أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - الموجز الصريح في إثبات موت المسيح ادلة قرآنية















المزيد.....



الموجز الصريح في إثبات موت المسيح ادلة قرآنية


خلدون طارق ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يصر الكثير من المذاهب والطوائف الاسلامية على ان المسيح عليه السلام لم يمت وإنما رفع إلى السماء حياً وسيعود إلى هذه الارض في آخر الزمان استنادا إلى فهم وتفسير خاطئين لبعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ولكن في نفس الوقت فأن بعض علماء وأعلام الأمة رفضوا فكرة عودة المسيح عليه السلام إلى الحياة مرة ثانية ولكن من تصدى إلى هذه المسألة وقتلها بحثا هو الميرزا غلام أحمد عليه السلام وجماعته الأحمدية من بعده والذي سرد في كتبه ومقالاته الأدلة الواضحة والجلية وأقام الحجة على المخالفين إلا إن مخالفيه للأسف أشاحوا بوجوههم عن الحق المبين وولوا مدبرين {فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ }التوبة76 وهذا هو دأب المرسلين والمصلحين الذين دائما ما يواجهون معارضة قوية من قومهم وأبناء جلدتهم بدون هدى ولا كتاب منير كما قال الله تعالى في كتابه المجيد {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }الحج8 وإنما حججهم تستند إلى النقل لا العقل مرتكزين إلى فهومات البعض من سلف الأمة الذين لا تقم الحجة بهم فيما إذا خالفوا نصا الهيا قاطعاً وللأسف إتبع الخلف تلك الفهومات متغاضين عن آيات صريحة في القرآن الكريم أنكرت رجوع الميت إلى هذه الحياة وكانت حجتهم فقط {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }يونس78 وأمام هذا الفهم السقيم كان لابد على أعضاء الجماعة الإسلامية أن يوضحوا ما جاء به المسيح الموعود عليه السلام ويقيموا الحجة على المسلمين وليذكر أولو الألباب (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّــــهَ لَسَمِيــــــعٌ عَلِيــــمٌ }الأنفال42 .
ان عقيدة عودة المسيح عليه السلام إلى الحياة من العقائد الفاسدة والعقائد الشركية التي يجب على الأمة ان تتخلص منها وليعلم أولوا الألباب بان هذه العقيدة من العقائد التي أدخلها النصارى في الاسلام وهم يحتجون بها علينا لذا كان لابد من كتابة هذا البحث لنقض هذه العقيدة الفاسدة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1} الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7} الفاتحة ولأجل هذا كان لزاماً علينا ان نجعل القرآن فيصلاً بيننا وبين قومنا { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }الأعراف89 كون القرآن الكريم بمحكمه وبإجماع الأمة نصاً قطعي الدلالة فهو المحفوظ من فوق سبع سموات بحفظ الحفيظ العلام ذي الفضل والإنعام ولذا سيرتكز البحث هنا على إسراد الإدلة من القرآن الكريم لدحض هذه العقيدة الفاسدة من خلال أمرين هو ان القرآن الكريم لا يقول برجوع الميت إلى الحياة في هذه الدنيا وإذا أثبتنا بان عيسى عليه السلام انه قد مات وهو الأمر الثاني فستبطل العقيدة تلك من أساسها .
