عمل ملموس من خلال مواقعهم التي هم فيها , وليس من خلال الكذب على الشعب بهذه الطريقة المخجلة والمضحكة , فالشرف الحقيقي هو في صيانة المال العام وحفظه وعدم التبذير به وتوظيفه للبناء والإعمار , والشرف في تحقيق المساواة والعدل بين الناس دون التمييز بينهم , والشرف في وضع الرجل المناسب في المنكان المناسب , والشرف في التصدي للفساد والتزوير ومحاربة أعداء الحياة والإنسانية من الإرهابيين والظلاميين , هذه هي المعاني الحقيقية للشرف يا بائعي الشرف الكاذب .
وإذا كان الأمن والسلم الاجتماعي هو الهدف , فهذا الهدف لن يتحقق من خلال هذه القوى السياسية المتصارعة والمتناحرة , وهذه العملية السياسية القائمة على اساس المحاصصات الطائفية والقومية , وهذا الدستور الكسيح المليئ بالألغام , وهذه القطعان من الذئاب المتوّحشة التي رفعت راية الدين واختبأت وراء الشعارات الطائفية , فوثيقة الحجي خضيّر للشرف الوطني لن تكون أكثر حضوة من وثيقة صدّام للشرف القومي , فكلاهما بلا شرف , فالذئاب لا عهد لها ولا شرف .
فأي شرف هذا الذي تضحكون به على الشعب العراقي , هل هو شرف الرواتب والامتيازات الخيالية ؟ أم شرف سرقة المال العام والعقود والصفقات المشبوهة ؟ أم شرف تبذير أموال الشعب العراقي ؟ أم شرف الشهادات المزوّرة التي جئتم بها من طهران ؟ والله الذي لا إله إلا هو الشعب الذي يصدّقكم هو شعب عديم الشرف , ووثيقتكم التي وقعتموها بحاجة إلى توقيع حسنة ملص عميدة الشرف الوطني والقومي .
أياد السماوي / الدنمارك
#أياد_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