أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد الحسين - قلم الكاتب














المزيد.....

قلم الكاتب


فراس عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


القلم والكاتب

استشهاد العشرات وجرح المئات بينهم نساء واطفال اثر انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي وسط بغداد, هروب مئات السجناء من احدى السجون العراقية, اخبار اوليه عن انهزام احد الوزراء وبحوزته اكثر من (مليار دولار) كانت مخصصه لتحسين الطاقة الكهربائية في البلد, خطف سيارة تقل عدد كبير من طلاب جامعه بغداد واقتاديهم لجهة مجهولة, مقتل وجرح المئات من عمال المسطر بانفجار عبوات ناسفه كانت مزروعة بمكان تواجدهم, عاجل ..عاجل.. انباء عن اختفاء (اربعه مليار دولار) من ميزانيه الدولة العراقية. اطفى جهاز التلفاز وصعد لغرفته الصغيرة المعزولة.
وضع الكأس بجانبه وتمدد على فراش الأريكة, في عتمه الليل الملهم الا من النور الخافت, مسك القلم بين اصابعه محاولا البدء بطقوس الكتابة. اخذ يداعب وجه الورقة الابيض الاملس كأنه وجه الحبيبة, ثم صمت لفتره وتشتت كل افكاره بعد ان سالت قطره الدمع على خده.
افلت القلم نفسه من يده وحدثه قائلا: هذه الليلة سأتبرأ منك واخاصم عقلك, كوني استشعر بألم خفي يجول في خاطرك مثل بقعه زيت اسود تلوث بحر افكارك الصافي. وانت لا تستطيع ان تكتب الاعن الحب والحياه والامل.
ارتشف القليل من كأسه وقال للقلم: لكن يا صديقي الوحيد ونديم ليلي قد ضاقت بي الحياه وجفف الالم منابع الامل, عندما شوهت صوره القتل اليومي شكل الابتسامة, وساد صوت الانفجارات على الحان زقزقه العصافير والتي هاجرتنا وسافرت لبلدان اخرى اكثر أمانا واستقرارا, واستباحت غيوم الدخان الاسود الكثيف لون وجه السماء الازرق الباسم, وطغت رائحه الدم على عبير الورد, وعمت اصوات النحيب والبكاء بدل صوت فيروز والحانها في كل صباح, كيف بكل ذلك استطيع الكتابة؟
ثم ارتشف رشفه اخرى من كاسه واكمل قائلا: يعتصر قلبي الما وينزف دما كلما رأيت طوابير العمال يملؤون المساطر دون عمل, ويرسم الجوع والفقر خربشته على وجوههم الكالحة بفرشاة من حديد. كلما رأيت المتسولين في بلد يطفو على بحيره من النفط, وملايين الارامل والايتام, انت لا تعلم كم اعاني كلما اكلت في احد المطاعم يتحول الطعام لطعم العلقم عندما يقدمه العامل واعلم بأنه جائع ومحتاج للطعام اكثر من حاجتي له.
كيف لا اكتب عن انتشار الفساد والرشوة, ولا عن المليارات التي تسرق من حقوق الشعب كل يوم, ولا عن ملايين المغرور بهم وهم لا يعلمون, ثم عم الظلام الدامس اثناء حديثه, وهذا هم اخر يضاف لهمومنا اليومية.
رد عليه القلم: ما اضيق العيش لولا فسحه الامل, عليك يا سيدي ان تمسح الدموع من العيون وتنفخ الحياه وسط الموت والركام, عليك ان تكون سفينه النجاة وسط بحار الالم, وتزرع الزهور وسط الصحراء القاحلة وترعاها كل يوم لتصبح اشجار وارثه يتفيئ بها الناس وعامه الشعب, وواجبك ان تنفث الآمال في النفوس التي تفتقدها وتحتاج لها, وعليك ان تكون لهم ضوء الشمعة وسط ظلمه الحياه الدامسة. هذا هو واجبك وهدفك ودورك في الحياه الذي لا تتنازل عنه.
ثم رجع القلم واحتضن اطراف اصابعه عوده الطفل لأحضان امه. تعال يا صديقي نتناسى الالام والمناظر البشعة التي تشوه حياتنا وتبعثر احلامنا, عندما نفقد الحب والاحساس سوف نفقد انسانيتنا ونتحول الى مخلوقات اخرى ليست من البشر. تعال لنرسم الحياه والحب ونخط للمعرفة وللأمل.



#فراس_عبد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوه بلدوزر
- السوق
- فتاه اللوحه.. لوحه الفتاه
- المقهى
- الشيخ والطفل
- ثوره الصمت
- من المسؤول
- دموع تحت الصفيح
- احذروا الحليم اذا غضب
- شيوعيا انا
- التغيير بات بأيديكم
- كابوس
- الشيوعي العراقي ..والانتخابات
- الشباب والربيع العربي
- الاشتراكيه ...حلم البشريه
- مفهوم الديمقراطيه و الربيع العربي


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد الحسين - قلم الكاتب