المبحث الأول:-
كما أسلفنا من قبل سنركز في هذا البحث على إستحالة عودة المتوفي إلى الحياة الدنيا قبل يوم النشور من خلال إستعراض الأدلة الواردة في الآيات القرآنية فكما هو معلوم فإن هناك عدة آيات من القرآن الكريم ترسم خريطة طريق للحياة البشرية وتلك الخريطة تمر بمراحل عدة متناوبة أولها الموت والعدم ومن ثم الحياة ومن ثم الموت ومن ثم البعث يوم النشور وإليكم تلك الآيات :-
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}البقرة28
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}غافر11
{وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُور}الحج66
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}الروم40
{قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}الجاثية26
{وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}النحل70
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}طه55
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}غافر67
{ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً}الحج5
والأدهى من ذلك أورد القرآن الكريم في آيتين محكمتين واضحتين بإستحالة الرجوع صراحة إلى الحياة الدنيا حيث قال تعالى :-
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100} (المؤمنون)
10- {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}الأنبياء95
يتضح مما تقدم بان خارطة الحياة الانسانية وحسب القرآن الكريم لم تشر إلى احتمالية رجوع الحياة إلى من أدركته المنية قبل يوم النشور كما لم ترد الإشارة إلى اية إستثناءات من هذه الخريطة حيث ان المراجع لهذه الآيات يلحظ ان رحلة الانسان من الموت الاول والعدم إلى البعث والنشور رحلة حتمية غير قابلة للتغير او التبدل او الاستثناءات بدليل إنها لم ترتبط بفعل المشيئة حيث لم يرد فيها لو شاء بعثكم او لو شاء أحياكم أو لو شاء لأماتكم بل هي سنة الله التي لن تتغير او تتبدل لأي بشر سواء كان نبيا مرسلا او ولياً مقرباً { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43 .
س: وبهذا الصدد سترد عدة إسئلة بخصوص عودة أموات إلى الحياة كماهو وارد في ظاهر بعض الآيات القرآنية , فكيف يمكن التوفيق بين سنة الله في الحياة والموت وبين عودة الحياة التي أشارت إليها بعض الآيات القرآنية ؟
ان الخوض في هذا الموضوع يتطلب بحد ذاته بحثا منفصلا ولكننا نستطيع ان نقول باختصار ان الاحياء المشار اليه في تلك الاحياءات لم يكن احياءا حقيقيا بل تضمن إحياءات إعجازية او إحياءات روحية فمثلاً حادثة بني اسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام لم تكن احياءا حقيقيا وانما إحياءا روحانيا وكذلك الموت كان موتا روحانيا وقد أشار القران الكريم إلى الاحياء الروحي والموت الروحي في اكثر من اية وهي :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}الأنفال24
{أوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (الانعام 122)
(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}الأنفال42
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}الأنعام36
{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}النمل80
{الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ{20} أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{21} النحل
وفي معرض المقارنة بين المؤمنين والمشركين قال الله تعالى {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ} (فاطر 22)
وفي معرض وصفه للمشركين الذين يتجهون بدعائهم لغير الله تعالى قال {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ{20} أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{21} (النحل)
وبالتالي فلا يوجد هناك إحياء حقيقيا في هذه الدنيا وان ما ورد في القرآن بشأن إحياءات هنا وهناك فلا يجب أن تحمل على معناها الظاهري وحتى وإن صحت بعض الأخبار عن الإحياءات فهي إحياءات وقتية كما تروى بعض الاثار على ان الحواريين طالبوا المسيح ان يسعى معهم أحد الأموات قال كيف يسعى معكم من لا رزق له فهذا خير دليل على ان تلك الاحياءات ان صحت فهي وقتية لذلك ارى لابد أن تأول تلك الإحياءات كما أولت آيات القرآن الإيمان بمفردة الإحياء والكفر بمفردة الموت وهنا لابد لنا من القول بان إستحالة عودة المتوفى إلى الحياة الدنيا ليس بسبب عجز الله تعالى جل وعلا ولكن بمقتضى حكمته وإرادته التي أتقنت كل شيء إذ لو كان العكس لسقط التكليف عن من أعيدوا إلى الحياة إذ سوف يشاهدون بعين اليقين الحياة الآخرة عند نزع الروح وكذلك لما قسمت المواريث ولما إنكحت النساء لازواج غير ازواجهن المتوفين ولما ولما.......
