أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - ماذا وراء الغضب الأمريكي على سورية؟














المزيد.....

ماذا وراء الغضب الأمريكي على سورية؟


بلول عماد

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 03:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيراً صحا العم سام غاضباً على مجزرة "كيماوي الغوطة" بعد أن نام على مثيلتها في "خان العسل"، ومع صحوته تلك صار فعل الكتابة عن الشأن السوري كاستنطاق العدم، فشتان ما بين خصومة مع سلطة ديكتاتورية فاسدة لإحداث تغيير جذري شامل، وبين خصومة مع البوارج والصواريخ المرتقبة على سورية وشعبها، نقول سورية وليس "النظام السوري" كما يتبنى سيد البيت الأبيض للرواية العقابية، ومن خلفه تتبنى وسائل إعلام عربية وغربية للرواية ذاتها، تثبيتاً لبراءة داعمي الحملة والمخططين لها من تهمة الشروع في تدمير دولة وشعب بلا أسباب تستوجب الوصول إلى هذه النهاية المخزية.
العقاب المزعوم يأتي في ظل انقسام جذري بين السوريين، ظل محصوراً لفترة طويلة في إطار الاتهامات المتبادلة، دون أن يرقى لدرجة الاستعانة العلنية بالأجنبي إلا في مراحل متقدمة، حيث سمعناه مباشرة وعلانية من قوى وشخصيات تستدعي حتى الصهاينة، واليوم تبارك ذات القوى والشخصيات الغضب الأمريكي الذي جاء ليلبي طموح المناديين فيه منذ تضخمت الأزمة ودخلت المجهول، أمام تشجيع بعض الغرب والعرب الذين لم يتغيروا حيال تعاملهم مع مستجدات كالتي نعيش، ولنا في العراق وليبيا خير دليل، أما بعض أبناء البلد "السوريين" الذين يرحبون بالضربة الأمريكية المرتقبة فلا كلام يختصر خطيئتهم التي لها فعل أكبر وأعظم من أي غزو، وسيندمون عليها وقت لا ينفع ندم.
بات المشهد يحتاج لوقفة فاصلة بعيداً عن فوضى الآراء والاستقطاب، فأن تقوم بمعارضة السلطة الديكتاتورية سابقاً ولاحقاً وتطالب برحيلها وفق الأدوات الذاتية، مختلف جوهرياً عن معارضتها بعقلية استدعاء الغرباء والمستعمرين، أو تبني خطاباتهم وسياساتهم التي خدمت في المقام الأول شعار "المؤامرة" الذي رفعته السلطة، فأوصلت البلاد إلى ما هي عليه، وما ضجيج الاعتداء الحالي إلا بعضاً من إفرازات ونتائج طريقة إدارتها الفاسدة للدولة والعاجزة للأزمة.
بعد أن لاحت بواكير الغضب الأمريكي، أطلت ابتسامة ماكرة لوليد المعلم، خلال مؤتمره الصحفي أول أمس، فبعد أن عبر عن أنه "متفائل سواء بوجود ضربة أو بعدم وجود ضربة"، قدم تنويهاً يختصر القضية كلها، حيث قال في ختام نفيه تقديم الحكومة لتنازلات سياسية هامة لمعارضة الخارج عبر الوسيط الروسي، قال: "أريد أن أنبه إلى نقطة، من خبرتي في الولايات المتحدة، أحياناً يدفعون الأمور باتجاه التوتر ليضعوا أمام أصدقائنا أحد خيارين، إما أن نواصل الضربة العسكرية أو أن توافقوا على كذا، هذه طريقة في الابتزاز معروفة، أنا أقول نفضل الضربة العسكرية على محاولات الابتزاز لأنه سوف يعيش شعبنا في ظل أي شي يفرض علينا، الضربة بتجي وبتروح، ونحنا كل يوم بنتلقى كذا هاون ومتعايشين معها"، قد تبدو روح الجزئية التي اقتبسناها متداولة حتى قبل مؤتمره، ويأخذ فيها العديد من المراقبين والمحللين لجهة الأهداف الأمريكية والغربية منها، لكن ما يهمنا فيها هو "خبرة المعلم بالأمريكان" فوفق منطقه وهو منطق السلطة، إذا لم تتم الضربة فأصدقاؤها تنازلوا وباعوا القضية، وبناءً عليه ستقدم تنازلات، يعني عدنا إلى نقطة الصفر التي كان بالإمكان تلافي ما بعدها من كوارث في الأساس وبالتالي اختصار دمار البلاد والعباد، أما في حال عدم قيام الضربة بداعي الخوف من رد صاعق أو اتصالات ترد في اللحظات الأخيرة لتقلب المعادلة، أو "هوبرة" إعلام السلطة وموظفيه فمجرد كلام للتسويق والاستهلاك وخداع الناس، سيؤدي حتماً لذات التنازلات، في الحالين نحن أمام النتيجة ذاتها.
