أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حطيني - اربعون قصة قصيرة جدا / الخمر والأمر















المزيد.....

اربعون قصة قصيرة جدا / الخمر والأمر


يوسف حطيني

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


1 ـ هيتَ لك



إلى الصديق جمعة الفاخري
أتمثّله يقفُ في حضرةِ الجمال الآسر، مستنداً إلى ملاذه في حضرة العزّ والسَّطوة، قائلاً: "معاذَ الله"، أتخيلُ امرأةً أخرى : أخذت زرقة عينيها من البحيرة، ورفعت جبهتها العالية مثل غزة، وخزنت في شفتيها عنب الخليل.
ترى لو جاءتني تلك المرأة الآن، هل كنت أستطيع الصمود، أمام إغوائها.




2 ـ أضغاث



كنت ما أزال في غيابة الجب، متزمّلاً بصبري، رأيت فيما يرى النائم أن إخوتي العشرين عادوا، ومدّوا لي حبل النجاة، أفقت على أصوات رصاص تحاصر جدران المكان: يدي على الزناد، وفي خاطري حلم بعيد..



3 ـ القميص



وقفت، مسنتداً إلى جدار إخوتي، في مواجهة الأعداء، ذرفت ذماء روحي، تسابق الشعراء إلى رثائي وتعداد مناقبي، وانهالت الأوسمة على ضريحي مثل مطر مفاجئ. شهد شاهد منهم: "إن كان قميصه قُدَّ ......"
كان القميص مطرزاً بالرصاص والطعنات من كل صوب.




4 ـ الأمم المتحدة



كل واحدة منهن تحمل سكيناً، وقد أعدَّ الزعيم الأوحد لهنّ متّكَأ، حين خرجتُ عليهن بقميصي وحَطتي وعِقالي وزيتوني ودمي، تابعن أكل الفواكه دون أن ترفّ أجفانهن الكحيلة، ورمين القشور في وجهي، لم يكن ثمة بين الأصابع إلا دمي.




5 ـ اجتياح



قال رضيعة في بيت حانون، وهي تلتصق بصدر أمها، أريد أن أحفظ طعم الحليب.
قالت وردة في مخيم جباليا، ناشرةً عبقها الحزين: ربما تدوسني مجنزرة متأهبة.
قالت حمامة من مخيم البريج برعب: جناحاي ما زالا أبيضين.
قالت نملة من مخيم المغازي: "يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم" لا يحطمنّكم أفيخاي وجنوده
تبسم أفيخاي ضاحكاً مما سمع، وأعطى أوامره ببدء الاجتياح.




6 ـ الخمر والأمر



متصبباً عرقاً، راح مدرّس اللغة العربية يشرح لطلابه حكاية امرئ القيس، بينما كانت تزكم أنوف الطلاب رائحة مجزرة إسرائيلية جديدة.
قال المعلم بحماسة: تلقّى امرؤ القيس خبر مقتل والده بهدوء؛ إذ تابع جلسته الخمرية، قائلاً: اليوم خمر....
قاطعه أحد الطلاب: وغداً؟
هتفوا جميعاً: وغداً؟
رددت الملايين: وغداً؟
- ....................
لم يصافح أسماعهم غير صمتٍ مطبق.




7 ـ كابوس



هَلِعاً جاءني طفلٌ غزاوي طالباً مني تعبير منامه:
"بقرة عجفاء تأكل عشرين بقرة سماناً"، قلت له وأنا أشدّ يدي على الزناد: إن تعبيرها أوضح من أن يقال، ولكن ضع بندقيتك تحت رأسك، ولن ترى مطلقاً مثل هذه الكوابيس المرعبة.




8 ـ الثلاثاء الحمراء



جاءت الحياة تعرض عليهم نفسها، سألتهم أن يتوبوا عن عشقهم القديم، قال محمد جمجوم في وصيته: "لا تبيعوا منها شبراً واحداً". امتد أمامهم الموت أخدوداً تملؤه النيران، سألهم خَزَنَتُهُ أن يتوبوا حتى يعودوا إلى أهلهم، قال عطا الزير مخاطباً أمه البعيدة: "لو تندهي وينو عطا كل الشباب ترد".
زغردت النساء، في بيوتهن، وسبق فؤاد حجازي أخويه نحو المشنقة.



