سالم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 15:25
المحور:
كتابات ساخرة
ليلة القدر
كلما جاءت ليلة القدر تبحر سفينة الذكريات عبر بحر الطفولة لحينا القديم حيث يلتقي الغنى والفقر ، اليأس والأمل، وأطفال تعانق مصابيحا تشق عتم الليل. لترسو على عتبة منزل صديقي امجد وتفرغ ما تحمل من أجمل وأروع ذكريات الطفولة ببساطتها وسذاجتها ، حين كنا نفترش الأرض بعد أن تجمع الشمس لحضنها ما تبقى من خيوط النهار، لتذهب بها بعيدا وتتوارى خلف بيوت الحي ،و نعد لهذه المناسبة أيضا إبريقا من الشاي وما تيسر لنا من المكسرات استعدادا لسهر طويلة تمتد حتى الصباح بانتظار أن تفتح أبواب السماء وتنزل الملائكة لجمع ما لدى البشر من أماني وطلبات لرفعها إلى السماء السابعة ، ولا يبقى لنا سوى الصبر ولانتظار لأجل غير مسمى. وكعضوين بالمجتمع كنا نجتمع منذ الصباح ندون ما نريد بهذه الليلة ونبقى طول النهار نعيد ونكرر قرأتها أكثر من مرة رغم الصعوبة والتعقيدات التي كانت تواجهنا بسبب رداءة الخط وصعوبة تحليل الكلمات ، ثم نعيد ونكرر ما كتبنا من جديد ننقح ونحاول إعادة صياغة الجمل بخط جميل وواضح كي لا نرتبك أو يسقط أي طلب عن غير قصد في اللحظة الحاسمة ، وبنفس الوقت نقوم بشطب بعض الأمنيات بسب ارتفاع سعرها وأحيانا لا نريد أن نبالغ في مطالبنا كي تكون استجابة سريعة لا تحتاج إلى الوقت طويل. وهكذا كنا نجلس مع مغيب الشمس على عتبة الدار عين على الورقة تراجع ما كتبنا والأخرى ترقب أبواب السماء . ومع مرور الوقت كان النعاس يداهمنا كظل وحش يبتغي سرقة أمالنا وأحلامنا التي بين يدينا. كنا نتجاوز تلك المحنة إما بعمل بعض الحركات البهلوانية أو رشق بعضنا بما لدينا من الماء ، وبقينا على هذا الحال حتى الساعات الأولى من الفجر ، بعدها لم نستطع الصمود طويلا فذهبنا في غيبوبة من النوم عميق لم نصحو بعدها إلا على صوت أم امجد وهي تحثنا للدخول إلى المنزل لنكمل نومنا ، نظرت إلى امجد وهو مازال يفرك عيناه بكفيه بشده ويده مطبقة على ورقة المطالب وفي بالي يجول نفس السؤال منذو ثلاثة أعوام تباعا يبحث عن إجابة ، أيعقل وهذه السنة أيضا!؟ لا أبوب سماء فتحت ولا ملائكة نزلت! وبقيت أمنيانا وأحلامنا مكتوبة على ورقة في قبضة يدينا . وهكذا نحن العرب نعيش حياتنا أحلامنا
مجلس العرافين
الاجتماعات التي قادها مختار القرية مع مجلسه البلدي في مقر إقامته لمناقشة أحوال البلاد والعباد بعدما ألم بهم من كرب , و لم تجدي التدابير نفعا, ولم تأتي بأقل الرجاء , فقد شحت أبارهم وذبلت أشجارهم وذهبت محاصيلهم وشارف فصل الشتاء على الانقضاء ولم يهطل المطر ,. توصل المجلس في جلسته الأخيرة أن حجم الابتلاء يفوق حجم الإجراءات ، التي اتخذها المجلس من تكثيف صلوات الاستسقاء والصوم والانذرة والدعوة إلى الفضيلة والنهي عن الرذيلة , وبناء المزيد من دور العبادة , كل هذا لم يشفع لهم فما زالت الغيوم تمر بسماء القرية كزائر ثقيل الظل تحجب الشمس لفترات وتبخل أن تجود بعطائها أو حتى دفع ضريبة العبور. مما اوجد حاجة ملحة إلى اتخاذ قرارات فورية وجريئة دون مجابهة أو مهادنة للوصول لجذر المشكلة وإيجاد الحلول الكفيلة لإنهاء المعاناة نهائيا . فكان قرار المجلس الاستعانة بمجموعة من أشهر العرافين واتقاهم أصحاب الخبرة والكفاءة والمشهود لهم من العامة والخاصة مهما كلف الأمر ، عل وعسى أن يكون الحل على أيديهم الطاهرة
باشر مجلس العرافين عمله بوضع قوانين وأنظمة توضح العلاقة بين الشعب ومجلس العرافين، وعمد المجلس إلى توسيع نطاق صلاحياته على حساب المجلس البلدي وحريات الأفراد كلما تأخر المطر ، فقام بإبادة أنواع من الحيوانات بحجة النجاسة، وحرق وقلع بعض الأشجار على أنها تحمل ثمار إبليس، وطالت يد المجلس حتى وصلت إلى بعض دور العبادة فقام بهدمها بحجة الأرض غير طهور ، ولاحق روادها وأقام الحد على البعض والبعض الأخر فر خارج القرية فشردت واستعبدت ذريتهم.
كل سياسات الذل والقهر والقتل والحرق التي مارسها المجلس ضد أهالي القرية لم تأتي ثمارها فمازال المطر ممسكا عن الهطول ، ومشكلة المياه تتفاقم أكثر فأكثر فقد جفت الآبار وفرغت الخزانات ولم يعد يجد أهالي القرية ما يطفىء ظمأهم غير المياه في السوق السوداء والتي أصبحت تباع بأضعاف ثمنها ، مما حدا بأحد الشباب بإرسال اقتراح لمجلس العارفين مضمونه" بما أن النهر يبعد عن القرية اقل من كيلو متر واحد بإمكاننا استغلال المياه بواسطة نقلها بأنابيب أو تنكات خاصة "
في اليوم التالي اصدر مجلس العرافين بيانا يعلن تم القاء القبض على رأس المؤامرة ومازال البحث جار عن أذيالها
كبارية الشرق العربي
ما بعد،
رغم مرور السنين ما زال الصراع محتدما قي كباريه الشرق من اجل التغيير ، فالقوى المسيطرة ليس لديها النية الحقيقة بتغير الراقصات بعد أن شخن وما عادت أجسادهن تتمايل كغصن ألبان ولا هز وسطهن يحرر الكبت الجماهير و أصبحت سيقانهن كأعمدة آيلة للسقوط، وتاه تكوير الصدر بين التثليث والتربيع ، وترى أن هذه الأمور يمكن تجاوزها من خلال زيادة الاهتمام بالطبل والمزمار فهي كفيلة بجلب انتباه الجماهير وإلهائهم بالبحث عن عيوب الراقصات . أما القوى المعارضة فلها رأي أخر فهي ترى أن هذا الأسلوب أصبح قديما مستهلكا ولابد من استخدام أساليب جديدة لإعادة الروح للكباريه والحد من التذمر الجماهيري ، فكان بديلها الإبقاء على الراقصات مع كسيهن بأثواب تغطي عيوب أجسادهن بحجة الالتزام بالأعراف والتقاليد ، وبهذا يترك المجال أمام الجماهير لرسم الصورة التي تحلو لها لما تحت الثياب
#سالم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