أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسن عامر - أول رئيس مدني منتخب لمصر بين ديلما روسيف و مصطفي البنا















المزيد.....

أول رئيس مدني منتخب لمصر بين ديلما روسيف و مصطفي البنا


محمد حسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 22:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أول رئيس مدني منتخب لمصر
بين
ديلما روسيف و مصطفي البنا

بقلم – محمد حسن عامر:
أواصل في هذا المقال ما قدمته من قبل حول تجارب دول اخري مرت بثورات او بتجارب تحول ديمقراطي، واجهتها ازمات وكيف تعاملت معها انظمة هذه الدول. وأود ان الفت في البداية نظرك عزيزي القارئ أن هذا ليس مقالا ساخرا؛ ديلما روسيف هي رئيسة دولة البرازيل، و مصطفي البنا هو أحد اعضاء مجلس الشعب السابق عن حزب النور، الأولي علي رأس السلطة في البرازيل والثاني من أرياف الفيوم ،ويتحمل مسؤولية امانة تابعة لحزبه فقط بعد أن حُلِّ المجلس، لكن كلاهما مارس السياسة_وان اختلفا في نطاق ممارستها_ الا انهما امتلكا ما لم يمتلكه الدكتور "محمد مرسي" رئيس مصر المعزول، أول رئيس مدني منتخب لمصر.
أبدأ بـ"روسيف"، ففي يونيو الماضي تعرضت بلادها لواحدة من أكبر المظاهرات الشعبية في العالم التي تجاوزت الملايين؛ احتجاجا علي سياسات الانفاق علي بطولة كأس العالم للقارات؛ وما ارتبط بها من رفع لتعريفة المواصلات، وهو ما رفضه المواطنون. وكانت شرارة الاحتجاجات اندلعت مباشرة في مدينة ساو باولو بعد أن قررت الحكومة زيادة تعريفة تذاكر وسائل النقل من 3 ريالات إلى 3.20 ريالات في تظاهرات دعا اليها مجموعة من الشباب صغير السن عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بدأت سلمية الا أن اعمال العنف انتابتها اشتباكات الشرطة مع المتظاهرين، وأعمال للسلب والنهب. أعطت هذه المظاهرات دليلا جديدا واثباتا واقعيا علي أنه ليس بالصندوق وحده تستقر النظم وتحي الديمقراطيات، وأنه حتي دولة البرازيل التي تشهد انجازات اقتصادية كبيرة وضعتها علي سلم الدول الاخذة في التقدم ومن أهم الاقتصاديات الصاعدة، اضافة الي نظام ديمقراطي بدأ بماسح الأحذية "لولا دا سيلفا"، رئيسا للبرازيل وخلفه "روسيف"، الا ان هذا لم يمنع المواطنين من التظاهر والخروج في مظاهرات كبيرة ضد "روسيف" في مشهد دوما ما يساء تقديره في أغلب البلدان المتجهة نحو الديمقراطية وخاصة في دول الجنوب.
آخذ هنا ثلاثة تصريحات لـ"روسيف" علي الأحداث، الأول:كان عقب اندلاع المظاهرات، وقالت فيه إنها " فخورة" بعشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا في مدن عدة في البلاد للمطالبة بتحسين التعليم والمدارس ووسائل النقل، ان الحكومة تستمع إلى الأصوات الداعية إلى التغيير، البرازيل استيقظت دولة قوية ، وحجم المسيرات التي شهدتها دليل على متانة ديمقراطيتنا، من الجيد أن ترى عددا كبيرا من صغار السن والبالغين، الحفيد والأب والجد، الكل يحمل العلم البرازيلي ويردد النشيد الوطني من أجل وطن أفضل".
التصريح الثاني لـ"روسيف" حين خرجت في خطاب الي شعبها تدعو فيه الي إقرار ميثاق وطني لتحسين الخدمات العامة، ووجوب مكافحة الفساد. وقالت في خطابها "سوف اتحدث الى رؤساء باقي السلطات لكي نضافر جهودنا، وسوف ادعو حكام ورؤساء بلديات المدن الكبرى للاتفاق على ميثاق كبير بشأن تحسين الخدمات العامة، وخاصّة النقل العام بنوعية جيّدة واسعار عادلة، والصحة والتعليم".
