أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - من الجدار إلى الانسحاب من غزة ماذا يخطط شارون!!! كي لا نلدغ من نفس الجحر مرتين















المزيد.....

من الجدار إلى الانسحاب من غزة ماذا يخطط شارون!!! كي لا نلدغ من نفس الجحر مرتين


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


في قراءة التطورات الأخيرة على ساحة الصراع العربي - الإسرائيلي لا يبدو من الممكن الفصل بين قرار شارون بالفصل أو الانسحاب الأحادي الجانب وقبله بناء الجدار, وبين قراره الجديد بالانسحاب من قطاع غزة بعد تفكيك معظم المستوطنات، فقد جاءت جميعاً نتاج معادلة واحدة عنوانها الفشل الأمني والسياسي لشارون بعد أكثر من ثلاث سنوات على تسلمه السلطة وهو الذي جاء بعنوان معاكس هو "شارون سيجلب الأمن والسلام معاً."
من وعد المئة يوم لإنهاء الانتفاضة وحتى دخولها العام الرابع في عهده عجز شارون عن شطب المقاومة, كما عجز عن إخضاع الفلسطينيين وفرض الاستسلام عليهم, بما في ذلك توقيع الصك الذي أعلن عنه منذ البداية ممثلاً في موافقتهم على ما اسماه "الحل الانتقالي البعيد المدى" الذي يقوم على إنشاء دولة فلسطينية مؤقتة على 42 في المئة من الضفة الغربية ومعظم قطاع غزة, مقابل تعهد الفلسطينيين بمكافحة الإرهاب وإثبات حسن النوايا خلال مرحلة انتقالية قد تزيد عن عشر سنين, فيما سيكون على العرب خلال هذه الفترة أن يحسنوا علاقاتهم مع الدولة العبرية لكي تتأكد من حسن جوارهم, ما يمكن أن يدفعهم بعد ذلك إلى التفكير في شكل الحل النهائي.
إن شارون لم يتغير ولم يغير شيئا، فهو ذات العنصري الصهيوني المتعصب الذي يظن انه يستطيع بقوة الدبابات والتدمير فرض الأمر الواقع التوسعي، وهدفه المركزي، استكمال تهويد معظم أراضى الضفة الغربية وتدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة وذات سيادة، وحل المعضلة الديموغرافية بحبس الفلسطينيين في سجون ومعازل وكانتونات مقطعة الأوصال، ومشرذمة، أي تنفيذ ترانسفير داخلي بعد أن عجز عن تنفيذ ترانسفير للخارج، على أمل أن يهاجر الفلسطينيون يوما ما بتأثير شظف العيش وضيق الحال.
وبكلمات أخرى فان شارون يحاول تخليد الاحتلال من خلال نظام تمييز عنصري هو الأسوأ في تاريخ البشرية، وطرحه لفكرة الخروج المنفرد من غزة يستهدف إخراج إسرائيل من أزمة عميقة تعيشها سياستها، أزمة اقتصادية وأمنية وسياسية وديموغرافية سببها استمرار الاحتلال الذي يحاول تخليده.
إسرائيل تدرك أننا نقترب مثلما حدث في الانتفاضة الأولى من لحظة تصبح فيها تكاليف الاحتلال أكبر من مكاسبه، لحظة لا تستطيع إسرائيل احتمالها ولا تريد تقبل نتائجها، ويمكن أن تؤدي إلى إنهاء شامل وكامل للاحتلال.
وفي المرة الأولى لم يخرج إسرائيل من أزمتها سوى الانزلاق لفخ أوسلو والانشغال بالحلول الجزئية والانتقالية والمؤقتة عن أهداف الكفاح الفلسطيني وقضايا الصراع الأساسية، التي عجزت هذه الاتفاقية عن حلها كقضايا اللاجئين والقدس وإنهاء الاحتلال والاستيطان وتكريس حدود الدولة الفلسطينية.
وفي حينه أستخدم التلويح بوهم وجود قيادة وطنية محلية بديلة كوسيلة تخويف ناجحة لدفع الجانب الفلسطيني للهرولة في اتجاه أوسلو دون حساب دقيق للعواقب الوخيمة واليوم يستخدم التلويح "بخطر استيلاء الفصائل الإسلامية كحماس والجهاد على السلطة في غزة " لإحداث ذات الهرولــة.