9 ـ أريج



الموتُ، على غير عادته، كان يحوّمُ فوق رأس الطفل خجلاً مطاطئ الرأس، وكان فارس عودة يرشق، بالحجارة المقدّسة، دبابة إسرائيلية على بعد ثلاثة أمتار.
ما يزال الناس يذكرون قرب معبر المنطار كيفَ أطلقت دبابةٌ حممها اللاهبةَ على صدره العاري.. وكيف أرَجَتْ ورودُ عمرِهِ الخمسَ عشرةَ فضاءَ المكان.





10 ـ بيت العنكبوت





- لو تعلمين يا ديبورا كم تعذّبني الخدمة على حدود غزة!
- يجب أن تكون فخوراً بذلك العمل عزيزي موشيه.
- أشعر أن الجدران تحيط بي، ولا أستطيع منع الغوييم من النظر نحو البحر والسماء.
بهلع راحت تنظر نحو الجدران، وهي تقترب منها لتحاصر خواء الروح.




11 ـ إعادة تقييم



(بنوع من التردد)..
ـ ألستَ يوسف؟
ـ بلى..
(بنوع من الخوف)..
ـ أتغفر لإخوتك سوء صنيعهم؟
ـ نعم.
(بنوع من الخبث)
ـ نجعلك على خزائن الأرض، وتأتي بأبيك وجدّك وعشيرتك معزّزين مكرّمين إلى هنا.
ـ بل أذهب إليهم.. إلى هناك.





12 ـ شهرزاد



كل ليلة، يحشد موشيه قذائفه وقنابله وخناجره، في مواجهتها، كي يرسم نهاية حكايته كما يشاء.
كل صباح، تستيقظ المجدلية، كي تروي حكايتها من جديدiii..




13 ـ العلم الوطني



في البدء مشت مريم مغتبطة في حقول خضر بلا نهاية، داهمها حقد الطغاة، فدافعت عن نفسها بانتظار ولادة جديدة. وإذ حلّق نسرها الصغير فوق سماء الوطن، استباحت دمه عساكرهم، وهطل على الأرض غيوماً حمراً.
المرأة المتشحة بالسواد، أقسمت، فوق قبر ابنها، أن ترتدي ثوب زفافها الأبيض، رغم كل الجراح، حتى تكون حياتها أطيافاً لعلم سيرفرف لا محالة فوق قمة الكرمل.



14 ـ الرمادي



في فندق ما.
سألوه عن رأيه في المفاوضات قال، وهو يعقد ربطة عنقه: في المسألة قولان.
استفتوه في العمليات الاستشهادية ضدّ المحتلّين، قال أيضاً: في المسألة قولان.
ثمة رائحة مزبلة تزكم الأنوف، تنبعث من فندق ما.




15 ـ العجوز والشجرة



حين تقدّم أبراهام بجرافته صوب شجرة الزيتون، اقتربت منها العجوز. احتار أمام المشهد، لم يعرف أيّهما تعانق الأخرى.
كانتا تشبهان أمّاً وابنة، أو لعلهما ابنتان لأم واحدة.
بعد اقتلاعهما.. أقسم العشاق الساهرون في ذلك المكان أنهم يرون كل ليلة ظلالاً تغرس جذوراً في كل شبر من أرض الزيتون.



16 ـ على دلعونة




أحتسي كأس القهر المرّ، أجرّر نفساً مثقلة بالكوابيس، أسمع غولدا الشمطاء تهذي: فلسطين أرض بلا شعب.
يزورني طيف جدي كنعان، يمسح على رأسي، يزرع شجرة أخرى.
متفيّئاً ظلّها: أكنسُ خيبتي ومرارتي، وأرتّب أحلامي الجميلة، وأغني.




