أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم خوري - مصر أمام مصير مجهول














المزيد.....

مصر أمام مصير مجهول


هيثم خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 03:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا كانت الثورة التونسية هي الفتيل الذي أشعل ثورات الربيع العربي، فإن ثورة 25 يونيو هي الموقد الذي ألهبها و بعث فيها الإضطرام، لذلك فإن ما يحدث في مصر سيترك آثاراً على ثورات الربيع العربي كلها، من حيث رؤيتها لنفسها و رؤية العالم لها.

كما في كل ثورات الربيع العربي، لم يكن الإسلامانيين -و بالتحديد الإخوان المسلمين- هم الطليعة التي قادت ثورة 25 يناير، و لكنهم وصلوا عبرها بالنهاية إلى الحكم، و بعد وصولهم إلى الحكم حاولوا الإستئثار بنتائجها. و الحال أن من قام بالثورة المصرية هم الشباب الذين حملوا بداخلهم الرغبة في أن يعيشوا حياتهم بدون عوائق تعيقهم عن تحقيق ذواتهم، و هذا ما ندعوه في علم النفس بالحرية، و هم أرادوا من خلال هذه الحرية الوصول إلى حياة كريمة، تضمن لهم تأمين حاجيات حياتهم دون مذلة أو هوان.

وصل الأخوان المسلمون إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع، مع أنهم لم يكونوا الفاعل الأساس لثورة 25 يناير، و كان هذا نتيجة ثلاثة عوامل. الأول هو أن الشباب و هم النخبة التي قامت بالثورة لم يكن لهم قيادات تمثلهم، يدفعونها للتترشح للإنتخابات، و هذا له أسبابه التي لن أتناولها الآن. و الثاني أن أغلبية الشعب المصري المتدين تديناً بسيطاً و ساذجاً، مال إلى أطروحة أن الشريعة هي الحل. أما السبب الثالث فكان أن الأخوان المسلمين هم المكون السياسي الأكثر تنظيماً في مصر.

عندما وصل الإخوان إلى الحكم في مصر، لم يتعامل رئيسهم مرسي مع المصريين بوطنية، فلم يكن همه شفاء جروح الوطن، بقدر ما كان همه خدمة فصيله السياسي و الإستئثار بالسلطة، و تحقيق الأجندا الضيقة لهذا الفصيل، هكذا لم ينفتح على بقية المكونات السياسية و المدنية في المجتمع المصري، و بدل أن يكون هذا الإنفتاح هو المرجعية التي تقوده، إعتمد على مرجعية أخرى لم يخترها الشعب و لم يصرح عنها أثناء حملته الإنتخابية، و كانت رمز هذه المرجعية هو المرشد العام للإخوان المسلمين. ثم أنه فور إستحواذه على السلطة عادى مؤسستي القضاء و الجيش. هكذا لم يكن مرسي رئيساً لكل المصريين، بل رئيساً على المصريين ليحقق الأهداف الضيقة لفصيله السياسي.

إنتفض الشعب مرة أخرى في 30 ينويو، من خلال حركة شبابية هي حركة "تمرد"، لم يفهم مرسي الرسالة، فتعنت. إستغل الجيش الفرصة فقام بإنقلاب عسكري، ووضع جهاز حكم لم يختره الشعب، و لا هو يمثل الشعب، و ليس لديه أي مشروع للخروج من الأزمة الراهنة. هكذا دخلت مصر بأزمة سياسية، تفتقد للآن لبوادر الحل، و للأسف هي في طريقها لأن تكون أزمة مجتمعية و أهلية.



#هيثم_خوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف لا كما يريده أغلب السوريين
- عوائق نجاح مؤتمرات المعارضة السورية
- مقاربة تاريخية لمشاعر الإضطهاد السريانية
- عجيبة هي المعارضة السورية
- كوفي عنان، إنتبه!
- أزمة المكون السياسي للثورة السورية
- القيصر و الضحية
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا -رقم 3- المصالحة و الشفاء
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا -رقم 1- المشاركة الشعبية ...
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا –رقم 2 - الأمن و السلام
- لا أعرف لماذا كل هذا التشاؤم؟
- أما آن للأمين العام للأمم المتحدة أن يسمي مبعوثه الخاص بالقض ...
- معضلة التدخل الخارجي
- دلالات إدانة اللجنة الثالثة للنظام الأسدي
- عدم النضج النفسي كأصلٍ للشر -دراسة سريرية لحالة بشار الأسد
- الدبلوماسية الروسية نسر ذو رأسين
- هكذا ماتت المبادرة العربية، فماذا بعد؟
- الضرورة الملّحة لمزيدٍ من وحدة المعارضة السورية
- بشار و الضغط المتصاعد
- باكورة الإنجازات الدبلوماسية


المزيد.....




- الأمير هاري: أود المصالحة مع عائلتي ولا جدوى من الاستمرار في ...
- -مستر بيست- سيشارك بحفل افتتاح -موسم الرياض- السادس
- الإفراج عن راسل براند بكفالة في أولى جلسات محاكمته بتهم الاع ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشيد باتفاق -منصف- مع الولايات المتحدة وإ ...
- إعلام مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير، ...
- ترامب يفاجئ نتنياهو بالمباحثات مع إيران: هل تصل المفاوضات ال ...
- -إصابة عدة أشخاص- إثر اصطدام سيارة بحشد في شتوتغارت الألماني ...
- بيان من جامعة الدول العربية تعليقا على قصف محيط القصر الرئاس ...
- روبيو يعتبر تصنيف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا متطرفا - ...
- مصر تحذر مواطنيها من رحلات -حج غير رسمية- بعد أزمة العام الم ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم خوري - مصر أمام مصير مجهول