أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - من واشنطن الى دمشق مع التحية














المزيد.....

من واشنطن الى دمشق مع التحية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة رسالة أمريكية مضمرة موجهة الى النخب السياسية السورية ( في الحكم والمعارضة ) تقول : اذا كنتم تريدون رضى الولايات المتحدة فعليكم ان تكونوا جاهزين لمراعاة بعض الخطوط الحمراء للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية ، وبلغة أوضح على التيارات السياسية والنخب التي تطمح لدور سياسي في المرحلة القادمة أن تقوم ببعض تمرينات اللياقة من جهة ، وأن تحضر أوراق الاعتماد المطلوبة من جهة أخرى .
هذه الرسالة يتم تسريبها بصورة مستمرة عبر مقالات صحفية ، وتصريحات من هنا وهناك ، وأحيانا بصورة عملية عن طريق استخدام أدوات اعلامية لتشجيع اطراف محددة واظهارها ، واغراق أطراف أخرى في الاهمال والتعتيم .
وعلى سبيل المثال فقد نشرت جريدة النهار مقالا لافتا للسيد جهاد الزين يتحدث فيه كيف ان مرحلة نشر مقالات المثقفين الديمقراطيين السوريين دون فلترة قد انتهت وأن من المفترض أن تتم مراعاة بعض المعايير المهنية والسياسية لمن يرغب في رؤية مقاله منشورا منذ الآن ، وبصراحة يشكر عليها فقد ذكر من تلك المعايير الابتعاد عن الخوض في شؤون العراق باعتباره تدخلا غير مرغوب في شؤون الغير.
ماهي الخطوط الحمراء للسياسة الأمريكية بالنسبة للنخب السورية ؟
أولا: فك الارتباط بالانتماء العربي السياسي الذي يجعل من احتلال العراق واحتلال فلسطين مسألة سورية.
هكذا فالنخب السياسية السورية يجب أن تحصر كل اهتمامها بالداخل السوري وأن تنجز قطيعة سياسية كاملة مع كل ما عربي وخاصة ما يتعلق بالعراق وفلسطين .
ثانيا : احداث نقلة نوعية في الخطاب السياسي المتعلق برؤية دور الولايات المتحدة في المنطقة العربية والعالم ، ففي حين يمكن التساهل مع شىء من النقد المهذب لتلك السياسة فان من غير المقبول ( يقع خارج الخط الأحمر ) الابقاء على نزعة عدائية للسياسات الأمريكية بغض النظر عما تفعله تلك السياسات في الواقع من تدمير وقتل واحتلال ..الخ..
ثالثا : المرونة السياسية والبراغماتية بمعنى ان النخب السياسية المهيئة للعب دور في المرحلة القادمة يفترض ان تتمتع بحد أدنى من المرونة السياسية أي ضعف الحساسية للمبادىء والاستعداد لتغيير الاتجاه وعقد الصفقات .
رابعا : تخفيف كافة عناصر الانتماء الوطني والقومي والثقافي-الروحي خاصة الاسلامي الى الحد الذي يصبح فيه ذلك الانتماء لونا باهتا ضمن لوحة زاخرة بالألوان الأخرى مثل مفاهيم الحداثة والليبرالية الخ ..
خامسا : القبول ببعض المسلمات بصورة ضمنية على الأقل ( ليس ضروريا اعلانها على الطالع والنازل ) مثل التفوق والهيمنة الأمريكية والاستعداد لقبول الاملاءات ، والتمتع بالقدرة على التقاط الاشارات من واشنطن بسرعة وفهمها وتمثلها دون الحاجة للتصريح عنها أو تكرارها .
سادسا : الاستعداد لقبول اسرائيل والتعايش معها والتطبيع دون الوقوف عند المسألة الفلسطينية ( مثال الاردن ) أو مسألة الأراضي السورية المحتلة ( ربما يتم التوصل الى حلول ابداعية مثل جعل جزء من الجولان منطقة ذات سيادة مشتركة ).
تلك هي بنود الرسالة المضمرة من واشنطن وربما صيغ عنوانها بطريقة كالتالي :
الى النظام والمعارضة في سوريا :
تأملوا جيدا في دفتر الشروط والمواصفات الأمريكية السابق لمشروع سورية الشرق الأوسط الكبير الذي سيطرح قريبا . هذه فرصة النخب السياسية المتطلعة لأدوار لها للمرحلة القادمة ، اما الفاشلون في تامين تلك الشروط والمواصفات فعليهم ان يتوقعوا خروجهم من اللعبة حتى لانقول تصفيتهم السياسية .
أما التاريخ فيقول : ثمة محنة كبرى بانتظار النخب السياسية السورية ، وعلى نتيجتها سيتوقف حكم التاريخ على تلك النخب ، اما التاريخ ذاته فسيمضي في النهاية بالتأكيد لصالح الشعوب التي لم تقل كلمتها بعد .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعني مناهضة العولمة؟
- المؤتمر القومي العربي رهان على الماضي أم المستقبل
- سورية مابعد لبنان والخروج من النفق
- العرب واميركا والعداوة العاقلة
- لبنان من الدولة الى الثورة
- قراءة لميزان القوى في لبنان مابعد الانسحاب السوري
- الثابت والمتحول في المعارضة اللبنانية
- وداعا للسلاح
- نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان
- سيوم براون- وهم التحكم - القوة والسياسة الخارجية في القرن ال ...
- سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن ...
- نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ول ...
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟


المزيد.....




- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-
- فيديو.. لص حاول سرقة هاتف مراسلة في البرازيل
- مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو -الرهائن الجوعى-
- 3 أشياء سامة بغرفة نومك.. تخلص منها فورا
- لجنة التحقيق في أحداث السويداء تبدأ عملها وتقدم -تعهدات-
- تعرف على عادتين بسيطتين تحسنان صحتك النفسية
- إعلام أميركي: ماسك أنفق ملايين الدولارات لاستعادة ود ترامب
- فيديو.. انفجارات قرب محطة زابوريجيا النووية
- بركان ثائر يربك حركة الطيران بإقليم تينجارا الأندونيسي
- تصعيد نووي بين أميركا وروسيا.. مناورة أم اقتراب من الهاوية؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - من واشنطن الى دمشق مع التحية