أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا السقال - مصارحة لقوى الثورة والمعارضة















المزيد.....

مصارحة لقوى الثورة والمعارضة


زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالطبع لا نستطيع ان نضع المعارضة السورية بسلة واحدة ،، الخلافات والتباينات موجودة بينها وهي سمة طبيعية ، فالإختلاف مطلوب وصحي خاصة اذا عبر عنه بالأفكار والحوار وكل الوسائل الممكنة لتحديد تخوم وأسس الخلاف والاتفاق . هكذا خلاف نحترمه بل ونشجع عليه .
فالمعارضة السورية وكان هذا طبيعيا ، أن تختلف منذ بداية الثورة على اسقاط النظام ، فأغلب الفصائل التاريخية لم تجد في اسقاط النظام كشعار هدفاً لها ، مما يفسر كيف انتهجت خطاباً ملتوياً تلطت وراءه بشعارات سياسية لم تتناسب ومستوى تطور الحراك الشعبي وتصاعد وتيرة المطالب التي كانت تفرض نفسها مقابل العنف الذي واجه به هذا النظام المجرم شعبه ، بينما رفعت فصائل أخرى مباشرة شعار إسقاط النظام وراحت تقرع أبواب الخارج كي تسقطه.
هذان التياران ما زالا ولغاية الآن يتقوقعان وراء شعاراتهما ، عقلية سياسية جامدة لا تراجع نفسها ولم تسمح ولا لمرة واحدة أن تقف لتتساءل ، ماذا حققت من شعاراتها وأين وصل حراكها والى أين تسير هذه الثورة والتي لا تحمل المعارضة شرف تفجيرها لكنها ثورة الشعب الذى عانى عقود من الذل والقهر والفساد والإستبداد ، طامحاً لتحرير نفسه ولإقامة دولة تتمتع بالحرية والقانون والعدالة دولة مواطنة .
هذا المسار الطويل لهذه المعارضة ، مازال محكوم بنفس الاشكالية ، فهناك أوهام وقصر نظر وغلو قائم ولا مراجعة ، رغم هذا التذرر والتشظي بالثورة ، وضياع ملامح الوطن جراء طغيان النظام بشكل أساسي الذي اختار طريق اخماد ثورة الحرية والكرامة بأي ثمن وقدم سوريا كلها لقمة سائغة انسجاماً مع صلفه لتصبح مسألة وطن تتجاذبه الصراعات الدولية وفتح الأبواب لكل بلاليع العالم التي تقطر تطرفا وتعصبا لتنهش جسده، وأصبح الوطن مهدد كسيادة واستقلال بوحدته الإجتماعية والجغرافية والطاغية ما زال يفجر الألغام واحداً بعد آخر مستمتعاً بحرق الأخضر واليابس في طريقه .
لهذا فاللوحة وكما تبدو، اطاحت بالشعب السوري وثورته والذي لا يُرى فيها إلا كشعب يهجر ويجوع ويقتل وتدمر كل مدنه ومساجده وكنائسه ، ونظام يستجلب أطرافا اقليمية ودولية كي يثبت حكمه ، والمعارضة لاحول لها ولا قوة ، تهرطق وتستجر أحلاما ومجتمع دولي يقرر عن عمد وسابق أصرار الصمت عن كل شيء ، ويترك المسألة لحل سياسي يفرض على السوريين ، أهم سماته سورية الضعيفة المدمرة والأخطر المقسمة ينتاب جسدها ندوب وآثار لن تمحى بسهوله .
بهذا الوضع تقل الخيارات امام السوريين ، لكن تبقى هناك محاولات قد تقدم بصيصاً من الأمل .
تتمحور هذه المحاولات بأن تتفق المعارضة بكل أطيافها على الوطن ، وحدة ونضالا ومستقبلا ، دون هذه المعادلة لن يكون هناك وطن ، وبنفس الوقت سيدفع السوريين الكثير من الدماء ، دماء دون سؤال ماذا تحقق هذه الدماء .
وكي نعي أننا أمام محاولات هناك الكثير من المقدمات التي يجب ان يتحلى بها السوريين وخاصة النشطاء والقوى الحديثة ، كي تلزم القوى التقليدية التاريخية بها.