نكتة :- إنما ما يؤيد ما نذهب اليه هو ان القرآن الكريم في معرض رده على المشركين الذين ينكرون البعث يوم النشور لم يورد بأنه قد طالب بسؤال أهل الكتاب عن الإحياءات المادية التي حدثت لأسلافهم والتي يتشدق بها من يتمسك بظاهر النصوص القرآنية سيما وانه طلب من نبيه الكريم والمسلمون الاوائل بسؤال أهل الكتاب عن أمور كانت حدثت في السابق وسطرت في كتبهم فمثلا قال الله تعالى :-
{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}الأعراف163
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}يونس94
{وَمَـــا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاســـــــــــــــــــــْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْـــرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُـون}النحل43
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً }الإسراء101
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7
ولكن في مسألة الرد على منكري البعث لم يشر القرآن الكريم بأن الله سبق وأن أحيى أناس كانوا أمواتاً في هذه الدنيا ولم يطلب شهادة أهل الكتاب في ذلك وهم كانوا بالطبع وكحال جميع الأديان السماوية يؤمنون بالبعث والنشور فقد رد الله سبحانه وتعالى على المشركين في هذا الأمر بان قال لهم ان ينظروا إلى ما حولهم ويمعنوا النظر والتدقيق في اياته بالطبيعة أفلم يحيي الله الأرض بعد موتها ؟ بعد ان سقاها بالماء فكما ان الله قادر على هذا فانه قادر على ان يحيي الموتى وكذلك في معرض التأكيد على قدرته في احياء الموتى يوم البعث والنشور أشار الى قدرته وابداعه في خلق الانسان فقد خلقه من مني يمنى ومن ثم يدرجه في أطوار الحياة الانسانية الاخرى كمضغة ومن ثم علقة فجنين الى ولادة الى ان يبلغ أشده ومن ثم الهرم فالموت فكما ان الله الصانع البديع في خلقه قادر على هذا فليس يعجزه بأي حال أن يعيد الموتى الى الحياة يوم النشور لذلك قال الله تعالى :-
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}الأعراف57
{فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}الروم50
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فصلت39
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }الأحقاف33
{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى{36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى{37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى{38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى{40} (القيامة) .
ترى لماذا لم يشر الله تعالى إلى انه أحيى أمواتاً في هذه الدنيا فكما انه قادر على إحياء الموتى في الحياة الدنيا فهو قادر على إحياء الموتى في الحياة الآخرة ؟
المبحث الثاني : هل توفي عيسى عليه السلام ؟
لقد وردت آيتين محكمتين في القرآن الكريم تثبت إن عيسى عليه السلام قد توفاه الله سبحانه وتعالى فقد جاء في سورة ال عمران قوله تعالى {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55 وايضا قال الله تعالى في كتابه الكريم {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}المائدة117 وبهذا فأن الله تعالى أوضح صريحا بان الله تعالى قد توفى عيسى ابن مريم عليه السلام والغريب ان بعض المفسرين الذين يعترفون بان التوفي هنا الموت يقولون ان المقصود بالتوفي الوارد في سورة عمران هو بعد نزول المسيح مرة ثانية إلى الحياة الدنيا في آخر الزمان وهذا كلام مردود عليهم فسياق الاية ينبئ بان التوفي يكون اولا ومن ثم الرفع ومن ثم التطهير كما ان الله تعالى أخبر بلسان المسيح في سورة المائدة عندما سأله الله تعالى (وهو أعلم) عيسى عليه السلام فيما إذا أمر بني اسرائيل باتخاذه هو وأمه إلهين من دون الله فأجاب عيسى عليه السلام بالنفي ومن المعلوم بان قوم عيسى عليه السلام اتخذوا عيسى عليه السلام وامه الهين بعد صلبه وقولهم برفعه إلى السماء وهذا يعني إن حالة التوفي سبقت اتخاذ عيسى إله من قبل النصارى وبالتالي فإن هذا الرأي مردود عليه ولا يستحق الالتفات اليه بالمرة وإذا عدنا إلى كلمة التوفي في القرآن الكريم وردت (24) مرة فيما عدا ما ورد بحق عيسى عليه السلام وكلها تدل على الموت الا في اية واحدة فهي دلت على النوم في قوله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) والنوم هو اول الموت كما يقال واليكم تلك الايات التي وردت فيها كلمة التوفي والتي تدل على الموت :-
