أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - درس اسمه - العراق-














المزيد.....

درس اسمه - العراق-


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق هو هذا البلد المثخن جسده بالجراح ، وأنهار الدم التى لا تنضب ابدا، حفلات الدم والاشلاء اليومية تسد آفاق النهار، وتسود المساء المعتم .
القتل المقدس باسم إله الشر هى الصلاة اليومية التى ربما اعتاد عليها العراقيين منذ القدم، ولكن الجديد أن القتل الآن لم يعد باسم القانون، ولا باسم حماية النظام، ولا باسم حماية المبادىء الثورية الملكية او القومية او البعثية. فمنذ سقوط بغداد على ايد قوات الاستكبار العالمية التى كان ومايزال يحلو للبعض ان يسميها قوات التحالف الدولية – الشيطانية – حددت أن المظلومين فى العهد البائد هم الشيعة، وهنا بدأ "الشيطان يعظ" !!
الشيعة المظلومين فى سجون البعث وصدام حسين صدقوا الشيطان، وقالوا إن الغرب والامريكان ينتصرون لحقوق الانسان ومظلومية المضطهدين، التقموا الطعم .
الطعم هو اعطاء السلطة للشيعة، وتحويل رموز النظام البائد الى مجموعة من الارهابيين الذين يحررون بلادهم من الشيعة الروافض، حتى أنى رايت بعض القوميين واليسار – السنى – يمتدحون مواقف العربية السعودية التى يصفونها فى ادبياتهم السياسية والفكرية بالدولة الرجعية !!
والانكى أن بعض من هؤلاء يعتبر ان الصراع مع الشيعة وإيران صراع وجود.. " إما نحن وإما هم " !!!
القضية هنا يا اخوانى أن العراق تم تخطيطه على نحو يسمح بتحويل الكيانات الاعتقادية الى كيانات سياسية واصبح الصراع السياسى فى العراق ذو طابع تعددى لا يقبل "التعددية" ، وذو طابع "تنوعى" لا يقبل التنوع، ولان صفة التنوع والتعدد هو فى البرامج التى تقبل المناصفة والتقاسم ولكن اذا كنت تعتقد انك "طهر" واننى "نجس" فإن الحوار سوف يكون ذو شكل اخر ، الحوار هنا سيكون ذا طابع النفى والتفجير والتفخيخ.
وحتى لا نظلم العراقين فان العراق باثره وقع وفق مؤامرة كونية محبوكة شاركت فيها اطراف اقليمية وما تزال هذه الاطراف تضخ ملايين الدولارات وتسير الاف التكفيريين . من اجل ان يظل العراق خارج التاريخ والجغرافيا والمنطق والحساب .
درس العراق لم يتعلمه السوريين فتم تقسيم المجتمع السورى بين "اطهار " و"انجاس" ، واصحاب "الجنة" واصحاب "النار"، اشاع الشيطان فى الافاق انكم آلهه وانكم من حقكم ان تدخلوا الناس الجنة وان تدخلونهم النار وانكم مثل العزيز الجبار، فاشتعلت الارض النار.. ووقعت الواقعة .
ايها الناس: اعلموا ان دولة النبى ودستوره المعروف بـ "دستور المدينة" لم يكن دستورا دينيا بالمعنى السطحى او بالمعنى الامريكى الاستعمارى، ولكنه كان دستورا انسانيا تعاقديا بين من احب ان يكون مواطنا فى دولة المدينة، وكان شعب المدينة يضم المسلمين وغير المسلمين وغير المعتقدين بالاله، و لم يقسم دستور النبى الناس الى شيع واحزاب " دينية ومذهبية وعرقية" ولكن اعتمد مبدأ هو اقرب لمبدا المواطنة هذا المبدأ سمح للجميع ان يكونو شركاء متساويين فى الحقوق والواجبات واحرار فى ممارسة حرياتهم الدينية والاجتماعية بما لا يضر امن المجتمع ، وهذا الدستور هو ما جعل الكثير من يهود المدينة ينضمون الى جيش النبى كمقاتلين ومدافعين عن دولتهم وبعضهم تبرع للنبى واوصى له بما يملك بعد موته، ولم يحدث ان اشتكى فرد او جماعة ان الاغلبية المسلمة تأخذ صلاحيات واسعة وان لهم الحق فى انتزاع حقوقهم المسلوبة .
دستور المدينة كان منهجا عرف منه الامام على بن ابى طالب كيف تتكون المجتمعات الحضارية، وان الناس من صنف واحد إما اخ لك فى الدين أو شريك لك فى الخلق له حق الحياة وحق ممارسة حقوقه.
الداعون هنا وهناك لحقوق اقلية او لتمثيل اقلية هم لم يفهموا درس دولة النبى فى المدينة، لم يفهموا منهج الامام على فى بناء الدولة والمجتمع، لم يفهموا دروس القتل والسحل والتفجير هنا وهناك، وكأنهم يحبوا ان يقتدوا بهم، وان تجربة هذا القطر وتلك المحلة تجربة مثيرة يمكن ان نجربها بعض الوقت ......
ايها الناس : افيقوا قبل ان تضربكم شلالات الدم المثخن على قارعة الطريق وفى الاسواق .... كونوا عباد الله اخوانا .... الناس لادم وادم من تراب .... نريد مجتمع يؤمن بالله ويحترم الانسان، ولا نريد تركة نتقاسمها بالدم والسيارات المفخخة .



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقيموا يرحمكم الله
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزءالسابع ...
- -..... خد منه قالب -....
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الساد ...
- السلفية الشيعية
- لعنة مصر (2)
- لعنة مصر
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الخام ...
- حزب الله ...... سبع سنوات من كسر عدوان تموز
- مصر ... والاقليم بين محورين
- ... الشيخ حسن شحاته ... -دروس من رحم الأزمة- ...
- متى تعتذر إيران ولماذا ؟!!
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الراب ...
- الوهابية تدق طبول الحرب الصهيونية المقدسة .. ضد الاسلام
- حتى لا نحترف البكاء ....
- شعب النهضة وسدها .... وقبقاب عم سعد
- ماذا يعنى حبكم للصحابة ..... وبغضكم للبشر ؟!!
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك..... الجزء الثالث عشر ...
- الى فضيلة شيخ الأزهر - عفوا- ...الى متى تخون شيعة مصر ؟!!
- الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الثانى عش ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جابر - درس اسمه - العراق-