أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حطيني - ثلاثون قصة قصيرة جدا / حُبّ.. وفيس بوك.. واحتلال















المزيد.....

ثلاثون قصة قصيرة جدا / حُبّ.. وفيس بوك.. واحتلال


يوسف حطيني

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


1 – الظلال




اقتلعت الجرافة الإسرائيلية شجرة زيتون هرمة، أخذتها بعيداً عن جذورها، فانخلع قلب عشتار. غير أن الطمأنينة عادت إلى ذلك القلب برداً وسلاماً، بعد أن لاحظت أن ظل الشجرة الوارف لم يبرح المكان.



2_ شفاء



حين أصيب برصاص الأعداء على حدود الوطن، انفتحت جراحه على مصراعيها.. بقيت تؤلمه شهوراً عديدة من الانتظار الممض، ولم تندمل إلا حين أخبره الطبيب أنه يستطيع العودة من جديد إلى تلك الحدود.





3 ـ العجوز





إلى عدنان كنفاني
ظهره الذي ينوء بحمل خمسة وستين عاماً، من النفي التشرد، يبدو محنياً مثل قوس.
عندما عاد ابنه إليه شهيداً زغردت الأم، أما أبو العبد فقد انتصب ظهره مثل رمح.





4 ـ جمل المحامل





إلى ذكرى باشلار
راح يتأمل سلحفاة تسير أمامه ببطء، حين أخبره جدّه أنه أحضرها من بلاد بعيدة، أيام الحرب العالمية الأولى.
حزن الحفيد الذي ذاق الغربة من أجل السلحفاة المسكينة، فطمأنه الجدّ أنها لا تعرف الغربة أبداً، لأنها تحمل بيتها على ظهرها.
نام الطفل آملاً أن يستفيق وقد تحول إلى سلحفاة.





5 ـ احتشاد




تجمع حوله الخطباء، قرؤوا بين يديه أجمل القصائد التي تمجّد نزيفه.
أحس رغم ازدحام المكان أنه ما زال في عزلته.




6 ـ خديعة




تعهدوا بتدريبه كي يحرر الوطن، أعطوه، لأول مرة، سلاحاً فتاكاً، ثم أخذوه إلى ساحة التدريب حتى ينفذ رماية حقيقية. لم ينتبه المسكين أبداً إلى إخوته الموثقين هناك: في الجانب الآخر من حقل الرمي.





7 ـ الشافعي




حين فتح عينيه على الدنيا عانق سماء غزة، ودّعها مرتحلاً إلى أقطار الأرض، أنجدَ وأيمنَ وأعرقَ وأمصرَ، ولكنه كان، حين يخلو إلى نفسه، يردّد في لوعة:
وإني لمشتاقٌ..... إلى أرض غزّةٍ وإن خانني بعد التفرّق... كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتربها كحَلْتُ به من شدّة الشوق أجفاني





8 ـ انتصار الدم




حمل كل منهما معولاً منطلقين يغذّان السير نحو الأرض.
كان الأول مشغولاً بحفرها كي يزرع شجرة جديدة
الآخر حمل معوله وانهال على رقبة الزارع فأسال دمه فوق جنين بذرة.
يهوذا هام باحثاً عن ضحية جديدة، دون أن ينتبه إلى شجرة خضراء راحت أغصانها تظلل الشهيد.




9 ـ ماجدة السلايمة




"إلى سمر صبيح وانتصار القاق وأميمة الآغا وسميحة حمدان، وأخريات...."
كانت تشبه مريم في نقاء سريرتها، ولكن المخاض لم يأتها إلى جذع النخلة، بل في ساحة السجن، وبعد أن أحاطت بها صديقات الأسر مشجعات أعلنت صرخة عن ولادة طفلة جديدة.
ـ ماذا ستسمينها؟
ـ فلسطين.




10 ـ المنفى




يولد، يكبر، يأخذه البحر من منفى إلى منفى.
رأى في حلمه أنه في لجة البحر، وبعد صراع مرير مع الأمواج العاتية يصل إليه أحد المنقذين المدربين، فيسأله: إلى أي شاطئ تريد الذهاب؟
يجيب في حلمه، كما في يقظته: بعيداً عن البحر، بعيداً عن الشاطئ.





11 ـ حُبّ.. وفيس بوك.. واحتلال




"ـ من أين أنتِ؟
ـ من رام الله.
أخيراً حقّق له الفيس بوك حلمه الجميل، خفق قلبه بشدّة، قال لها: سيضيء حبُّكِ ليلَ غزّة المظلم.
على غير العادة، فرحت أمّه، ورأت أحفادها يملؤون حوش الدار صخباً وحياة.. غير أنّ أمنيتها لم تتحقق:
كان معبر "إيريز" الذي يفصل الضفة عن غزة يقف للعاشقَين بالمرصاد.




