أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسن عامر - الاخوان سنة 2063















المزيد.....

الاخوان سنة 2063


محمد حسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 21:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الاخوان سنة 2063
تخيل انه مر خمسون عام من 30 يونيو 2013، اي بعد سنة 2063 ، تخيل أن مجموعة من الاخوان في أحدي جلساتهم التربوية، او لقاءاتهم الشهرية. حسنا، تقول انك لا تعرف الجلسة التربوية، او اللقاء الشهري .. لا بأس أقول لك ما هي الجلسة التربوية أو اللقاء الشهري. وحتي لا تتهمني بعدم الحياد أسوق لك تعريفا للجلسة التربوية من علي موقع أحد المراكز الاعلامية لجماعة الاخوان :"الجلسة التربوية هي لبنة البناء الدعوي، وهي العنصر الذي لا يغيب أبدًا مهما تعددت الأنشطة أو تغيَّرت أو تطوَّرت، وهي العمل الدوري الأكثر انتظامًا عن أي عمل دعوي آخر، وتعد هي المصدر الأساسي للثقافة والمحك التربوي الأول . وباعتباري اخواني سابق أريد أن أقول لك: الجلسة التربوية هي مصدر لكل شئ يتعلمه الأخ، بل ما يتعلمه في الجلسة التربوية يحترم أكثر من كلام الأم والأب أو اي مؤسسة تربوية وتعليمية وقبل هذا أن ما يقال في الجلسة يعد هو المصدر الوحيد لتفسير النص الديني، واي ما دونه لا ينظر له، ومسئول الجلسة هو صاحب السلطان علي من ينتمون الي الجلسة. اما اللقاء الشهري فهو لقاء يتم عقده كل شهر يجمع معظم الأسر التربوية المتواجدة في قطاع بعينه أو منطقة بعينها، وهو ايضا وسيلة مكملة للجلسة يتم خلالها املاء تعليمات قادة الجماعة علي الاخوان الجدد، او الذين يتم تربيتهم من جديد. وأهم ما يتم تناوله في كل هذه اللقاءات والجلسات التربوية هي ان الاخوان هم من يحملون راية الحق والدعوة، وأنهم ضحية النظم الاستبدادية التي صنعها الغرب، الذين تامروا علي اسقاط دولة الخلافة. وهم من اغتالوا الأمام الشهيد "حسن البنا"، مؤسس الجماعة، بعد مؤامرة بين الانجليز والملك. لكن بالطبع لا ذكر للاغتتيالات والجرائم والتفجيرات،التي ارتكبها الاخوان قبل اغتيال البنا، ولا تذكر ايضا الرواية،وان كانت ضعيفة، التي تقول ان "قادة التنظيم الخاص، الجناح المسلح للجماعة، قد يكونوا هم من وقفوا وراء اغتيال البنا بعد أن وصفهم بانهم "ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين"، وفصلهم من الجماعة، ومنهم من اعتبرها ردة من المؤسس"، لكن كيف سيُذكر هذا ولا أحد من صغار الاخوان يسمع عن التنظيم الخاص من الأساس ان لم يكن الكبار ايضا، وان سمع عنه يقال أنه كان لمحاربة الانجليز، ومناصرة المجاهدين في فلسطين.
ايضا لا تخلو جلسات الاخوان من الكيل والسب والذم للرئيس الراحل "جمال عبدالناصر". رغم أن كل المحيطين بك، خاصة في القري والأرياف، يحبون هذا الرجل، لكنك حينما تكون من الاخوة او مشروع الاخوة الجدد، ما يسمي ايضا بالدعوة الفردية، تجد شيئ مغاير داخل الجماعة؛ اذ أن "عبدالناصر" هو أكثر من حارب الدعوة ومن جاء بعده، عبدالناصر هو من نكل بدعاة الجماعة، الذين باعوا انفسهم للدعوة، هو من سجنهم واعدمهم وقيل انه احرق المصاحف.