1-{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة234
2-{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة240
3-{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ }آل عمران193
4-{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }النساء15
5-{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97
6- {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }المائدة117
7- {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الأنعام60
8- {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }الأنعام61
9- {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }الأعراف37
10- {وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْـــــــــــــــــــــرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَـــــــــــــــــا مُسْلِمِينَ }الأعراف126
11- {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَــــــــــــــارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }الأنفال50
12- {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَــــــــــــــــــــى مَا يَفْعَلُونَ }يونس46
13- {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }يونس104
14- {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }يوسف101
15- {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ }الرعد40
16- {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النحل28
17- {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــُونَ }النحل32
18- {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}النحل70
19- {ثمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} الحج (5)
20- {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }السجدة11
21- {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
22- {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }غافر67
23- {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــونَ }غافر77
24- {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ }محمد27
وكل هذه الآيات تدل على الموت صراحة ولا تحتاج إلى مفسر او عالم في اللغة لكي يثبتها فالسياق واضح ومن الغريب ان مفسري القرآن الكريم القدماء تغاضوا عن هذه الحقيقة الجلية في تفسير (إني متوفيك) إنتصارا لموروث لا يرقى إلى الحقيقة القرآنية العظمى فعند رجوعنا إلى إمهات التفاسير لأهل السنة والشيعة وغيرهم وجدنا ان المفسرين لم يرجعوا إلى حديث نبوي متواتر يفسر هذه الاية الكريمة والغريب ان هؤلاء المفسرون تخبطوا في النقل أيضا عن السلف فقد ورد في تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق بان ابن عباس قال ان متوفيك يعني مميتك وقد وردت كالاتي حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالـح، قال: حدثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { إِنّي مُتَوَفِّيكَ } يقول: إنـي مـميتك. وقد أورد تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق بان عباس قال ان المقصود اني متوفيك أي مميتك، وهو مروي عن ابن عباس، ومحمد بن إسحاق) وقد أورد القرطبي في كتابه تفسير الجامع لاحكام القرآن (ت 671 هـ) مصنف و مدقق ما نصه (وروى ٱ-;-بن طلحة عن ٱ-;-بن عباس معنى متوفِّيك مميتُك) في حين ان القرطبي يتراجع ويقول بان ابن عباس كان لا يقول بالموت وقد ورد في نفس كتابه ما نصه (والصحيح أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة ولا نوم كما قال الحسن وٱ-;-بن زيد، وهو ٱ-;-ختيار الطبري، وهو الصحيح عن ٱ-;-بن عباس) اما ابن كثير في كتابه تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق