أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - العدوان على سوريا سيكون هزيمة للامريكي ومشاريعه














المزيد.....

العدوان على سوريا سيكون هزيمة للامريكي ومشاريعه


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنها الحرب دقَت طبولها ، ولم تعد مسالة تكهنات بل مسألة وقت قصير ، ربما أيام او ساعات بعد كتابة هذه السطور ، ( دمشق تحت القصف الامريكي الاستعماري ) .
الحجة الامريكية الاستعمارية اصبحت واضحة هي حجة استعمال سلاح كيماوي لم يتم اثبات مصدره بشكل جلي ولم تعطَ فرصة كافية للفريق الأممي لإثبات ما يمكن إثباته ، وهذا الامر يذكرنا بما ارتكبته الادارة الامريكية السابقة وحلفائها الغرب والعرب بحق العراق تحت حجة وجود اسلحة التدمير الشامل في معامل متنقلة مزعومة في العراق والتي اصبحت اليوم ذكرى مهزلة وأكذوبة قاتلة مات على إثرها مليون عراقي ، واليوم يتم حشد امريكي استعماري وبدعم من بعض العرب الذين تخلوا عن قوميتهم لاتخاذ قرار بضرب سوريا.
لن تصدق الشعوب العربية وقواها الوطنية والتقدمية والقومية وحلفاء سوريا بان امريكا ومن معها يسعيان لإنزال ضربة محدودة على سوريا وأنهما لا يسعيان لتغيير النظام او تدمير مقدرات الدولة السورية ، لأننا سمعنا تلك القصيدة السوداء قبل الهجوم على العراق وقبل تدخل الناتو في ليبيا والآن نسمعها ، وأظن ان الهدف من هذا العدوان هو تغيير واقع المنطقة ،
وفق ما هو مرسوم ولكن للاسف بمساهمة من بعض الدول العربية ومعهم تيارات الإسلام السياسي وما يسمى التيارات الجهادية ومثقفين وكتاب عرب في جبهة واحدة وعلى خط واحد في تحالف هو الاول من نوعه في التاريخ لضرب دولة عربية ، وربما فاق حماسة أخوة الدم نظيرهم الاستعماري في تصدير الموت إلى دمشق والمدن العربية السورية .
ونحن اليوم نشهد رفض الاغلبية للتدخل العسكري في سوريا على خلفية التجارب السابقة في العراق وأفغانستان ، نرى مباركة بل استدعاء علني بصوت مرتفع من بعض الأوساط العربية لعل اكثرها وضوح ورعونة هي الجامعة العربية المسلوبة الارادة تاريخياً والتي اصبحت بعد ( الربيع العربي ) مجرد ادارة متواضعة للعلاقات العامة وظيفتها توفير الغطاء الشرعي للتدخلات الامريكية والغربية مثلما فعلت في ليبيا في وقت قريب.
لهذا نقول بكل وضوح ان العدوان على سوريا سيكون له تداعيات كبيرة في المنطقة والمستفيد العدو الصهيوني ، اذ لم تتكاتف كافة القوى الحية في الامة وتتشابك قوى المقاومة بيد واحدة لمواجهة العدوان الذي هدفه الاساسي تدمير مقدرات سوريا وترتيب المنطقة وفق شرق اوسط جديد بهدف تفيتيها وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية و تصفية جوهر القضية الفلسطينية من خلال اخراجات ركيكة جداً لمعالجة بعض الجزئيات الغير اساسية فيها .
لا نستغرب أن تتخذ القوى الامبريالية الاستعمارية الغربية هذا المنحى المشين بحق سوريا ، فماضيها يزكيها وتاريخها حافل بالشواهد والأدلة على هذا الحضيض الأخلاقي لسياساتها، ومما يضاعف هذا الانحطاط السلوكي والانحدار الأخلاقي أنه يوظف نفسه دائما كخادم مطيع وعبد ذليل لكيان الاحتلال الصهيوني الذي غرسوه خنجرا مسموما في خاصرة الجسد العربي، كيان خارج القانون الدولي والشرائع الدولية، وخارج الأعراف والأخلاق ، ومخزن الدسائس والمؤامرات، ومنبع للفتن والأكاذيب ضد المنطقة وشعوبها، ولما كانت الضرورات الاستعمارية تفرض بقاءه لتلويث المنطقة به، كان من الضروري أن تمهد المنطقة وتصاغ خريطتها ليكون قادرا على اشعال الفتن الطائفية في المنطقة، ولذلك سوريا اليوم تدفع ثمن رفضها للاحتلال الصهيوني للاراضي العربية، وتمسكها بدعم الشعب الفلسطيني.
