أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الشهيد كسيلة - التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)














المزيد.....

التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 16:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هذا التعريب الذي أريد له من أول يوم أن يكون طمسا لأمة بحجم الأمة الأمازيغية التي يقول ابن خلدون أنها ملأت البسائط والتلال والجبال والصحارى من واحات سيوة إلى البحر المحيط ... ليس سهلا إبادتها أو الدفع بها إلى أقاليم أخرى ... كما أنه ليست الديمغرافيا العربية التي توزعت بعد الغزو المغلف بنشر عقيدة دينية هي التي يمكن أن تحل محل هذه الأمة الكبيرة خاصة وأن أشتات الغزو كانت قد توزعت في فضاءات شاسعة من فارس شرقا إلى حوض النيل غربا ....
لقد كان الغزاة العرب في الواقع هم الذين يذوبون في الشعوب المغلوبة فجشعهم في جمع الغنائم والسبايا وتلهفهم على الجميلات السريانيات والفارسيات وعلى السنيات البربريات جعل المرأة العربية تعيش أبشع وضع اجتماعي وهذا ما لم يلتفت إليه المؤرخون الذين راحوا يعددون آلاف السبايا العجميات والبربريات دون أن يلفتوا الانتباه إلى الحالة المزرية التي كانت عليها المرأة العربية التي أضحى العربي لا يقبل عليها لأنها لا يمكن أن تنافس الكسرويات والفرعونيات والبربريات، وهو ما يمهد لظهور أجيال من المولّدين الذين لم يرثوا عن آبائهم الغزاة الأعراب شيئا بل حتى لغتهم العربية كانت عربية عجماوية ملحونة كما تتكلمها أمهاتهم وأخوالهم حديثو العهد بالعوربة، ولذلك كان الأعراب في الواقع هم الذين يذوبون في البلدان "المفتوحة".
لكن ما نجح فيه الغزو الأعرابي المغلف بالدين هو سحق اللغات الأهلية واعتبارها رطانة خاصة وأن اعتدادهم الفج بفصاحة لغتهم التي توجت بـ "نزول" كتاب مقدّس بها جعل اعتدادهم لا يقف عند حد بل رسخ لديهم أن الركن الأساس في دينهم هو الترويج للغة العربية ونشرها وسحق اللغات الأهلية ... بدأ هذا في العراق والشام ومصر التي تلقّت الضربات الأولى للاكتساح الأعرابي في عنفوانه .. وهذا غير مستغرب في أمة الأعراب الشفوية التي لا قبل لها بالحضارات العالمية وهي في صحرائها لم تعرف تمدّنا راقيا ولا علوما ولا فلسفة ولا فنونا وليس في حياتها غير الاحتراب ولم تدخل إليها حضارة التدوين بعد !!!!
علة العلل أن "نشر" الإسلام الذي يتعلل به الغزاة كان قسرا وإجبارا وعنوة فـ"الفاتح" ليس له خطاب دعوي تبشيري وسط الجماهير ليكسب القلوب وينشر الإيمان كما هو معمول به في جميع الديانات ... وجمهور الأمة البربرية لا قبل له بتلك الجحافل التي فاجأت البربري (الأمازيغي) وهو إما في حقله وزروعه أو في محترفه ... أولئك الغزاة الذين يمتشقون سيوفا ويمتطون خيولا ... ويلوحون له بالموت إن لم يسْلم ... في دقيقة وإلا دفع الضريبة وإن رفض ليس له إلا الحرب وهذا الأمازيغي المذهول ماذا عليه أن يفعل ... يسلم وهو لا يفقه في هذا الدين شيئا بعد .. ودون ريب كان لا يعرف اللغة الأعرابية التي لم يسمع بها من قبل لأن أولئك الأعراب ليسوا مجاورين له ولم يسبق له الاحتكاك بهم ... وكان فهم هذا الدين للاقتناع به يتطلب دون أدنى شك فترة طويلة وبالأساس ذلك عمل رجال الدين وليس عمل جحافل تمتشق السيوف وتزرع الرعب أينما حلت ... كما أن الحرب تتطلب استعدادا واحترافا لا يمتلكهما الأمازيغي وهو في زرعه ومحترفه ودون سابق إنذار يجد نفسه أمام جيوش اكتسبت مهارة قتالية منذ الحروب القبلية قبل الإسلام تلك المدرسة القتالية التي استثمر فيها الغزو الأعرابي مغلّفا إياها بشعار نشر الإسلام !!!!
إذن كانت الفاجعة والكارثة والرزية والنكبة والمصيبة وأعمل السيف في الجميع وسيق الأطفال (ذكرانا وإناثا) أسرى وسبايا مصفدين في الأغلال... وتعددت الضربات والاكتساحات والغزوات وكلما تاقت دار الخلافة للذهب وللسنيات البربريات تندفع جيوشها المحترفة للنهب والأسر والسبي في أرض البربر الواسعة وفي هذا السياق نقدّم الشكر الجزيل العميم للمؤرخين والمدونين العرب والمستعربين الذين احتفظوا لنا بالشواهد التاريخية عن تلك الجرائم الفظيعة التي قل أن يعرفها التاريخ وكان خلفاء بني أمية مغتصبو الخلافة والمنكلون بالعائلة النبوية أبطال حروب النهب والقتل وهذا يزيد بن معاوية يرسل جيشا لقتل الحسين حفيد الرسول وفي ذات الوقت يجدد لعقبة بن "الضار" قيادة جيش غزو "أفريقيا" فكيف يكون قاتل حفيد الرسول ناشرا للإسلام وجدّ المقتول المنكل به هو نبي الإسلام !!!!
هذه الرزايا هي التي سيتأسس عليها التعريب ... ذلك التعريب الذي سحق اللغة والهوية الفرعونية في مصر التي كانت جدارا بين بلاد البربر وبلاد العرب ... ولم يكتف هذا التعريب بتعريب المسلمين في مصر بل شمل النصارى المصريين وهم أهل البلد ووصل إلى حد تعريب الطقوس واللغة الليتورجية للأقباط والموارنة وأصبحت كنائس الشرق معوربة ... فما بالكم بمن اعتنق الإسلام وهو على امتداد 15 قرنا لا يسمع إلا خطابا مسجديا بلغة قريش بل إن التلفزيون الجزائري على امتداد نصف قرن هو عمر استقلال الجزائر يفرض اللغة العربية التي يسميها "فصحى" على الكل بطريقة طفولية سمجة بائسة تثير القرف والاشمئزاز.
//./....



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعريب في بلدان شمال افريقيا
- شهادة اسمها -الجنوب-
- الاستعمار الديني (..........) حلقات استعمار لا نهاية له
- الطغمة البعثية - الوهابية والأديب العالمي كاتب ياسين
- التميمي والامازيغية
- صدى البرباغاندا المخزنية
- حقيقة بني هلال في شمال افريقيا
- كلمة -جنرالات- في البروباغاندا المخزنية
- وداعا كرنفال الفاتح سبتمبر... وأهلا بالأفراح الشعبية


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الشهيد كسيلة - التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)