أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - اتركوا علي للفقراء والضعفاء














المزيد.....

اتركوا علي للفقراء والضعفاء


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 07:16
المحور: حقوق الانسان
    


لازالت عالقة في ذهني تلك القصص التي كانت ترويها لي أمي في سنوات طفولتي ,عندما اتوجه للنوم في فراشي,جلها تحكي مواقف جسدها امير المؤمنين علي (ع) طيلة مسيرة حياته ابتداء من ولادته المباركة في بيت الله ,وانتهاءً باغتياله وهو في محراب الله لأداء صلاته, هذه القصص شملت أروع معاني الدروس والعبر بالتضحية والفداء والصبر على المآسي والآلام,ووفائه بالعهود التي قطعها مع نفسه ولرسول الله (ص) بأن يحفظ العهد ,ومع الاخرين باحترام المواثيق,حكايات تتحدث عن حبه للجميع وسعة صدره التي لا تفرق بين ابيض واسود، وعن طيب أصله وسمو خلقه الرفيع ,وكيف تعامل مع الناس بروح الإخوة والإنسانية ،وإحسانه لجاره والصبر على أذاه ,وإنسانيته التي أصبحت ظاهرة عابرة للقارات والمحيطات ولكل لدول العالم ,ومنهج يدرسه كل زعماء العالم الذين يؤمنون بهذا الصراط المنير ودوره المشرق في مناصرة الضعفاء والفقراء وبكل انتماءاتهم الذين لا يملكون من حطام الدنيا سوى رغيف خبز ليومهم الذين يعيشونه،وما قدمه اليهم لتبقى كراماتهم محفوظة وشعورهم بالاعتزاز بنفسهم بعيداً عن هدر ماء وجوههم ,ومشاهدة الذلة في عيونهم,الفقراء والمساكين الذين تبنى قضيتهم منذ شبابه وحتى نهاية المطاف بالسيف الذي خضب شيبة لحيته وهو على فراش الموت يوصي أبناؤه بهم ومساعدتهم ومد يد العون لهم,وسماع همومهم وقضاء حوائجهم ,ويقول لابنِهِ الحسنِ (عَلَيهِ الّسَلامُ) (لا تَلُمْ إنساناً يَطلُبُ قُوتَهُ، فَمَن عَدِمَ قُوتَهُ كَثُرَت خَطاياهُ . يا بُنَيَّ، الفقيرُ حَقيرٌ لا يُسمَعُ كلامُهُ، ولا يُعرَفُ مَقامُهُ، لو كانَ الفَقيرُ صادِقاً يُسَمُّونَهُ كاذِباً، ولو كانَ زاهِداً يُسَمُّونَهُ جاهِلاً. يابُنَيَّ، مَن ابتُلِيَ بالفَقرِ فقدِ ابتُلِيَ بأربَعِ خِصالٍ: بالضَّعفِ في يَقينِهِ، والنُّقصانِ في عَقلِهِ، والرِّقَّةِ في دِينِهِ، وقِلَّةِ الحَياءِ في وَجهِهِ، فَنَعُوذُ باللّه‏ِ مِن الفَقرِ (وقول الرسول (ص) (اللّهُمَّ أحيِني مِسكيناً، وتَوَفَّنِي مِسكيناً، واحشُرْنِي في زُمرَةِ المَساكينِ,والفَقرُ فَخري، وبِهِ أفتَخِرُ) صوت أمي ظل محفوراً ومنقوشاً في أعماق ذهني,لم يتأثر بالأعاصير والرياح العاتية بعكس ما يكتب على الرمال ليختفي مع مد وجزر البحر, بكاؤها الذي لم يفارقها طيلة عمرها بسبب قسوة الظروف الصعبة التي ألمت بها جراء سلطة الخوف والقمع التي لم تفارق حياتها وحياة الملايين من الأمهات الصابرات المحتسبات ,من هذا الشعب الذي قدر له ان يعيش الموت في كل لحظة ,وان تسلب حريته وأرادته عنوةً دون رحمة, فليس لديهم بعد كل ما فقدوه من أحبتهم وتهاوت احلامهم وامنياتهم ,وحتى لا يفقدوا بصيص الأمل في مستقبلهم المجهول, كان معهم علي الذي اسس مبدأ الوفاء والصبر على المصائب ,ونطلق بحبه للعالم الواسع لمحبيه ومبغضيه دون عقد وهواجس وخوف من الحرمان, علي الذي نام في مثواه الأخير ومعه أبوا البشرية ادم ونوح,وبجواريه هود وصالح ,وكل الاحبة الذين يبحثون عن الامان والسلام في تربته التي وسعت ملايين البشر,وقول الشاعر في ترابه (أأبا تراب وللتراب تفاخر, إن كان من أمشاجه لك طين,والناس من هذا التراب وكلهم ,في أصله حمأ به مسنون ,فإذا استطال بك التراب فعاذرٌ ,فلأنت من هذا التراب جبين ,ولئن رجعت إلى التراب فلم تمت ,فالجذر ليس يموت وهو دفين) كحادثة اليماني الذي جيء به بعد الموت لأرض الغري ,قائلا ابنه لقد أوصاني ابي انه اذا مات ادفني في هذه الارض قال الإمام الم تسأله لماذا أوصى بذلك ؟ قال الرجل نعم سألته فأجابني انه يدفن في هذه الارض رجل عظيم عند الله ورسوله والمؤمنين ومن دفن بجواره اجاره الله مما يكرهه ومن نال شفاعته دخل الجنة وله من الفضل مالاتسعه الكتب ولاتحيط به العقول وكفى به ان حبه ايمان وبغضه كفر وهو خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه واله وهو قدوة لمن اقتدى فسأل الامام وهل تعرف هذا الرجل؟ قال الرجل لا فقال الامام ذاك الرجل هو انا, لقد اخذوا كل شيء منا ياعلي ياصوت المظلومين ,دماؤنا وأرواحنا,وسرقوا البلد في وضح النهار,لم اعد اكترث بما يريدون بعد الان من سرقة لأموال طائلة ,وبدل السكن والمنزل الواحد عدة منازل,والسيارات المصفحة التي تقيهم من الرصاص والعبوات الناسفة, فرضينا بكل هذا وذاك,وبقي لنا الامام يضمد جراحاتنا ونلوذ بحماه وبجواره,كما تهوي الطيور الخائفة تبحث عن الامان في حضرته ,ونودع أحباؤنا ليرقدوا بسلام وبأمان بوادي السلام ,هذا الطموح البسيط والمتواضع للفقراء ,استكثره عليهم ذوي النفوس القاصرة والمريضة يريدون ان يسرقوك كما سرقوا كل شيء من قبل, ويجعلوه جسراً لهم يتخذون منه ستاراً وغطاءاً وقناعاً ليدعوا الكفاف والتعفف والنزاهة من خلاله ليصلوا لمآربهم ويستحوذوا على المنصب وبعدها يستحلوا لنفسهم كل شيء,يتعاملون بنظرة انتقاص وازدراء من الناس, أضنهم واهمين جداً لم يعد الفقير فقيراً بفكره وبساطته,والامور بدأت تتضح وتنجلي الغيوم السوداء, والحجج الواهية التي كانت تنطلي علينا سابقا سئمنا منها ومن الخرافة التي تتلاعب بعقولنا, ارحلوا بغير رجعة فعلي لن يمضي مع فاقدي الضمير والمروءة,لأنه المحك الذي يعرف به الحق من الباطل,سيبقى علي للأبد مع الفقراء والضعفاء ,ويسيرفي الليل المظلم ليطعم أفواه الجائعين, ويواسي بدموعه أنين الأيتام الفاقدين آباؤهم ,انه (أبا الأيتام) نعم الوصف الذي اختاره الزمن له .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي ومشكلة الذات والعقد مع الاخرين
- دولة الوطن والموطنة ,ودولة الانتماء الانساني
- الاصلاح بين عدالة القانون والضمير
- الدولة بين الحكم واللطم
- ايهما اقوى المسؤول ام مدير المكتب ؟
- كلا لنهج الطغاة المستبدين ،ونعم لطريق الاصلاح والمصلحين
- الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي
- الشعوب العربية ومحنة الابداع
- ثقافة الحوار وادب المناضرة
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
- عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
- دماء جديدة ،ودماء قديمة
- قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي


المزيد.....




- السعودية تعلن إعدام سادس مصري بـ3 أيام.. وتقرير نية إعدام 26 ...
- الولايات المتحدة تُكثّف اعتقالات الإيرانيين - فوكس نيوز
- إسرائيل تأمر بالتحقيق في -جرائم حرب- بغزة إثر مزاعم بإطلاق ن ...
- إسرائيل مُرْغَمَة بالحجة والدليل
- -الوضع هش-..الأمم المتحدة تحذر ألمانيا من إعادة السوريين
- الأونروا: الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات تشغيلية ...
- رسالة ايران للأمم المتحدة حول تخرصات اميركا وكيان الاحتلال ض ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- مجزرة جديدة.. الاحتلال يستهدفت خيام النازحين بغزة+فيديو والص ...
- تراشق بين الأمم المتحدة و مؤسسة -غزة الإنسانية- وإسرائيل بسب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - اتركوا علي للفقراء والضعفاء