إن تفاعلات الأحداث اليوم للمنطقة وسوريا، وما إطلاق كيان الاحتلال الصهيوني لصواريخ بالستية سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة متصلة الحلقات من المؤامرة الكونية التي تستهدف سوريا ومحاولات كيان الاحتلال الصهيوني جر حلفائه إلى أتون عدوان جديد على سوريا، من خلال محاولات الاستفزاز وزيادة جذوة التحريض اشتعالا.
من هنا وفي سياق فهمنا لطبيعة الحملة العدوانية الصهونية على سوريا يجب ان تستنهض كافة القوى العربية واحرار العالم حملتهم الشعبية والدولية بمواجهة العدوان ضد سوريا، وان الشعب العربي السوري مطالب اليوم إزاء ما يتعرض له من استهداف صهيوني امبريالي للوقوف عند مسؤولياته تجاه وطنهم لوقف شلال الدم ومواجهة العدوان الصهيوني الامبريالي من خلال الخطوات الجاده والحثيثة لإخراج سوريا من محنتها ومصابها الجلل وتمكينها مجددا من مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها مع تظافر كل الجهود والإمكانات العربية في سبيل استعادة الوعي القومي العربي بعد انهيار الخطاب الديني الموجة من قبل قوى تخلت عن وعيها العام ودورها النقيض للمصالح والتطلعات والاهداف الوطنية والقومية الديمقراطية للجماهير الشعبية نتيجة ركوب المخطط الامريكي ، الذي فشل حتى الآن في استصدار قرار دولي يجيز العدوان على سوريا وكذلك عجزت الادارة الامريكية حتى الآن على تشكيل ائتلاف دولي لتنفيذ هذا العدوان،هذه الصورة جعلت الادارة الأمريكية تبدو عارية تماماً من أي سند اللهم إلا بعض الأصوات العربية (جامعة الدول العربية) التي تحولت منذ هيمنة دول الخليج عليها، إلى أداة لإضفاء الشرعية في العدوان الغربي على المنطقة.
ان التهويل الإعلامي، والحرب النفسية الشرسة، من اجل التمهيد للعدوان، لم يخف الإرباك الأميركي المتمثل بقرار أوباما العودة إلى الكونغرس، والتأكيد بأن الهدف ليس الذهاب إلى حرب شاملة، إنما عمليات محدودة ، وهذا يعكس الارتباك الأميركي - الاستعماري إدراكاً للنتائج الخطرة المترتبة على مثل هذه المغامرة، فسوريا تملك من القوة والأوراق ما يجعل الخيار الذهاب إلى الحرب الكبرى مكلفاً جداً.
ختاما : نقول ان الشارع العربي اكد رفضه للعدوان الأمريكي ومعه احرار العالم وكافة القوى المناهضة للعدوان على سوريا ، بما فيها وقفة الشعب الفلسطيني إلى جانب سوريا الشقيقة في مواجهة المشروع الامريكي الصهيوني الاستعماري ، هذه الوقفة تعبر عن ارادة حيه لان استهداف سوريا يعني شطب وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية السيادية المستقلة وعاصمتها القدس.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضاحية المقاومة والصمود استمعت جيدا الى سماحة السيد حسن نصر ا ...
- المفاوضات مسار تنازلي او مسار انتصار
- القرار الاوروبي ضد الجناح العسكري لحزب الله ليس وليد الصدفة
- جولة كيري والمفاوضات ومن المستفيد
- انتصار تموز شكل منصة لصياغة التوازنات الجديدة
- ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟
- على ماذا تراهنون
- الربيع العربي و-خريطة الدم الأمريكية-
- المقاومة تصنع المعجزات .. فتحية الى الشهداء الذين أعطونا شرف ...
- الحالة العربية والفلسطينية الى اين
- زيارة القرضاوي الى غزة وتبادل الاراضي ..
- المؤامرة على سوريا ومحنة الشعب الفلسطيني
- لتتحد قوى الشغيلة في مواجهة قوى الاستغلال
- جبهة التحرير الفلسطينية مسيرة نضال وعطاء
- محمد التاج الاسطورة في الصمود والعطاء
- فلسطين كلها أسيرة ولا مخرج إلا بمواصلة النضال
- فلسطين والمستقبل
- نيسان شهر النضال والتضحية والفداء
- الشهيد ميسرة رمزا وعنوانا للصمود
- فلسطين تنتصر بيوم الارض


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - العدوان على سوريا سيكون هزيمة للامريكي ومشاريعه