التصريح الثالث لـ"روسيف"، بعد مرور أكثر من شهرين علي انتهاء المظاهرات المضادة لها، كان خلال تدشينها مشروع سكك حديدية في مدينة "بورتو إليجيري"، التي ستستضيف خمس من مباريات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل، إن "النقل العام هو لجميع الطبقات الاجتماعية وهدفه جعل الضواحي أماكن أفضل للعيش"، معبرة عن دعمها للمطلب الرئيسي للمحتجين، ومؤكدة أن نوعية وسائل النقل أمر أساسي لحل أزمة التنقل في البلاد.
وثمة ملاحظات أظنها بحاجة الي القراءة الجيدة:
أولها: أن "روسيف" خرجت مخاطبة المواطنين وتعبر عن فخرها بديمقراطيتهم، محتضنة لمطالبهم، وبنبرة هادئة. لم تقل "روسيف" متعجرفة أن "اصابع خارجية رافضة لتقدم البرازيل تعبث فيها"، لم تتحدث روسيف "عن 7،6،5،4 في "الحارة المزنوقة"، لم تتحدث روسيف عن "عاشور بتاع ساوباولو" أو "فودة بتاع ريودي جانيرو"، أو "الراجل اللي بيأجر بلطجية في أحد احياء العاصمة برازيليا". لم تتحدث "روسيف" عن مؤامرة تدبر لها، أو ثورة مضادة مثلما فعل الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لمصر.
وثاني الملاحظات: أن "روسيف" بعد ان تراجعت عن قرار رفع تعريفة الحافلات، دون مكابرة أو حديث "سنمضي قدما" ودون توزيع الشتائم علي أحد، وضعت خطة تتناول مطالب المتظاهرين متمثلة في "الميثاق الوطني". خطتها لم تقتصر علي الحاضر؛ أي المظاهرات المطالبة بتخفيض تعريفة الحافلات بل ذهبت الي أبعد مما طلبه المواطنون، من خلال اصلاح كافة المشاكل في كافة قطاعات النظام في البرازيل. وكانت وسيلتها "الميثاق الوطني" وكلمة الميثاق تعني التوافق والاتفاق بين الجميع، ومشاركة الجميع في عبء هذا الاصلاح، علي عكس ما فعله تماما أول رئيس مدني مننتخب لمصر.
وثالث الملاحظات: أن روسيف بعد شهرين من الاحتجاجات تخرج في مشروع سكك حديد "بورتو أليجيري" لتؤكد انها تدعم مطالب جميع المواطنين، وان المشروع سيكون خدماته متاحة للجميع، لجميع الطبقات الاجتماعية. وكأنها تقول أنني حينما تحدثت عن خطة لاجابة مطالبكم لم يكن مجرد كلام مستهلك لتجاوز الأزمة وللدعاية الكاذبة، وانما حقيقة ملموسة علي الأرض. ايضا لم يفعل هذا أول رئيس مدني منتخب لمصر.
أول رئيس مدني منتخب لمصر، كم اصطدم بكلماته مع الجميع، وكم قدم من وعود لم يحقق اي شئ منها وعلي رأس هذا خطة المائة يوم، ومشروع النهضة، والاعلانات الدستورية، وصياغة الدستور، وصداما مع الداخل والخارج، مكتفيا بمشروع الأخونة والتمكين.
تعالوا ننظر الي النتيجة والفارق بين "مرسي وروسيف"، أظهر أحدث استطلاع للرأى، أن روسيف زادت شعبيتها بنسبة 6% عن أدنى مستوى وصلت إليه عقب احتجاجات شهر يونيو. وارتفعت نسبة الأشخاص الذين ينوون التصويت لها فى انتخابات العام المقبل إلى 5%. ووفقاً للاستطلاع فإن 30% فقط من البرازيليين رأوا أن إدارة روسيف جيدة فى يونيو الماضى، وهو أدنى مستوى وصلت إليه شعبيتها، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 36% بعد أن كانت 65% فى مارس الماضى وتراجعت بسبب الاحتجاجات لكنها تتحسن مجددا. وعبر 35% عن نيتهم التصويت لها فى الانتخابات المقبلة بزيادة 5% بعد آخر استطلاع للرأى. وأشار الاستطلاع أيضاً إلى تراجع نسبة المؤيدين للاحتجاجات ضد روسيف، فرأى 49% أن هناك نتائج إيجابية أتت بعد الاحتجاجات، بعد أن كان 65% يرون عكس ذلك فى آخر استطلاع للرأى.
أما الدكتور "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب لمصر، فما كان منه الا أن خلق دولة منقسمة تشهد اشتباكات يومية بين مؤيدين ومعارضين، فما كان منه الا أن وضع ابناء الوطن بين خيارين أحلاهما مر؛ اما الحرب الأهلية، أو حكم يكون قوامه العسكر وفي صفوفه الخلفية عناصر النظام القديم، وقد كان الخيار الثاني مع مخاوف من وقوع الأول ايضا. وقد كان وعزل "مرسي" ليوضع خلف القضبان بانتظار محاكمته. وقد كان وأفسد علينا أول تجاربنا الديمقراطية التي بذلنا لأجلها الدماء والأنفس في 25 يناير.
