حسين سليم
(Hussain Saleem)
الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 08:51
المحور:
الادب والفن
واحة خضراء، لايَحرسُها سّجان
أنا تّمثال فيها ، خلفته الحروب ،
ببقايا أنفاس سّجين
أحمل رأسي المزدحم بالحرمان الصدئ ،
على كتفين اثقلهما الحصار
مروج ، تلعبُ فيها الشقراواتُ
تتقافز من فوقها الفراشاتُ الملونة
وتحطُ على أشجارها العصافيرُ
لاتمنعها قضبان ولا جدران
وعلى البلاطات تأكل الطيور ، دون خوف،
مع الكلاب الأليفة
يمرّ بي العابرون ، دون مبالاة ، لوني هجين
يحطّ الحمام على رأسي ، يذرق
لاخوف بعد الأن ، أنا في أمان، كما تقول أمي
طوفان يهدر في عيني ، لم يزل ،
وعيني لاترى يابسة
يا صاح ! حماماتنا التي اطلقناها من السّجن
لم تحطّ يوما على نخيلنا الحزين
سفننا المشرعة عكس الريح ، مثقوبة ، تقذف اولادها للقرش
كي يسلم القبطان
واحة تأكلُ فيها ما تريد
الطبيبُ يأتي إليك إن دعيته
وملاكٌ يعتني بك حتى الصباح
النظافةُ تخنقني
لكن بقايا خوف قديم ، تطاردني، تلعبُ برأسي
،حتى، لو كنتُ هارون الرشيد
لخفت من ظلّي
فالعالم من حولي إشارات
وقاموسي بعض كلمات
ويسألونني عن المنفى
" سجين المنفى أنا وعاشق البلاد ، أنا حر الذكريات وعبد البلاد " *
هو ما تبقى من السجن !
* للشاعر ماجد مطرود
#حسين_سليم (هاشتاغ)
Hussain_Saleem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