من الروايات التي سمعتها في احدي الجلسات:"احد الاخوة كان في المعتقل، في عهد عبدالناصر، بينما هو كان يسير فوجد اخ اخر يرتدي جلباب لونه "غامق"، ظن أنه ثياب حتي أمسك به فوجده جلد الأخ خرج في يده وكان هذا اللون الغامق هو الجلد من شدة التعذيب لدرجة ان الأخ لم يستطع أن يميز بين لون الثياب ولون الجلد وخرج في يده". وفي كل هذا الأخوة الصغار لا يستطيعون مقاومة هذه الروايات؛ فيزدادوا كرها لـ"عبدالناصر" رغم انهم لا يكلفون أنفسهم بقراءة التاريخ، وبالطبع لا أقول هذا دفاعا عن "عبدالناصر"، وانما أقصد محاولة استقصاء المعلومة من مصادر موثوقة وبشكل شخصي لا أن يمليها شخص عليهم في جلسة تربوية، وهكذا يزداد الاخوان كرها له وهو الكره الذي ينتقل في العمل التربوي لمن جاء بعد عبدالناصر. اذا تربية الاخوان لابناء الجماعة ثابتة علي هذا المنطق .
وفي عام 2063 تعقد الجلسة التربوية، او اللقاء الشهري، مجموعة من الاخوة الجدد، او الدعوة الفردية، الذين يذهبون اغلبهم الي منزل احد الاخوة خلسة، من وراء والديهم، وخوفا من تعرف امن الدولة عليهم، يجلسون وهم ينظرون الي الاخوة المتحدثين اليهم، والذين يتولون مسؤولية الأسر او القطاعات، ويحلمون أن يكونوا مكانهم، يحلمون أن يعتقلهم امن الدولة حتي يعرفوا بانتماءهم للأخوان. يجلسون وهم يحكي لهم أن وزير الدفاع الدموي، الله يلعنه، عبدالفتاح السيسي في سنة 2013 دبر مؤامرة صهيونية أمريكية ضد الاخوة الذين جاءوا بانتخابات حرة ونزيهة، بعد ثورة ليرفعوا راية الدعوة والانطلاق بالمشروع الاسلامي نحو دولة الخلافة. هو يتحدث والاخوة متأثرون للغاية حزنا علي المشروع الاسلامي والدعوة، ويكمل الأخ "السيسي الخائن تحالف مع النصاري والعلمانيين، والسلفيين، الذين صنعهم امن الدولة، وعناصر النظام القديم ، الذي اكتوي منهم الشعب المصري وفي مقدمتهم الاخوان، ليسقطوا حكومة الدكتور "محمد مرسي"، هذا الرجل المسلم المؤمن الحافظ لكتاب الله.
يحكي الأخ والاخوة يزداد تأثرهم، كادوا أن يبكوا حزنا علي الاسلام والدعوة، الأخ يقول: نفذ السيسي انقلابا عسكريا دمويا، وارتكب المجازر، وفجأة الأخ صوته يجهش وتنزل الدموع من عينيه، ثم يكمل، قتل المسلمين بالدبابات، قتل ابناء الدعوة الاسلامية السلميين بالرصاص الحي، قتل ابناء الدعوة الذين خرجوا ليس لشئ الا لأنهم، رفضوا الظلم ورفضوا المداهنة في دينهم، والاخوة الصغار يبكون حزنا وضيقا. ثم يكمل الأخ: أرداوا ان يخرجوا من عبادة العباد الي عبادة رب العباد، فكان أن القي بهم السيسي الخائن في السجون والمعتقلات واعدم اخواننا الدكتور "محمد البلتاجي"، والدكتور "صفوت حجازي"، والدكتور "عصام العريان"، ولكان فضيلة المرشد، وقتها، الدكتور "محمد بديع" لحق بهم؛ لولا أن نجّاه الله، ولجأ الي دولة قطر التي كم قدمت للدعوة.
السيسي الذي اتهمنا بالتخابر وتعرفوا مع من؟!!، مع من يا اخوة؟ والله لن تصدقوا، مع الاخوة في حماس الذين يجاهدون ويقاومون العدو الصهيوني. ويكمل الأخ: لكن هذا ما وعد الله به لاننا نتحمل عبء الدعوة، لكن ايها الاخوة الأحباب من يدعو الي الحق صار غريبا بالنسبة لهم لا يقبلونه، والاخوة يبكون، والأخ يكمل: لكن لا تحزنزا ايها الأخوة، قال رسول الله _صلي الله عليه وسلم_"بدأ الاسلام غريبا، وسيعود غريبا، فطوبي للغرباء"، وقال تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ-;- فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ-;- نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ-;- وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، وقال تعالي : وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.
