أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أبو ناصيف مختار - لعبة -تبدل الأدوار-














المزيد.....

لعبة -تبدل الأدوار-


أبو ناصيف مختار

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 15:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لعبة "تبدل الأدوار"

يبدو أن الرفاق في الجبهة الشعبية لم يدركوا بدقة عمق شعار "إسقاط النظام" الذي ردده المنتفضون في أرياف ومدن تونس في عديد المحطات التي خرجوا إثرها للتظاهر ضد حكم الاخوان. إن نظرة سريعة الى الوراء بإمكانها أن تساعدنا على تبين الخطأ القاتل للنهج الذي تسير فيه الجبهة ومكوناتها:
غداة 14 جانفي 2011 أدرك جل المتابعين للشأن التونسي أن النظام لم يسقط وأن ما حدث هو فقط خلع رأسه مع المحافظة على الجسد حيا، فكانت المظاهرات والاعتصامات والاضرابات العامة تجتاح كل الجهات بعد أن قفزت للسلطة طغمة هي في الواقع سليلة حكومة بن علي. وتحت ضغط الاحداث الداخلية والتوازنات الخارجية سعت السلطة الى المضي في مكرها وخداعها للمنتفضين بأن دعت الى انتخابات 23 اكتوبر التي سار في ركبها أغلب الطيف السياسي ووقعوا على وثيقة انتخاب "مجلس تأسيسي"، سرعان ما انقلب الفائزون فيه على كل التعهدات. وضمن هذا الاتفاق سلمت السلطة بمباركة القوى الكبرى الى الاخوان (والكل يذكر المراسم الاحتفالية لنقل السلطة في قصر قرطاج) وكان رئيس نداء تونس حاليا هو "بطل"ذلك الانتقال. أودعت السلطة اذن للاخوان، لكن النظام لم يسقط (النظام بمعناه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي...الخ). نحن اذن إزاء نقلة سلمية من حكومة الى أخرى ليس إلا، وإن أخذت شكل انتخابات مصحوبة بحراك اجتماعي وسياسي بقي رهين السطح ولم يتمكن من إدراك ماهية شعار "اسقاط النظام".
جاء الاخوان الى الحكم وتبدلت الادوار، فمن سلم لهم السلطة تحت يافطة "الانتخابات الديمقراطية"، أصبح الآن في المعارضة يكيل لهم كل التهم بما فيها أنهم غير ديمقراطيون وأن حكمهم تيوقراطي(ديني)، وأنهم انقلابيون...الخ. حينئذ كانت الجبهة بصدد التشكل، بالرغم من مشاركة أغلب مكوناتها في العملية السياسية التي انبثقت عن انتخابات 23 اكتوبر، واعترافهم بنزاهتها وبكل ما ترتب عنها(فقد بارك حزب العمال حينها وباقي الاطراف السياسية التي ستشكل الجبهة فيما بعد وصول الاخوان للسلطة). وبعد أن توطدت أركان الجبهة انتقلت من جديد الى رفع شعار "اسقاط النظام" ولكنها ظلت في كل مرة غير مدركة لمعانيه العميقة، حيث أن التحالفات التي عقدتها تشي بذلك، فها هي تعقد اليوم تنسيقا عالي المستوى مع أحد مكونات النظام الذي لم يسقط لتنخرط مجددا في لعبة تبدل الادوار التي يمكن بيانها كما يلي:
- حكومتا الغنوشي والباجي يقابلها الاخوان ومكونات الجبهة خارج الحكم (امضاء وثيقة الهيأة العليا برئاسة بن عاشور بشكل جماعي دونما قيد أو شرط)
- انتخابات 23 اكتوبر تصل بالإخوان الى الحكم بعدها يتشكل المشهد من جديد على مستوى مكونات الجبهة ليأتلف مع مكونات الحكومة السابقة ضد الحكومة الجديدة.
- النتيجة اذن أن الامر لا يتعلق بالنسبة للجبهة أو مكوناتها بإسقاط النظام بل بمجاراته من خلال تبدل الادوار في كل مرة ومحاولة إيجاد ذرائع وتبريرات أعتقد أنها ستكون قاتلة هذه المرة بعد أن بدأت تتأكد هوة سحيقة بين مسار الجبهة وبين قواعدها الآتية من كل الاطياف والتي لم تندمل بعد الجراح التي ألحقتها بها الحكومات السابقة.

قد يكون من الممكن بعد هذا الرأي أن نرى الأمور وفق التصور التالي: بناء على عدم تكافئ القوى فإن طرح شعار "اسقاط النظام" هو شعار غير واقعي مرحليا، وحينها نكتفي بالعمل على "اصلاحات" ممكنة من خلال تحالفات حقيقية تبنى على أساس شعار أن "الشعوب لا تطرح في برامجا العاجلة سوى المسائل القادرة على حلها في مستوى الواقع". وبهذا فقط يمكن السير في الطريق العملية وليس النظرية فحسب لإسقاط النظام، أو "طريق الثورة".
إن فهما خاطئا بإمكانه أن يقودنا الى تحالفات خاطئة ورؤية غير واقعية يمكن أن تزيد من عزلة أصحابها. والمطلوب في هذه الاحوال هو مصارحة الذات أولا ثم عقد التحالفات فيما بعد. فإسقاط النظام لا يمكن أن يتأتى بالتحالف مع جزء منه، قد يكون غادر السلطة السياسية في خظم توازنات دولية ولكنه لا يزال يحوز على جزء هام من السلطات الأخرى (اقتصادية، إدارية، ثقافية وغيرها).
إن الذي يراهن على الكم والعدد والأغلبية وحدها لا يمكن أن يفهم مجريات وتطور الاحداث وسير التاريخ، ذلك أن هذه الأغلبية إنما تشكلها وسائل الدعاية والإعلام التي هي مسيطر عليها بشكل شبه كلي من قبل مافيات السلطة بمختلف الاقنعة والمساحيق التي يمكن أن تضعها. وهذه الأغلبية هي كذلك متحولة يتم استخدامها في كل مرة لبيان الشكل الزائف والسطحي للديمقراطية، فقد كانت بالأمس- انتخابيا- مع الاخوان، ويتم اعداها اليوم لتكون ضدهم. وللأسف هي في كلتا الحالين ضد نفسها.
على الرفاق في الجبهة اذن أن يعرفوا ويعترفوا بمسألة أهمية الحجم والقوة الحقيقيين في رسم مسار الأحداث وذلك حين يكفوا عن الانزلاق في لعبة "تبدل الادوار" الخطيرة لصالح الخيار الممكن حتى وإن تأخر، فبهكذا توجه قد لا يأتي هذا الخيار أبدا، أقصد خيار البناء والتأسيس الصعب والمضني والذي غالبا لا تصاحبهما الأضواء الساطعة، أضواء الجري والجري الى ما لانهاية لنعود في كل مرة الى لعبة "تبدل الأدوار".



#أبو_ناصيف_مختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنوار العقل العربي بين الفلسفة والدين
- فلسفة البراكسيس أو في فلسفة الممارسة الثورية
- نقد الاطروحات الليبرالية في الفلسفة


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أبو ناصيف مختار - لعبة -تبدل الأدوار-