أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان شبابي عربي















المزيد.....

الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان شبابي عربي


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 09:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


مما لا شك فيه إن الشباب في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام يمر بتغيرات جذرية عميقة شملت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ورغم ما يبدو في العديد من النظم العربية من ثبات ظاهري على قمة الهرم السياسي, فإن قاع المجتمع العربي يمر بتيارات عنيفة من التغيرات, لا أظن أنها لن تؤثر على ثبات هذه القمم.
ولعل أكثر المتأثرين بهذه التغيرات المتلاحقة هم الشباب, ونعني بالشباب هنا تلك الفئة العمرية التي تمتد من سن 18 إلى 35 من العمر. وقد اختلف علماء التربية وعلم النفس في تحديد خصائص هذه المرحلة وطولها, ولكنها المرحلة التي تشهد تحوّلات وتغيرات جوهرية في اهتمامات الشباب وسلوكه الاجتماعي واتجاهه نحو الاستقلال والفردية. ولعل هذا هو ما يخلق التناقض بينه وبين البيئة التقليدية التي تحيط به. فهو يريد أن يحرر نفسه من قيود الأسرة والمدرسة التي قيّدته طويلاً, وهو يريد في تلك المرحلة أيضاً أن يختار محيطه الاجتماعي الذي يندمج فيه ويتكامل معه ويكون قادراً على اتخاذ القرار وتحقيق ذاته.

الشباب وعصر العولمة
ولعل هذه الفئة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاته, فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه ومفكّروه والداعون إليه. لذا فإن الجيل الجديد هو الأسبق بالتعاطي مع هذه العولمة وأدواتها, فالكمبيوتر والإنترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في متناول أيدي الشباب في سهولة ويسر, بينما تعتبر هذه الأشياء بالنسبة للأجيال الأكبر سناً معضلة لا حلّ لها. كما أن أنماط المعيشة التي تطرحها (العولمة) من مأكل ومشرب وعادات ثقافية موجّهة بالدرجة الأولى لأجيال الشباب, لأنهم الأقدر على الاستجابة والتقبّل السريع لأي مفاهيم جديدة خارجة عن المألوف, خاصة إذا كانت تقدم لهم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر في نفوسهم.
إن أجيالنا الشابّة تشكّل اليوم نسبة غالبة في الدول العربية من مجموع السكان, .نحن إذن أمام عشرات من الملايين من الشباب يتوقون - بالرغبة - إلى الأداء السريع وإحراز النتائج الفعّالة. أي أنهم يريدون أن يقفوا بعالمنا العربي على أبواب القرن الواحد والعشرين في الوقت الذي يعاني فيه هذا العالم كثيراً من تقاليد قبلية وفئوية وطائفية خانقة وتخلّفاً وفساداً مستشرياً في العديد من البنى السياسية والاجتماعية ومن محاولات مستميتة لإبعادهم وتهميشهم من أطر الحكم السائدة. ونقول لكم إن شبابنا اليوم إما أن يكونوا الأداة الأولى في بعث نهضة حديثة لدولنا وشعوبنا, وإما أن يتحوّلوا إلى وسيلة لتدمير ما بنته الأجيال السابقة, ففي عصر العلم والعولمة, ليس أمامنا كثير من الخيارات, ولا الكثير من الوقت لنفكّر ونقرر, فنحن والزمن في سباق مميت, وعلينا - حكومات وقيادات في كل المواقع - أن نبدأ في وضع قضيتهم في مقدمة المسائل الوطنية, ونشرع في وضع الحلول وتطبيقها لمصلحة أجيال الشباب, هذا إذا أردنا أن نجتاز حاضرنا إلى مستقبلنا بأمان, وعلينا أن نعيد تنظيم مجتمعاتنا وحياتنا وفق واقعهم وحجم قوتهم ومدى تأثرهم بما يجري من حولنا في العالم, وأن نعترف بأن شبابنا لن يكونوا أقل تأثّراً بالدور الذي يقوم به نظراؤهم في بقية تلك القرية الكونية.