يمسح الأخ دمعته، والاخوة يهدأون بعض الشئ ، يتكلم الأخ بشكل حماسي: لا تهنوا ايها الاخوة؛ فالله معنا ولن يخزلنا، وانظروا الي التاريخ كله، يجب أن نتحمل من أجل دعوتنا، انظروا الي النبي كم واجه من صعاب كي يريحنا ويوصل رسالة الاسلام، وكم ضحي من الصحابة لأجل هذا الدين الحنيف. ثم يختم الأخ بدعاء هو :"اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين.. اللهم مكن لدينك في الارض .. اللهم أذن لهذا الدين أن يسود .. اللهم اعنا علي عبادتك وحسن طاعتك .. امين امين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الاخوة وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. روي الأخ كل هذا لكنه بطبيعة الحال لن يذكر أن الدكتور "محمد مرسي" أخلف وعوده وانقلب علي الديمقراطية، لن يذكر طبعا التهديدات التي وجهها اخوانه لمن يعارضهم وعبارات التكفير، لن يذكر ان مظاهرات شعبية خرجت ضده، لن يذكر الأعمال الارهابية التي اندلعت في سيناء، لن يذكر مقولات "البلتاجي"، الذي أعدمه السيسي،حين قال أن ما يحدث في سيناء ينتهي بعودة الرئيس "مرسي"، لن يذكر حرق الكنائس والمنشات العامة واٌسام الشرطة.
ثم يقوم اخ اخر، في الغالب الذي يدير اللقاء، أو الجلسة، يوجز أو يلخص ما قاله الأخ ويضيف قصة للأمام حسن البنا، ويقول تذكروا يا اخوة امامنا الشهيد، الذي استشهد لأجل هذه الدعوة ونصرة للأسلام، ثم يبتسم ابتسامة خفيفة ويقول :"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، ونسمع انشودة من الأخ "..." وبعدها نسمع من كل اخ منكم خاطرة او موقف يريد أن يرويه لنا. ينتهي اللقاء أو الجلسة ويعود الأخ الي منزله ليفكر ويستعيد كل ما قيل في اللقاء، يتعهد علي نفسه بالالتزام بطاعة الله نصرة للدين، والسير علي خطا النبي والصحابة والامام حسن البنا، ويتذكر الفريق السيسي وجرائمه التي رويت له؛ فيزداد كرهه له حتي انه يتخيل لو كان يعيش ايام السيسي لقتله، او علي الاقل كان الأخ خرج للجهاد واستشهد في سبيل الله، لكنه يزداد كرها لكل مؤسسات الدولة التي هي امتداد لنظام متامر مع الخارج والنصاري والعلمانيين ضد الاسلام والدعوة ودولة الخلافة. ويظل هكذا يشعر أنه ضحية التاريخ وأعداء الدين وانه قليل بنفسه كثير بأخوانه، ويفكر دوما في الدعوة الي تحمل رايتها، ومدي اخلاصه لدعوته او اخوانه؛ فالاثنان يحتملان نفس المعني.
أستطيع أن أقول لك عزيزي القارئ أن هذا هو حال الاخوان بعد 50 عام، هذا ما سيصيرون عليه ان لم يعيدوا اصلاح جماعتهم وتغيير فكرهم والتعلم من الخبرات التي مروا بها، بدلا من العيش في دور الضحية والمظلومية التاريخية. بالقطع هذه ليست النتائج لهذا ، وانما انا هنا أروي لك تفاصيل الجلسة التربوية التي هي البداية التي يخرج منها قادة الجماعة، وأترك لك أن تتخيل كل النتائج الممكننة سياسيا واجتماعيا ودينيا.



#محمد_حسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول رئيس مدني منتخب لمصر بين ديلما روسيف و مصطفي البنا
- حينما لا نقرأ الماضي ..
- مرسي ليس أربكان


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسن عامر - الاخوان سنة 2063