أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - الديمقراطية -الطائفية والديمقراطية الوطنية














المزيد.....

الديمقراطية -الطائفية والديمقراطية الوطنية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجد بعض المثقفين السوريين أن ثمة تقاطعا بين حملة الولايات المتحدة من أجل ( نشر الديمقراطية ) في المنطقة العربية وبين الحاجة التاريخية للخلاص من الاستبداد المزمن الذي يشبه بحق العصر الجليدي بمنعه تفتح المجتمعات العربية.
لكن ما ينساه أولئك المثقفين هو التفكير في ماهية تلك الديمقراطية التي تسوق لها واشنطن ، وحين تتضح الصورة ربما يتبين أنهم قد وقعوا ضحية سوء فهم أو عملية خداع .

لنترك التنظيرات ولنأخذ تجربة واقعية حتى لانتهم بالتحيز والمواقف المسبقة ، في العراق قامت الولايات المتحدة بتدمير الدولة العراقية ، وأعلنت عن مشروعها لتأسيس ديمقراطية عراقية تكون نموذجا يحتذى للمنطقة العربية فكيف سارت الأمور حتى الآن ؟

ما نشاهده على أرض الواقع هو ديمقراطية –طائفية تعطي لكل طائفة عددا محددا من النواب والمناصب الأخرى أي أننا أمام شكل لبناني أعيد إنتاجه وفق المقاييس العراقية .

يعلم الكثيرون أن الديمقراطية – الطائفية تكرس انقسام المجتمع وتقف حجر عثرة كأداء أمام الاندماج الوطني وبناء الدولة الحديثة ، وتفرز أزمات دورية تنتج العنف والحروب الأهلية وتسمح لأكثر فئات المجتمع تخلفا وتعصبا بالظهور كأنبياء ومخلصين .
هكذا فرض الاحتلال الأمريكي في العراق ديمقراطيته الطائفية عن سابق وعي وإصرار ، بينما لم يكن هناك ما يمنع من تشكيل مجلس نيابي عل أساس الانتخاب الحر للمواطنين المتساوين بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرق كما هو الحال في الدول الديمقراطية .
ماذا يعني ذلك ؟
يعني ببساطة أن الخيار الأمريكي ما يزال استخدام الانقسامات العمودية في المجتمعات العربية لتفتيت تلك المجتمعات وتكبيلها بقيود ثقيلة تتيح فرض الهيمنة الخارجية وسلب إرادة التحرر ، وتلك هي اللعبة القديمة للإمبريالية البريطانية والفرنسية في المشرق العربي ، من أجل ذلك يقترح السيد توماس فريدمان منح جائزة نوبل للسيد السيستاني الذي لولاه لمنيت السياسة الأمريكية في العراق بهزيمة كبرى ، بل يذهب فريدمان إلى أبعد من ذلك في الوضوح حين يقول ( إذا اتحد السنة والشيعة انتهت اللعبة the game is over ) .
وللأسف فان البعض لا ينتبه إلى أن تلك السياسة تتناقض بصورة صارخة مع فكرة الديمقراطية والحرية بالمعنى الحقيقي والأوسع .
وتزداد الصورة قتامة بافتقاد الديمقراطية – الطائفية لمبدأ العدالة حيث تفرض النسب والحصص بصورة مسبقة وبدون إحصاء سكاني وفقا لأجنده سياسية تتوافق مع مصلحة السياسة الأمريكية ، فيجري تهميش الفئات الاجتماعية التي لاتظهر الاستعداد الكافي للتعاطف مع الاحتلال ، وتدفع للمقدمة فئات أخرى وهكذا يتم تعميق الشرخ بين الطوائف وهدم الروح الوطنية.
وإذا كانت تلك هي الديمقراطية التي تسعى الولايات المتحدة لنشرها في المنطقة العربية يصبح أي حديث عن التقاطع بين أهداف السياسة الأمريكية في هذه المرحلة وحاجة المجتمعات العربية لإنهاء الاستبداد ونشر الديمقراطية حديثا غير ذي صلة .
وبالعودة إلى لبنان مهد الديمقراطية – الطائفية الأول يتملك المرء الشعور بالحزن والإحباط حين يسمع بيان المطارنة الموارنة بخصوص قانون الانتخابات و الذي تمت صياغته بروح طائفية تتوهم أنها خرجت منتصرة ، وأن تحالفها مع القوى الدولية يسمح لها اليوم بفرض رؤيتها المتعصبة .
هكذا يتم اغتيال حلم ملايين الشباب اللبناني في التحرر من الطائفية وبناء دولة حديثة ، وتتم إعادتهم إلى كهوف العصبية الطائفية وتكبيلهم بقيودها الثقيلة .
الولايات المتحدة التي استقبل رئيسها بوش المطران صفير في واشنطن لعدة ساعات كرئيس دولة وليس كرجل دين كما لم يفعل مع أي سياسي لبناني آخر لا تبدو متحمسة لأي تغيير في الديمقراطية- الطائفية في لبنان.
من العراق إلى لبنان يتم توضيب وتعليب الديمقراطية الطائفية من أجل تصديرها ، وبدون شك فان أنظار الإدارة الأمريكية تتجه أولا إلى السوق السورية .
ابتلاع الطعم الأمريكي من قبل بعض المثقفين السوريين يعني بصورة موضوعية ( بغض النظر عن الأوهام والنوايا ) التمهيد لاستيراد الديمقراطية الطائفية التي تمت إعادة إنتاجها في العراق بعد لبنان .
لايمكن تفادي مصير بائس كهذا بدون وعي آليات مشروع الهيمنة الأمريكي على المنطقة وترابط أجزاء ذلك المشروع وضرورة مواجهته بمشروع بديل للتحرر يسحب من يد الولايات المتحدة أثمن أوراقها ( شعار الديمقراطية ) ويميز بين الديمقراطية – الطائفية المعدة للتصدير انطلاقا من العراق وبين الديمقراطية الوطنية التي تضع الأساس لتعميق الاندماج الوطني وتفتح الآفاق أمام الاندماج العربي أيضا .
كلا لانريد ديمقراطية طائفية بل ديمقراطية وطنية وشعبنا قادر على إنتاجها وتصديرها أيضا بدل استيراد ديمقراطية ملغومة أنتجت في العراق تحت قصف طائرات الf16 وعلى أنقاض المدن المدمرة وأشلاء القتلى وفي مصانع أبو غريب.



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من واشنطن الى دمشق مع التحية
- ماذا تعني مناهضة العولمة؟
- المؤتمر القومي العربي رهان على الماضي أم المستقبل
- سورية مابعد لبنان والخروج من النفق
- العرب واميركا والعداوة العاقلة
- لبنان من الدولة الى الثورة
- قراءة لميزان القوى في لبنان مابعد الانسحاب السوري
- الثابت والمتحول في المعارضة اللبنانية
- وداعا للسلاح
- نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان
- سيوم براون- وهم التحكم - القوة والسياسة الخارجية في القرن ال ...
- سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن ...
- نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ول ...
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - الديمقراطية -الطائفية والديمقراطية الوطنية