قد يقول البعض هذا في البرازيل انما نحن هنا في مصر؛ وهو ما يدعوني للانتقال الي شخصية "مصطفي البنا" هو رجل اعمال لم يكن احد يعرفه كثيرا الي أن هلَّ بعد 25 يناير يعرض نفسه كمرشح لعضوية مجلس الشعب. كان هناك كثيرون يكنون له العداء وما كان الا أن خرجت مجموعة من الأقاويل والشائعات حوله، منها ان أمواله حرام فهو يعمل في تجارته بالربا، ومنها انه مالك احد الخمارات في ايطاليا، ومنها أنه من مدمني الحشيش، ومنها أنه أغري كثيرون بأنفاقه أموالا طائلة لكسب رضاء أبناء دائرته ومنها أن وضعه حزب النور ثانيا في قائمته بعد استرضاءهم بالأموال، ومن قال أنه لا يفهم شئ ومجرد حاصل علي بكالوريوس تجارة بتقدير بسيط وغيرها من المواقف التي تصيدوا له فيها الأخطاء. وبغض النظر عما اذا كانت هذه الشائعات والأقاويل صحيحة أم كاذبة، فانا هنا لست بصدد تفنيدها، لكن ما يهم هنا هو طريقة تعامل "البنا مع كل هذه الأقاويل التي حاصرته طوال فترة الدعاية الانتخابية وحتي بعد نجاحه. مصطفي البنا لم أسمعه ولو لمرة واحد يرد علي الانتقادات الموجهة له، رغم فجاجتها، لم يسب أو يشتم احدا وانما ركز فقط في العمل، تعامل مع الجميع بغض النظر عن مواقفهم تجاهه. ما من حاجة لاي من ابناء دائرته الا وسارع لقضاءها بغض النظر عما اذا كان هو ممن تقول عليه او ممن لم ينتخبه او حتي من المنتمين الي الأحزاب الأخري. لم يكتف "مصطفي البنا" بمجرد فوزه في الانتخابات بل عمل علي التواصل مع ابناء دائرته وعايش همومهم جميعا بلا استثناء؛ فكان نائبا لهم جميعا ولم يخلف لهم وعدا. ايضا ذهب الي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ليحصِّل العلم في مجال العلوم السياسية كي يكون اكثر كفاءة لمهام منصبه، ويميزه انه علي استعداد دائم للاستماع الي الاخرين والتعلم منهم، وتفَّهم اختلافهم معه، ومحاولة كسبهم . حتي ان أصبح كثيرونه يحبونه ويشيدون به حتي الأطفال الصغيرة باتت تعرفه؛ فبات البنا نائبا عن كل أبناء دائرته، صادقا في وعوده، ومطورا من ذاته واداؤه وكل هذا لم يعيه الدكتور "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب لمصر، فكان هذا مصيره، بينما البنا الان له رصيده و يعيش طليقا يمارس عمله السياسي بل يتطلع الي عمل ماجستير في العلوم السياسية.
ما أود أن أقول في نهاية مقالي، ان الأزمة ليست في وصول من يتولي عملية صنع القرار في الدولة سواء اكان حاكما، او في مناصب أقل عن طريق الصندوق ان يفعل ما يحلو له هذه واحدة. وثانيا أن علاقة الحاكم بمحكوميه تتوقف علي الطريقة التي يدير بها الأزمة، وان الاحتجاجات لا تعني أنها امرا سلببيا طالما أنها وجدت من يجيد التعامل معها، بل انها قد تكون وسيلة لتعزيز الشعبية والشرعية وانظروا الي روسيف . هي التغذية العكسية لأي نظام، الأخير بجب ان يعلم أنه وصل بالصندوق ومهمته الحفاظ علي رضاء المواطنين، وتلببية حاجاتهم.بالتأكيد ان لكل بلد ظروفه ولكن ما هو مؤكد ايضا أن هناك قواسما مشتركة بين البشرية تصلح للتعلم لمن أراد.



#محمد_حسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما لا نقرأ الماضي ..
- مرسي ليس أربكان


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسن عامر - أول رئيس مدني منتخب لمصر بين ديلما روسيف و مصطفي البنا