أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - أورفا ... ولحظات الضعف














المزيد.....

أورفا ... ولحظات الضعف


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أورفا مدينة تركية قريبة من الحدود السورية، وتسمى بـ "الرها" عند الأكراد، وكانت منذ زمن - قبل ترسيم الحدود - تشكل السوق التجاري لغالبية الأكراد القاطنين في سهل سروج وما حوله ..
في الحالات العادية كانت المدة الزمنية اللازمة للوصول من مدينتي كوباني إلى أورفا بحدود الساعتين، أما الآن فقد تحتاج إلى أكثر من خمس ساعات، بحكم مرورك بحواجز أكثر من دولة ودويلة عسكرتارية قبل الوصول إلى الحدود.
كان انطباع غالبية السوريين عن أورفة هذه بعد كل زيارة لهم أنها مزيج من الحضارة والتخلف.. وانطباعي عنها قبل أكثر من سبعة أعوام، أنها مدينة تعيش التناقض بين تقدم الإدارة وتخلف السكان .. أما اليوم فقد تغير انطباعي عنها، فوجدت السكان أكثر تحضرا من ذي قبل، إلا أن نظافتها تراجعت قليلاً، وحين سألت عن السبب من أحدهم عزاه إلى كثرة الوافدين من السوريين، ولا أدري لماذا انتابني شعور بالخجل، وفي نفس الوقت جاء كلام محدثي كالصاعقة بالنسبة لي، فقد وجدت فيه نوعا من إهانة مضمرة .
في أورفا للسوريين قصص مختلفة عن العبور، وكلها تتحدث عن محاولات تحطيم المتبقي من الكرامة من لدن أولئك الذين يدّعون الكرامة ليل نهار، لكن القاسم المشترك بين كل القصص يتمحور حول نقطة أساسية وهي، أن الإنسان السوري بات لا قيمة له في نظر الآخرين، حتى وصل الأمر إلى حد، أن البعض من أخوتنا في أورفا يمتنع عن تأجير داره فيما لو عرف أن المستأجر من سوريا .. حقا إنه لأمر حزين .
في أورفا قادني الفضول لأن أتجول في شوارعها إلى أن جلست في حديقة عامة.. مشهد الشوارع والحديقة والصخب الذي يلف الحياة .. جلوس العشاق وهمسات الهيام واستعراض الفاتنات لمفاتنها .. مجموعات السواح من بشرات مختلفة والحميمية التي تمد الخيال بمزيد من الخصوبة، كل ذلك استفزت ذاكرتي المحرومة منذ أكثر من سنتين من مشاهد مماثلة وأنا الذي كنت انتمي إقامة إلى مدينة حلب، تلك المدينة التي طالما كانت وجهة لمن يود البحث عن مفردات الحياة، والتي تحولت بقدرة قادر إلى حقيبة سفر وسط زوبعة هوجاء وأمواج عاتية من الرياح التائهة .. نعم وجدت نفسي أقارن لا شعوريا بين المشاهد هنا وهناك وأنا أتساءل عن الإنسانية وما يطمح إليه الإنسان، بعيداً عن السياسة ولوثتها مع أن الكل يكتوي بنهارها كما في بلدي .
وسط الحديقة كانت مجموعة شبان تصغي إلى عزف سوري من بزق كردي يرتل أناشيد الثورة وكأنها تريد أن تقول حتى في الغربة مشدودون إلى الأمل، وعلى مقربة منهم طفل منهمك في أداء عمل من نوع معين، فهو لا يكل عن القيام بعمليات المساج لشخص عريض المنكبين، ذكرني بالبعض من أبناء سوق المدينة في حلب، ولا أدري لماذا انتابني شعور أن الطفل لابد أن يكون سوريا ..
في هذا الجو الهادئ/الصاخب لم أشعر إلا والشريك الذي يقاسمني المقعد ينكزني ويحاول أن يشرح لي بلغة الإيماء أن جرس هاتفي يرن، وقد كان محدثي في الطرف الآخر ثوريا سوريا يعيش أجواء اسطنبول ومغرياتها يشرح لي عن مواقف الائتلاف من القضية الكردية ومستقبل الدولة وشكلها، فيما كنت أعيش الصمت والذهول مما يجري من حولي وكان السؤال الذي يأخذني إلى المجهول أو اللا إجابة، ترى الذي يعيش بعيدا عن بلده وآلامه وهو يقاسم الآخر ملذات الحياة إلى متى سيبقى مرتبطا بذاك الوجع؟ وقد تخيلت حينها أن صديقي ذاك يشبه العاشق الذي تسأله عن عشيقته فيقول لك العشق وباء وتسأله بعد فترة فيكون جوابه كانت لحظة طيش عابرة ..!!



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق المعارضة السورية في التوازنات السياسية ..
- ال -توماهوك- صديق البيئة
- سجدة قبل الركوع
- سيمالكا .. ذاكرة حبلى
- في الغوطة أهازيج متقطعة
- كورتاج المشيمة
- حواجز العهر في وطن اللقطاء
- لدغة الفجر
- سكون اللحظة
- أوتار الليل
- عربدة على خطوط التماس
- بعض من وطن الخيال
- عشق في حديقة منسية
- عبق الهذيان
- رحيل من ثقب الوطن
- فقاعات شمعدانة
- عبور مملكة الصمت
- جليس مملكة القبلات
- عامودا ... هنا ولد العشق
- كأنكِ حبيبتي


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - أورفا ... ولحظات الضعف