أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد الخراز - سأخون وطني














المزيد.....

سأخون وطني


أحمد الخراز

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 19:14
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


سأخون وطني*
"يمارس الملك حق العفو"..و يمارس دانييل** حق الاغتصاب و حق تصوير همجيته و عقده النفسية و حيوانيته الطافحة، يمارس بيدوفيليته السادية على أجساد أبناء الوطن..و يمارس خوان كارلوس نفوذه السياسي و تزلفه عند أعتاب القصر الشريف..فينال المجرم دانييل حريته و يسجن شرف الوطن حتى إشعار آخر.. كم أنت صغير أيها الفصل 58 من الدستور..أربع كلمات تزج بنا في غياهب العار و ظلمات الحرقة.. كم أنت صغير أيها الفصل 58 و كم أنت كبير أيها الجرح المتقيح المسمى تجاوزا وطن"..كم أنت خائب أيها الوطن الشقي، كم أنت عاق و جاحد في قسوتك على أبنائك، كم أنت مفرط في ساديتك..كم أنت و كم أنت..
هذا الوطن المستباح من أمراء الشرق و مرضى الشمال، من دولارات البدو و أوروهات الضباب، من ضباع الصحراء و ذئاب الحضر، من نفط الخليج و كونياك الشانزليزيه..هذا الوطن المسبيّ في قبضة عابري أسرّته، هذا الوطن الذي أصبح بورديلا يسع كل زبائن آخر الليل، هذا الوطن الرخيص رخص قحبة قديمة، هذا الوطن الغارق في دبق المنويات الرديئة ، هذا الوطن المتسخ كمقطورة الدرجة الثالثة..هذا الوطن القوّاد الذي يبيع شرف أبنائه إكراما للغرباء..هذا الوطن لا يستحق الانتساب إليه، هذه الجغرافيا الساقطة لا تسع الشرفاء، هذا المستنقع الضحل المغمور بالوحل و الطحالب و صنوف القراديات لا يرقى لحلم الانتماء، هذا النشاز المنبثق من صفائح المحيط لا يساوي جزمة حارس حديقة..هذا الويل المحفور على جباه العجائز كأخدود نجران، هذا الطلسم المثبت على أوراق الهوية كتعويذة سامة..سأخونك،و أنشر فضائحك على قارعة الطريق، سأنكس علمك و أحرق رايتك و أبعثر نوتات نشيدك، سأعلن العصيان عن حبك، و سأنثر مع الرياح ملفاتك السرية، سأبيع أرشيف تاريخك المجيد بالتقسيط و نصف الجملة، سأنشد أغانيك الوطنية في كباريهات الدرجة السفلى..لست قضيتي بعد اليوم، مادام دانييل حرا طليقا خارج سجونك، مادام كرم عفوك يعبر الحدود و نار سياطك تلهب جلود أبنائك، لست قضيتي بعد اليوم و لست مواطنا فيك أو منك، أنا لقيط أبحث عن علم ألبسه كساء و أفترشه فراشا و ألتحفه غطاء و كفنا..أبحث عن شرف مهدور أرقع به ثقوب كبريائي، عن رصيف دافئ يقيني صقيع ليلك الحالك، عن جدار يجنبني نهش كلابك..يا لخيبتي و منيّ دانييل لازال طريا يسيل على وجوهنا جميعا كلعاب كلب مسعور، لازالت واقياته الذكرية تقطر سما و سيفلس، لا زالت ردهة المحكمة ترجع صدى الحكم النافذ، ثلاثون سنة انتقل صفرها من اليمين إلى اليسار كما ينتقل سياسيّوك من خندق إلى خندق، ثلاثون سنة تفقد صفرها/شرفها و تصير في لمح البصر ثلاثا من الخيبات و الحرقات.. أيها الوطن العاهر الذي يأتيه الزناة من كل فج عميق، أيها البورديل الكبير الذي يمنح شواهد الإقامة لكل من يطرق بابه بدولار، ما عاد لي أمل فيك، و لا شرف الانتماء إليك، صرت أخجل و أنا أحمل حقيبة سفري و نجمتك الخماسية تأسر هويتي، صرت أخجل من انتسابي إليك، و فيك يعفى عن سافل و يسجن مناضل..فيك يعاقب على اقتراف الحرية و لا يجرم اقتراف الرذيلة، فيك يدان من عانق الكرامة و يخلى سبيل من عانق أفخاذ الصغار بشذوذ، أيها الوطن الفجور الكفور الجحود، دعني أبتلع ألمي و أنطفئ كشمعة أمام العاصفة، فما عادت أوسمة المقاومين تتوهج، و ما عاد لكبرياء ريفك و شموخ أطلسك من معنى..جباهنا أثقلها الوحل فانحنت و ظهورنا أعياها حمل الذل و الخيبات فانكسرت.. اللعنة عليك يا وطني..اللعنة سأخونك..
أين جوقة الفنانين و المخرجين و المغنين و الممثلين؟ أين شراذم المثقفين و جمع الحقوقيين الغفير؟ أين جوقة الصفوف الأولى؟ أين عصابة المتملقين خاطفي الأضواء و الصور؟ أين حمائم المحبة و السلام و سفراء النوايا الحسنة؟ أين تجار المسارح و متعهدي المهرجانات؟ أين جمعيات الكيلو ما تقيش كلشي؟ أين الموشحون بأوسمة الحمالة الكبرى و فرسان موائد السلطان المستديرة؟ أين أنتم؟ خسئتم.. تبّا لجبنكم و عهركم، لوضاعتكم و حقارتكم..انتهازيون بلا شرف و لا نخوة، تصمتون عن قول كلمة حق و تبتلعون ريقكم و أنتم تتحسسون الدهن الزائد في أردافكم، يا لوضاعتكم و أنتم تزدردون ضمائركم حتى التخمة..
دانييل يقلز لكم بأصبعه المرتجف،ملطخا بسمومه أحلام أطفالكم، و على شرفكم المداس يرقص الفلامنكو، مدريد تنتصر و وطننا يعدد مصالحه العليا على أصابع يده، بينما ينفلت الشرف من بين فروجها كرمل منسكب..

*عنوان لمؤلف أدبي للأديب العربي محمد الماغوط.
**دانييل غاالفان هو المجرم الاسباني مغتصب 11 طفلا مغربيا و المحكوم بثلاثين سنة سجنا نافذا، و الذي استفاد مؤخرا من العفو الملكي ونال السراح بعد قضائه لحوالي ثلاث سنوات من فترة محكوميته.



#أحمد_الخراز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا
- رمزية التماهي بين الدولة البوليسية و جواسيس فايسبوك
- بعد احتراق الأمس
- ورد و خطايا


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد الخراز - سأخون وطني