أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - الحكم بغير ما أنزل الله وفتنة هذا العصر















المزيد.....

الحكم بغير ما أنزل الله وفتنة هذا العصر


خلدون طارق ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 17:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسعى حركات الاسلام السياسي في هذه الايام الى الوصول الى سدة الحكم في الدول الاسلامية مستفيدة من الظروف الموضوعية والذاتية التي تمربها تلك البلدان في ضوء تغير خارطة التحالفات السياسية لدول الغرب مع حكام دولالمنطقة العربية
ان صعود تلك الحركات الى سدة الحكميثير مخاوف الكثير من ابناء تلك المجتمعات بسبب تجاربهم مع تلك الحركات في السابقوالتي كانت والى الان تدعوا الى العنف كوسيلة للوصول الى الحكم وتطبيق شرع اللهوالغاء الاخر مما سبب بتنامي تيارات داخل تلك المجتمعات تقف موقف العداء منالاسلام برمته طالما ان تلك الحركات جاءت لكي تمثله او تطبق منهجه ومن اجل كشف هذاالزيف التي جاءت به تلك الحركات اكتب ملاحظتي هذه وباختصار حتى لا اطيل عليكم وحتىلا تشعروا بالملل واتمنى الا يكون الاختصار مخلا
اولا كما هو معلوم فان كل عمل من اجلالدين يجب ان يستمد مشروعيته من الدين واول مصدر واهم مصدر من مصادر الدينالاسلامي الحنيف هو القرآن الكريم ولنرجعالى مشروعية ما يدعون اليه الا وهو اقامة الدولة الدينية هل هي ركن من اركانالاسلام ام على اقل تقدير دعى اليها الاسلام في محكم كتابه ؟
بالرجوع الى تاريخ الحركات الاسلاميةنرى انها ترتكز الى ما ادلى به المنظر ابو الاعلى المودوي الذي جاء بمفهومالحاكمية مرتكزا الى ثلاث ايات من القران الكريم في سورة المائدة تصرح بان من لميحكم بغير ما انزل الله فهو فاسق وكافر وظالم وبالتالي احل ابو الاعلىالمودوي قتال الانظمة التي لا تطبق حدودالله وان صام وصلى حاكمها وان اقام العدل فيها لانه كافر ظالم فاسق ولتعلم عزيزيالقارئ ان كل الحركات الاسلامية السنية كانت ام الشيعية قد تأثرت بل نهلت من افكارالمودودي وتأثير المودوي واضح في كتابات الخميني وسيد قطب والبنا وغيرهم
والان لنراجع هذا السند الشرعي الذياستدلوا عليه في تكفير المجتمعات ومن ثم وجوب اقامة الدولة الدينية
ان تلك الايات قد وردت كما اسلفت فيسورة المائدة وقد استدل بها المودوي بعد ان انتزعها من الاسياق القراني لذا سنأتيبتلك الايات في السياق القرآني كي تتضح الصورة عن مدلولات تلك الايات فقد قال اللهتعالى في سورة المائدة من الاية 43 الى 47
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ{43} إِنَّاأَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَأَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْمِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِوَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُفَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ{44} وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَبِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّبِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَنلَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{45} وَقَفَّيْنَاعَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِوَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِمِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ{46} وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِبِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَهُمُ الْفَاسِقُونَ
والسياق واضح وهو يتحدث عن كفر اليهودوالنصارى بسبب عدم مثولهم الى احكام التوراة والانجيل وقد يقول قائل هذا حكم عامايضا فنحن عندنا القرآن الكريم فان لم نحتكم عليه فنحن ايضا مشمولون بالوصف الالهيالسابق نقول له نعم صحيح ولكن ما معنى الاحتكام او الاحكام او الحكم الواردة فيتلك الايات ولكي نقف على حقيقة المعنى سنلجأ الى القرآن الكريم نفسه لنفسر معنىيحكم مستندين الى قاعدة مهمة في التفسير الا وهي ان القرآن الكريم يفسر نفسه بنفسه
ورد الفعل يحكم ومشتقاته في القراناكثر من 25 مرة وعندما كان يرتبط هذا الحكم في الله كان يعني الفصل بين الناس يومالقيامة واليك مثال واحد على ذلك هو ما جاء في سورة البقرة الاية 113 قوله تعالى (فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
