أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زكريا السقال - نحن أمام مرحلة تتطلب وعيا خاصا















المزيد.....

نحن أمام مرحلة تتطلب وعيا خاصا


زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 03:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نحن أمام مرحلة تتطلب وعيا خاصا
زكريا السقال

همروجة الإبراهيمي ، وغرور الإئتلاف ووهمه باعتراف مجموعة من الدول به ، وفذلكات هيئة التنسيق وقصورها ، واستمرار تهرب الحركة الكوردية السورية من التوافق على مستقبل سوريا وطن الجميع ، وضع المسالة السورية أمام خيار واحد ووحيد ، وقد عبر عنه الإبراهيمي نفسه ، ولكن نحن لا نريد الجحيم على طريقة الإبراهيمي ، بما يعني كسر إرادة شعب انتفض من تحت الذل والتهميش والسرقة والفساد ، نحن نريد الانتصار لثورة الشعب الذي خرج كي ينتزع حريته وكرامته ويعيد صياغة وطنه حرا وكريما يضمن أمن الجميع وحرية الجميع ، وطنا حديثا بمؤسسات حديثة يسيجها دستور يحدد الحقوق وتداول السلطة والحريات .
الإبراهيمي كموفد أممي ليس معنيا بالحل لأنه لا يمتلكه أصلا ، أنما هو دار ولف وخرج بنتيجة مفادها ، أن الملف السوري ليس بيد السوريين. وان من يمسك بالملف توافق على أن السوريين برأسهم السياسي المشتت ، خاضع لكثير من التداخلات الأقليمية والدولية ، والتهافت الذي يصيب نخبه وبعض الأطر التي تعتقد أنها تستطيع التحدث والتفاوض باسمه، هي بطبيعة الحال لا تمتلك قرار نفسها ولا تستطيع اصلا التحرك والتواصل مع شعبها . ولهذا فإن الحديث سيكون كما يراه الابراهيمي للذين يمسكون بالمسألة السورية ، فهم يحددون ما تتوخاه مصالحهم تارة بوضوح وتارة أخرى بصورة مبطنة ، إلا أن نتيجة هذه المصالح الغير معنية أصلا بهموم الشعب السوري ولا بعدد الضحايا و المعتقلين والدمار والخراب تشير الى أن ما يهم الغرب وأمريكا كما روسيا هو أن تكون الجارة المدللة آمنة ، والدول التي تسرق وتنهب مستقرة . وبما ان النظام لا يمتلك إلا ان يثير كل الزوابع ليؤكد استمرار صلاحيته بكفالة استقرار المنطقة ، فهو خاض ويخوض حرب بقائه بجدارة مستفيدا من كثرة من لهم مصلحة في بقائه . في نفس الوقت لا بد من الاشارة الى ضعف اداء المعارضة السورية التي لم تتمكن الى الآن من ثبيت برنامج واضح لعملها ولم تستطع ممارسة فعل أخلاقي يجمع كل أطيافها ويوحدها مبدئياً على توافقات تكفل انجاز خطة طريق لكيفية ادارة الصراع تحافظ به على الإلتصاق بالشارع وهمومه اضافة لحمايته والدفاع عنه ودعم صموده . كما ان عليها ان تقدم في نفس الوقت رؤية واضحة لكيفية انتقال السلطة وإعادة بناء الوطن ومؤسساته بما يطمئن كل السوريين بأنهم فعلا على أبواب تغيير حقيقي ، وأن مرحلة من السواد والإستبداد انتهت الى غير رجعة .
اليوم نحن أمام توافق دولي على ثورتنا ، بعد ان وصموها بانتاج الإرهاب والتطرف ، وهم يريدون اعادة الإستقرار والأمن ولكن هذه الإعادة يجب ان يكون فيها بشار الاسد، المجرم والقاتل والمعتوه الذي خرب وقتل ودمر البلد .
طبعا علينا أن نحدد عوامل قوتنا وضعفنا ، وعوامل قوة النظام وضعفه
كيما نستطيع الوقوف على عوامل ضعفنا والخروج منه للإستمرار بالثورة كي ننتصر
من المهم جدا أن ندرك وهذا يجب أن يفهمه الإئتلاف والقوى التي راهنت على الخارج ، حيث قلنا هذا ، قلناه وسنبقى نقوله ، الخارج غير معني أبداً بتغيير النظام دون إيجاد بديل يتوافق معه على مستقبل المنطقة باعتبارها أصبحت منطقة نفوذ غربي ومصالح خطط لها على مدى أعوام كي تكون تحت السيطرة والنفوذ لنهب الثروات وتأبيدها سوق لبضائعها ومنتجاتها ومكان لقواعدها ومرتكزاتها العالمية . هذا يجب أن يكون واضحا وجليا ، ولم يعد التعامي بأن الخارج صديق ويريد لنا الخير، سوى مقولات للسذج بالسياسة. هذا لا ينفي ان يكون هناك تعامل مع الخارج ولكن يجب التوافق على هذا والإجماع عليه بدلالة الوطن ومصالحه وسيادته ، وضرورة وضع تصور مشترك لهذا التعامل السياسي.