17 - عن الرجال والظلال



راح الجنود يكسّرون عظامنا، ويبتسمون للكاميرا، وقف رجل من جماعتنا إلى جانبي قائلاً:
"وإن جنحوا للسلم...."
قال طفل لم يبلغ الحلم: "لا تصالح"، ثم جرى، وراح يجري خلفه ظلُّه الطويلُ جداً.
لاحظتُ أن الرجلَ الواقفَ إلى جانبي لاظلّ له




18 ـ البشرى



يجلس جانب زوجته يفرط حبّات عمره السبعين، عيناها خوختان حمراوان: تتذكر ولديها الذين سقطا في الحرب قبل عشرين عاماً.. تمسح دموعها، وتلتفتت بحنان إلى الرجل العجوز: لو سمعت كلامي.. لو تزوجت.
قال العجوز، وهو يبكي، ربما أول مرة،: أنا لا أغيّر حبيبتي.
ـ ولكننا بحاجة إلى من يكمل الطريق.
جاءه رجع صوت بعيد: "إنا نبشرك بغلام"




19 ـ عكّا



بينما كان جدي يتكئ على صخرة من صخور عكا، هبّت رياح هوجاء، جمعت غيوماً سوداً، وأمواجاً حمراً، وألقت بها في وجهه.
من بينها رأى وجه بونابرت خائباً منكسراً أمام الأسوار.
قال جدي ساخراً: "يا خوف عكا من هدير البحر".
الرياح ما زالت تهب.
جدي، متكئاً على صخرة من صخور عكا، ما زال يبتسم.




20 ـ اللصوص



في مدينة من مدن الشمال الباردة، أشعل قلبي إعلان عن معرض للتراث الإسرائيلي، اتّكأت على غيظي، ودخلتُ:
رحّب بي رجل ذو عينين زرقاوين، ثم راح يتجول معي في المكان.
كانت عباءة جدتي وسروال جدي يتوسطان المعرض.
نظرت في عينيه مباشرة، وأخرجت له ـ من جيبي ـ مفتاح بيتنا القديم.




21 ـ سيزيف



زرع الطفل وردة فوق حطام سور بيته، اقتلعتها الجزافات،
بعد أكثر من ستين عاماً تكاثرت الجرافات.
والورد كذلك.




22- خارطة الطريق



كان جدي يحتضر حين رفع سبابته.
قبل أن ينطق بالشهادتين أشار إلى صورة معلقة على الجدار: عزّ الدين القسام يضع بندقيته على كتفه.
فجأة تذكرت خارطة الطريق؛ وإذ ذاك خطر لي أن أضحك، لولا أن جدّي شهقَ شهقته الأخيرة.




23 _ خبر عاجل



تقطع الحواجز كل صباح إلى المدرسة الثانوية، تحمل في قدها الممشوق أزهار سبعة عشر ربيعاً، يستوقفها جندي ماكر أزرق العينين، يحاول أن يتحرش بها، تنظر إليه بتحدّ:
- ابتعد عني حتى لا أجعل منك خبراً عاجلاً.
يبتعد عن طريقها، رغماً عنه، فتفتح رئتيها للعلم والحياة.




24 ـ سحر خليفة



زرعتْ في بستانها شجرة مباركة من الصبّار، ذقتُ من حلاوة ثمارها، مثل ملايين العرب.
وحين حاول الجنود اقتلاعها من جبل النار أدمتهم الأشواك.




25 ـ رؤيا



والدي الشهيد، ابن جدي الشهيد، جاءني الليلة الماضية: استيقظ من نومه الساحر، سألني عدة أسئلة، ثم شتم جميع الفصائل.
أطفأت غضبه بكأس شاي ساخن، ربّت على كتفي قائلاً: لا تصالح.
ثم مضى إلى نومه الساحر.