فقد أورد ما نصه (وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: إني متوفيك، أي: مميتك) في حين ورد في كتاب تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق بان ابن عباس قال بان عيسى توفي وفاة نوم فقد ورد ما نصه (متوفيك وفاة نوم في قول ابن عباس ووهب ابن منية) , وقد ورد في تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق بـــــــ (أن الله تعالى رفعه من غير وفاة ولا نوم ـ وهو اختيار الطبري ـ والرواية الصحيحة عن ابن عباس) وكل ما تقدم يثبت بان السلف من المفسرين لم يقفوا على وجهة نظر ابن عباس رضي الله عنه في هذا الموضوع مما يترك أكثر من علامة شك حول هذا الموضوع وعند مطالعتنا لرواية رفع المسيح الى السماء فلم نجد لها أي اثر فيهما وهذا بحد ذاته اكبر دليل على ان حادثة رفع عيسى عليه السلام ليس بالمتفق عليها ولم ترد لا في القرآن الكريم ولا في أصح كتب السنة عند أهل السنة والجماعة ومن الغريب ان ابن كثير في تفسيره يورد قصة الشبه التي القاها الله على حد زعمه على أحد الحواريين عن طريق ابن اسحاق الذي يقول ان احد النصارى أسلم وروى له قصة مفادها ان عيسى عليه السلام طلب من احد اتباعه ان يضحي بنفسه من اجله من خلال ان الله سيلقي شبه عيسى عليه وهنا أود أن أتسائل اين علماء السلف من هذا الدليل واين هم في جرحهم وتعديلهم في قبول رواية مبهمة كهذه ومن هو هذا النصراني وهل صح اسلامه وهل كان ثقة عدلا وهل ان الرواية التي رواها هي صحيحة وهي من المفترض ان هذا النصراني جاء بها من موروثات دينه السابق
عجيب لامر الخلف هؤلاء فاننا لا نريد في هذا الموضع إدانتهم ولكننا نقول بان السلف نقلوا في رواياتهم الغث والسمين وقد تمثل حرصهم في ان ينقلوا رواية هذا النصراني وان ينقلوا لنا اراء ابن عباس المتضاربة بهذا الشأن بدون أي تعليق وان العجب كل العجب بان الخلف بدلا من ان يمحصوا تلك الروايات ويعرضوها على الفيصل القرآني والعقل والمنطق الا انهم اخذوا تلك الروايات بغثها وسمينها وتقبلوا التناقضات التي فيها بحجة هذا ما ألفينا عليه أباؤنا ولم يكتفوا بهذا بل عارضوا كل من يحاول ان يمحص تلك الروايات والأغرب بان بعض المشايخ كفر من قال بموت عيسى على الرغم من عدم وجود دليل قرآني صريح او من البخاري او مسلم !!!!!!
وبالعودة الى كلمة متوفيك فان المفسرين القدماء فقد اختلفوا في تأويلها واوردوا آراء لا تستحق الالتفات لها لمخالفتها النص القراني والسنة والدلالة اللغوية بان الوفاة هي الموت او النوم ولكننا سنناقش الاراء التي تستحق الدرس لتوافقها مع السياق القرآني لذلك فمنهم من قال بان متوفيك في هذه الاية تعني وفاة موت وذهب البعض قال بانه موت لساعات ففقط ومنهم من قال بانه وفاة نوم ومنهم من قال بانه وفاة من الارض ولم يذكر كيفية تلك الوفاة وكل تلك الاراء محترمة إن لم تناقض صريح القرآن او العقل والمنطق وانا لا أريد في هذا الموضع الرد على تلك التأويلات واحدا واحدا ولكن بالمجمل نقول ان الوفاة في القرآن والسنة وردت كناية عن الموت أما النوم فهو حالة من حالات الموت ومع ذلك فان كانت الوفاة وفاة موت ام نوم في حادثة عيسى عليه السلام فان حالة الوفاة تلك تجري على الروح أما الجسد فهو باق حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }طه55 فاين جسد عيسى عليه السلام ؟ فإن كان قد رفع الى السماء بجسده فلم قال الله سبحانه وتعالى ان متوفيك ومن ثم رافعك الي ونحن نعلم إن حالة الرفع الى السماء لا تقتضي الموت ولا النوم وبهذا تسقط جميع التفاسير التي قالت بوفاة عيسى عليه السلام ومن ثم رفعه الى السماء والغريب ان البعض ذهب الى ان كلمة متوفيك ندل على نزوله الى الارض مرة ثانية في آخر الزمان ليعيش ومن ثم يموت بوفاة عادية وهذا الرأي فاسد من عدة أوجه إذا إن الوفاة ذكرت قبل الرفع أي ان الوفاة للقائلين برفع عيسى عليه السلام الى السماء تمت قبل الرفع ومن جهة أخرى ورد في القرآن الكريم في سورة المائدة بان الله تعالى اخبر عن لسان عيسى عليه السلام بانه سيقول لربه يوم القيامة عند سؤاله بهل انه امر انصاره بان يتخذوه وامه