أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - القرار الاوروبي ضد الجناح العسكري لحزب الله ليس وليد الصدفة














المزيد.....

القرار الاوروبي ضد الجناح العسكري لحزب الله ليس وليد الصدفة


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القرار الأوروبي ضد حزب الله هو تلبية للمشيئة الأميركية الإسرائيلية وقد جاء سياسيا حاملا معه بصمات الأم المولدة لجميع مصائب الشرق بريطانيا صاحبة الإفتاء الدولي بافتراض وجود جناح سياسي وجناح عسكري لحزب الله بهدف التحايل على الهزائم الإستراتيجية وحالة العجز الكلي التي لحقت بالغرب الاستعماري وربيبته إسرائيل أمام المقاومة اللبنانية.
ليس من المفاجئ أن يأتي توقيت القرار الاوروبي في الذكرى السنوية لانتصار تموز وبعد إعداد أمريكي صهيوني ، وبعد تعثر تحقيقها بنيران العدوان الصهيوني في تموز ، حيث فشلت الحملة العسكرية، وتراجعت بذلك مؤقتا أحلام المحافظين الجدد بجعل لبنان بداية التطبيق العملي لمشروع "الشرق الأوسط الجديد" كما صرحت بذلك علنا وزيرة الخارجية الأمريكية رايس انذاك.
ومن هنا نرى ان القرار الذي اتخذته ثمانية وعشرون دولة ليس وليد الصدفة، بل هو قراراً جديداً لمشروع قديم يستهدف تطويق المقاومة بقيادة حزب الله في محاولة للإجهاز على عوامل القوة التي حققتها انتصارات المقاومة وصمودها الأسطوري وصلابة إرادة شعبها تطوراً نوعياً ذا دلالات هامة في تاريخ الصراع بين مشروع المقاومة والتحرر وبين المشروع الصهيوأمريكي الهادف لاجتثات المقاومة وكسر إرادتها وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة بأكملها ,
صحيح ان بعض القوى التي كانت تمهد لهذا المشروع مستفيدة من الشرخ حول مشروعية المقاومة والحاجة إلى وجودها وفعلها وثقافتها ودورها إلا أن البيئة التي تحتضن المقاومة كفيلة بإفشال محاولة الاستغلال الجديدة أولاً ، لأن المقاومة متجذرة في عقول الشعوب ، وثانياً ان هذه المشاريع الخارجية لن تتمكن من فرض ارادتها على خيار المقاومة.
إن الاتحاد الأوروبي لا يمثل الشرعية الدولية بل مصالح أوروبا و«إسرائيل». وإن الإرهاب ليس صناعة شعبنا. إنه صناعة غربية بتوقيع «إسرائيلي» وعباءة أصولية تكفيرية متطرفة. أما المقاومة الأبية فدرعٌ واقية من الإرهاب وظاهرة نبيلة اعتنقها شعبنا لتشكيل معادلة الردع الضرورية في وجه الظلم والاغتصاب والعدوان.
وهنا السؤال للاتحاد الاوروبي الذي صفقت لقراره حكومة الاحتلال ومجرم الحرب شمعون بيريز ،هل ما يجري اليوم في فلسطين من قتل وارهاب وحصار واستيطان وتهويد للمقدسات ليس (جريمة حرب) وإرهاباً من قبل دولة عدوانية مزروعة عبر التآمر الدولي الذي لايزال يحميها بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ودلالات.
أرادت السياسة الأمريكية شرق أوسط جديدا بدون أدنى مقاومة للهيمنة الأمريكية والصهيونية وبدون أي أطروحة مقاومة أو تيار قادر على النضال والممانعة، لكن حزب الله بمقاومته نجح في مواجهة أعتى قوة إقليمية مدججة بأكبر ترسانة عسكرية ومدعومة من الولايات المتحدة الأمريكيةوالدول الغربية، حيث أسقطت المقاومة اللبنانية منطق العجز والتخاذل والتذرع بفارق القوة بين العرب وأعدائهم لاعتماد سياسات استسلامية، معززة فكرة المقاومة بوجود إيمان قوي مصحوب بإرادة المقاومة ورفض الخنوع، فحيثما وجد هذا الإيمان وهذه الإرادة، ستتمكن من مواجهة مشاريع التسوية الصهيو-أمريكية الظالمة التي هي ليست قدرا محتوما وأن استعادة الحقوق المشروعة ممكن بمنطق ولغة المقاومة.