26 ـ أم الخير وابنها والوسادة




عندما خرجنا من حيفا بعد أن أحاط بنا جحيمُ الموت.. كان البحر منفذنا الوحيد، لم تشأ
أم الخير أن تترك ابنها، ولكنها - في حمأة القصف وحمى الركض في الطرقات، حملت وسادته بدلاً عنه، وراحت تجري حتى حملتها السفينة، مع مئات الباكين الراكضين الخائفين.
حين اكتشفت الوسادة بين يديها ضحكت ثم بكت ثم زغردت ثم بكت ثم رقصت ثم بكت، حتى احتضنها المنفى، وضاعت في شَتاته.
ما زالت أم الخير تبحث عن ابنها، وما زلت أبحث عنها وعن وسادتها، وما زلنا، هي وأنتم وأنا، نبحث عن عبق حيفا.




27 ـ حلوة زيدان




حين قتلوا زوجها أطلقت زغرودة طويلة.
وحين قتلوا ابنها ردّت بزغرودة ثانية.
وحين قتلوا زوج أختها وابن أختها وضرة أختها أشعلت فضاء القرية بالزغاريد.
وحين قتلوها...
زغردت جدران البيت في دير ياسين، وغنت أغنية الوداع الأخيرة:
زغردي... يا ام الجدايل...زغردي زيّني فخر الأصايل ...بالودَعْ
وازرعي الحِنّا على الصدر الندي واربطي العصبة على كل الوجَعْ





28 ـ فرحان السعدي




من قرية المزار إلى سجن عكا إلى سجن نور شمس إلى حيفا سجّل سطور حياته، واجه ظلم المستعمرين، قطف رؤوسهم التي أينعت من أزهار دمنا الخضيب:
- أأنت مذنب؟
- معاذ الله أن أكون مذنباً.
كان صائماً حين علّقوه على أرجوحة المجد، فروى باستشهاده أرواح كل الصائمين.
حكاية أخرى يرويها جدّي لأصغر أحفاده.





29 ـ عُشَّاق




لم يكن ثمة غير حسنة وغير الأرض في قلبه، تحمّل ظلم العشيرة وفقر الحال، غير أنه لم يتحمل ظلم الإنكليز، وها هي ذي البادية تشهد أنه واجهم بكل شجاعة،؛ وإذ ذاك خافت حسنة عليه، فقالت له:
"حَيِّدْ عن الجيشي يا غبيشي"
ولكن غبيشي ما حاد عن دربه، وبقي متمسكاً بكلتا حبيبتيه، ينظر بتحدٍّ إلى الأمام.
كم أخاف عليك يا حبيبي من رصاصة تباغت ظهرك المكشوف.





30 - تاريخ الأيدي




يد تزرع القمح والورد والحُبّ منذ فجر التاريخ، يد تعزف أصابعُها على الناي، يد تمسك يداً في حلقة الدبكة.
يد تطلق سبابتُها النار على البراءة مجزرة إثر مجزرة، يد تقتلع الشجر، يد تكمّ الكلمات الحرّة في أفواه الشعراء.
يدان تتضرعان ، يد ترفع سبابتَها قبل الشهادة، يد تشكل بأصبعين شارة النصر، يد ترفع فوق أسوار القدس علم فلسطين.




31 ـ حتمية تاريخية



مصادفة في شارعٍ باريسي أعجبته سُمرتُها اللافحة، وعيناها اللتان ترقبان المجهول، أعجبتها عيناه الخضراوان الغامضتان. دون مقدّمات اتفقا أن يلتقيا في التاسعة مساء، تحت قوس النصر، وقد أضمر كل منهما أن يعترف للآخر بصدمة الحبّ العاصف.
قبل خروجه للموعد تلا فصلاً من تلموده ثم وضع عطراً يليق بالمناسبة، بينما استذكرتْ قصيدةً لمحمود درويش، وهي تلبس شالها الأخضر.
في التاسعة تماماً كانا على الموعد، في المكان المحدّد، ولكنهما لم يلتقيا.. ولن يلتقيا أبداً.




32 - أحمد داود صيام




فجراً داهمت شرطة الاحتلال بيتاً مقدسياً، بحثت عن طفل في الثانية عشرة، وضعته في سيارة الجيب بلا رحمة، قال أحمد راجياً: "اتركوني اليوم فقط، لأن لديّ امتحاناً في المدرسة، عودوا غداً وسآتي معكم".
لم يسمع صرخته الجنود في سيارة الجيب، ولم يسيتقظ أحد من النائمين.




