أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم خوري - موقف لا كما يريده أغلب السوريين














المزيد.....

موقف لا كما يريده أغلب السوريين


هيثم خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رتب صديق لي اتصالاً بيني و بين شخص أمريكي ذي أصول سورية، وكان هذا الترتيب بناءً على طلب الشخص الأمريكي-السوري، إذ إن هذا الأخير يريد أن يفتح قنوات تواصل مع المنبر الديمقراطي السوري، ووقع الخيار علي من باقي شخصيات المنبر لأنني أعيش في الشمال الأمريكي، و أعرف عاداته و تقاليده. هكذا جرت محادثة بيني و بين هذا الشخص استمرت أكثر من ساعتين، تكلم فيها هو 90% من الوقت، و كنت في معظمها مستمعاً جيداً بلا مقاطعة.

ابتدأ محدثي بوصف مسيرة العلاقة بين الإدارة الأمريكية و المعارضة السورية منذ بدء الثورة السورية. فتكلم أولاً عن اللقاء الذي جمع عدد من الناشطين السوريين - و من بينهم رضوان زيادة و مرح بقاعي و محمد العبدالله- مع وزيرة الخارجية الأمريكية في أوائل شهر آب من السنة الماضية، و الذي دام دقائق، و أحست كلنتون في نهايته -بحسب محدثي- أنه حديث طرشان، و خرجت بانطباعاً بأن هؤلاء ليسوا إلى سذج سياسياً كل همهم التخلص من النظام السوري بأي ثمن عن طريق توريط الولايات المتحدة فيه دون حسبانٍ للعواقب حتى لو كانت تفتيت البلد. هكذا نفضت الإدارة الأمريكية يديها من المعارضين السوريين المقيمين على أرضها، و توجهت إلى فتح قناة اتصال مع مع الأكاديمي الليبرالي المعارض الدكتور برهان غليون، و لكن استجابة هذا الأكاديمي الساكن في مدينة النور للرسائل الأمريكية لم تكن بالمشجعة، و كان هذا مفاجئاً للإدارة الأمريكية. ثم ازدادت مفاجأة الأمريكيين عندما قبل الدكتور برهان بترأس مجلسٍ يشكل الإسلامانيون فيه أكثر من 60% من الأعضاء.

مع ذلك أعطت الإدارة الأمريكية -أيضاً بحسب محدثي- الفرصة للمجلس الوطني السوري، و لكن فشل المجلس بتنظيم ذاته و انعدام الشفافية في عمله و صراعاته الداخلية و عدم فهمه لطبيعة العلاقات الدولية جعله يفقد رصديه الدولي و خصوصاً لدى الإدارة الأمريكية، و إنتهى الأمر بوصف مسؤول أمريكي لأعضائه بأنهم "يتقاتلون اكثر مما يعملون ولا ينجزون اي شيء".

عندها سألت محاوري عن رؤية الإدارة الأمريكية لآلية حل القضية السورية، فأجاب أن هناك تيارين يتنازعان على كيفية التعامل مع الملف السوري. التيار الأول هو تيار مستشارو وزارة الخارجية الآتون من مراكز الدراسات اليمينية النزعة كمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، و هؤلاء يدفعون من أجل عمل عسكري في سوريا، بهدف نزع كل وجود روسي و إيراني في سوريا. أما التيار الثاني، فهو تيار الرئيس و مستشاريه ووزيرة الخارجية نفسها، وهؤلاء يرغبون بحل سياسي للقضية السورية، و ذلك بسبب خشيتهم من تفكك سوريا، واضعين نصب أعينهم ما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي له.

