أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - كامل عباس - حزب الشعب الديمقراطي السوري - خطوة الى الأمام















المزيد.....

حزب الشعب الديمقراطي السوري - خطوة الى الأمام


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 10:29
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



أخيرا وبعد طول انتظار تمكن الرفاق في الحزب الشيوعي السوري – مكتب سياسي – من عقد مؤتمرهم , وبددوا قلق أعضاء حزبهم واصدقاؤه ومناصريه , فهذا الفصيل يحظى باحترام كبير في الشارع السياسي السوري , فهو اول من تمرد على المدرسة البكداشية التي كانت تنطلق من مصالح موسكو اكثر من مصالح دمشق , وهو اول من تلمس اهمية الديمقراطية لأي تقدم اجتماعي في سوريا , وموقفه السياسي هذا اذاء ازمة الثمانينات التي عصفت بسوريا كلفه الكثير من التضحيات , تحملته كوادره بشجاعة وصبر , وذاقت طعم السجون والمنافي والغربة الداخلية والحصار والتجويع لهم ولعائلاتهم , وهاهو الآن يكمل فهمه السابق بمعركة مفتوحة على اكثر من صعيد داخل وخارج الحزب , بسسب التقاطه لخيط المتغيرات الدولية وتفكيره السياسي الجديد المنسجم مع روح العصر .
على ما اعتقد هذه المعركة بالذات هي التي حالت دون عقد مؤتمرهم في العام الماضي كما وعدوا , لا أدري كيف تجلى الصراع داخل المؤتمر وكيف سيتجلى مستقبلا في نظرية وممارسة الحزب ؟ لكن اذا قرانا المكتوب من عنوانه فان المستقبل يبعث على الطمأنينة بهذا الجانب .
أن من تغلب على أصعب عقبة تواجهها كل الفصائل التي نشأت وتربت في مدرسة ( ما العمل اللينينية ). لابد وسيتغلب على باقي العقبات التي تعيق مسيرته الجديدة .
لقد راهن الكثيرون على ان الحزب سيجدد البيعة لأمينه العام . لابل ان فريقا كبيرا من المجددين الذين يدعمون الحزب من داخله وخارجه , كانوا مع التجديد للأمين العام – المناضل الكبير رياض الترك - فبفضل تلك الشخصية حافظ الحزب على تماسكه , وبفضل تاريخه النضالي وصموده الأسطوري . تعرف العالم على الحزب , ومازال هناك هوة كبيرة بين الحزب وبين الأستاذ رياض , وشعبيته الداخلية والخارجية اكثر من الحزب بكثير
يضيف هؤلاء المجددين , موضوع دور الرمز في الشرق , حيث ان الجماهير الشرقية تاريخيا جسدت آلهتها بأشخاص , وقد كانت وما تزال تريد ان تجسد من تسير وراءه بشحم ولحم منظور وملموس , لكن وعي الحزب لأبعاد هذه المعركة بين القديم والجديد , ووعي الأستاذ رياض بالتحديد , جعلهم يضحون بمكتسبات آنية من اجل تكريس طريق جديد كليا . وهكذا عاد الأستاذ رياض عضوا عاديا في اللجنة المركزية للحزب وخارج الأمانة المركزية . في حين بقي . يوسف فيصل امينا عاما بعد ان تجاوز الثمانين . لفصيل شيوعي يدعي انه اول من من طرح البيرو سترويكا – اعادة البناء – في سوريا .
تكتمل الصورة بهاء اذا عرفنا من هو الأمين العام الجديد ( الذي لن يستطيع ان يجدد بيعته اكثر من مرتين حسب الظام الداخلي الجديد للحزب )