الهين من دون الله فاجاب عيسى عليه السلام بـ {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }المائدة117 أي ان الوفاة سبقت اتخاذ النصارى لعيسى وامه عليهما السلام الهين من دون الله أي بمعنى أدق ان وفاة عبسى عليه السلام تمت قبل رفعه الى السماء ان فسرنا رافعك الي بانه الرفع الى السماء والان نلتفت الى كلمة رافعك وقد فسرها البعض رفعا الى السماء والبعض قال انها كناية عن رفع المكانة وبيان الحظوة وعندما راجعت كتب التفسير ومنها (تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري و تفسير الكشاف/ الزمخشري و تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي و تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي و تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير و تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي و تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي و تفسير فتح القدير/ الشوكاني و تفسير تفسير القرآن / ابن عربي و تفسير الجيلاني و تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن و تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي و تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش و تفسير روح المعاني/ الالوسي و تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي و تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي ) وهي كما تعلمون لمفسرين متقدمين ومتأخرين ومن عدة فرق فهي سنية وسلفيىة وصوفية وشيعية واباظية وزيدية وعندما راجعت ادلة الرفع الى السماء لم أجد فيها حديثا نبويا شريفا فسر الرفع صراحة بانه رفع الى السماء بل تم تأويل كلمة الرفع لوجود أحاديث نبوية تثبت بان المسيح ابن مريم عليه السلام سوف ينزل في آخر الزمان في حين لم يرد حديثا نبويا واحدا في تلك التفاسير تورد بأن النبي محمد -;- قال صراحة ب رفع عيسى الى السماء وكما ذكرت سابقا اني عندما بحثت في صحيحي البخاري ومسلم لم أجد فيها حديثا صحيحا يثبت صراحة على ان عيسى عليه السلام رفع الى السماء وأكاد أجزم بان كتب الصحاح الاخرى والمسانيد لم يرد فيها أي حديث يقول برفع عيسى الى السماء وإلا لإستدل به هؤلاء المفسرون وحتى لا يكون كلامي عاما سأورد بعض الأدلة التي قالت بها تلك التفاسير في تأويل كلمة رافعك بالرفع الى السماء فقد أورد الطبري (ورافعك من بـين الـمشركين وأهل الكفر بك و حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱ-;-لَّذِينَ كَفَرُوا } قال: فرفعه إياه إلـيه، توفـيه إياه، وتطهيره من الذين كفروا.
و حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح أن كعب الأحبـار، قال: ما كان الله عزّ وجلّ لـيـميت عيسى ابن مريـم، إنـما بعثه الله داعياً ومبشراً يدعو إلـيه وحده، فلـما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذّبه، شكا ذلك إلـى الله عزّ وجلّ، فأوحى الله إلـيه: { إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } ولـيس من رفعته عندي ميتاً، وإنـي سأبعثك علـى الأعور الدجال، فتقتله، ثم تعيش بعد ذلك أربعاً وعشرين سنة، ثم أميتك ميتة الـحيّ. قال كعب الأحبـار: وذلك يصدّق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: " كيفَ تَهلِكُ أمةٌ أنَا فِـي أوَّلهَا، وَعِيسَى فِـي آخِرِهَا؟ "
و حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ} قال: متوفـيك: قابضك، قال: ومتوفـيك ورافعك واحد. قال: ولـم يـمت بعد حتـى يقتلَ الدجال، وسيـموت، وقرأ قول الله عزّ وجلّ: {وَيُكَلّمُ ٱ-;-لنَّاسَ فِى ٱ-;-لْمَهْدِ وَكَهْلاً} قال: رفعه الله إلـيه قبل أن يكون كهلاً، قال: وينزل كهلاً.
و حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: { إِنّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } قال: متوفـيك: قابضك، قال: ومتوفـيك ورافعك واحد. قال: ولـم يـمت بعد حتـى يقتلَ الدجال، وسيـموت، وقرأ قول الله عـزّ وجلّ: { وَيُكَلّمُ ٱ-;-لنَّاسَ فِى ٱ-;-لْمَهــْدِ وَكَهْلاً } قال: رفعه الله إلـيه قبل أن يكون كهلاً، قال: وينزل كهلاً.