نحن أمام مرحلة جديدة تشكل منعطفا مفصليا في التاريخ السياسي للمنطقة، الأمر الذي ينبغي التأسيس عليه من أجل بناء حركة مقاومة جماهيرية لمواجهة التحديات في اتجاه صياغة برنامج حقيقي يخرج المنطقة كلها من حالة الانتظار والترقب المزدوج، أمام الدرجة المخزية من التخاذل والتواطؤ ، والبدء في الإعداد لمرحلة المواجهة الشاملة، حيث تحتشد الأمة بكامل طاقاتها الشعبية والرسمية حول المقاومة في المنطقة، انطلاقا من وحدة المعركة ووحدة المصير والقضية والمقاومة باعتبارها حالة ثقافية ونفسية واجتماعية ذات عمق كفاحي مستمر وخلفية مدركة لأبعاد وطبيعة المشروع الاستعماري الجديد، وروحا تسري في الأمة وليست حالة عسكرية فقط.
ان القرار الاوروبي بادراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب هو في غاية الخطورة لأنه يندرج في إطار تبرير العدوان الإسرائيلي واستمراره باحتلال الأراضي العربية، منها مرتفعات الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، وانتهاكه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتهربه من تطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 194 الذي يقضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
ان المقاومة بكافة قواها وفصائلها واحزابها هي جزء من حركة تحرر وطني قامت نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لوطنها وبالتالي فإن المقاومة هي رد فعل على إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل المدعومة أميركيا.
ختاما : لا بد من القول أن المقاومة ليست إرهابا، وإنما هي نضال مشروع وفق الأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية، وهي تستمد شرعيتها من التفاف شعبها وأمتها ومن التضحيات الجسام التي رسمها دماء الشهداء، ومن تمسكها باستعادة الارض والانسان.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة كيري والمفاوضات ومن المستفيد
- انتصار تموز شكل منصة لصياغة التوازنات الجديدة
- ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟
- على ماذا تراهنون
- الربيع العربي و-خريطة الدم الأمريكية-
- المقاومة تصنع المعجزات .. فتحية الى الشهداء الذين أعطونا شرف ...
- الحالة العربية والفلسطينية الى اين
- زيارة القرضاوي الى غزة وتبادل الاراضي ..
- المؤامرة على سوريا ومحنة الشعب الفلسطيني
- لتتحد قوى الشغيلة في مواجهة قوى الاستغلال
- جبهة التحرير الفلسطينية مسيرة نضال وعطاء
- محمد التاج الاسطورة في الصمود والعطاء
- فلسطين كلها أسيرة ولا مخرج إلا بمواصلة النضال
- فلسطين والمستقبل
- نيسان شهر النضال والتضحية والفداء
- الشهيد ميسرة رمزا وعنوانا للصمود
- فلسطين تنتصر بيوم الارض
- تعداد التحديات تؤكد عجز العرب
- اوباما قدم الاغراءات والشعب الفلسطيني سار غضبا
- لاننتظر الفرج من زيارة اوباما والشعب الفلسطيني قال كلمته


المزيد.....




- إيران تستهدف مستشفى سوروكا في تل أبيب.. وإسرائيل ترد بتصعيد ...
- قبل إعلان ترامب عن مهلة لإيران.. مصادر تكشف لـCNN عن تحركات ...
- تحليل لـCNN: هل يستطيع الكونغرس منع ترامب من ضرب إيران؟
- -كتائب حزب الله- العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر ك ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل للتحذير من هجوم صاروخي إيراني ...
- غروسي: إيران لم تكن تصنع قنبلة نووية عند بدء الهجوم.. لا تنس ...
- 34 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم أغلبهم من المجوعين
- الرئيس الأوكراني يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية
- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - القرار الاوروبي ضد الجناح العسكري لحزب الله ليس وليد الصدفة