أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سعيد قاضي - المسار الثوري في مصر 5: المقاربات الدولية للأحداث















المزيد.....

المسار الثوري في مصر 5: المقاربات الدولية للأحداث


أحمد سعيد قاضي

الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك بعدٌ آخر مهم للأزمة الثورية في مصر يجب فهمها واستيعاب كل جوانبها لتكتمل صورة الصراع الثوري المستمر في مصر. لن تكتمل الصورة قبل طرح المقاربات الدولية بشأن الصراع الدائر في مصر وأسبابها لما لها من تأثير كبير على دينمو الأحداث في مصر ولأنها تشكل الإطار العام للصراع المصري-المصري.
فلنبدأ أولاً من موقف قطر الذي رجح الكثير من المحللين السياسيين بتغيره بعد تخلي حمد بن جاسم عن الحكم. فقد تنبأ كثر بأن السياسة الخارجية القطرية بشكلها الحالي قد انتهت إلى غير رجعة. كانت قطر دائماً من أكثر الداعمين لجماعة الإخوان المسلمين مالياً ولوجستياً وسياسياً وإعلامياً عن طريق قناتها الجزيرة.
واستمر هذا الدعم بأكمل صورة له حتى بعد تخلي حمد بن جاسم عن السلطة في توجه مغاير تماماً للتوقعات. فقد استمرت قطر في دعم جماعة الإخوان المسلمين وظهر هذا جلياً بعد الإطاحة بمحمد مرسي. فقد كرست قطر قناتها الإخبارية الجزيرة لدعم الإخوان المسلمين وللتأثير في الرأي العام العربي والعالمي وإثارته ضد "الانقلاب".
إذن اختارت قطر دعم الطرف الإخواني على العسكر والسبب لذلك هو أن قطر الدولة الصغيرة الكثيرة الموارد والثورة تحتاج ليد طويلة تحرك فيها مشاريعها وتمكن فيها سيطرتها على السياسة العربية ووجدت هذه الأداة وهي الإخوان المسلمين.
لذلك كانت تدعم واستمرت في دعم المجسات الاخطبوطية للدولة الصغير ليصلب عودها وتتمكن من السلطة في الدول العربية وبذلك تستطيع قطر تنفيذ سياساتها بكل سهولة.