ولنرجع الى ما تعلق بمفردة الحكم عندما كانت تتعلف بالبشر ولنرى كيف وردت في القران الكريم والى أي امر دلت عليه
1- كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَاللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّلِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ) وهذه الاية الواضحة على ان الحكم هنا لا يعني اقامةالدول الدينية فكما هو معلوم ليس كل الانبياء كانوا ملوكا او حكاما
2- {أَلَمْ تَرَ إِلَىالَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَبَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ }آل عمران23 لم تدل على الحكم الدنيوي .
3- {فَلاَ وَرَبِّكَلاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْفِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65واضحة على انها تدل الفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه من العقائد ومن الامورالاخرى .
4- {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَوَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَوَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ }المائدة43 لم تدل على وجوب اقامة الحكومةالدينية انما التحكيم في موضوع معين .
5- {إِنَّا أَنزَلْنَاالتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْلِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ) المائدة 44 ايضا لا تعنيالحكم كما اسلفنا من قبل بشان الانبياء .
6- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداًفَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ)المائدة 95
7- َ(مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىشُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ )الأنعام136وهي لا تدل على الحكم السياسي
8- {وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌمِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْحَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }الأعراف87 لم تدلعلى الحكم السياسي ايضا
9- {يَتَوَارَى مِنَالْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِيالتُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }النحل59 لم تدل على الحكم السياسي ايضا
10-
11- {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِيالْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}الأنبياء78 لم تدل على الحكم السياسي ايضا
بل دلت على القضاء
12- {أًمْحَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}الجاثية21 لم تدل على الحكم السياسي
وكما تشاهدون اخوتي لم افسر تلك الايات ومعنى الحكم بل جئت بها كي تقرأوها وتستدلوا على انها لا توحي بما لا يقبل الشك ولا التأويل ولا من قريب اوبعيد الى وجوب اقامة السلطة الدينية
والان لنرجع الى حجة اخرى من حججهم ان وجوب اقامة السلطة الدينيةياتي من وجوب اقامة حدود الله في السرقة والزنى بزعم ان من لا يقوم الواجب الا بهفهو واجب
وهذه حجة واهية اخرى فبامكان أي مشرع ان يسن قانونا بوجوب اقامةالحدود الاسلامية ويعرضه على المجلس التشريعي ويقره المجلس ويصبح نافذا فهو لايستلزم اقامة الدولة الدينية بل حتى في بعض الانظمة الشمولية لا يستوجب الامر هكذافقد اقام صدام حسين حد السرقة في دولته العلمانية بجرة قلم فاين الواجب في اقامةالسلطة الدينية
والادهى والامر ان تلك الحركات الاسلامية تكفر من لم يقم حد السرقةوتتناسى امر الله لعباده في عباه باقامة العدل والاحسان والنهي عن الفحشاء والمنكرفان اتى الحاكم بالحدود وظلم وبغى وتجبر فلا وجوب للخروج عليه لانه اقام حدود اللهوتناسوا ان حدود الله ليست في القصاص فقط والمواريث انما في اوامره ونواهيه فيوجوب العدل والاحسان والنهي عن البغي والفحشاء والمنكر فهي حدود الله ايضا
وسلمني الله وايكم من فتنة قال عنها الرسول الاكرم يخرج في آخرالزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
قال أبو عيسى وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأبي ذر وهذا حديث حسن صحيح



#خلدون_طارق_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظريات الاقتصادية والتطبيق في البلاد العربية
- دأب الناس ان يكتبوا عنوانا ليمهدوا لمقالاتهم اما انا اليوم ف ...
- القرآن الكريم ما بين التفسير العلمي والخرافة


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - الحكم بغير ما أنزل الله وفتنة هذا العصر