أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - أسبوع بشار الأسد.. و-البيعة النصراوية-















المزيد.....

أسبوع بشار الأسد.. و-البيعة النصراوية-


بلول عماد

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سجل مطلع الأسبوع الماضي عودة بشار الأسد من موت افتراضي طارده لفترة، تلاه جملة تطورات خلطت الأوراق منذرة بتغيير جذري في اتجاه التعامل مع الأزمة المستعصية، عودة الأسد تلك التي رأى فيها البعض سعادة عارمة كونها من دمشق وليست كما سرت شائعات من ملجأ أو من بارجة روسية أو من طهران، لم تكن بنفس تأثير الضربة القاضية لخصومه عبر إعلان المسمى أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي لحقيقة جبهة النصرة ودورها في سورية ثم بيعة "النصرة" لزعيم القاعدة، إلا أن ما نغص على الأسد بركة الأسبوع قليلاً كان ظهور "الشريط الفضيحة" الخاص باغتيال الشيخ محمد سعيد البوطي.
نهض الأسد من الموت ليلتقي مع وسيلتي إعلام تركيتين، سبقها بلقاء مع عدد من إعلاميي السلطة، حيث نشرت وسائلها توصيته لهم بأن "الإعلام أحد أهم الوسائل في الدفاع عن الوطن عبر دوره في نقل الحقيقة"، وطبعاً الأسد لا يعترف بالحقيقة إلا عبر وسائل الديكتاتورية الثلاث "الفضائية، الإخبارية البعثية، الدنيا- سما"، أما قضية نقل تلك الحقيقة كما أوصى فهي لا تكون إلا بنفس الطريقة التي سئمها الناس على مدى عامين وبكل المقاييس المحلية والعربية، وفي شاهد دفاعي سريع عن الوطن تزامن مع التوصية، ظهر شاب مصري على شاشة الفضائية بصفة "إعلامي وناشط سياسي" موجهاً ضربة –على حد قوله- للمخابرات الأمريكية، من دمشق، القلب النابض إسلاماً وعروبة، بعد أن ملأ سماء سورية وأرضها بالزعيق، لو جردنا هذه الكارثة من مخزونها التراكمي لدى إعلام السلطة نجد أن جوهر الحقيقة في سورية خليط فداء لسيد الوطن مع موجة زعيق يومية مختلفة الترددات باختلاف طبقات الصوت، أو قدرة "المحلل أو المفكر" على حسن الصياغة والسبك والإنشاء الارتجالي شريطة أن يتفق مع هوى السلطة ودلالها وعشقها الملائكي للشعب.
لن نخوض في محتوى ما قاله الأسد للوسيلتين التركيتين بل سنقف عند ما احتمل رسالة للداخل السوري، قال الأسد: "القيادة السورية منتخبة من الشعب ولذلك فإن مجيء رئيس أو ذهابه هو قرار سوري داخلي ولا علاقة لأية دولة في العالم به"، سندع جانباً موضوع "منتخبة من الشعب"، السؤال: هل تسمح السلطة ووسائلها لشريحة من شعب يتحدث عنه الأسد عبر إحدى تلك الوسائل المصنفة بتصرف وإبداع من عمران الزعبي بأنها إعلام الشعب بالقول أن "القيادة السورية بمن فيها رأس الهرم بشار الأسد" مع إعلامها كانت السبب الأكبر في تضخم الأزمة وانفتاحها على الجحيم، وأنها قبل الأزمة لم تحسن إدارة الدولة وتحصين جسدها ضد أي استهداف أياً كان نوعه، وبناء عليه كان يفترض بها التنحي جانباً، ليس لأن الجامعة العربية أو أمير قطر يريد أو حتى أي دولة أو قارة بل لأن منطق سورية كان يريد، ولو لم يتكلم بهذا الطرح طرف معارض على إحدى وسائل السلطة منفرداً فهل يمكن تقديم الطرح السابق بذات المضمون والنية كعنوان عريض في إحدى جلسات الفضائية–سورية تتحاور-، ولتتحدث السلطة وإعلامها عن نقد هذا الفرض ولتبطله إن استطاعت شريطة أن توفر الحماية للضيوف كي لا تختطفهم العصابات المسلحة خلال عودتهم إلى بيوتهم كما حدث مع المناضل عبد العزيز الخير، والذي بالمناسبة لم يخبرنا عمران الزعبي عما حدث مع "جهاته المختصة" التي باشرت التحقيق في القضية، وإلى ماذا توصلت؟
- هاجم الأسد "الإخوان المسلمين" مشيراً إلى حقيقتهم وتاريخهم الأسود في طريق انتقاده للحكومة التركية، وهنا لا جديد في الوصفين، فالأمور لا تحتاج لاجتهاد ما دامت واضحة كالشمس حتى من قبل الأزمة، لكن ما غفل الأسد الحديث عنه أن لنا في ذمة الحكومة التركية مع أجدادهم ومن قال عنهم الشعب التركي الشقيق، لنا لواء اسكندرون الذي لم يتحدث عنه ولا بكلمة علماً أنه أرض سورية مسلوبة من وطنها الأم ما يعني أنها تدخل ضمن الأراضي المحتلة من قبل تركيا وكانت فرصة لقائه بالإعلام التركي مناسبة جيدة للإشارة للقضية لو بشكل غير مباشر، مادامت تطرح أحياناً عبر الإعلام وسبق أن طرحت عبر مجلس الشعب الذي انتخبته السلطة نفسها، فهل يخشى من ردة فعل الحكومة التركية أم أن هناك خفايا في هذه القضية -قيد كتمان الوثائق-، علماً أنه لقنوات الفتنة والدجل الخارجية مصلحة في التعتيم على هكذا أمر، كما أن "الإخوان المسلمين" أنفسهم على لسان محمد رياض الشقفة سابقاً أعلنوا تنازلهم عنها؟
