أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان















المزيد.....

أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان


بلول عماد

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرضت عليّ جلسة حديثة، الإنصات لقصيدة تدعو للمصالحة بين السوريين، في الوقت الذي لا صوت يسمع إلا للرصاص والطيران الحربي والدبابات والطائفية والموت والبكاء، لم أكد أستعد للإصغاء حتى أطل علي بقوة الطاغية خبر إغارة مقاتلات إٍسرائيلية على مركز البحوث العلمية في ريف دمشق، فكرهت الشعر والجلسة وتحول مزاجي لمرارة وقهر، وتذكرت في هذا المشهد قائد الثورة الإسلامية السورية عدنان العرعور بكلمة "هبووووا"، كما تذكرت خطاب السلطة ووسائل إعلامها بكلمتي "جماهير شعبنا"، وأوراق سورية القوية والتهديد بإحراق المنطقة، كما تذكرت أحاديث الناس اليومية بقاعدتهم النخبوية والمهمشة، "هل أنت وغيرك أفهم من القيادة؟" تذكرت كل هؤلاء والصحراء تحاصرني كما تحاصر المحيطات والمنافي ملايين غيري من السوريين، وكما تحاصر الفضيحة السياسية "الائتلاف الوطني"، وتطارد الأسرار الغامضة سلوكيات "هيئة التنسيق الوطنية"، وما بين الجميع وبعيداً عنهم تذكرت التائهين بين "السلطة والائتلاف والهيئة"، تذكرت كل هؤلاء وأنا أتابع المتشدقين بأبعاد الغارة الإسرائيلية على أرض سورية من وسائل إعلام ومحللين سياسيين وعسكريين ومثقفين ثوريين؟ تذكرتهم وتمتمت بغصة: أرادوه زمناً إسرائيلياً فكان، لكن إسرائيل هذه لم تعتدِ على سيادتنا الوطنية من فراغ وليس اعتداؤها المقيت هذا ذاهباً إلى فراغ، إسرائيل هذه معتدية ومتغلغلة في مفاصل سورية ودمها من أقصاها إلى أقصاها، إسرائيل كانت على شاشة التلفاز السوري وفي قاعتها الثقافية والسياسية والاستراتيجية، بشخص عزمي بشارة، وكانت في العلاقة التركية التي رأى فيها بعض الشعب-بحسن نية- بركات السماء التي لا تنتهي، وكانت في جيب الشقيق القطري "أيام الحزب القائد" فغرس بذرتها في قصره الشامي، لترمي لاحقاً تمثال الشهيد يوسف العظمة في الهجوم على هيئة الأركان العامة للجيش، وتدس صغارها وخفافيشها في زوايا كل حارة سورية من شمالها لجنوبها لشرقها لغربها، إسرائيل هذه ليست المقاتلات التي ضربت مركزاً علمياً في ريف دمشق، بل هي مكابرتنا على الحقيقة، هي الحرب إذن، كلا، فالحرب قائمة، هي مؤامرة على انتفاضة المواطنة، كلا فالانتفاضة دفنت مع شهدائها، وثورة الإسلاميين ماضية في إحراق سورية وتلتقي بتخريبها المفتعل ضد المواقع العسكرية والعقول العلمية مع الطموح الصهيوني بتدمير البلد، ماذا بقي لدينا؟ بقي الإحباط والقهر مما رأينا ونرى من الكذب الإعلامي والسياسي والعسكري.
أستغرب، عندما يستغرب مؤيدو السلطة و"معارضوها الوطنيين" جرأة إسرائيل الأخيرة، وهم يقرون بحصارها لهم كل لحظة، وسبق للأسد أن قالها صريحة العدو أصبح في الداخل "الميدان"، لكن جديداً طرأ عليهم ربما فـ"لخبط" الصورة، العدو أصبح في السماء أيضاً، ولم تستطع دفاعاتنا الجوية رد الاختراق، فأنصار الثورة الإسلامية تكفلوا بتدميرها سابقاً واحتفلوا بالتخلص ممن يقصف المدنيين "تصوروا هذه المأساة"، في مرحلة كانت السلطة وإعلامها تخفي الحقيقة عن الشعب بحجة المعنويات، مهللين لانتصار قادم لا محالة، وهناك من صدق ولم يزل يصدق هذا، والنهاية أرضنا مستباحة بالإرهاب وأضيف إليها استباحة السماء، أي لا سيادة ولا حرية ولا ديمقراطية ولا مدنية ولا حتى سورية الأسد، الحكاية انتهت، قالت إسرائيل كلمتها، وبدأت المرحلة الثانية من اللعنة التي تطارد سورية، مواطنون يهللون للإنجاز الإسرائيلي بانتهاك سيادتنا الوطنية، مواطنون مستعدين ليحاربوا في صف إسرائيل ضد بعضهم البعض، لم يعد هناك من حل في العالم ينهي المصيبة، فلقد أصبحت في النفوس، وكل ردود الأفعال على الكارثة وكل التبريرات والتسريبات كلام في الهواء، وكل ما تقوله وسائل الإعلام الداخلية منها والخارجية، العدوة منها والصديقة، مع محلليها لم يعد مهماً، لا رد سيأتي ولو أتى فسيكون خجولاً وبالنيابة، أرادوه زمناً إسرائيلياً فكان.