ملامح لميلاد جديد
إن أول ملامح الميلاد الجديد الذي يطرحه علينا هذا القرن الجديد هو أنها تضع قيادة العالم في المرحلة القادمة في أيدي الشباب، فثورة المعلومات وتراكمها جعلا هذا الجيل الشاب يستفيد من إنجازاتها دون حاجة إلى انتظار تراكم الخبرة الحياتية.
إذن أين نحن مما يجري حولنا? وما هو حال شبابنا ? وماذا أعددنا لهم من أدوات تساعدهم على أخذ مواقعهم أسوة بشباب العالم في مضمار الرقيّ والحضارة?
إن المشهد حزين جداً, ورغم أنني لست من المتشائمين, فإنه يجب علينا أن نشخّص هذه الحالة بدقة, لعل هذا يساعدنا على التقدم خطوة للإمام بدلاً من دفن رءوسنا في التراب.
صدقاً فالإبداع والنجاح لا يأتي إلا من القهر ومن رحم المعاناة التي يعيشها شباب فلسطين في زمن التخاذل والانكسار ، في زمن القحط وزمن الرداء ، زمن يسوده جبروت القوة وتسوقه اللاانسانية التي يطبقها المحتل علي شعب فلسطين ، زمن يتقرر مصير حكام العرب لكي يتربعون علي عروشهم بمدي قدرتهم علي قمع شعوبهم وجسرها وتكميم أفواهها ، انه زمن حكم القطب الواحد ، زمن القرن الواحد والعشرين ، ولكن لا وألف لا لكل الذين يعتقدون أن كلمة حق تقال في هذا الزمن الجديد سوف يقطع لسان صاحبها ، ونقولها للشباب في هذا العالم العربي أجمع ، لاسيما شبابه المقهورين أن هذا الزمن هو زمن التحدي وزمن أن نكون أو لا نكون كشباب فلسطيني أولا وشباب عربي ثانياً بخبراتنا وقدراتنا وتضحياتنا الجسام التي ليس لا نهاية ، فمنا نحن الشباب منا الشهداء ومنا الاسري ومنا الجرحي ، نحن من كتبنا اسماً لفلسطين الوطن ، فلسطين عروسة عالمنا العربي بالدم وسننتصر و سنقدم نموذجاً وتجربة ديمقراطية للشباب لم يعدها العالم العربي من قبل في أكثر مراحل حياته تقاس بالاستقرار والاستقلال الوطني ، الذي نحن كشباب وكفلسطينيين نفتقر له منذ أن كنتم وشعوبكم تسمعون آهاتنا وصراخ أطفالنا ودعاء جداتنا لنا ،نحن الآن نقدم لكم نموذجاً وتجربة شبابية ديمقراطية ، برلمان شباب فلسطين كي تحملوه وتنقلوه لشبابكم وحكوماتكم التي نادت ولا زالت بالإصلاح الديمقراطي ، اطرقوا أبواب الصمت وارفعوا سواعدكم وأصواتكم عالياً كي تطبقون أحد أشكال الحكم الديمقراطي للمجتمعات المتحضرة ، كي يكون لكم برلمانات شبابية عربية تسمع قراراتها وقضاياها واشكالياتها ، برلمانات شبابية عربية تشارك بفعالية بصناعة قرارات وسياسات شعوبكم وشبابكم ، كونوا علي قدر المسؤولية ، كونوا كما ظننا فيكم ، فبأيديكم أن تعيدوا بنائكم وبأيديكم ولادة ميلاد جديد لشبابكم ، بكم سيشرق المستقبل إذا عاهدتمونا بحملكم لهذه التجربة وبالمضي بها نحو العمل الفاعل والاستمرار الأكيد ، والتواصل المفترض بيننا وبينكم كوطن عربي واحد .
إن إنشاء برلمان شبابي فلسطيني أولاً وبرلمانات شبابية عربية ثانياً تعمل علي توحيد صفوف الشباب وتحديد احتياجاتهم واولوياتهم وتوجيه طاقاتهم وقدراتهم وإبداعاتهم للمشاركة في الحياة البرلمانية والسياسية في مجتمعاتهم ويقررون بذاتهم الحياة التي يطمحون العيش في مضامينها ويشاركون في صناعة السياسات والقرارات لمصير ومستقبل شعوبهم ، هو خير نموذج للعمل والبناء الديمقراطي للشباب العربي ومشاركتهم الفاعلة في تحقيق تطلعات الأجيال القادمة نحو المستقبل وتحمل مسؤولياتهم تجاه قضاياهم وما سيأتي به المستقبل عليهم .
فمنا التجربة ومنكم العمل ، منا الإصرار ومنكم التحدي ، واعلموا جيداً أن مصائرنا ومصائركم كشباب إن جادت فسنقدم أفضل النماذج للشباب في هذا العالم من الشرق إلي الغرب .



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا ...
- التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر ...
- قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب
- رسالة عفوية من حناجر شباب فلسطين إلى من بقيت لديه حاسة السمع ...
- لم نخسره وحدنا بل خسره العالم أجمع ، لأنه ما آن لهذا الفارس ...
- أيها المحتل ارحل ...فهنا في غزة جنوب لبنان آخر!!!؟؟؟
- الخطاب الاعلامي الفلسطيني والقضايا المحورية القدس ..اللاجئين ...
- حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!
- الغزو الثقافي الصهيوني...وثقافة المقاومة
- من رفح الشامخة إلى قمة الخجل والذل العربي!!!
- أزمة الثقافة العربية وتحدياتها في ظل الهيمنة الغربية
- إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاق المستقبل
- من الجدار إلى الانسحاب من غزة ماذا يخطط شارون!!! كي لا نلدغ ...
- صفعة مزدوجة من الليكود لشارون وبوش !!!


المزيد.....




- تداول فيديو في الكويت لشخص قاد سيارته برعونة واستهتار على ال ...
- مدفيديف أمام منتدى الأغلبية العالمية لعالم متعدد الأقطاب: أح ...
- قوات خاصة تحمي -كنتاكي-.. ما -رسائل- السلطات العراقية وراء ا ...
- -هدوء مفاجىء- في غزة وانتقادات إسرائيلة للهدنة -التكتيكية-
- حادث تصادم بين سفينتين فلبينية وصينية في بحر الصين الجنوبي
- بورتسودان .. محطة أخرى في استراتيجية النفوذ الروسي بإفريقيا ...
- بديل السكر شائع الاستخدام ولكن مخاطره كبيرة!
- الأسد يثير تفاعلا بإجابة عن صحة زوجته أسماء (فيديو)
- مسؤول أوكراني: بعض الدول عرضت علينا الوساطة في إقامة اتصالات ...
- نيبينزيا: نظام زيلينسكي غير مؤهل للتفاوض


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان شبابي عربي