لذا فليس من الصعب استكشاف أن طروحاته حول الانسحاب من غزة ترمي إلى تحقيق ستة أهداف استراتيجيـة:-
أولا: در الرماد في العيون وكسب مزيد من الوقت لمواصلة عمليات التوسع الاستيطانية وبناء الجدار، وضم وتهويد ما لا يقل عن 58% من أراضي الضفة الغربية محولا ما تبقى منها إلى سجون ومعازل وكانتونات، وبالتالي القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.
ثانيا: محاولة زج في حرب أهلية داخلية وتنازع داخلي مسلح ومفتوح بهدف تقويض السلطة الفلسطينية والحركة الوطنية والإسلامية، وشرذمة الفلسطينيين ومحاولة اختزال قياداتهم الوطنية إلى "فرق بوليسية" ومن ثم الضغط عليهم "للقيام بدور وكلاء أمنيين للاحتلال".
ثالثا: استبدال ما يسمي بخارطة الطريق التي ما زال شارون يرفضها فعليا بمخطط إسرائيلي أحادي الجانب، بما يلغي كل ما لا يعجب شارون في هذه الخارطة من استحقاقات للفلسطينيين.
رابعاً: شارون يريد تعويم حكومته وفرض نفسه في الوسط السياسي كرجل لديه إجماع إسرائيلي ،فهو سيرضي اليسار بتفكيك بعض المستوطنات من غزة وسيرضي اليمين بتوسيع الاستيطان واستكمال بناء الجدار في الضفة الغربية هذا من جهة ،و محاولة الإفلات من قضايا الفساد والرشوة التي تلاحقه داخلياً والتي قد تطيح به كرئيس للوزارء من ناحية ثانية
خامسا: تفكيك العزلة الدولية المتزايدة ونزع صفة التعنت والتزمت علي شارون وحكومته وذلك من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف الدولية الأخرى .
سادسا: انتزاع زمام المبادرة الاستراتيجية نهائيا لفرض املاءات الأمر الواقع علي الفلسطينيين بالمواصفات الشارونية .
ولو نظرنا لمخطط شارون حول "الانسحاب من غزة" فسنكتشف انها أكذوبة مظللة بتخطيط متعمد ومقصود ، فمخطط شارون ليس لإجراء انسحاب، بل لإعادة تنظيم سيطرته على قطاع غزة، بحيث تكون اقل كلفة وخطورة.
لكن السؤال هل يستطيع المنظرون لفكرة " أن هناك انسحاب حقيقي" أن يفسروا لنا كيف يترافق طرح هذا الانسحاب مع ما يتم تنفيذه علي الأرض من ...
أولا : الاستمرار في هدم مئات المنازل على امتداد الحدود المصرية في منطقة رفح، وتنفيذ عملية تطهير عرقي حقيقي .
ثانيا: الاستمرار بمصادرة أراضي جديدة وتوسيع حيز المستوطنات في مناطق دير البلح( مستوطنة كفار داروم- مستوطنة نتساريم )، بالإضافة إلى إقامة بوابات حديدية (كهربائية ) بين جنوب وشمال قطاع غزة .
ثالثا: استبعاد شارون لأربعة من المستوطنات الرئيسية في غزة من انسحابه المزعوم، وتجنبه الإشارة إلى سحب قواته من الشريط الذي يحيط بغزة من كل الجوانب والمقام على حساب أراضي قطاع غزة نفسه.
إن خطة شارون ليست للانسحاب من غزة، بل لتكريس قطاع غزة كسجن حقيقي محاط بالوجود الإسرائيلي من كل الجوانب لقهر مليون وثلاثمائة ألف فلسطيني، قد يستخدم لاحقاً كمنفى لقيادات وطنية فلسطينية جديدة، بعد أن تم استخدامه كمنفى للعديد من المناضلين الذين ابعدوا من الضفة الغربية لقطاع غزة .
صحيح أن شارون مضطر للقيام بهذه المناورات الاستراتيجية لأنه تحت الضغط، ولأنه يعاني من أزمة سياسية وأمنية وديموغرافية واقتصادية، ولأنه فشل في تصفية الانتفاضة خلال مائة يوم ، وجلب الأمن للإسرائيليين كما وعد.
