أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - أنس القاضي - المرأة وتبني الخِطاب الذُكوري














المزيد.....

المرأة وتبني الخِطاب الذُكوري


أنس القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 17:43
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المرأة وتبني الخِطاب الذُكوري

كنتُ أقرأ في مواقع مختلفة قبل البدا بالكتابة وتكسرتُ على رد أنثى في موضوع عن المرأة حين تصبح عدوة نفسها كان الرد بلغه بسيطة ولكن دامية تحدثت كيف انه بعد موت زوجها اغتصبت عمتها مجوهراتها وأثاث منزلها وزوجتها بالغصب على أخ المتوفي المتزوج أثنتين لتُحشر هي الثالثة على سريرة ،وكيف ردتها أمها بعد أن هربت إليها حتى أقصى الريف وكيف حُرمت من حقها وإرث زوجها وحتى من صورها معه ومن زيارة قبره توحش ذكوري مأدي وعاطفي مُطلق ولكن بصبغه أُنثوية .ماذا يعني أن تتبنى المرأة الخِطاب ألذكوري هل هو خشية من الحُرية ،عدم فهم ما الحُرية، التخلص من الحُرية أم عشق العبودية ..؟!

يرى ساتر أنَّ الحريّة تعني الوجود الإنساني وهذا الوجود يحتاج إلى أن نُدركه فنحتاج العقل لذالك ، وأنّ الشّرط الأوّل للعقل هو الحريّة فالعقل المسلوب لا يُمكنه أن يُدرك وجوده وهكذا يُلغي الإنسان ذاته وتلغي المرأة ذاتها وعلى هذا الأساس فامتلاكنا القدرة على القبول أو الرّفض ، يؤكّد امتلاكنا للعقل للوجود (للحريّة).
الحُرية التي يُفسرها أدونيس بأنها مجابهة العدم منفرداً تبدوا مُرعبة لمن أعتاد أن لا يملك الخيار إن العاشق للعبودية لا يتخلى عنها بسهوله فهو يُلقن القادم ويرى أنه ينجو من رعب القرار وتبعات الإرادة ويستسلم لما سيأتي مقنعاً بحجاب القدر..والحرية بفحواها الجدلي سعيٌ متواصلٌ نحو الهدم والبناء، فكما أن فرض الحجاب في المجتمعات الشرقية يتعارض مع الحرية فأيضاً فرض نزعه في أوربا يتعارض مع الحرية ،يجب أن تضل في حالة هدم وبناء متواصل لكل القيم التي تُستحدث والقيود التي تُبتكر لتضل حراً .
لا يُمكن للرجل أن يهب المرأة الحُرية فهي ذات خاصة ،يُمكن للمجتمع الذكوري فقط أن يبتكر دوائر من عادات ،تقاليد أعراف، ديانات، ويُوهم أن الدوران بداخلها حُرية بينما اختراق الإطار الخارجي لها والنفاذ منه يُصبح جرم،مخالفة ولذا فإنه يبتكر الجُرم ليُسقطه عليك ويملك الهيمنة والسيطرة عليك بهذا القيد فهو صانعة من قبل أن يُقترف .
العيب ، الحرام ، العورة ، نقصان العقل ، الخُلق من ضلع قاصر .إن هذه التابوهات الذُكورية التي تشكل دائرة وطوق للمرأة أكثر من تُسوق لها المرأة ذاتها إما انعكاس ثقافي سوا عن قناعة أو جهل بهذا الخِطاب أو الشعور بالعجز عن النفاذ منه فيكون التحرر الثقافي الرِهان الأقوى والأصدق والأجدر بأن يُحطم هذه الدوائر .

أليست المرأة هي نفسها التي تطلب من ابنها أن لا يتزوج مطلقة أو أرملة وهي من تُربي المتخلف والمستبد ليصبح ما هو عليه في الغد. إنها في هذه الحالة تعمق زرع هذا الجذر الاستبدادي ثقافياً كما يوجه الخِطاب ألذكوري بذوره الأولى في ثقافة الطفل وهي تتشكل لهذا تجد أن الأمثلة والجُمل الإنشائية في كتب الابتدائية التي يتلقنها النشء أروى تطبخ أروى تغسل الثياب أروى تكنس المنزل بينما الفتى خالد يعمل دوماً في الخارج ويساعد والدة في الحقل ويمارس سُلطته الأبوية من حينها فهو مرتبط بسلطة الأب أي إنتاجيته .
حين يحدث تطور حقيقي في الاقتصاد وينصهر الرجل والمرأة كشخص واحد في العملية الإنتاجية سيتيح للمرأة التحرر من هذه النظرات الاجتماعية عادة في جرائم العُنف الأُسري تخنع المرأة لما يُمارس عليها من عنف لأنها تخشى الطلاق وما يعنيه من تحمل الأعباء الاقتصادية بشكل منفرد وخاصة حين تكون المرأة غير متمكنة من العمل لأنها عاشت بمعزل عن العلم ووسائل الإنتاج بينما الأُخرى التي تدير اقتصاد العائلة بإنتاجيتها وتدبر هي الإنفاق تتقبلها العائلة(نواة المجتمع) وتعطيها الحُرية التامة في الفكر والتصرف مثلاً هي حين تخلع العباءات السوداء وتندمج في المجتمع بملابس يعتبرها "غير محتشمة" أو يدعوها "سافرة" هي لا تكون بذالك كسرت قيد حقيقي فليس هناك نص قانوني يمنعها من فعل هذا إنما تكون هي حطمت صنم حقيقي يُعلن سيادته في الفكر .
إن تحرير المرأة مرهون بتحرر ثقافي أولاً بإلغاء فكرة دونية المرأة على الصعيد الذاتي من المرأة نفسها والتحرر الاجتماعي مرهون بتحرر اقتصادي وهذا يعني تحقيق المساواة الاجتماعية وهذه لن تتحقق بدون تصفية الطبقات فالدولة الديمقراطية التي هدمت هذا البناء الهرمي للطبقات تنعكس على السياسة التي تلعب دورا رئيسي في تقدمية الحقوق المدنية والإنسانية للمرأة التي تكفل لها قانونياً هذه الحقوق التي أنتزعتها، بينما العكس تُقنن هذه السلوكيات التعسفية ضد المرأة وتصبع دينياً وتُشرع في الدول التي يحكمها عادة اليمين المتطرف.
وكما قال أيضاً أدونيس يستحيل تقدّم مجتمعٍ بوجود بضعة أشخاص متنوّرين، لأن المجتمع لا يمكن أن يتغيّر إذا لم تتغيّر المؤسسة، إذا لم تتغير بنية العائلة، وبنية السلطة أيضاً.
................
تذيل
سنصير شعباً حين ننسى ما تقولُ لنا القبيلة...، حين يُعْلي الفرد من شأن التفاصيل الصغيرةْ
يوميات"آثر الفراشة" محمود درويش 2008م



#أنس_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - أنس القاضي - المرأة وتبني الخِطاب الذُكوري