أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن الويسي - حلمُ أبي














المزيد.....

حلمُ أبي


سوسن الويسي

الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


على صوت الخنزيرة وهدير الماء المتدفق حاملاً معه رائحة العشب المتعطش للحياة.كنتُ أصحو لأراه من نافذة الدار مشمراً عن ساعديه ليحفر أخاديداً لتوصل الماء الى الشتلات التي لم تنبت يوماً فتفرحهُ بعطائها بل ظلت صامدة امام طموحهِ اللامنتهي.
كنتث انظر اليه واعرف انهُ يتطلع في سراب .تلك الارض الجاحدة لطالما احبها لم تجُد عليهِ ولا بثمرة واحدة..
كم تكلمنا معهُ ان يترُك ذلك الامل ويلم شتات ما تبقى لديهِ ولكنهُ تشبث اكثر بتلك الارض التي لم نجني منها سوى الخراب
كنا نذهب مُكرهين وتعرفنا بمرور الايام على أُناس بُسطاء وطيبون.ولكن كان الاجدر بهم يرتقوا بنا لا ان يعيدونا الى ماض ٍ تعيس..
اُمي تلك المرأة المكافحة والزوجة الطيبة التي لم تنثني عن الوقوف لجانب أبي .ضحت بالكثير من اجله او رُبما كان يروق لها الحال لا اعرف لماذا لم تكن تتطلع الى واقع ٍ افضل بقت على حالها بتلك السحنات التي
مضى عليها زمن طويل.انا لا انتقد الواقع ولكني كنت فتاة اتطلع لتغيير ٍ جذري لم يحصل أبداً.
رغم اخفاقات تلك الايام كُنت ُ احبُ ابي وأعطف على أُمي التي كنت اتمنى لها حياةً افضل..
كُنتُ اُساعدهُ بالعمل بتلك الارض دون قناعة وكنت أُغني يكاعي الخضرة حضنيني بكل الشوك احضنيني ولكيت السمرة فلاحة ولكيت الحلوة فلاحة..ولكن الارض لم تكن خضرة ولم اكن انا فلاحة ولكننا نجبر احيانا على فعل اشياء لارضاء من نحب.
وذات يوم عاد ابي واخي من العمل متعبين مُثقلين بهموم الحياة واعباء عائلة كبيرة طلباتها لن تنتهي..بعد العشاء بدأوا يتناقشون بمشروع ٍ جديد سيدُر علينا الخير...كنتُ اسمعهم وابتسم .انزعج اخي من نضرتي وقال سوف ترون الارباح اصبروا فقط..مشوع تسمين العجول ..اشترى ابي العجول والاعلاف وانفق عليها اموالا طائلة وبعد ايام اُصيبت العجول الواحد
تلو الاخر بمرض خطير قضى عليها جميعاً..
اصاب الاحباط بيتنا وأصبنا جميعاً بخيبة امل..ولكن الغريب انهم لم يتوقفوا هنا بل سرعان ما اتوا بمشروع ٍ جديد أثار َ استيائنا جميعاً..
مشروع جديد لتربية الاسماك.حفر ابي حوضاً كبيراً واشترى اعلافا للسمك وانفق امولا كثيرة كالسابق واخذني معه لاجمع السمك من ماء الخنزيرة وجمعت السمك ووضعناه بالحوض وبعد مدة كبرت الاسماك وفرح ابي والمدهش اننا بعد ايام لم نجد السمك في الحوض بعدها عرفنا ان الطيور كانت تنزل تأكل الاسماك دون ان ننتبه...
لن اصف لكم حالنا ساترككم تتخيلون..
أاصبحت تلك الارض كالارضة تنخر بما لدينا من مال حتى قضت على كل شيء..حتى حلم ابي ذلك الرجل الطيب الحنون بدء يخفت .وفي غمرة هذه الاخفاقات المحزنة لم تزل المشاريع تتوالى الفاشل تلو الاخر وسط اقتراحات اخي وتاملات ابي ولا مبالاة امي وسُخريتي الدائمة..حتى اتى اليوم المشؤؤم تعرض ابي لحادث مؤسف كاد يودي بحياته ..رقد ابي طويلا وبعد مدة باع ابي تلك الارض الجاحدة لعطائه فرحنا كثيراً لاننا تخلصنا من هذا الكابوس وبعد سنين مات ابي ومات معه الحلم كان حاماً جامحاً مثل ابي رحمهم الله .
المحزن في الامر ان تلك الارض الناكرة تصارعت مع ابي وغلبته لكنها انحت امام مالكها الجديد واينعت واخضرت لم تكن من نصيب ابي..ابكي كثيراصعليه لأنني اراه بين الحين والاخر بالحلم يتجول في تلك الارض ويحفر بها كما كان وانضر اليه من بعيد وابكي عليه
مات ابي ومات معه حلمه ولكنني عندما اراه في المنام اعرف انه لا زال يحلم
رحم الله ابي




#سوسن_الويسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاك المساء
- حروف
- الناعور
- خصام
- افتراضات
- الحوت
- الفرار
- مواجع
- همس العيون
- العَداد
- درب الظلام
- حُريتي أين ؟


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوسن الويسي - حلمُ أبي