على المعارضة بكل تشكيلاتها ان تعي انها تخوض معركة انتقالية ولا يمكن بهذه المرحلة لأحد ان يدعي انه الممثل وانه الناطق وانه القائد ،، هذه الفلسفة وهذا العمل الغير أخلاقي والذي اعتمد جلب الأموال واحتكارها معتقدا انه يستطيع شراء الذمم والضمائر واستغلال حاجة الناس لن يثمر إلا مزيد من تشتيت القوى التي نحن في أحوج حال لتجميعها لخدمة ثورة شعبنا. حيث ثبت وبالملموس كيف هدرت الأموال وماذا أنتجت وما هو المأزق الذي وضعتنا به ومن هنا فإن توافق المعارضة خاصة بعد هذا الدمار والتخريب، أمر لابد منه ولأن تناحة الرأس لم تعد تجدي ، وشعبنا الذي يقدم التضحيات سوف يقول الكلمة الفصل في النهاية ، ويبعد كل هؤلاء الذين يريدون حرف الثورة عن طريقها ، وان مركزة المال وتنظيم صرفه ومراقبة تحركه هي مسؤولية وطنية وعلى الشعب ان يطل وبشكل واضح على هذه الحالة ويراقب ويقدم التساؤلات عن كل ممارسة غير وطنية تعتمد الفساد وشراء الذمم.
كما أن التنطع والفذلكات الكثيرة والتي تعبر عن أمراض وعقد لدى الكثير من أطراف المعارضة وخاصة التي نصبت نفسها ممثلة للوطنية والديمقراطية ، عليها ان تعي انها قد شوهت كثيرا نضال شعبها وكثيرا ما سخفته ولم تحترمه ، آن لها أن تعيد النظر بكل هذه الهرطقات والرعونة ، فقد أجازت لنفسها الإدعاء والتفرد ومارست كل اشكال التخبيص باسم انها الأوعى وانها الأفهم ، وهي لا تعرف ماذا يحصل بالميدان أو في حي التضامن الملاصق لدمشق ، ولم تشعر بألم الجرحى ولا وجع الأمهات الثكلى ، مما دعى الشارع على الانفضاض عنها ولم يعد يكن لها أي احترام.
ليكن معلوما اليوم أن النظام يستعيد قوته على حساب هذا التخبيص والأنانية التي تعتري صفوف المعارضة وتشويهاتها أصبحت لا تحتمل ، وها هو النظام يعاود تقديم نفسه من جديد وبكل صلافة ووقاحة بعد ان فتك بشعبنا ودمر وطننا ونخر وحدتنا الوطنية بأنه معادلة لا يمكن القفز عنها .
ما زال النظام مستقويا في بقائه على الكثير من العوامل وعلى رأسها دعم ايران له، والتي تعتبر نفسها المتضرر الحقيقي من سقوطه ، و تدرك انها بسقوط النظام سوف تخرج من المنطقة ، لذا على المعارضة أخذ المبادرة ومخاطبتها بوضوح بأنها دولة جوار ، وقرار حرية الشعب السوري هو فوق مشاريعها ومخططاتها واطماعها ، وأن عليها ان تتعامل مع سوريا كدولة جوار ولهما مصالح مشتركة ، وتبيان المعارضة لها بأنها تقف على نفس المسافة من كل الدول المحيطة ، ويمكن لهذه العلاقات ان تتطور بقدر ما تقوم على تنمية هذه المصالح بما يعود على شعبي البلدين بالإزدهار، لكن الاستمرار بدعم النظام سوف يضر بهذه العلاقات مستقبلياً وهو ليس في صالح الشعبين.
أما العلاقة مع الروس الذين اتخذوا من البداية موقفا الى جانب النظام وتذرعوا أكثر من مرة بعدم توافق المعارضة والذين اطالوا من عمر النظام وشكلوا الذراع الحامي له عليهم ان يعرفوا ان انشغالهم بمصالحهم مع ادراكهم بأن الولايات المتحدة ليست معنية بتغيير النظام دون ايجاد بديل يضمن ما ضمنه النظام نفسه ، هنا على المعارضة ابلاغهم بأنهم يغامرون في علاقتهم المستقبلية مع سورية لوقوفهم الداعم للنظام الذي سيسقطه الشعب مما سيحتم عليهم تقديم اعتذارهم للشعب السوري على هذه السياسية الرعناء ، التي دأبت على دعم النظام الذي قام بدور تطويعي للفلسطينيين واللبنانيين وقدم مساهمته بتخريب العراق ووقوعه في أتون الفوضى مقدمة لتفتيته ، هذا النظام الذي ظل يقتات على فتات ما يقدم له جراء ضبط أو تفعيل الحدود معه ، وكان حاضراً في كل البازارات يتلون حسب العرض والطلب لضمان ما يتطلبه استمراره . لكن استمرار دعم الروس للنظام لن يبقى بلا ثمن والذي قد تدفع مصالح الشعب الروسي ثمنه لاحقاً.