لم يعد خافيا على أي متتبع للشان العام في سوريا , المعارك الدونكشوتية التي تجري بين مثقفيها وسياسييها في ظل الحراك النسبي التي تشهده , نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما نشر في الصحف الالكترونية والورقية من مهاترات بين عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو . كثير من المثقفين السوريين يبحثون عن دور في مسرحية تتمحور البطولة فيها حول ذواتهم . ومع ان الأمين العام الجديد – عبد الله هوشة – يحمل من العمق والتاريخ النضالي الكثير , الا انه لم يكن يبحث عن دور البطل ولم يسارع للظهور على هذه القناة او تلك , أو الادلاء بحديث لصحيفة واسعة الانتشار يحكي بها عن غربته داخل وطنه التي امتدت اكثر من عشرين عاما . الدور بحث عنه . واعتقد جازما , بسسب معرفتي بتلك الشخصية انه كان يفضل ان ينسحب من الحياة السياسة ليعيش ما تبقى من عمره حياة عائلية عادية . لكن الدور النضالي ناداه فلبى النداء لسنوات قادمة معدودة .
بهذا التسلم والتسليم بين امين عام سابق وامين عام جديد , يامل رفاق الحزب أن يربطوا الحركة من جديد بالبرنامج وليس بالرمز , ليتحول الحزب الى متقف جمعي – حسب تعبير غرامشي – يتحرك ككتلة واحدة تدافع عن مصلحة المنتجين الحقيقيين في المجتمع .
لكن مازال امام الحزب خطوات عديدة يجب ان يخطوها بنفس الروح . انا شخصيا لم ترق لي طريقة عقد المؤتمر الأخير والتي تحمل الكثير من مخلفات الماضي , وكنت اتمنى لو عقد المؤتمر فوق الأرض وابوابه مشرعة للشمس والعلنية والشفافية . أكثر من ذلك , اتمنى من كل قلبي ان يتجاوز الرفاق الخطأ الذي وقعوا فيه باعلانهم عن نصف اسماء اللجنة المركزية الجديدة للحزب , لابل اتمنى ان ينشروا أسماء المؤتمرين جميعا فهو الأفضل لهم ولحزبهم . والا تناولتهم الالسن بالغمز واللمز , كما حصل عندما حاولوا توزيع مشروعهم السياسي بالسر ووصل الى كل الناس المهتمين عبر الانترنت قبل ان يصل الى اعضاء الحزب . وأرجو الا يفهم منها انهم يحجبون اسماء المكتب السياسي واللجنة المركزية عن مناصريهم , في حين ستصل الى الأمن بكل بساطة , فتطور أجهزة التنصت والتقنية التي تتمتع بها اجهزة الأمن السورية مذهلة , وانا متيقن ان لدى الأمن الأسماء الحقيقية للمركزية , فلماذا يتم حجبها عن الشارع . من جهة اخرى يخطئ الرفاق كثيرا اذا كانوا يظنون ان الساحة السورية يمكن ان تشهد اعتقالات كالسابق , ان ماراكمته تجربة الجنس البشري من حضارة وما صاغت من نظام عالمي جديد يقوم على احترام حقوق الانسان يجعل من المستحيل اجراء اعتقالات بالجملة لأعضاء في حزب , سلاحهم الوحيد هو الكلمة , وان تم ذلك فانا افضل حل الحزب ان لم نستطع تحقيق الشفافية والعلنية . بانتظار مجيئ الظرف المناسب , وأي عمل فيه درجة من السرية هو من مخلفات الماضي وسيكون معيقا لحركة الحزب في النهاية .
الخطوة الثانية المطلوبة بنفس السرعة هو اعادة نسج تحالفاتهم بما ينسجم مع طرحم الجديد – من الاستبداد الى الديمقراطية – أعتقد ان الحياة قد بينت بان التجمع الوطني الديمقراطي فيه الكثير من روح الجبهة الوطنية التقدمية – وانا هنا اتقدم بمثال شخصي عميق الدلالة وفيه من المرارة مايكفي . قمت بوحي من قناعاتي واعتقادا مني ان ذلك يغني الحوار بين الرأي والراي الاخر , بكتابة دراسة عنوانها - الناصرية نهضة ام سقوط - اعترضت فيها على تسمية التجمع الحقبة الناصرية نهضة ثانية في العالم العربي , تسميتها نهضة ثانية تعني ان هناك نهضة اولى . والنهضة الأولى كما هو معروف قامت من اسفل الى اعلى وشارك فيها رواد من منابت مختلفة . في حين جاءت ماعتبره التجمع نهضة ثانية من اعلى الى اسفل وبالاعتماد على شخص واحد وجلبت الى سوريا نظام المباحث واستفتاءات 99 % وفتحت صيرورة نحو القائد الضرورة . وقد سلمت النسخة الأصلية الى