33 - سيرة




يحمل القتيل جثته نحو المقبرة
يسير معه القاتل مشيّعاً
يدسُّ القتيلُ جسده المضرّج في التراب
ثم يعودان
يجري القاتل هارباً، بينما يبحث القتيل عن دمه المسفوك.





34 - ربيع عربي



شجرة، قيل: إنها مباركة، نبتت في أرضنا مثل خبر عاجل، وإذ ذاك سال دم كثير، وهاجر الحمام من مآذن المساجد، وبكى الياسمين.
وحين خرج مارد أزرق العينين من الشجرة سأله صابر: وأين فلسطين؟
فتلا المارد عليه أحد مزاميره، ثم اختفى بين أوراقها الصفراء.





35 - خالد الجعبري




لم يبق له، بعد أن وقع أفراد أسرته بين مصاب ومعتقل، سوى أبيه، ولكن جنود الاحتلال في الخليل أرادوا أن يحرموه منه أيضاً، كان الجنود يدفعون الأب نحو سيارة الجيب، بينما يحاول خالد، بساعديه، وقوة سنواته الأربع، أن يمنعهم من اعتقاله.
لم يبق من تلك الحادثة سوى صورة طفل يجري وراء سيارة، وصرخة تشقّ القلب: "بابا"، راجيةً أن يصل صداها إلى شخص ما.




36 - لقاء أخير





اجتمعت غالية وحورية صغيرتين عند شيخ الكتّاب، صارتا صديقتين تجتمعان كل صباح.
فرقتهما النكبة ثم جمعهما مخيم البريج، فصارتا والدتين تجتمعان كل مساء.
مرة أخرى فرقتهما الحرب على غزة، وحين التقتا في الخيام أبت طائرة حربية إلا أن تجمعهما، للأبد، في مقبرة جماعية..





37 - إيهاب الوحيدي




"باب النجار مخلوع" هكذا تقول له أمه ضاحكة، حين تطلب منه أن يصورها مع زوجته. كان يبتسم ثم يذهب إلى عمله مصوراً لتلفزيون فلسطين في غزة.
تحقق طلب أمه، ذات قصف، بصاروخ أطلقه طيار إسرائيلي فحوله مع أمه وزوجته إلى صورة في تلفزيون فلسطين.





38 - أمل





بقي حمدان وصبحة ينتظران المولود عشر سنوات كاملة، وحين تحقق الحلم ذات غروب نحر حمدان ذبيحة وأطعم منها فقراء المخيم.
الحرب التي قامت أخيراً لم تكتف بهدم بيت حمدان وصبحة، بل سرقت، أيضاً، حلمهما قبل أن يكمل شهره الخامس.
إنهما ينتظران الآن حلماً آخر سيأتي ذات شروق.





39 - بيضاء مضرّجة





عندما وقعت المجزرة، تظاهرت يارا بالموت، فلم تصل إليها سواطير الإخوة والأعداء، حين انصرفوا، بعد ساعات من الرعب المطبق، بحثت عن أفراد عائلتها.
لم تفرح أبداً عندما وجدت الجميع حولها: أمها وأباها وجدتها وأخويها.. كانت قطتها البيضاء معهم أيضاً، مضرجة مثلهم، بالأرجوان.





40 - مناوشات





قال كبيرهم:
"اللي بيتجوَّز إمي بيصير عمي".
قال طفلٌ صغير:
"الثلم الأعوج من الثور الكبير".



#يوسف_حطيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثون قصة قصيرة جدا / الأشجار واغتيال كنفاني
- (جَمَل المَحَامِل) 100 قصة فلسطينية قصيرة جدّا
- القصة القصيرة جداً في الإمارات
- أحمر صاخب لعماد أبو حطب : لقطات إنسانية في حُلّة حكائية قشيب ...


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حطيني - اربعون قصة قصيرة جدا / الخمر والأمر