1 ـ بالنسبة للقوى الإسلامية عليها أن تعي ان قدر سوريا يحتم انها دولة علمانية ، العلمانية التي شوهت ووضعت وكأنها بمواجهة الدين بالوقت الذي هي احترام للدين وتقديسا له باعتباره عقيدة قيمية روحية ، لها أمكنتها وتقاليدها وثقافتها ، ولكنها لا تشرع للدولة ولا تتدخل بالدستور، يجب عدم الضحك على بعض، علينا ان نجلس لنحدد شاركتنا فبالقدر الذي يعترف العلمانيين بالإسلاميين كشركاء ، تكون الحاجة لتفنيد عقد الشراكة وتحصينه وتثبيت دعائمه ومؤسساته ، عقد يحترم ولا يلغي ولا يحتكر. اليوم يكذب المعارضون على بعضهم بمصطلح العلمانية وتحويلها لمدنية وكل يحاول تثبيت أفكاره بطريقة مواربة ، بينما واقع وتاريخ سوريا يفرض العلمانية كخيار وهو القدر والمحصن للتعايش والمحبة والتطور .
2 ـ كما على الديمقراطيين أن يحددوا بشكل واضح موقفا من النظام وضرورة اسقاطه باعتباره أس الفساد والإرتهان والتفريط بالمواطن قبل الوطن .
3 ـ علينا ان ندرك ان الثورة مصالح ، ولا مصلحة للغرب أو أمريكا بتغيير النظام ، وان هذه مصلحة سورية بامتياز ، وعلى السوريين التفكير بالمقاومة والنضال والإبداع كي يحققوا مصلحتهم بأنفسهم ، هذا لا يعني ان لا نتعاون مع العالم ولكن من زاوية المصالح المشتركة القائمة على السيادة والإستقلال ، وهذا يتطلب التفكير جديا بلي عنق الواقع لصالح معركة السوريين .
هذا الكلام النظري ، هل له من أسس رغم هذا الخراب والتفسخ والتشظي والدمار القائم
اعتقد نحن نتكلم هنا عن محاولات وعلينا بذل جهد عال لتفعيلها ، وهذا لن يكون إلا بالإلتفاف مع الجهود المبذولة والدفع بها وتطويرها نقدا ومبادرات ومطالب .
بمعنى دعم محاولة الديمقراطيين في دخول الإئتلاف بثقل للتأثير وتطوير مساره، والتي قوبلت من أطراف برفض فوري غير مبرر، رفض محكوم بالنق والثرثرة ، دون الالتفات الى ما قد تنتجه هذه النقلة على خطاب الائتلاف السياسي وتحركه العملي . سلبية سياسية لم تتخلص من ،، بارانويا ،، التخوين والتشكيك ، تقدم خطاباً وتنقلب عليه ولا تعرف الى أي وجهة تسير . هذه فرصة سانحه لأصحاب هذا النهج لإعادة قراءة اللوحة ولكي يقيموا ويعوا تماما ماذا يريدون والشكل الأمثل لتحقيقه ، فهذه المحاولة فرصة يمكن الاستفادة منها ويمكن هدرها ايضاً ، تحصينها وانتاجها مرهون بأن تنضبط بحاضنات الإنتاج ممارسة وسلوكا ، وأن يقابلها فعل ايجابي يواجهها نقدا ضمن المفيد والمجدي .
ما نود قوله أن الوضع الذي يمر به وطننا حرج للغاية ومعقد ويتطلب جهدا واعيا موحدا ، جهد يفرز أطر عمل منتجة وواعية ، ولكي تتمكن من تحقيق نقلة لا بد ان تسودها الشفافية وتتخلص من كل أمراض الواقع . هل يستطيع أو تستطيع هذه النخب والقوى واللجان والتنسيقيات والمجالس ، والهيئات ان تتواضع وتعي ان الأفكار ليست هي الأساس اذا لم تجد الحاضنة والخيمة التي تتسع لحريتها ودورها ، وهنا يكمن أبداع بناء هذه الخيمة الحاضنة ،، والمقدمة هي ان نتخلص من الإدعاءات الواهية والأنا المريضة ، والإقصاء والتخوين ، ونعود للمحاسبة المبنية على الوقائع والمعلومات ، والتعبير عن أرائنا بحرية والسماح لها ان ترى النور.
؟؟؟ هي محاولة ولا كثير من الوقت .



#زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصر، والقصر وعجائب الثورة
- كي لا نحصد الخيبة
- اليسار وعقل الهزيمة
- نحن أمام مرحلة تتطلب وعيا خاصا


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا السقال - مصارحة لقوى الثورة والمعارضة