ثم أردف أنه من مناصري التيار الثاني، و يعتقد أنه لو وضعت الإدارة الأمريكية كل ثقلها في الملف السوري لدفعت نظام الأسد للرحيل بدون عمل عسكري. و هنا سألت محدثي متعجباً "إذاً ماذا تنتظر الإدارة الأمريكية ؟!" أجاب محدثي إن الإدارة الأمريكية تخشى الفوضى، و هي تنتظر المعارضة السورية لتقوم بالواجب الذي يقع على عاتقها. هنا قاطعته، وسألته مستغرباً "و ما هو هذا الواجب؟!"، فأجاب:
أولاً، وضع تصور للمرحلة الانتقالية أوسع مما قدم في مؤتمر القاهرة، بما فيها تصوراً عن الهيئات التنفيذية و التشريعية و القضائية الضرورية في كل مرحلة من مراحل الانتقال نحو الدولة الديمقراطية المنشودة، و أيضاً وضع تصورات من أجل إحلال الأمن و المصالحة الوطنية و إعادة البناء بعد رحيل النظام.
و ثانياً، تشكيل حاضنة سياسية مقبولة شعبياً و لديها الكفاءة لتأخذ على عاتقها هذا المشروع. لهذا فإن هذه الحاضنة يجب أن تمثل جيداً مكونات الشعب السوري، و التي تشكل المعارضة المنظمة ( بما فيها المجلس الوطني و الهيئة التنسيق و المنبرالديمقراطي) فقط 30% منها. ال 70% الباقية هي بقية فئات الشعب السوري من ضباط الجيش الحر و ضباط الجيش النظامي الغير متورطين بجرائم النظام و شباب و سوريين معارضين مستقلين، و برأي بعض الشخصيات الأمريكية فإن هؤلاء الأخيرون هم الأقدر على قيادة المرحلة الانتقالية لأن فيهم طاقات جيدة لم تفسد كما فسدت المعارضة المنظمة من جراء لهاثها وراء السلطة و المال.

عندها عقبت قائلاً: "و هل يعقل أن تترك الولايات الأمريكية الوضع في سوريا يتدهور على هذا النحو --مع أكثر من مئة قتيل و دمار كبير كل يوم- و هي تنتظر معارضة عقيمة؟!" فرد محدثي قائلاً: "الإدارة الأمريكية مستعدة للمساعدة على ترحيل الأسد، و لكنها لا تريد أن ترث فوضى شبيهة بتلك التي شهدتها في العراق بعد رحيل صدام، و هي واثقة أنه لدى السوريون الإمكانية لتجنب هذه الفوضى لو امتلكوا تمثيلاً سياسياً جاداً يضع كل طاقاته و طاقات الشعب في خدمة هذا الهدف، و هي تريد من السوريين أنفسهم أن يجدوا هذا التمثيل". فقلت لمحدثي: "هل يمكنني أصف هذا التنصل الأمريكي باللاموقف؟!" فقال لي: "يمكنك إذا شئت! و لكنني أنا شخصياً أصفه بأنه موقف لا كما يريده أغلب السوريين."

و هنا تساءلت في نفسي: " إذاً، ماذا يريد هذا الشخص من المنبر الديمقراطي السوري؟!"



#هيثم_خوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوائق نجاح مؤتمرات المعارضة السورية
- مقاربة تاريخية لمشاعر الإضطهاد السريانية
- عجيبة هي المعارضة السورية
- كوفي عنان، إنتبه!
- أزمة المكون السياسي للثورة السورية
- القيصر و الضحية
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا -رقم 3- المصالحة و الشفاء
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا -رقم 1- المشاركة الشعبية ...
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا –رقم 2 - الأمن و السلام
- لا أعرف لماذا كل هذا التشاؤم؟
- أما آن للأمين العام للأمم المتحدة أن يسمي مبعوثه الخاص بالقض ...
- معضلة التدخل الخارجي
- دلالات إدانة اللجنة الثالثة للنظام الأسدي
- عدم النضج النفسي كأصلٍ للشر -دراسة سريرية لحالة بشار الأسد
- الدبلوماسية الروسية نسر ذو رأسين
- هكذا ماتت المبادرة العربية، فماذا بعد؟
- الضرورة الملّحة لمزيدٍ من وحدة المعارضة السورية
- بشار و الضغط المتصاعد
- باكورة الإنجازات الدبلوماسية
- المعارضة السورية أمام امتحان دبلوماسي دقيق


المزيد.....




- صيحة الفساتين البراقة تعود بقوة مع النجمات في صيف 2025
- -الصراع في السويداء ليس طائفيًا فقط-.. خبيرة توضح لـCNN ما ي ...
- مؤرخ إسرائيلي: أنا باحث في مجال الإبادة الجماعية وأميزها عند ...
- البالونات الحرارية آلية دفاعية لتضليل الصواريخ عن هدفها
- خبير عسكري: إسرائيل تحاول تطبيق نموذج الضفة في غزة
- استفاد منها ماسك وشركاته.. تعرف على تأشيرة العمل الأميركية - ...
- الطريق إلى الشرعية المؤجلة.. السلطة والاستثناء والديمقراطية ...
- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم خوري - موقف لا كما يريده أغلب السوريين