أما الدولة الأخرى وهي السعودية فلها موقف مغاير تماماً للموقف القطري. تدعم الدولة الوهابية الجيش المصري في محاولته للقضاء على "الإرهاب" دعماً مادياً ومعنوياً وسياسياً وإعلامياً عن طريق قناتها العربية التي تحترب إعلامياً مع قناة الجزيرة لاختلاف المواقف وغياب الحيادية.
تنطلق السعودية في موقفها المعادي لجماعة الإخوان المسلمين بشكل عام من قلقها المتزايد من نفوذ الجماعة وقوتها في العالم العربي والتي تهدد النظام الملكي الذي يقوم على أسس دينية.
فالنظام الملكي الذي يعتاش على الدين الإسلامي ويتاجر به ويقتل باسمه يخشى من يخشى من تفوق قوة القطب الديني الآخر الممثل بجماعة الإخوان المسلمين لذلك تحاول المملكة جاهدة أن تقزم دور الجماعة لتبقى المملكة بشيوخها مسيطرة على الوعي الجمعي الإسلامي.
ويجب التذكير بأن الدولة الوهابية لها اليد الأطول في الانقلاب المشروع في مصر، لا لمصلحة الشعب لكن لخوفها من جماعة الإخوان التي تعتاش على الديت أيضاً!
الدولة الرابعة هي تركيا أردوغان. تقع تركيا المحكومة من قبل حزب العدالة والتنمية ذو الرؤية الإخوانية في موقف دفاعي وداعم بشكل صلب للجماعات الإخوانية في المنطقة العربية لذلك دعم حزب الحرية والعدالة المصري على الملأ في صراعه ضد المؤسسة العسكرية المصرية ولم يتوانى في الهجوم المؤسسة العسكرية.
فأردوغان الحالم بعودة الإمبراطورية العثمانية لا يمكنه تحقيق حلمة بدون الإخوان المسلمين الذين يتشاركونه الرؤية والمنهج والتصور ذاته. وسقوط الإخوان قد يعني ضعف الحلقة الإخوانية التركية في المنطقة لمصلحة القوى الندّية.
الدولة الخامسة هي الإمارات التي كان لها دور فاعل ومؤثر في الأحداث المصرية بدعمها للعسكر سياسياً ومادياً. تخشى الإمارات أن تقوم جماعة الإخوان المسلمين بتحقيق مشروع تطوير إقليم قناة السويس الذي سوف يدمر اقتصاد إمارة دبي التي تعتمد بشكل كامل على مينائها البحري.
وإذا ما تم تطوير إقليم قناة السويس سوف تنهار إمارة دبي اقتصادياً لا محالة، لذلك يبدو أن الإمارات تدعم العسكر في مقابل ضمانة بعدم تطوير الإقليم الذي سوف يقوم بإنهاء دور إمارة دبي.
لننتقل الآن إلى الدور والموقف الأمريكي وهو من أهم الأدوار والمواقف بسبب كون الولايات المتحدة القوة العظمى المسيطرة عالمياً وذات المصالح الكونية.
تتخبط الولايات المتحدة في المستنقع المصري وقد خرج الصراع عن السيطرة والتخطيط الأمريكي بشكل تام. فقد بدأت الولايات المتحدة في مشروع الشرق الأوسط الجديد بخطوة أولى تتمثل في بناء دول ديموقراطية شكلياً، تحتوي على الأقل الأحزاب الإسلامية وتشركها في الحكم لكي تبعد خطرها.
لذلك دعمت الولايات المتحدة حكم الإخوان المسلمين لسبب آخر أيضاً وهو أنهم القوة الأكثر تنظيماً التي يمكنها بقدراتها وموقعها-السابق- حماية المصالح الأمريكية في المنطقة. وملامح هذا الدعم هو النصح الكثير للجماعة بالنظرة الموضوعية للأمور لتشخيص حيادي للحنق والغضب الشعبي على حكم الإخوان وذلك للحفاظ على استمرار الجماعة في الحكم، لأن غياب النظرة الموضوعية وتبني المطالب الشعبية يعني بالضرورة انتفاضة جماهيرية.
لم تستجب جماعة الإخوان المسلمين للنصائح الأمريكية واستمرت في إقصاء باقي الأطراف السياسية، وتشخيص الغضب الشعبي على فشل الجماعة بالحكم على أنه "مؤامرة" وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى الخروج الجماهيري الذي أدى إلى سقوط الجماعة عن الحكم.
وقعت في هذه اللحظة الولايات المتحدة في مأزق عظيم. فمن ناحية، سقوط الإخوان يدخل مصر في صراع مرير قد يضر المصالح الأمريكية في المنطقة وقد يشكل خطراً على الكيان الصهيوني وهو الخط الأحمر في السياسة الخارجية الأمريكية.
ومن ناحية أخرى، قام أعضاء الجماعة فوراً بالنزول إلى الشوارع وتنظيم اعتصامات استمرت لفترة طويلة قبل أن قام المجلس العسكري بعمليات إجرامية بحق أعضاء الجماعة والمتعاطفين معها المعتصمين في ميدان رابعة العدوية. ويكمن المأزق في حاجة الولايات المتحدة الملحة للعلاقة مع المؤسسة العسكرية المصرية التي تقوم بدور حيوي في حماية الكيان الصهيوني في المنطقة، وتحارب الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة بالإضافة إلى التسهيلات الجوية لعبور الطائرات الأمريكية.
وقعت الولايات المتحدة في موقع يجبرها على إلغاء المساعدات الأمريكية لانقلاب العسكر على المفهوم الأمريكي للديموقراطية، وبسبب المجازر المرتكبة بحق أعضاء الجماعة الإخوانية. وفي نفس الوقت يعني التقدم بهذه الخطوات فقدان النفوذ الأمريكي على المؤسسة العسكرية والذي يمكن أن يؤدي إلى تمرد العسكر على الولايات المتحدة، أو تلقف روسيا المترقبة واحتضانها للعسكر إذا ما تخلت عنهم الولايات المتحدة.
لقد شجبت الولايات المتحدة الجرائم الدموية بحق الأخوان وألغت تدريبات عسكرية كانت مقررة مع الجيش المصري وقامت ببعض الخطوات الأخرى لتعبر عن غضبها على العسكر المصريين ولكنها لم تقطع المساعدات العسكرية عن مصر.
تحاول الولايات المتحدة الوقوف على الحياد لأن من مصلحتها البقاء على علاقة طيبة مع العسكر، وفي نفس الوقت من مصلحتها أيضاً دخول الإسلامويين إلى منظومة الحكم والمشاركة السياسية في الدول العربية خاصة بعد إظهارهم للمرونة السياسية في علاقاتهم مع الغرب والقبول بما يمليه عليهم.
ويبدو واضحاً أن النفوذ الأمريكي في مصر في تراجع مستمر بسبب اتهام جماعة الإخوان للولايات المتحدة بدعم الانقلاب، وعلى نفس الخط تتهم المؤسسة العسكرية بواجهتها الليبرالية دعم الولايات المتحدة للإخوان المسلمين و"الإرهاب" في مصر.
حيث لمح رئيس الوزراء المصري حازم ببلاوي بأن قطع المساعدات الأمريكية سوف يؤدي بمصر إلى اللجوء إلى روسيا التي لن تتوانى عن دعم مصر، وأن مصر تستطيع تجاوز المساعدات الأمريكية. وكثيراً ما تسربت الأنباء عن تضارب الرؤى بين السيسي وأوباما لما يحدث في مصر قبل وبعد الانقلاب أو الموجة الثورية في مصر. وهو ما يوسع الفجوة القائمة بين البيت الأبيض وكافة الأطراف المصرية.





#أحمد_سعيد_قاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار الثوري في مصر 4: صراع ذو أوجه وأشكال متعددة
- المسار الثوري في مصر 3: المجلس العسكري، رأس الحربة في الثورة ...
- المسار الثوري في مصر 2: ملامح خيانة الإخوان المسلمين للثورة
- المسار الثوري في مصر 1:تحديد مفاهيم ومرجعيات
- دينامية الثورة...في فهم دوافع الثورة
- تقويض أسس الدولة 3: في خصائص السلطة!
- تقويض أسس الدولة 2:الأمة، الإقليم، السلطة!
- تقويض أسس الدولة 1:تمهيد
- عقلية التأليه عند الإسلامويين!
- إسلام بدون مسلمين!
- العمود الفقري لأحداث سوريا ومصر!
- الثورة البرجوازية في العالم العربي والمقاربات التروتسكية!
- في الماركسية-تحليل بنية النظام الرأسمالي 2
- بين غربنة ورجعنة، وأنسنة المجتمعات العربية!
- -أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة!- وتطور الأنساق الثقافية
- الأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية بناءً على أسس مادية
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 3: وجهة نظر ماركسية
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 2: دوافع عامة
- في وطني!
- لماذا نناصر المرأة في صراعها التاريخي؟! 1: جرد تاريخي لمكانة ...


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سعيد قاضي - المسار الثوري في مصر 5: المقاربات الدولية للأحداث