لكن التأثير في هذه المعطيات التي تبرز الآن وبشكل حاد وجلي تتطلب من المعارضة السورية ان تتحلى بالشجاعة وبعض القيم لتقول نحن قدمنا الى الان أداءً اتسم بالضعف لمساندة ثورة شعبنا وآن علينا ان نضع برنامجا يضمن انتصارها ، نجسد من خلاله سياسة وطنية واقعية وثورية في آن معاً، يلتف حولها الجميع ويحكمها شعار كل شيء للوطن ، الحرية والكرامة لجميع ابنائه ، عليها الآن وليس غداً ان تتداعى لوضع تصور توافقي يضبط المعركة مع النظام وهذا يتطلب:
1 ـ عقد لقاء وطني موسع يحدد وبوضوح لا لبس فيه أن الثورة السورية هي ثورة السوريين جميعا للخلاص من نظام الإستبداد ومعالجة كل تشويهاته والإلتزام ببناء مستقبله كوطن للجميع بدستور عصري ومؤسسات مدنية وقضاء وقانون وعدالة اجتماعية .
2 ـ التأكيد على أن مهمة اسقاط النظام أو ترحيل كمهمة وطنية للسوريين جميعا يبذلون في سبيلها الغالي والرخيص باعتبارها تحرر المجتمع وتصون وحدته وتحافظ على سيادة البلد وأن تحرر وكرامة الانسان فيه يشكل هدفا أساسيا .
3 ـ التأكيد على ضرورة استمرار النضال السلمي المحمي وهذا لا يعني رمي السلاح بقدر ما سيكون السلاح حاميا أمينا لهذا النضال ، بعد أن أصبح ضرورة فرضها النظام القمعي ، لكن ومع ذلك علينا ان نخلص من حرب المواقع المدمرة وتشجيع النضال السلمي المدني الذي يضمن التواصل وتوثيق الروابط بين مكونات المجتمع السوري وهو ما يخشاه النظام. وهذا ايضاً يفرض احترام العالم لسلاح يقوم بدور الحارس الأمين للشعب ، مما سيجعل منطق الثورة أقوى ويجنبها مسألة استجداء السلاح التي دخل عبره الغرب وأدخل لنا منطق التطرف. العمل لكي يتموضع ضباطنا وجنود الثورة خارج المدن والأحياء وتركها للمجالس المحلية ، تدير شؤونها وتأمن متطلباتها وبناء مؤسساتها .
4 ـ التخاطب مع العالم جميعا على أرضية هذه ثورة شعب يريد الحرية ولن نسمح لأحد ان يقف عائقا امام انتزاع الشعب لحريته.
5 ـ العمل على كفالة ان يقوم الجيش الحر بدوره خدمة للوطن عن ضبط السلاح وضم كل القوى العسكرية تحت لوائه وبإمرته، وعمله على ضمانة استعمال السلاح إلا عند الضرورة ، لحماية الشعب وصيانة حريته بالتعبير ، وكما تقع على عاتقه مهمة التعامل مع جميع الوافدين لمساندة الشعب السوري من موقع أن الشعب السوري قادر على حماية نفسه وان دورهم بمساندته أعلاميا واغاثيا هو الأفضل والأجدى.
6 ـ على المعارضة التعامل بالمسألة المالية وهي من المسائل الحساسة جدا بمركزتها والأشراف عليها من لجان متخصصة تدير شؤون الصرف وتقدم تقاريرها وتخضع للمساءلة.
نحن أمام مرحلة جديدة تتطلب عقل جماعي وانتصار لمجمل الدماء التي اريقت من أجل وطن الجميع ، هل سنجد خطوة باتجاه التوافق ، علما ان الثورة ماضية ولن تقف ولكننا نحاول ان ندخل الى منطق الإنتصار ومنطق استعادة ألق الثورة وفرض معادل جديد عنوانه ثورتنا بيدينا ونحن نقرر انتصارها ،، هل سنجد من هذه المعارضة آذنا صاغية وتخلي عن كل هذه السفسطة. مع العلم ان كل ما طرح هو وجهة نظر نتمنى تطويرها للأفضل بما يخدم ثورتنا.
زكريا السقال
8 / 1 / 2013



#زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زكريا السقال - نحن أمام مرحلة تتطلب وعيا خاصا