وصحيح أن السلطة لم ولن تمانع في الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة إذا ما تم, لكن قبولها بما سيترتب عليه في ما يخص الضفة الغربية واستمرار بناء الجدار يبدو مستحيلاً, فيما يراهن الإسرائيليون على إقناع واشنطن بقبول المشروع والتبرع بتسويقه دولياً, وهو أمر لا يبدو سهل المنال, أقله في المرحلة الراهنة التي يتورط الأمريكان فيها في العراق وصولاً إلى انتخابات الرئاسة الأميركية.
غير أن من الخطأ تفسير إعلانه عن خطة "غزة أولا" على انه اعتراف بالهزيمة، انها محاولة لتجنب الهزيمة واستبدالها بمبادرة استراتيجية جديدة توقع الفلسطينيين بمصيدة ذات مخطط استراتيجي أسوأ بعشرات المرات من ما جري في أوسلو، وهي محاولة لاستدراج العرب إلى فخ، أتقن المصريون اجتيازه برفضهم الدخول إليه من خلال الطرح الإسرائيلي الذي طلب من المصريين الإمساك بزمام الأمور والسيطرة علي قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه ، وهي مناورة خبيثة لكسب مزيد من الوقت لاستكمال تهويد الضفة الغربية وتحطيم مستقبل الشعب الفلسطيني وكل إمكانية لتحقيق سلام حقيقي في المنطقة .
فالجواب على كل ذلك، لا يكون بالتعاطي مع شارون والسماح له بالنجاة من الهزيمة الحقيقية، أو الدخول في هواجس التنافس الخيالي حول من سيتولى السلطة في حال انسحابه، ولا يكون ذلك بإجراء اللقاءات مع شارون ومناقشة خططه أحادية الجانب ومن ثم إعطائها الشرعية بمجرد اللقاء للبحث فيها.
وهنا يجب النظر لما يجري بصورة أكثر منطقية وشمولية ،من قبل ا لمسؤولين السياسيين على وجه الخصوص، وكي لا نلدغ من نفس الجحر مرةً ثانية ، إن عليهم محاصرة سياسة إسرائيل – سياسة الاحتلال والتمييز العنصري حتى ترضخ لحق الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال والكرامة الوطنية والإنسانية، والسير على نهج أهالي نعلين وقبيا ورفح وقلقيلية وكل مدينة وقرية فلسطينية مكافحة، بالتصدي لجدار الفصل العنصري ومخططات الاحتلال، وإبقاء الأضواء والجهود مسلطة على التحدي الحقيقي.... إسقاط الجدار وإزالة الاحتلال عن كل الأراضي المحتلة بالكامل ودون استثناء.
عليهم إنشاء قيادة وطنية موحدة تشارك فيها كل القوي والفصائل الوطنية والاسلامية ،التي خاضت الانتفاضة وتكريس وحدة وطنية راسخة، واعتماد الآلية الديموقراطية في معالجة كل الاختلافات، بما في ذلك سيادة القانون وتفعيل القضاء وإجراء الانتخابات الديموقراطية، كوسيلة لتطوير الإدارة السياسية الداخلية، وتوفير الأمن والاستقرار ، والإصرار على وحدة الجميع حول برنامج المشروع الوطني المشترك لإزالة الاحتلال والاستيطان وحماية حقوق اللاجئين والإفراج عن الأسرى في السجون النازية وتعزيز الجبهة الداخلية التي عانت من الفلتان والفوضى والتنافس الفئوي والشخصي على حساب المصلحة الوطنية العامة.



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفعة مزدوجة من الليكود لشارون وبوش !!!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - من الجدار إلى الانسحاب من غزة ماذا يخطط شارون!!! كي لا نلدغ من نفس الجحر مرتين