أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى القلعي - جبهة الإنقاذ ومعركة الاستنزاف














المزيد.....

جبهة الإنقاذ ومعركة الاستنزاف


مصطفى القلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 16:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أثناء التجمّع الجماهيريّ، الذي دعته إليه جبهة الإنقاذ الوطنيّ التي تتكوّن من الجبهة الشعبيّة اليساريّة وجبهة الاتّحاد من أجل تونس الليبراليّة، إحياءً لذكرى الشهيد الحاج محمد البراهمي الذي وقع اغتياله غيلة وغدرا يوم 25 جويلية/ يوليو 2013 في ذكرى عيد الجمهوريّة التونسيّة، أعلنت جبهة الإنقاذ مرحلة جديدة من النضال ضدّ حكومة النهضة وسلطتها تصحّ تسميتها بمرحلة الاستنزاف من أجل تحقيق أهدافها. ويتمثّل هذا الاستنزاف في النضال بالأجساد الذي بدأ يبلغ أقصى مداه من الاعتصام في الشوارع وما فيه من مخاطر أمنيّة وصحيّة إلى إضرابات الجوع المفتوحة. فيبدو أنّ تقييم جبهة الإنقاذ لنضالاتها أوصلها إلى فكرة أنّ النضالات الميدانيّة في الشوارع لم تكف لإقناع النهضة بفشلها وأذاها الذي سبّبته لتونس. فلم يبق للمناضلين غير أجسادهم يقدّمونها هبة للوطن.
ولكن لابدّ من التنبيه إلى الرمزيّة السلبيّة للإعلان عن إضرابات الجوع سبيلا في النضال إذ أنّها تدلّ على العجز واليأس وانعدام الحيلة. والمعروف أنّ إضراب الجوع خيار فرديّ. أمّا أن يصبح منهجا نضاليّا جبهويّا يعلن عنه في الساحات العامّة أمام الجماهير فهذا غير مسبوق ويدلّ على شراسة الخصم الإخوانيّ (رغم أنّ المعطيات السياسيّة الدوليّة لا ترجّح كفّته) من جهة وعلى وداعة المناضلين اليساريّين والليبراليّين (وقد اجتمعوا دون أن يكتسبوا قوّة مرجّحة سياسيّا إلى حدّ الآن) ونفاذ أدواتهم النضاليّة وافتقارهم إلى الخيال السياسيّ المبتكر.
إنّ قادة جبهة الإنقاذ وزعماءها أجبروا على خوض النضال بأجسادهم الآن بعد أن أساءوا استثمار نضال الجماهير في الشوارع منذ 27 جويلية/ يوليو 2013 تاريخ بداية اعتصام الرحيل في باردو يوم جنازة الشهيد الحاج البراهمي أمام مقرّ المجلس التأسيسيّ مصدر الشرعيّة عند الترويكا الحاكمة ومصدر البلاء والفشل عند المعارضة. وقادة جبهة الإنقاذ، بإعلانهم اتّخاذ إجراء إضراب الجوع منهجا جديدا في النضال ضدّ النهضة، يعبّرون عن إيمانهم بما يقولونه عن حركة النهضة وبتقييمهم لحكمها، أوّلا، ويعطون المثال لمناضليهم في الإصرار والثبات. وهو بذلك ينخرطون بأجسادهم في حركة المقاومة الشعبيّة حتى لا يبقوا دائما بعيدين عن النضال مكتفين بالدعوة والتحريض كما يقول خصومهم. وبهذا المعنى يمكن أن يكون إضراب الجوع ردّا سياسيّا قويّا على تشويهات الخصم النهضويّ. بقي أنّه علينا أن ننتظر لنرى كيف سيتمّ تنظيم إضراب الجوع الجماعيّ هذا، ومن هم الذين سيضربون، وكيف سيتمّ الإعداد له إعلاميّا، وهل سيتمّ استثماره سياسيّا أم لا، وهل سيحقّق إضراب الجوع الجماعيّ غايته في إسقاط حكومة الترويكا الفاشلة أم ستتمكّن حركة النهضة من امتصاصه هو الآخر؟
بقي أنّه لابدّ من الإشارة إلى أنّ إضراب الجوع هذا هو أكبر ردّ على تهمة الانقلاب على الشرعيّة التي تردّدها حركة النهضة وربيباها حزب المؤتمر وحركة وفاء. فالانقلابيّ لا يسير في المظاهرات الشعبيّة المفتوحة ولا يضرب عن الطعام وإنّما يحمل دبّاباته، إن كانت له دبّابات، أو مليشياته، إن كانت له مليشيات، وينقضّ على السلطة في مصادرها مراكز السيادة السياسيّة والإعلاميّة. أمّا جبهة الإنقاذ فجبهة مدنيّة وطنيّة سلميّة مناضلة. وهذا ما نجحت في إثباته.



#مصطفى_القلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية نقديّة تحليليّة حجاجيّة في فكرة التحالف اليساريّ الليبر ...
- وجهة نظر من مناضل يساريّ جبهويّ وطنيّ تمكّن من أن يقي نفسه م ...
- كلمة أخيرة لابدّ منها لرفاقي في الجبهة الشعبيّة
- الكلب الذّكر والكلبة الأنثى
- الإسلاميّ أبو يعرب المرزوقي يستقيل من الحكومة المسقيلة ومن ا ...
- التربية والتعليم: الدمّلة والوجع
- انتكاسة المسار الثوريّ في تونس
- اتفاقيّة الأسد والأرنب
- انتفاضة سليانة تكشف مثقّفي السلطة.. يلعن أبوها استلبت أصدقائ ...
- يَلاَّ.. خسارة مع الرفاق خلاعة
- لا إفطار إلاّ على ظهور المرسيدسات
- ثقافة الإسلام لا تقف عند العبادات بل تطال الحبّ والجسد
- رفيقي السلفيّ: الرسالة (24) كنتَ نجمًا في غزوة كليّتي التي أ ...
- التفكير بالمطرقة في الكتابة الفقهيّة العربيّة الحداثويّة كتا ...
- شعر الحبّ والدّين خطابان يتصارعان
- سِجن الكائن.. سَجن العالَم
- الحرب من فعل وجود إلى صمم كونيّ
- رسالة جديدة إلى رفيقي السلفيّ
- رسالة تفكيكيّة إلى رفيقي السلفيّ
- طقوس العيد سطوة البداوة وتبدّد المشهد المدينيّ


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى القلعي - جبهة الإنقاذ ومعركة الاستنزاف