الأمين العام للتجمع الأستاذ حسن عبد العظيم في منتدى الأتاسي , ورجوته نشرها , ووعد بان يرد لي خبرا عبر الهاتف عبر مدة اقصاها عشرة ايام . عدت بعد شهرين الى المنتدى واستفسرت عن مصير دراستي من الأستاذ حسن , فاخبرني انه انشغل عنها بالسفر الى اليمن ويبدو انه لم يعد حتى الان من هناك . تحولت الدراسة عندي الى كتاب من قسمين , قسم حول دور الفردفي التاريخ , وقسم آخر, اسقاط لتجربة عبد الناصر بناء على المفهوم , وسلمت المخطوطة الى الأستاذ محمد رعدون في محافظتي , طالبا منهم ملاحظاتهم قبل نشرها , لأنني احترم تاريخ فصيلهم , ويشرفتي معرفة وجهة نظرهم لأستأنس بها , وأمهلته شهرين ولكن المرض على مايبدو فعَل فِعل اليمن , وقد طبعت الكتاب ووزع في السوق وتم تجاهله بشكل تام من قبلهم , والسبب واضح , فهم يريدون اشادة بهم وبعبد الناصر ولا يريدون نقدا .
اذا اضفنا الى ذلك , ان كل احزاب التجمع ماتزال تولي الأهميةالأولى لتشكيل لجان مناصرة العراق وفلسطين , وهي تريد التنسيق مع قوى اخرى لمتابعة الاصلاح اليمقراطي من اجل سحب الذرائع من الخارج , وما تزال ترى الأولوية للنضال ضد مخططات الامبريالية والصهيونية . لأدركنا اهمية اعادة الاصطفافات بسوريا من قبل من يهمهم دفع المجتمع السوري درجة الى الأمام , من مجتمع الرعية الى مجتمع المواطنية . ولأدركنا اهمية ان يكون الحزب في مقدمة من يدعو الى هذا الاصطفاف انسجاما مع شعاره الجديد من الاستبداد الى الديمقراطية . وفي هذا المجال ستولد اصطفاف وفرز جديد يخربط كل التحالفات السابقة , وسنجد ان المستقبل سيدفع بتيارات من السلطة نحو هذا الاصطفاف وبتيارات من المعارضة لمحاربته
هذا لايعني ان تكون هناك قطيعة مع حلفاء الأمس على العكس يجب التفتيش عن التقاطعات من اجل سوريا قوية وعصية على الأخذ من الداخل والخارج , وذلك يتجلى بانتقال هادئ وسلمي وتدريجي نحو دولة تداولية وتعاقدية تستند سلطتها من شعبها ,تخرج سوريا من من أزمتها الحالية وتجنبها طريق انتقال العراق وما سبب من ويلات وآلام للشعب العراقي الجريح



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التجمع الليبرالي الى التجمع الليبرالي الديمقراطي مرورا با ...
- من غازي الياور الى جلال الطالباني
- الطبقة العاملة والقرن الواحد والعشرون
- المشروع الحضاري الاسلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا - ...
- إشكاليات المؤتمر الوطني السوري المنشود
- حقوق الانسان تجارة جديدة رابحة
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس بشار الأسد
- حزب الله اللبناني على مفترق طرق
- من قتل رفيق الحريري, من يقتل عارف دليلة !؟
- من العضّة الى القبلة
- تحرر المرأة- في سوريا حزب العمل الشيوعي نموذجا
- اتحاد الكتاب يهين سوريا أكثر من رجال مخابراتها
- سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري
- أما من نهاية لثقافة التخوين في سوريا ؟
- الدكتور مهدي دخل الله وزير الإصلاح الترقيعي في الحكومة السور ...
- العالم يستقبل عام 2005 بمزيد من الكوارث
- تداعيات سببها الدكتور استانبولي ورسول حمزاتوف
- الحوار المتمدن - واقع وآفاق
- صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري
- الإخوة الأعداء


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - كامل عباس - حزب الشعب الديمقراطي السوري - خطوة الى الأمام