12 ـ سرطان




وصل إلى الحاجز الإسرائيلي، كان عائداً من مستشفى في القدس إلى بيته في نابلس، بينما تفشّى المرض في خلايا جسمه بلا رحمة.
على حاجز ما أوقفوه ساعات، ثم تركوه في النزع الأخير يشق طريقه على قدميه نحو الحافلة.
على حاجز آخر لم يسمحوا لسيارة الأجرة التي يستقلّها بالعبور، فأوصى ابن عمّه بأولاده خيراً، ثم أسلم الروح، ووصل جسده إلى مقبرة المدينة المغتصبة..
ثمة سرَطَان آخر قَتَلَ تيسير القيسي..





13 ـ ولادة جديدة




لم يسمحوا لـ "وديان أبو رامي" أن تغادر قرية أبو ديس نحو مستشفى التوليد.
هناك على الحاجز قال لهم صوت مولودها: "إنا هنا باقون".





14 ـ أحلام غير مصفَّحة





إلى عبد الله المتّقي
حمام كثير يملأ سماء المخيّم، هديل أبيض يحجب عن المستظلين بالسلام وهج الشمس، على غير موعدٍ يزعق هدير أحمر، ويجرح الفولاذُ أجنحةَ الحمام، ثم يرتدّ حلمي خائباً.





15 ـ وجهان يبكيان




كان فارس يحبّ الموسيقى، يجمع حوله العصافير وأصدقاء المدرسة الابتدائية، ليغنّي معهم أغنية يتيمة كان قد أتقن عزفها، بينما تضع أمه الحَبّ والماء للعصافير، وتصنع عرائس الزعتر للأطفال.
ذات قَصْفٍ.. فقد أصدقاءه ويديه الصغيرتين، فتجمعت العصافير حوله، وحول أمه الدامعة، وهي تنشد لهما الأغنية ذاتها:
"الطفل في المغارة، وأمه مريم، وجهان يبكيان".





16 ـ الجريمة والعقاب




جلس تحت شجرتنا يتفيّأ ظلّها، فتح صندوقه المليء بالطعام والشراب والرصاص، وراح يلتهم ما لديه بشراهة؛ وإذ عبّ من زجاجات الماء لم ينتبه إلى أنّ شجرتنا التي تظلّه قد اصفرّت أوراقها، وهي تحتاج بضع قطرات.
بعد سنوات عجاف نفد ماءه وطعامه ورصاصه، فمات جوعاً وعطشاً، وعندما هطل الماء فوقهما بقي موشيه جثة هامدة مبللة، وأمّا الشجرة....




17 ـ تواطؤ



زارني محمد الدرة هذه الليلة، كان يحمل على كتفه حقيبة مدرسية خضراء، حاصره الرصاص من كل صوب؛ وإذ نجا بأعجوبة كان يحمل في قلبه جرحاً.
حاولت إنقاذه ولكنني استيقظت على صوت المنبه الصباحي.
ثلاثة اشتركوا في قتل صديقي: الجندي والكابوس وآلة الزمن.




18 ـ الحارس



أرهقني ظلّي، كان يتبعني من مكان إلى آخر، يقرأ قصصي، ويحصي أنفاسي، ويحاصر خلايا الروح.
عليّ أن أغافله حتّى أتمكّن من عبور النهر..
استيقظت قبل صلاة الفجر، ورحت أعبره نحو قريتي، وفي قلبي شوقُ خمسةٍ وستين عاماً من الغياب.
كان ينتظرني على الشاطئ الآخر، ويطلب مني بإشارة من مسدّسه أن أعود.




19 ـ يا دَمَهُ..




ـ "مات ميتة طبيعية".
هكذا قرّر أبو الجماجم حاسماً، وهو ينهر الطبيب الشرعي، طالباً منه الكفّ عن متابعة فحص الجثّة..
على شاهدة رخامية بيضاء، كتبوا: هنا يرقد الصحفي (س) الذي رفع قلمه في وجه الاستبداد والرشوة والفساد.
كان حفّار القبور مندهشاً وهو يرى الشواهد في صباح اليوم التالي وقد اصطبغت بالأحمر القاني.






20 ـ وفاء




زرع جدّي أرضه الواسعة زيتوناً وبرتقالاً وقمحاً، وحين طردوه منها ودّعها بنظرة حزينة.. بكت الأرض يومذاك، وخبّأت بين جوانحها سرّاً.
منذ ذلك اليوم لم يجنِ الغرباء من أرضه إلا الشّوك.






21 ـ رؤيا




حاصرها الجنود من كلّ صوب، ثم قيدوا يديها بالسلاسل.
حين سقط مضرجاً بدمه، بينما كان يدافع عن طهرها، رأى طيورا خضراء تحلق في سمائها.
أغمض عينيه باطمئنان، وغط في نوم هانئ.





22 ـ بِرْكَتَان




قبل أن يذهب يعالون في إجازته أوصى أحد جنوده بتعذيب طفل فلسطيني تم اعتقاله مؤخراً:
- اضربه بقسوة، كسّر عظامه، حتى لا يعود إلى رشق سيارات الجنود بالحجارة.
أخذ يعالون طفله وزوجته إلى المسبح، وكانت الأسرة تعيش أسعد لحظاتها.
حين ألقى الطفل نفسه سعيداً في بركة المسبح، كان ثمة طفل آخر يسبح في بركة دمائه.