من يبرئ السلطة مما وصلنا إليه هو كائن فضائي، ومن يبرأ أصحاب الثورة الإسلامية هو أيضاً في عالم فضائي، ومن يحمّل المؤسسة العسكرية بمقتضى واجبها ودورها وكتلتها الكاملة الواحدة مسؤولية ما جرى هو شخص غير منصف، فلم يعد لدينا جيش بعدما مزقته حرب العصابات بين مدينة وأخرى، ووضعت خيارات السلطة غير المسؤولة على امتداد عامين حاجزاً كبيراً بينه وبين الشعب، وتكفلت كتائب الثورة الإسلامية وجبهة النصرة "القاعدية" بتدمير مقاره الدفاعية وثكناته، قد يحدث أن أعلنها صريحة أنني لا أريد هذه السلطة ولا أرى في رئيسها رجلاً مؤهلاً لقيادة بلد، لكن هل يمكن أن أكون في الصف الإسرائيلي؟ هذا ضرب من الهلوسة والجنون، هناك من وقف مع هذا الخيار لأنه مستعد للتحالف مع الشيطان وليس إٍسرائيل فقط للتخلص من نظام يراه طائفياً، كم من المرات سمعت وسمع غيري أن ما فعله النظام بشعبه لم تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، كانت هذه المقدمة ورغم هذا استمرت السلطة وإعلامها بالمكابرة عن إثبات براءتها وأقصت كل من قال لها "لا" حليفاً كان أم خصماً سياسياً؟ لم أستغرب عندما قرأت تصريحات "مباشرة أو مداورة" لا يقبلها عقل وطني لأشخاص يعتبرون أنفسهم مناضلين، فهذا تحصيل حاصل لمعركة بدأت منذ عامين، "داخلياً" منذ بدأ أصحاب الثورة يضربون أي منشأة عسكرية ودفاعية تستطيع رد هذه البلوى عن سورية، اغتيال كل عقل علمي وعسكري، وخارجياً منذ عزل إسرائيل من المشهد العدائي العربي واستبدالها بإيران الفارسية، تجنيد جيوش إعلامية بالجملة لتبث أخبارها كالسموم في العقول والأذهان، وأمام هذا كانت السلطة الديكتاتورية وسياستها في إدارة الأزمة كما خطابها مع الشعب "خارج الحدث" فهم يرفعون العناوين العريضة وخيارات الثابت الوطني لكنهم يفشلون في مواجهتها أو تطبيقها كما تقتضي، ألم يقل الرئيس بشار الأسد في أول خطاب له أمام مجلس الشعب بعد انطلاق انتفاضة المواطنة المرحومة: "المؤامرة كبيرة ونحن لا نسعى لمعارك، والشعب السوري شعب مسالم وودود ولكننا لم نتردد يوماً في الدفاع عن قضايانا ومصالحنا ومبادئنا، وإذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلاً وسهلاً بها"، والنتيجة: تمزيق كيان المؤسسة العسكرية، تدمير بنيتها الداخلية مادياً ومعنوياً، حدوث صدع عميق بينها وبين الشعب لا يمكن ترميمه لزمن طويل، مضافاً لهذا وذاك ما تعرفونه اليوم عن سورية على امتداد العامين، وفي جديدها جريمة إسرائيل النكراء، لكن سورية لن تخوض المعركة فبيتها الداخلي بلا أعمدة، وأثاثه في الشوارع والمخيمات والمنافي، وسماؤنا مكشوفة أمام العبريين، سورية اليوم بسبب من السلطة وسياستها من جديد أمام إسرائيل وجهاً لوجه عاجزة، إسرائيل التي تعرف الوقت والزمن المناسبين، ونحن لا نعرف إلا امتصاص الصدمة وتطويق المفاجأة والالتفاف على الحقيقة، هذا ليس يأساً، هذه حقيقة، يقول "شاعر العربية" العظيم بدوي الجبل في قصيدة وجهها إلى روح إبراهيم هنانو في الخمسينيات:
يا أبا طـارقٍ تحيــة شعبٍ زلزلته الخطــــوب والحَدَثانُ
لطف الله بالسفينـة لم يسلـم شــراعٌ ولا نجـا سكـــانُ
وظلامٌ غمرٌ رهيب ٌ فمــا تبصرُ إلا الظنــــونُ والآذانُ
أنت أقوى من المنايا وأقوى من أذى الدهر فاستفقْ يا هنانو
هل تستفيق في السوريين على اختلاف توجهاتهم السياسية روح إبراهيم هنانو وأرواح باقي مناضلي وشهداء سورية، وهل تستفيق فيمن يعنيهم الأمر تحديداً في القيادة العسكرية هذه الروح فيحسموا "كل المعارك" ويتركوا خيار المدنية للشعب؟ سؤال وطني أخلاقي إصلاحي.



#بلول_عماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلول عماد - أرادوه زمناً إسرائيلياً.. فكان