انتفاضة البحرين و الكيل بمكيالين

أنس القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 23:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

العكس تماماً مِما يجري في دول "الربيع العربي"انتفاضة الشعب البحريني ضد مصالح أمريكا وهي الحالة الطبيعية أن تكون مصالح الشعوب متناقضة مع مصالح الدول الاستعمارية والإمبريالية ، هل كان ما يُسمى بالربيع العربي هوَ من أخرج الشارع البحريني ليقول في وجهِ السُلطة الأُسرية الطائفية لا ،لا لم يكن الربيع العربي هو من فعل ذالك لم تكن الثورة البحرانية وليدة الربيع العربي ، فهي ثورة منذ الثلاثينات ،، والثمانينات و التسعينات و أيضاً الألفية الثانية ، و تم التصويت على ميثاق العمل الوطني في عام ٢-;-٠-;-٠-;-١-;- ،، بغالبية الشعب،، ولكن أنقلب (حمد بن عيسى)على العهد و حلفه اليمين وقام بتغيير الدستور و انقلب على الميثاق لتبدأ من جديد ثورة الشغب لاسترداد حقوقه وما كان الربيع العربي إلا شرارة في حالة السخط الشعبية الأشبه بالوقود والتي اندلعت أخيراً .
ولأن الشعب البحريني يعمل ويتحرك ويعرف العمل النقابي على عكس بقية شعوب ممالك النفط الخاملة ،فهو لهذا يُطلب بحقوقه الحق الذي يستمده من عمله من أرضه من وجوده الأصيل في هذه الأرض فلم تشتريهم الأسرة الحاكمة من سوق النخاسة لتحكمهم / لتستعبدهم ، إن الشعب البحريني يملك الوعي وهذا الوعي هو ما لا تستطيع أن تقمعه سلطة الطبقة الحاكمة ،الوعي التحرري النقيض للواقع الاجتماعي الذي يقوم احتكار الثروة والسلطة من قبل طبقه حاكمه والتضييق على الحُريات ألعامه والسياسية التي تهدد بقاء هذا الحُكم الاستبدادي الرجعي .
فهل كان ذنبهم أحفاد القرامطة أن يكونوا على هذه ألقطعه من الأرض التي هي جزء من شبه جزيرة تقوم عليها المصالح الأمريكية الإسرائيلية ، إن هذه الجزئية هي فقط ما حالت دون اعتراف العالم وتأيده لانتفاضتهم ضد الاستبداد ومطالبتهم بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إن مطالب كهذه تتعارض مع المصالح الأمريكية في الخليج العربي أكبر مخزون نفطي وسوق مستهلك يمول توسعهم الاستعماري ويُطيل من عمر الإمبريالية الطُفيلية ،لهذا كان على الشعب البحريني أن يناضل هناك وحيداً وليس بمواجهة الأسرة الحاكمة وحدها بل وقوات درع الجزيرة ومجلس التعاون الخليجي والإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ، لهذا فمن السُخف أن يكون المُبرر في الوعي العربي الذي يصنعه الإعلام الغربي أن مبرر قمع انتفاضة الشعب البحريني بهذه الوحشية هو انتماء غالبيتهم لطائفه دينية معينه " الشيعة" أو لأنهم على علاقة بحزب الله وإيران مثل هذا الكلام السخيف يجيب عليه سؤال بسيط أهناك فرق بين الجائع السُني والجائع الشيعي أهناك فرق بين الظهر السني والشيعي حين يُجلد ،بل وهل كان الشعب البحريني بحاجه إلى أن يطلب مساعده الأمم المتحدة و"قوات حلف الأطلسي" وتنظيم القاعدة والحركات المتطرفة كما يفعل الغرب المستعمر في الحرب على سوريا لتبدوا ثورة ،
إن قطر والسعودية وتُركيا والأردن تمول وتسلح وتدخل المتطرفيين إلى الأرض السورية بالعلن والدول الاستعمارية تعلن عن دعمها بالعلن ومازال جزء من الشارع العربي يرى الأمر ثورة ،إن الشعب البحريني الذي يناضل حتى اليوم سلمياً لا ينظر إليه أحد حتى اليسار العربي لم يقل حرفاً، إذا ماذا لو دعمت إيران بالمال والسلاح جبهات شعبية من داخل الشعب البحريني لتحرير أرضهم من جيش النظام وقوات درع الجزيرة وقوات "المارينز" المتمركزة في القواعد ،ماذا سيكون رد فعل المجتمع الدولي(الأمريكي) حينها هذا المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين وهذا الوعي العربي الزائف الذي يكيل بمكيالين أيضاً .
إن الكفاح المُسلح حق للشعب البحريني في ظل هذا الحكم الكهنوتي وصمت العالم لكن الشعب البحريني يملك ما هو أعتى من ذالك يملك الوعي وإن كبلوا الأجساد...، وإن الشعب البحريني من حقه أن يعلن ثورة وكفاح مُسلح فقط من أجل إعلان البحرين دوله جمهوريه إذا كان متمتع بكامل حقوقه ، لكنهم لا يُطالبون اليوم بأكثر من ملكيه دستوريه وحريات اجتماعية وسياسية وعدالة في توزيع الثروة ولم يعترف احد بهم، إن الأمر لن يستمر طويلاً كما هو لا للشعب البحريني ولا بقية شعوب ممالك الخليج لأن السقف سيرتفع في كل قمع وتجاهل لحقوقهم

#أنس_القاضي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل