أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم خوري - عجيبة هي المعارضة السورية














المزيد.....

عجيبة هي المعارضة السورية


هيثم خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 17:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عجيبة هي المعارضة السورية في أحوالها، فقصصها لا تشبه إلا قصص الميلودراما في المسلسلات المصرية. فكلما ظننا أن الدم المسفوك على تراب الوطن سيجعلها تنضج و تكبر، إذ تفاجئنا بالعثرات المرة، دافعة إيانا إلى الإحباط و الحزن و الألم و الغثيان. و لم يكن مؤتمر المعارضة في إسطنبول البارحة إلا حلقة من حلقات هذا المسلسل المضني، إذ إن هذا المؤتمر فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق هدفه المرجو -أو بالأحرى المعلن- و الذي هو "توحيد رؤية المعارضة". و الحال، إن هذا الفشل كان مكتوباً عليه من قبل بدء بالمؤتمر و ذلك للأسباب التالية:

أولاً، لم يكن هناك تحضيراً جيداً للمؤتمر. لنجاح أي مؤتمر يجب أن يكون هناك مشاورات مطولة بين الفصائل المشتركة قبل المجئ إلى المؤتمر للتوافق على جدول الأعمال و البيان النهائي. من الواضح أن هذا لم يتم، فالجهة التي بادرت إليه -و هي المجلس الوطني- جهزت جدول الأعمال و البيان الختامي و لم يكن على الحاضرين إلا الإلتزام و التوقيع. و هي لم تتعب نفسها لا بمشاورات و لا بإتصالات، و كأن المدعويين ليسوا شركاء في بناء الوطن، بل مجرد حاشية و مصفقين للزعيم البطل الأوحد.

ثانياً، بينما إعتبر المجلس الوطني نفسه راعياً للمؤتمر، تم توجيه الدعوات إلى أطياف المعارضة الأخرة ليس كفصائل بل كأشخاص، و هذا بحد ذاته نكران -أو بالحد الأدنى تجاهل- لوجود هذه الفصائل. مما يعني أن المجلس الوطني كرّس نفسه حزباً قائداً أوحد جديد، مناقضاً بذلك البيان الختامي للمؤتمر عينه الذي أقر بالتعددية، و هذا مثال فاضح على الفصام بين المبادئ المعلنة و السياسات المطبقة. و الحال، إن توحيد المعارضة المتوخى لم يكن إلا إعلان البيعة للحزب الواحد القائد الجديد و ذلك عبر تمييع فصائل المعارضة الأخرى و تذويبها تدريجياً. و هذا ما يدعوننا إلى الظن أن إعلان البيعة هذا و تذويب الفصائل تلك كانا الهدف الحقيقي -المضمر- من المؤتمر.

ثالثاً، إن الدعوات لحضور المؤتمر جاءت من قبل تركيا و قطر، و لا أعلم ما علاقة تركيا و قطر بالأمور الداخلية للمعارضة السورية! هل أصبحتا الوليتين على شؤون هذه المعارضة و بالتالي الوليتين على شؤون سوريا القادمة؟! و من ولاهما على هذا الأمر؟! هل المجلس الوطني فعل ذلك، أم هما اللتان أقحمتا نفسيهما؟! و الحال، إنه في كلتي الحالتين لا عُذر للمجلس الوطني. ألا يعلم المجلس الوطني أن السوريين سياديون بالطبيعة، و أنهم يعتبرون أن أي تدخل خارجي في شؤونهم جريمة كبرى؟! أظن أن المجلس الوطني أعماه الكبرياء عن رؤوية الكثير من المسلمات، و أنا واثق أنه سيُصعق بكثير من المفاجآت التي يخبأها له الشعب السوري.

رابعاً، كان أحد أهداف المؤتمر إرضاء العالم الخارجي و ذلك عبر إظهار المعارضة موحدة حول رؤية ناصعة لسوريا الجديدة -الشئ الذي طالما طالبت بها السيدة كلينتون. و لكن المؤتمر فشل في تحقيق ذلك، فالرؤية لم تكن ناصعة، إذ إن البيان الختامي أتى إنشائياً يخلو من الخطوات العملية، ثم إنه لم يكن إلا تكراراً للبيانات الختامية لمؤتمرات المعارضة السابقة. و المعارضة ظهرت مشتتة كما لم تبدو من قبل، فكثيرون أعتذروا عن الحضور، و آخرون إنسحبوا و من بينهم المجلس الوطني الكردي. كل هذا ليدل مرة أخرى على عدم فهم أطياف المعارضة السورية -و بالتحديد المجلس الوطني- لحساسيات بعضها البعض و بالأخص لخصوصية القضية الكردية، و ليظهر مرة أخرى أن هناك بوناً شاسعاً بين ما ينادي به و ما يفعله.

لكل هذا جاء مؤتمر إسطنبول الأخير هزيلاً باهتاً، و لهذا لم تطرب له أفئدة السوريين، و لم تهلل له أقلام الإعلاميين، و لا أظنه أقنع اللاعبين العالميين. و ها نحن ننتظر حلقة أخرى من هذا المسلسل المضني.



#هيثم_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوفي عنان، إنتبه!
- أزمة المكون السياسي للثورة السورية
- القيصر و الضحية
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا -رقم 3- المصالحة و الشفاء
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا -رقم 1- المشاركة الشعبية ...
- تحديات المرحلة الإنتقالية في سوريا –رقم 2 - الأمن و السلام
- لا أعرف لماذا كل هذا التشاؤم؟
- أما آن للأمين العام للأمم المتحدة أن يسمي مبعوثه الخاص بالقض ...
- معضلة التدخل الخارجي
- دلالات إدانة اللجنة الثالثة للنظام الأسدي
- عدم النضج النفسي كأصلٍ للشر -دراسة سريرية لحالة بشار الأسد
- الدبلوماسية الروسية نسر ذو رأسين
- هكذا ماتت المبادرة العربية، فماذا بعد؟
- الضرورة الملّحة لمزيدٍ من وحدة المعارضة السورية
- بشار و الضغط المتصاعد
- باكورة الإنجازات الدبلوماسية
- المعارضة السورية أمام امتحان دبلوماسي دقيق
- المعارضة السورية و نهاية العقم السياسي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم خوري - عجيبة هي المعارضة السورية