23 ـ رَجُلُ البيت




أمه التي لم تخلع ثوبها الأسود منذ استشهاد زوجها، أخذت منه حقيبته المدرسية، ولفّت له عروسة زيت وزعتر، لينطلق إلى ورشة الخياطة القريبة
حين عاد في المساء، وضع في يد أمه نقوداً قليلة معروقة، وعلى ضوء شمعة، راح يحضّر دروس الغد الذي سيشرق بعد ليل طويل.





24 ـ دعم لوجستي




حين قام يهوذا بقتل الطفل الفلسطيني الأول بعث له السيد الأبيض غراباً، يعلمه دفن الأموات، ولكنه تركه في العراء.
وحين صار القتلى بعشرات الآلاف بعثَ له جرافاتٍ كثيرة تحفر في بطن الأرض حُفَراً ضخمة عميقة تليق بمجازره الرهيبة.





25 ـ الأُخُوّة




حملوا بنادقهم، اتجهوا صوبَ أرضهم المقدّسة. وعلى الحدود سمعوا صوتاً يصرخ بهم : قف
لم يشعروا بأي خوف، بل زاد اطمئنانهم حين سمعوا كلمات عربية تبادلها حارس الحدود عبر اللاسلكي مع شخص آخر.
قال لهم: "ما تظنون أني فاعل بكم؟".
قالوا: "أخٌ كريم وابن أخ كريم".
ما زالوا حتى الآن ضيوفاً على السجن المركزي الشقيق.




26 ـ ورقة حمراء




في مدرسة الخليل الابتدائية رسم طفل على ورقة بيضاء ملعباً أخضر، وراح مسروراً يرسم أصدقاءه، وهم يلعبون كرة القدم، بينما رسم طفل آخر في مستوطنة كريات أربع طائرة حربية تشبه طائرة أبيه.
فجأة غادرت الطائرةُ الورقةَ البيضاء وحوّلت ساحة الملعب رعباً أحمر، وراح الطفل الخليلي يلم أشلاء أصدقائه، بينما تخضبت يداه بدماء حارة.





27 ـ ديمة ودميتها






- "لقد أصبحتِ كبيرة، ويجب أن تفهمي كل شيء".
هكذا قالت ديمة لدميتها في ذلك المساء، ثم راحت تحدّثها عمّا يفعله الجنود في أرجاء الوطن.
في الصباح خرجت ديمة ودميتها في المظاهرات، فقابلهم الجنود بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز. عند ذلك بكت الدمية التي تشترك أولَّ مرة في مظاهرات الكبار، غير أن أغنيات ديمة ودعواتها بقيت ترافقها حتى أطلت من بين دموعها ابتسامة تشبه مرجاً أخضر.






28 ـ مرج الزهور




أبعد الطُّغاة أربعمائة وخمسة عشر فلسطينياً؛ وإذ ذاك قرروا أن يرابطوا على حدود الحلم.. جعلوا مرج الزهور مخيّماً للعودة.. باتوا في العراء، يتحدّون الثلج والمطر، ملؤوا صدورهم بدفء فلسطين، حتى عادوا أخيراً.
ثمة ملايين، وأنا منهم، ما زالوا يرابطون على حدود الحلم، وينتظرون.. وما بدّلوا تبديلاً.





29 ـ جدار





عِندَ بيتٍ على أطراف المخيم يلتقيان.. يتَّكئان على جدار حزين، يحكي لها عن بيتٍ ذي فسحة سماوية واسعة، وتحكي له عن طفلةٍ ذات ضفائر شقراء. فجأة أشعل مناحيم حرباً ذات لهب أحرقت الزرع والضرع والبشر والحجر.
ولم يبق في زاوية المخيم غيرُ بيتٍ مهدّم، وجدارٍ يحمل تحت أنقاضه حلم عاشقين.






30 ـ مصير الأمواج




وقفتُ على شاطئ البحر، تأكلني أنياب الغربة، رأيت على بعد مئات الأمتار موجات عالية متلاطمة، لاحظت أنها كانت تضعف كلما اقتربت، وعند أقدام الشاطئ تلفظ أنفاسها.
تذكرت آنئذٍ موجة عاتية هبّت على شاطئ الوطن.



#يوسف_حطيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اربعون قصة قصيرة جدا / الخمر والأمر
- ثلاثون قصة قصيرة جدا / الأشجار واغتيال كنفاني
- (جَمَل المَحَامِل) 100 قصة فلسطينية قصيرة جدّا
- القصة القصيرة جداً في الإمارات
- أحمر صاخب لعماد أبو حطب : لقطات إنسانية في حُلّة حكائية قشيب ...


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حطيني - ثلاثون قصة قصيرة جدا / حُبّ.. وفيس بوك.. واحتلال