في حال تمت الضربة لبعض المواقع الحيوية أياً كانت وفق رواية "بنك الأهداف"، -وهي أول طريق دمار سورية الشامل- تحت شعار كف يد السلطة، فباطن الأمر ليس سوى متابعة لسيناريو تدمير الجيش الذي بدأته السلطة منذ قررت زج القوات المسلحة في معركة مفتوحة مع الشعب قبل أن تصبح معركة الجيش مع إرهاب القاعدة والنصرة ومجاهدي العالم أجمع، ثم بدأت باستغلال دماء جنوده مثلما سرقت لعقود طعامهم وكرامتهم، إلى جانب سرقة كرامة وحق الإنسان السوري المدني بالحرية والعدالة، السيناريو هذا يتوافق مع ما كُشف عنه البيت الأبيض لجهة أن الهدف ليس إسقاط النظام، والذي رأى البعض فيه تطمينات تقدمها أمريكا إلى روسيا، وحقيقة الأمر لو تم ذلك –وهذا وارد- فيعني إعادة تأهيل السلطة، لا لإنقاذ سورية من براثن الإرهاب بل لمتابعة تدمير البلاد وارتهانها لدول معروفة، مقابل تمهيد الطريق أكثر أمام أنصار تحرير سورية لمتابعة معركتهم كطرف رئيس في استثارة عنف السلطة وتشجيعه تحت الستار الوطني، ولتستمر أعراس النصر المؤجل مع إضفاء فقرات انتصار على عدوان عجز بالأصالة وفق روايتها بعد أن عجز بالوكالة عن "إسقاط النظام"، فالقضية لدى السلطة وإعلامها الخشبي تكمن في بقاء النظام لا بقاء سورية، ولا نحتاج هنا لاسترجاع ملفات وأحداث تجاوزت العامين ونصف العام لإثبات ذلك.
ليس هناك اعتداء خارجي مقبول لتأديب نظام سياسي أو إحداث توازن قوى وحماية المدنيين، واعتداء غير مقبول بحجة احتلال وخراب ديار، الاعتداء واحد ما دام قادماً من خارج الحدود ويحمل توقيع قوى عظمى لها سوابق استعمارية، وعدوان أمريكا التأديبي كما تزعم مع حلفائها ليس سوى أول الغيث، لتصبح سورية عراق رقم 2 بشكل رسمي بعد تهيئة المناخ المناسب، أو يخترعون لها نموذجاً يليق بخصوصيتها.
تمنى ملايين السوريين سابقاً قيام المؤسسة العسكرية بحسم الموقف كي لا تنزلق سورية كلها إلى الجحيم، لكنها لم تفعل، فوصلنا إلى ما نحن فيه، وعلى ما يبدو الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والمتغيرات التي قد تقلب الصورة رأساً على عقب، سواء لجهة الحرب أو لجهة الحل أو لجهة الوجهين معاً، لكن أياً كان جديد التحولات تلك، فالخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوري كله بلا استثناء، ومدعي الانتصار من طرفي الصراع مهزوم.



#بلول_عماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الكيماوي- فرع سورية
- هل العلويون حقاً أحفاد صالح العلي؟
- من خان العسل إلى الجيش في عيده
- الثائرون والممانعون والعسكر بينهما
- بشار الأسد يحتفل ب-الثورة- السورية
- الشرق الجديد..و-الحل الديني- في سورية
- عفواً حسن نصر الله.. ماذا أنتم فاعلون؟
- عين على -الإخبارية-.. وعين على حوار الأسد
- أسبوع بشار الأسد.. و-البيعة النصراوية-
- -أسود الشام- في -دوحة العرب-
- عن سورية الثانية وتاريخها المخجل
- هكذا دمر-إعلامهم الوطني- سورية.. ولايزال!
- -بلاد الثورات الأربع- سورية.. لماذا نجحت -المؤامرة-؟
- سورية.. أمهات في جحيم السياسة
- أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - ماذا وراء الغضب الأمريكي على سورية؟