- قال الأسد: "لا نقبل على الإطلاق التدخل في الشؤون الداخلية السورية"، طبعاً هذا التدخل لا يكون فقط بمحاولة التأثير على القرار أو السيطرة عليه، بل أيضاً بالحديث في عمق الأزمة الوطنية ببعدها الداخلي حصراً من غير السوريين، مثلاً: عندما يتحدث عبر شاشات السلطة ولليوم محلل لبناني وما أكثرهم-رجالاً ونساءً- أو مفكر عربي لبناني أو مصري أو جزائري أو ..الخ، في أدق تفاصيل سورية وعن أخبار مؤكدة من خلال علاقاتهم مع مراكز القرار وصناعته داخل البلاد، أخبار لا يعرفها إعلام السلطة ولا يطرحها مسؤول فيها أو محلل تابع لها، أو عندما يتحدث محلل عسكري أو سياسي لبناني عن بنية المؤسسة العسكرية السورية وقدراتها، فماذا يسمى هذا؟
- استشهد الأسد بالراحل البوطي مادحاً بإسلامه ووطنيته، مبيناً أنه: "من غير المنطقي أن تتهم الحكومة السورية باغتياله"، ليظهر بعد أيام الحدث الصادم وهو "الشريط الفضيحة"، لن أدخل في لعبة توزيع التهم، ولن أخوض بالمعطيات التي أدان بها إعلام السلطة نفسه دون أن يدري ومن اللحظة الأولى بتغطيته الساذجة، إضافة لهجومهم المجنون على الشريط بعد ظهوره واحتجاجهم بفبركته قبل أن يستعينوا بنجل البوطي على "الإخبارية البعثية" ليتلوه في اليوم التالي اعتذار من الفضائية عن تقرير سابق فشلت في تخدير جمهورها من خلاله مؤكدة صحة الشريط، والمهم ما دام مسرح الجريمة وهو أهم الأدلة كان بيد السلطة وإعلامها ولم يزل فكل حديثنا بلا جدوى، لكن المهم أكثر ما دام لدينا "دولة" كما يحلو للسلطة الحديث باسمها دائماً، أو لنقل ما دامت السلطة تقول أنها صامدة والشعب ملتف حول قيادته الحكيمة، فما المانع من تشكيل لجنة تحقيق قضائية، لتحسم الأمر بالدليل والحجة القانونية العلنية وتخبر الصحافة وباقي أطياف المعارضة وعموم الشعب السوري، من اغتال البوطي؟ أو من سهّل عملية اغتياله ومن المتورطون فيها؟ هكذا فقط تسقط الشبهة عن الحكومة ويكون اتهامها غير منطقي كما قال الأسد.
ننهي مع الحدثين الأخيرين فيما يخص حقيقة جبهة النصرة، ثم مبايعتها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري اللذين كانا بمثابة نعمة منحتها السماء للأسد حيث صار للسلطة التي يرأسها شرعية محلية ودولية لحرق الأخضر واليابس، واستغلال هذا الأمر لإظهار نفسها وكأنها منذ الصرخة الأولى ضد الظلم الاجتماعي وغياب التعددية السياسية كانت تحارب الإرهاب المندس، فكيف وقد صار الإرهاب قاعدياً صريحاً، كما شكلت هذه النعمة مقتلاً سياسياً لـ"الائتلاف ومجلس الإخوان المسلمين وكل من يشد على أيديهم"، وورطة عسكرية لكل أذرعهم المسلحة على الأرض، بعدما سبق لهم وأعلنوا أن "النصرة" هي رديف لثورتهم ومدافع عتيد عن المدنيين، وحتى لو أعلنوا براءتهم علناً من "النصرة وتوابعها" فلا "خبزة" لهم في المعادلة السياسية بالشكل الذي تصوروه ورسمته لهم دوائر عربية وإقليمية وغربية، في حين سيكونون عسكرياً في عداء مع طرف ثانٍ هو القاعدة وتحت رحمة النيران من الطرفين، كما أن ورقة الأقليات التي تنازع عليها "الائتلاف" والسلطة سابقاً مع ورقة الحائرين بين معاذ والأسد وورقة الرافضين للطرفين ستستقر في يد السلطة التي ستبادر كما عادتها في إعادة أبنائها لحضن الوطن بعدما أفقدتهم الحرب النفسية بوصلة الحقيقة كما باركت وستبارك تسوية أوضاع حملة السلاح المغرر بهم ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء -على ذمتهم وذمتها-، ومن يرفض أو سيرفض هذه التراجيديا فمصيره معروف، باختصار السلطة انتظرت هذه الفرصة طويلاً، والآن بعدما أتتها فلن تفرط فيها، ولسان حالها يقول: فعلنا كل ما بوسعنا لسورية المتجددة و"ليس بالإمكان حالياً أبدع مما كان"، ما يعني وفقاً لنظرية "خلصت" على صعيد التغيير الديمقراطي الحقيقي وتوابعه فتقريباً خلصت، حتى إشعار آخر، خلصت والحرب بخير.



#بلول_عماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أسود الشام- في -دوحة العرب-
- عن سورية الثانية وتاريخها المخجل
- هكذا دمر-إعلامهم الوطني- سورية.. ولايزال!
- -بلاد الثورات الأربع- سورية.. لماذا نجحت -المؤامرة-؟
- سورية.. أمهات في جحيم السياسة
- أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - أسبوع بشار الأسد.. و-البيعة النصراوية-