وقال آخرون: معنى ذلك: إذ قال الله يا عيسى، إنـي رافعك إلـيّ، ومطهرك من الذين كفروا، ومتوفـيك بعد إنزالـي إياك إلـى الدنـيا. وقال: هذا من الـمقدّم الذي معناه التأخير، والـمؤخر الذي معناه التقديـم ) بينما الزمخشري اورد في كشافه حول كلمة الرفع الاتي ({ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } إلى سمائي ومقرّ ملائكتي – و نائم حتى لا يلحقك خوف، وتستيقظ وأنت في السماء آمن مقرب ) أما الرازي فقد أورد في تفسيره الكبير ما نصه (رافعك إلى سمائي، ومقربك بملائكتي، وأصونك عن أن يتمكنوا من قتلك وهذا تأويل حسن والثاني: { مُتَوَفّيكَ } أي مميتك، وهو مروي عن ابن عباس، ومحمد بن إسحاق قالوا: والمقصود أن لا يصل أعداؤه من اليهود إلى قتله ثم إنه بعد ذلك أكرمه بأن رفعه إلى السماء ثم اختلفوا على ثلاثة أوجه أحدها: قال وهب: توفي ثلاث ساعات، ثم رفع وثانيها: قال محمد بن إسحاق: توفي سبع ساعات، ثم أحياه الله ورفعه الثالث: قال الربيع بن أنس: أنه تعالى توفاه حين رفعه إلى السماء، ) بينما اورد القرطبي ما نصه (وقال جماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى: { إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } على التقديم والتأخير؛ لأن الواو لا توجب الرتبة. والمعنى: إني رافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء) وهكذا لم يورد هؤلاء اي حديث نص صراحة وبدون تأويل بان عيسى عليه السلام قد رفع الى السماء حتى ان احدا منهم قال وبسبب الحاجة الى التأويل لفقدان الدليل الى القول إنما احتاج المفسرون إلى تأويل الوفاة بما ذكر، لأن الصحيح أن الله رفعه إلى السماء من غير وفاة، كما رجحه كثير من المفسرين، واختاره ابن جرير الطبري، ووجه ذلك أنه قد صحّ في الأخبار عن النبيّ -;- نزوله، وقتله الدجال، وقيل: إن الله سبحانه توفاه ثلاث ساعات من نهار، ثم رفعه إلى السماء، وفيه ضعف، وقيل: المراد بالوفاة هنا النوم ومثله )
ومما تقدم لم يثبت ورود نص من الحديث الشريف إستدل به السلف على إن عيسى عليه السلام قد رفع الى السماء وإلا لإستدل به بعضهم ممن صح لهم أي حديث بهذا الشأن لكن الواضح هنا إن تأويل السلف لمفردتي التوفي والرفع جاء بسبب إستماعهم الى قصص اليهود والنصارى في المسيح عليه السلام وعدم وجود حديث نبوي قاطع بهذا الشأن خاصة ونحن نعلم بان العديد من الصحابة كان يحضر مجالس اليهود ويستمع لهم ويتدارس توراتهم سواء كانوا قبل إسلامهم أم بعده وكلنا يعلم ان المدينة كانت تعج باليهود حتى ان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبخ من قبل النبي الاعظم -;- وذلك بسبب وجود التوراة بحوزته فضلا عن تأثر المسلمين بالنصارى فيما بعد بعد أن فتح الله لهم البلاد والأمصار مما أدى الى إنتشار تلك الافكار والعقائد بين المسلمين الأوائل خاصة وان أحاديث متواترة عن النبي الاكرم -;- دلت على نزول عيسوي في الامة المحمدية واول المسلمون الاوائل النزول بنزول من السماء في حين ان العرب لا تعني بالنزول فقط النزول من السماء فقد تقول العرب نزل علينا ضيفا او نزل الجيش في ارض العدو وغيرها واعتقدوا ان المسيح النازل في الامة المحمدية هو عيسى الناصري في حين أثبت القرآن الكريم موته ولم يلتفت المسلمون في هذا المقام الى الفروق الجسمانية بين المسيح الناصري وبين المسيح المحمدي الواردة في الاحاديث النبوية الشريفة فقد ورد في صحيح البخاري في الحديث رقم 3239 بأن ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما – حدث عَنِ النَّبِىِّ -;- أنه قَالَ « رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى مُوسَى رَجُلاً آدَمَ طُوَالاً جَعْداً ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلاً مَرْبُوعاً مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ ، سَبْطَ الرَّأْسِ ، وَرَأَيْتُ مَالِكاً خَازِنَ النَّارِ » بينما ورد في وصفه لابن مريم المحمدي الذي سيجابه الدجال في نهاية الزمان في الحديث الوارد في صحيح البخاري رقم 3440 – بأن النبي -;- قال « وَأَرَانِى اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِى الْمَنَامِ ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ ، رَجِلُ الشَّعَرِ ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً ، وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَىْ رَجُلَيْنِ وَهْوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ . فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالُوا هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ . ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلاً وَرَاءَهُ جَعْداً قَطَطاً أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ ، وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَىْ رَجُلٍ ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ » وورد عن النبي -;- في الحديث رقم 3441 الوارد في صحيح البخاري - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّىُّ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِى الزُّهْرِىُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ لاَ وَاللَّهِ مَا قَالَ النَّبِىُّ -;- لِعِيسَى أَحْمَرُ ، وَلَكِنْ قَالَ « بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ ، يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ ) وهذا حديث واضح يثبت الفرق بين الرجلين فعيسى الناصري كان ابيضا يميل إلى الحمرة اما عيسى المحمدي فهو اسمر (آدم) حيث بان المقصود بان هناك عيسوي محمدي غير عيسى الناصري عليه السلام وهذا بالضبط ما حدث مع المسيح عندما بعثه الله الى اليهود الذين قالوا له بان يجب ان يعود النبي ايليا كما وردت في التوراة فقال لهم ان يحيى هو ايليا هذا الزمان فهو يحمل نفس صفاته فقد ورد في انجيل متي الاصحاح الحادي عشر (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ -لْمَوْلُودِينَ مِنَ -لنِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا -لْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ -لأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ -لسَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا -لْمَعْمَدَانِ إِلَى -لآنَ مَلَكُوتُ -لسَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَ-لْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ -لأَنْبِيَاءِ وَ-لنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا -لْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. 15مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.) وهذا بالضبط ما سيحدث مع امة النبي الاعظم -;- التي ستبتلى ببلاء عظيم الا وهو انتظارها للموعود وليعلم الجميع الا حجة لمن يعاند ويرد آيات الله بروايات واهية لا تستقيم والسنن الالهية الواضحة الجلية فعيسى الناصري عليه السلام لم يمت على الصليب ولكن الله انقذه من الموت واواه وامه القديسة الى ربوة بنص قرآني{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ{المؤمنون50}والايواء كما تعلمون يأتي بعد الشدة وقد باشر دعوته لليهود في خارج فلسطين وذهب الى الهند ليدعو اسباط بني اسرائيل وتوفي في كشمير ومرقده هناك وان تفاصيل القصة وردت في كتاب المسيح الناصري في الهند للميرزا غلام أحمد عليه السلام والموجود في موقع الجماعة الاسلامية الاحمدية لمن أراد الإستفادة .... والله ولي التوفيق



#خلدون_طارق_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثتي الاسراء والمعراج ما بين وهم المسلمين وحقد المنكرين
- تحريف الكتاب المقدس
- الرد على ما جاء به الذيب من اكاذيب
- إشكالية النسخ في اية اباحة الخمر
- القضية الإقتصادية في صياغة المعارضة الدستورية في الدولة الاس ...
- النسخ في القران الكريم والاضطهاد السياسي
- نقد النظريات الاشتراكية والرأسمالية والاسلامية الكلاسيكية
- الدولة الدينية في الاسلام وفتنة المتأسلمين
- الحكم بغير ما أنزل الله وفتنة هذا العصر
- النظريات الاقتصادية والتطبيق في البلاد العربية
- دأب الناس ان يكتبوا عنوانا ليمهدوا لمقالاتهم اما انا اليوم ف ...
- القرآن الكريم ما بين التفسير العلمي والخرافة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - الموجز الصريح في إثبات موت المسيح ادلة قرآنية